عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 08-10-2016, 03:55 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي





حرب أكتوبر
1973م
: في يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973 وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهراً، شَنَّ الجيشان المصري و السوري هجومًا كاسحًا على القوات الإسرائيلية، بطول الجَبهتين، ونفَّذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الفريق/ الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة عدم صدور أي أوامر من القيادة العامة لأي وحدة فرعية، لأن القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة ... وبحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 7 أكتوبر 1973م، حقَّقت القوات المصرية نجاحًا حاسمًا في معركة القناة، وعَبَرت أصعب مانع مائي في العالم آنذاك وحطَّمت خط بارليف في 18 ساعة، وهو رقم قياسي لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة، بلغت 5 طائرات و 20 دبابة و 280 شهيدًا، ويمثل ذلك 2.5 % من الطائرات و 2 % من الدبابات و 0.3 % من الرجال ... أما العدو: ففقد 30 طائرة و 300 دبابة وعِدَّة آلاف من القتـلة، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثة ألوية مُدرَّعة ولواء مشاة كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف التي كان يتغنَّى بها اليهود ليل نهار!

ثم أرسلت اليادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة المُوحَّدة للجبهتين التي كان يقودها المشير/ أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس/ أنور السادات من أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا ... ولكن الشاذلي عارض الفكرة بشِدَّة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق الـ 12 كيلو مترًا التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نُقدِّم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي، والتي ما زالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية وتُشكِّل تهديداً خطيراً لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي، ثم أُغلِق الموضوع ... وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها ووصلت إلى قائدي الجيشين الثاني والثالث ... ثم اتصل اللواء/ سعدمأمون قائد الجيش الثاني الميداني بالقيادة العامة طالباً مكالمة الشاذلي ليخبره باستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر، وبعدها بدقائق اتصل اللواء/ عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالثي الميداني بالقيادة وأبدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التي أرسلتها القيادة العامة إليه والمتعلقة بتطوير الهجوم؛ وقد أخبرهما الفريق/ الشاذلي لهم أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم لكنه أُجبِر على ذلك ... وقد فاتح الفريق/ الشاذلي المشير/ أحمد إسماعيل مرة أخرى في الموضوع وأبلغه باعتراضات قائدي الجيشين؛ وتقرَّر استدعاء اللواء/ سعد مأمون واللواء/ عبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة؛ وفي مساء اليوم نفسه، وفى خلال هذا المؤتمر الذى عُقِد في الساعة 6 إلى الساعة 11 مساءً، كرَّر كل منهم وجهة نظره مراراً وتكراراً، ولكن كان هناك إصرار من المشير/ أحمد إسماعيل أن القرار سياسي، ويجب أن نلتزم به، والشيء الوحيد الذي تغيَّر هو تأجيل الهجوم من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر كما كان مُحدَّدًا.

وفي صباح يوم
14 أكتوبر تم سحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 وتم دفعهما شرقًا نحو المضائق، واصطدمت
القوات المصرية المتجه شرقاً بمقاومة إسرائيلية عنيفة وكمائن للدبابات وبإسناد جوي إسرائيلي مباشر، ونسبة لتفوق قوات العدو في الدبابات والتفوق الجوي وأن القوات المصرية تعمل خارج نطاق حماية الصواريخ المصرية ومُنِيت هذه القوة بخسارة فادحة في ساعات، وتراجعت إلى إثرها غرباً.

وعليه...، فقد فشلت خطة التطوير كما توقع
الشاذلي وخسرت
القوات المصرية عدد 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي؛ وكان قرار التطوير وبتقدير الكثيرين من المتابعين للشأن العسكري أسوأ قرار استراتيجي اتخذته القيادة السياسية، مما أضرَّ كثيراً في سِير العمليات فيما بعد وأثَّر على نتائج الحرب، وجعل ظهر الجيش المصري غرب القناة مكشوفاً لأية عملية التفاف، وهو ما حدث بالفعل ... ثم اقترح الشاذلي إعادة تجميع ما تبقَّى من الفرقتين المدرعتين 21 و 4 من شرق القناة إلى غرب القناة وإعادتهما إلى مواقعهما الرئيسية للقيام بمهام التأمين التي تدربوا عليها، وليتمكنا من إعادة الاتزان إلى المواقع الدفاعية، ولكن المشير/ أحمد إسماعيل عارض الاقتراح على أساس أن سَحب هذه القوات قد يُؤثِّر على الروح المعنوية للجنود وقد يفسره العدو على أنه علامة ضعف فيزيد من ضغطه على قواتنا، ويتحول الانسحاب إلى ذُعر؛ وعارض الشاذلي هذا الرأي مُعلِّلاً ذلك فيما بعد أن المشير/ أحمد إسماعيل كان يقود المعارك على الخرائط فقط، ولم يَزُر الجبهة قَطُّ إلا بعد وقف إطلاق النار ببضعة أسابيع، وإن عدم اتصاله بالضباط والجنود لم يسمح له بأن يلمس ما أحدثه نجاحنا في عبور قناة السويس في رفع روحهم المعنوية، وفي استعادة ثقتهم بقادتهم.

