روايات ضعيفة لا تصح عن نهر النيل
(1) رَوَى أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (6/ 677)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (ج1/ ص363/ مقدمة)، وابن الجوزي في "المنتظم" (ج1/ ص159)، والضياء المقدسي في "صفة الجنة" (1/ 95) وفي "المنتقى" (1/ 959)؛، كلهم من طريق مسلمة بن علي، عن مقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ سَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ،وَجَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُبَلْخٍ، وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ وَهُمَا نَهْرَا الْعِرَاقِ، وَالنِّيلَوَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَاسْتَوْدَعَهَا الْجِبَالَ وَأَجْرَاهَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ}. [المؤمنون: 18]؛ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَرَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ كُلَّهُ وَالْحَجَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ وَمَقَامَ إِبْرَاهِيمَ وَتَابُوتَ مُوسَى بِمَا فِيهِ وَهَذِهِ الْأَنْهَارَ الْخَمْسَةَ فَيَرْفَعُ كُلَّ ذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}. [المؤمنون: 18]؛ فَإِذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مِنَ الْأَرْضِ فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا».
قلت: (حاتم): هذا خبر واهٍ جداً، تفرّد به مسلمة بن علي الخشني، وهو أحد الضعفاء والمتروكين في الرواية، أجمع الأئمة على ذلك؛ قال عنه يحيى بن معين، ودُحَيم: ليس بشىء. وقال البخاري، وأبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، لا يُشتَغل به، هو فى حدّ التّرك. وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: ضعيف، وحديثه متروك. وقال أبو داود: كان غير ثقة، ولا مأمون. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث، لا ينبغى لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديثه. وقال النسائي، والدارقطني، والبرقاني: متروك الحديث. زَادَ النسائي فى موضع آخر: ليس بثقة. وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: كان مِمَن يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس عندهم ولا مِن حديثهم، فلما فحش ذلك بطل الاحتجاج به. وقال أبو علي النيسابوري: ضعيف. وقال ابن عدى: جميع أحاديثه غير محفوظة. وقال ابن المنادي: حديثه كله لا شىء. وقال الساجي: ضعيف جداً. وقال الحاكم: روى المناكير والموضوعات. وقال الذهبي: واهٍ. وقال ابن حجر: متروك.