ثورات الشعوب العربية... هل تُنبئ بصدام حضاري مع الغرب؟
ولا شك أن ثورات الشعوب العربية ضد نظمها زادت من حالة الإرباك التي ميزت السياسة الخارجية الأمريكية في الآونة الأخيرة، خاصة وأن تلك الثورات جاءت من رحم الأمة، وقودها الشعوب، دون تدخلات خارجية، وهو ما يعني أن سياسة جديدة ستشهدها المنطقة العربية، قد لا تتعارض مع نظيرتها الأمريكية إلا أن المؤكد أنها لن تعود كما كانت قبيل الثورة، تابعة لها على طول الطريق.
المؤكد أن نظماً قديمة قد انهارت في العالم العربي وأن نظماً جديدة في سبيلها للتبلور، ورغم محاولة الإسلاميين تصدر المشهد السياسي في كل من تونس ومصر، إلا أن احتمالية أن يكونوا البديل لنظامي بن على ومبارك غير مؤكدة وإن كانت قائمة وبقوة، وفي هذا الإطار يقول مدير مركز "كارنيغي ـ الشرق الأوسط" للدراسات بول سالم إن "الأنظمة العربية أقنعت الغربيين بأن التطرف الإسلامي هو البديل إذا رحلت هي، لكن تبين أن هذا غير صحيح. دخل الإسلاميون الثورات بعد انطلاقها لكنها ليست ثوراتهم لا تنظيما ولا شعارات، وهم مدركون لذلك". ويضيف "الإسلاميون سيطروا خلال السنوات الثلاثين الأخيرة على الوعي العام بشعاراتهم الدينية. لكن تبين أن الشعب يريد أمورا أخرى: يريد الحرية والحداثة، يريد التنوع والديمقراطية".