عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 01-01-2012, 06:06 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

- وسائل الملكية الفردية ،و لها مظهران:
المظهر الأول :الأموال المملوكة ،أي المسبوقة بملك ،و هذه الأموال لا تخرج من ملك صاحبها إلى غيره إلا بسب شرعي كالوراثة ،أو الوصية ،أو الشفعة ، أو العقد ،أو الهبة ،أو نحوها.
المظهر الثاني :الأموال المباحة ،أي غير المسبوقة بملك شخص معين ،و هذه الأموال لا يتحقق للفرد تملكهاإلا بفعل يؤدي إلى التملك و وضع اليد ،كإحياء موات الأرض و الصيد ،و استخراج ما في الأرض من معادن ،و إقطاع ولي الأمر جزءا من المال لشخص معين،و العمل ،و نحوه .
على أن ثمة قيودا على الملكية الفردية ،تجمل فيما يلي:
1/ مداومة الشخص على استثمار المال ،لأن في تعطيله إضرارا بصاحبه ،و بنماء ثروة المجتمع
2/ أداء زكاته ،إذا بلغ نصابا ،لأن الزكاة حق المال ،و كذلك إنفاقه في سبيل الله
3/ اجتناب الطرق المحرمة للحصول عليه ،كالربا ،و الغش و الاحتكار و نحوه
4/ عدم الإسراف في بذله أو التقتير

- وسائل الملكية الجماعية ،و لها مظاهر كثيرة ،نوجزها في الآتي:
المظهر الأول :الموارد الطبيعية العامة ،و هي التي يتناولها جميع الناس في الدولة دون جهد أو عمل . كالماء ،و الكلأ ،و النار ،و ملحقاتها.
المظهر الثاني :الموارد المحمية ،أي التي تحميها الدولة لمنفعة المسلمين أو الناس كافة ،مثل :المقابر ،والمعسكرات ،و الدوائر الحكومية ،والأوقاف ،والزكوات و نحوها.
المظهر الثالث :الموارد التي لم تقع عليها يد أحد ،أو وقعت عليها ثم أهملتها مدة طويلة كأرض الموات.
المظهر الرابع :الموارد التي تجنيها الدولة بسبب الجهاد كالغنائم والفيء ونحوها

هـ- حرية العمل : العمل عنصر فعال في كل طرق الكسب التي أباحها الإسلام ،و له شرف عظيم باعتباره قوام الحياة ولذلك فان الإسلام أقر بحق الإنسان فيه في أي ميدان يشاؤه و لم يقيده إلا في نطاق تضاربه مع أهدافه أو تعارضه مع مصلحة الجماعة. و لأهمية العمل في الإسلام ،اعتبر نوعا من الجهاد في سبيل الله ،كما روى ذلك كعب بن عجرة –رضي الله عنه –قال : (مر على النبي صلى الله عليه و سلم رجل ،فرأى أصحاب الرسول الله صلى الله عليه و سلم من جلده و نشاطه ،فقالوا :يا رسول الله ،لو كان هذا في سبيل الله ،فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن كان خرج يسعى على ولده صغارا ،فهو في سبيل الله ،و إن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله ،و إن كان خرج يسعى على نفسه يعضها فهو في سبيل الله ،و إن كان خرج يسعى رياء و مفاخرة فهو في سبيل الشيطان) وهكذا نجد كثيرا من نصوص الكتاب و السنة ،تتحدث عن العمل ،و تحث عليه ،و تنوه بأعمال متنوعة كصناعة الحديد و نجارة السفن ،و فلاحة الأرض ،و نحو ذلك ،لأن العمل في ذاته وسيلة للبقاء، و البقاء –من حيث هو – هدف مرحلي للغاية الكبرى ،و هي عبادة الله ،و ابتغاء رضوانه ،و بقدر عظم الغاية تكون منزلة الوسيلة،فأعظم الغايات هو رضوان الله تعالى،و بالتالي فإن أعظم وسيلة إليها هي العمل و التضحية،و إنما نوه القرآن بالعمل و الكسب للتنبيه على عظم فائدته و أهميته للوجود الإنساني،وأنه أكبر نعمة الله على الإنسان.