عندها أصبحت المبادرة في جانب القوات الإسرائيلية
التي استعدَّت لتنفيذ خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم الغزالة للعبور غرب القناة، وحصار
القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة وأن القوات المدرعة التي قامت بتطوير الهجوم شرقًا هي القوات التي كانت مكلَّفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القناة شرقًا وتدمير معظمها في معركة التطوير؛ وبعد فشل التطوير أصبح ظهر الجيش المصري مكشوفًا غرب القناة، وقد استغلَّت إسرائيل تلك النقطة فيما عُرِف بعد ذلك بــ "ثغرة الدفرسوار".

حيث اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية من نوع "SR-71" بلاك بيرد، وجود ثغرة غير محميَّة وبعَرض 25 كيلو بين الجيش الثاني الميداني في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية؛ فقام الأمريكان بإبلاغ القيادة الإسرائيلية التي وجدت فرصتها، فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات، تمكَّن بعضها في ليلتي 15-16 أكتوبر من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرة.

وقد أدَّى عبور هذه القوة إلى إحداث ثغرة في صفوف
القوات المصرية عُرِفت باسم "ثغرة الدفرسوار... وتم نَصب جسر طوف لعبور الدبابات والآليات المُدرَّعة، وفي يوم 16 أكتوبر تمكَّن لواءان (وهما: لواء مدرع، ولواء مظلي) من العبور والتواجد إلى غرب القناة بقيادة الجنرال/ أرئيل شارون قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية 143، وحاولت هذه القوة احتلال مدينة الإسماعيلية فتصَّدت لها لواء مظلات وكتيبتان صاعقة مصرية، ومنعتها من احتلالها وكبَّدتها خسائر فادحة، ولكن تمكَّن أرئيل شارون من احتلال المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس.

وفي يوم 17 أكتوبر، اقترح الفريق/ الشاذلي المناورة بالقوات وسحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 من شرق القناة، وباستخدام هاتين الفرقتين يتم توجيه ضربة رئيسية للواءابن إسرائيلين غرب القناة، وفي الوقت نفسه يقوم اللواء 116 المتواجد غرب القناة بتوجيه ضربة أخرى للعدو، بينما تقوم الفرقة 21 مدرعة المتواجدة شرق القناة، بتوجيه ضربة لقوات العدو بهدف إغلاق الطريق المؤدي إلى الثغرة؛ وليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا، عِلماً بأن
القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مُدرَّع ولواء مظلات فقط، وقد توقَّع الفريق/ الشاذلي عبورلواء إسرائيلي إضافي ليلاً.

لم يقبل المشير/
أحمد إسماعيلولا الرئيس/ أنور السادات رأي الفريق/ الشاذلي، بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عُقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ "نَكسة1967م"، وبالتالي رفض سحب أي قوات من الشرق للغرب، وقرر أن تتم مواجهة الثغرة بقيام القوات المدرعة المصرية في الشرق (في سيناء) بسد منافذ عودة القوات الإسرائيلية المتسللة إلى سيناء، واستدعاء قوات تهاجمها من الغرب وبذلك تكون محصورة بين القوات المصرية.

وهنا وصلت الأمور بين السادات وإسماعيل والشاذلي إلى مرحلة الطلاق!

فقام
السادات بإقصاء الشاذلي، وعَيَّن محمد عبد الغني الجمسي بدلاً منه ليقوم بالتعامل مع الثغرة.

ثم بعد ذلك ازداد تدفُّق
القوات الإسرائيلية، وتطوَّر الموقف سريعًا، إلى أن تم تطويق الجيش الثالث بالكامل في السويس، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس - القاهرة، ولكنها توقَّفت لصعوبة الوضع العسكري بالنسبة لها غرب القناة، خاصةً بعد فشل الجنرال/ أرئيل شارون في الاستيلاء على مدينة الإسماعيلية وفشل الجيش الإسرائيلي في احتلال مدينة السويس، مما وضع القوات الإسرائيلية غرب القناة في مأزق صعب، وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصري المُضاد الوشيك.

__________________
رد مع اقتباس