الصنف الثاني :الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية ،و هذا الصنف يشمل الآتي:
أ-حرية الاعتقاد ،و يقصد بها :اختيار الإنسان لدين يريده بيقين ،و عقيدة يرتضيها عن قناعة، دون أن يكرهه شخص آخر على ذلك .فإن الإكراه يفسد اختيار الإنسان ،و يجعل المكره مسلوب الإرادة ،فينتفي بذلك رضاه و اقتناعه و إذا تأملنا قول الله تعالى : ((لا إكراه في الدين )) نجد أن الإسلام رفع الإكراه عن المرء في عقيدته ،و أقر أن الفكر و الاعتقاد ،لا بد أن يتسم بالحرية ،وأن أي إجبار للإنسان ، أو تخويفه ، أو تهديده على اعتناق دين أو مذهب أو فكره ،باطل و مرفوض ،لأنه لا يرسخ عقيدة في القلب ،و لا يثبتها في الضمير. لذلك قال تعالى : ((و لو شاء ربك لاّمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )) و قال أيضا ((فذكرإنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر )) كل هذه الآيات و غيرها ،تنفي الإكراه في الدين ،و تثبت حق الإنسان في اختيار دينه الذي يؤمن به. هذا و يترتب على حرية الاعتقاد ما يلي:
1/ إجراء الحوار و النقاش الديني ،وذلك بتبادل الرأي و الاستفسار في المسائل الملتبسة ،التي لم تتضح للإنسان ،و كانت داخلة تحت عقله و فهمه –أي ليست من مسائل الغيب – وذلك للاطمئنان القلبي بوصول المرء إلى الحقيقة التي قد تخفى عليه ، وقد كان الرسل و الأنبياء عليهم الصلاة و السلام يحاورون أقوامهم ليسلموا عن قناعة و رضى و طواعية ، بل إن إبراهيم –أبا الأنبياء عليه السلام –حاور ربه في قضية ((الإحياء و الإماته )) ليزداد قلبه قناعة و يقينا و ذلك فيما حكاه القرآن لنا في قوله تعالى : ((وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا فلما تبين له قال أعلم أن الله عزيز حكيم )) بل إن في حديث جبريل عليه السلام ،الذي استفسر فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ((الإسلام ))و ((الإيمان ))و ((الإحسان )) و ((علامات الساعة )) دليل واضح على تقرير الإسلام لحرية المناقشة الدينية ،سواء كانت بين المسلمين أنفسهم ،أو بينهم و بين أصحاب الأديان الأخرى ،بهدف الوصول إلى الحقائق و تصديقها ،لا يقصد إثارة الشبه و الشكوك و الخلافات ،فمثل تلك المناقشة ممنوعة ، لأنها لا تكشف الحقائق التي يصل بها المرء إلى شاطئ اليقين
2/ ممارسة الشعائر الدينية ،و ذلك بأن يقوم المرء بإقامة شعائره الدينية ،دون انتقاد أو استهزاء ، أو تخويف أو تهديد،و لعل موقف الإسلام الذي حواه التاريخ تجاه أهل الذمة –أصحاب الديانات الأخرى –من دواعي فخره و اعتزازه ،و سماحته ،فمنذ نزل الرسول صلى الله عليه و سلم يثرب –المدينة المنورة –أعطى اليهود عهد أمان ، يقتضي فسح المجال لهم أمام دينهم و عقيدتهم ،و إقامة شعائرهم في أماكن عبادتهم .ثم سار على هذا النهج الخلفاء الراشدون ،فكتب عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – لأهل إيلياء –القدس- معاهدة جاء فيها : (( هذا ما أعطاه عمر أمير المؤمنين ، أهل ايلياء من الأمان ،أعطاهم أمانا على أنفسهم ،و لكنائسهم و صلبانهم ،،،لا تسكن كنائسهم ولا تهدم و لا ينتقص منها و لا من غيرها و لا من صلبهم ،و لا يكرهون على دينهم ،و لا يضار أحد منهم )) و ها هم علماء أوروبا اليوم ،يشهدون لسماحة الإسلام ،و يقرون له بذلك في كتبهم .قال ((ميشود )) في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية ) : (( إن الإسلام الذي أمر بالجهاد ،متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى و هو قد أعفى البطاركة و الرهبان و خدمهم من الضرائب ،و قد حرم *** الرهبان –على الخصوص – لعكوفهم على العبادات، ولم يمس عمر بن الخطاب النصارى بسوء حين فتح القدس ،وقد *** الصليبيون المسلمين و حرقوا اليهود عندما دخلوها )) أي مدينة القدس
ب- حرية الرأي ،و تسمى أيضا بحرية التفكير ،و التعبير وقد جوز الإسلام للإنسان أن يقلب نظره في صفحات الكون المليئة بالحقائق المتنوعة ،و الظواهر المختلفة ،و يحاول تجربتها بعقله ،و استخدامها لمصلحته مع بني ***ه ،لأن كل ما في الكون مسخر للإنسان ،يستطيع أن يستخدمه عن طريق معرفة طبيعته و مدى قابليته للتفاعل و التأثير ،ولا يتأتى ذلك إلا بالنظر و طول التفكير.
هذا و لإبداء الرأي عدة مجالات و غايات منها:
1/ إظهار الحق و إخماد الباطل ،قال تعالى : ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون)) فالمعروف هو سبيل الحق ،و لذلك طلب من المؤمن أن يظهره ،كما أن المنكر هو سبيل الباطل ،و لذلك طلب من المؤمن أن يخمده.
2/ منع الظلم و نشر العدل ،و هذا ما فعله الأنبياء و الرسل إزاء الملوك و الحكام و يفعله العلماء و المفكرون مع القضاة و السلاطين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )
3/ و قد يكون إبداء الرأي ،بتقديم الأمور حسب أهميتها و أولويتها ،و هذا أكثر ما يقوم به أهل الشورى في أكثر من بلد ،و أكثر من مجتمع و قد يكون بأي أسلوب آخر ،إذ من الصعب حصرها ،و لكنها لا تعني أن يخوض الإنسان فيما يضره ،ويعود عليه بالفساد ،بل لا بد أن تكون في إطار الخير والمصلحة إذ الإسلام بتقريره حرية الرأي ، إنما أراد من الإنسان أن يفكر كيف يصعد ،لا كيف ينزل ،كيف يبني نفسه و أمته ،لا كيف يهدمها ،سعيا وراء شهوتها و هواها.
وباستعراض التاريخ الإسلامي ،نجد أن ((حرية الرأي )) طبقت تطبيقا رائعا ،منذ عصر النبوة ،فهذا الصحابي الجليل ،حباب بن المنذر ، أبدى رأيه الشخصي في موقف المسلمين في غزوة بدر ،على غير ما كان قد رآه النبي صلى الله عليه و سلم ،فأخذ النبي صلى الله علبه و سلم برأيه ، و أبدى بعض الصحابة رأيهم في حادثة الإفك ،و أشاروا على النبي صلى الله عليه و سلم بتطليق زوجته عائشة –رضي الله عنها –إلا أن القرآن برأها ،و غير ذلك من المواقف الكثيرة التي كانوا يبدون فيها آراءهم
ج-حرية التعلم : طلب العلم و المعرفة حق كفله الإسلام للفرد ،و منحه حرية السعي في تحصيله ،و لم يقيد شيئا منه ، مما تعلقت به مصلحة المسلمين دينا و دنيا ،بل انتدبهم لتحصيل ذلك كله ،و سلوك السبيل الموصل إليه ، أما ما كان من العلوم بحيث لا يترتب على تحصيله مصلحة ،و إنما تتحقق به مضرة و مفسدة ،فهذا منهي عنه ،و محرم على المسلم طلبه ،مثل علم السحر و الكهانة ،و نحو ذلك.
و لأهمية العلم و المعرفة في الحياة ،نزلت آيات القرآن الأولى تأمر النبي صلى الله عليه و سلم بالقراءة قال تعالى: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق ،خلق الإنسان من علق ،اقرأ و ربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ،علم الإنسان ما لم يعلم)) و القراءة هي مفتاح العلم ،و لذلك لما هاجر النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ،و نصب عليه الكفار الحرب ،و انتصر المسلمون و أسروا من أسروا من المشركين ،جعل فداء كل أسير من أسراهم ،تعليم القراءة و الكتابة لعشرة من صبيان المدينة و هذا من فضائل الإسلام الكبرى ،حيث فتح للناس أبواب المعرفة ،و حثهم على و لوجها و التقدم فيها ،و كره لهم القعود عن العلم و التخلف عن قافلة الحضارة و الرفاهية و الازدهار .و من أجل ذلك كان على الدولة الإسلامية ،أن تيسر سبل التعليم للناس كافة ،و تضمن لكل فرد حقه في ذلك لأن هذا الحق مضمون لكل فرد من رعاياها ،كسائر الحقوق الأخرى.
د- الحرية السياسية : و يقصد بها :حق الإنسان في اختيار سلطة الحكم ،و انتخابها ،و مراقبة أدائها ،و محاسبتها ،و نقدها ،و عزلها ،إذا انحرفت عن منهج الله و شرعه ،و حولت ظهرها عن جادة الحق و الصلاح .
كما أنه يحق له المشاركة في القيام بأعباء السلطة ،و وظائفها الكثيرة ،لأن السلطة حق مشترك بين رعايا الدولة،و ليس حكرا على أحد ،أو وقفا على فئة دون أخرى و اختيار الإنسان للسلطة ،قد يتم بنفسه ،أو من ينوب عنه من أهل الحل و العقد و هم أهل الشورى ،الذين ينوبون عن الأمة كلها في كثير من الأمور منها : القيام بالاجتهاد فيما لا نص فيه ، إذ الحاكم يرجع في ذلك ،إلى أهل الخبرة و الاختصاص من ذوى العلم و الرأي ،كما أنهم يوجهون الحاكم في التصرفات ذات الصفة العامة ، أو الدولية ،كإعلان الحرب ، أو الهدنة ، أو إبرام معاهدة ، أو تجميد علاقات ، أو وضع ميزانية أو تخصيص نفقات لجهة معينة أو غير ذلك من التصرفات العامة ،التي لا يقطع فيها برأي الواحد. قال تعالى : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله و لرسوله و لأمة المسلمين و عامتهم )
__________________
رد مع اقتباس