عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 26-01-2010, 03:31 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

* معركة عين جالوت :-
جاء وقت الفجر فصلى المسلمون في خشوع ورتبوا صفوفهم بعد الصلاة واستعدوا وما هي إلا لحظات وأشرقت الشمس وكان ذلك يوم الجمعة 25 رمضان سنة 658 هـ ورأى المسلمون من بعيد جيش التتار فأتى الجيش التتري المهول من إتجاه الشمال وأقترب من سهل عين جالوت وعلى أبواب السهل وقف الجيش التتري في عدده الرهيب وعدته القويه ولم يكن داخل السهل أحد من المسلمين فالكل مختيأ وراء التلال حتى المقدمة التي كان على رأسها ركن الدين بيبرس رحمه الله – كانت مختبئه في ذلك الصباح ؛ ثم بدأت قوات المقدمة الإسلاميه بعد أن أشار لها قطز تنزل إلى سهل عين جالوت بالتدريج أمام الجيش التتري فلم تنزل مقدمة الجيش دفعة واحده إنما نزلت على مراحل وفي صورة عجيبة ولنرى وصف صارم الدين أيبك الذي في جيش التتار وكان يقف إلى جوار كتبغا نوين لهذا النزول لقوات المقدمة فقال " فلما طلعت الشمس ظهرت عساكر الإسلام وكان أول سنجق(اي كتيبه ) أحمر وأبيض وكانوا لابسين العدد المليحه فبهت كتبغا وبهت من معه من التتار فقال كتبغا في فزع يا صارم رنق من هذا ( اي لون من هذا ) فقلت رنق " سنقر الرومي " وهو أحد أمراء المماليك ؛ ونزلت كتيبة أخرى تنزل الملابس الصفراء وعليها من البهاء والجمال ما لا يوصف فقال كتبغا رنق من هذا فقلت هذا رنق " بلبان الرشيد " ؛ ثم تتابعت الكتائب الإسلاميه وكل هذه الكتائب هي المقدمة فقط بقيادة ركن الدين بيبرس وكل كتيبة بلون وفي كل مرة يسأل كتبغا رنق من هذا فيقول صارم الدين أيبك : فصار أي شيئ يطلع على لساني قلته .
وبعد أن نزلت مقدمة المسلمين واكتملت بدأت الفرقة الموسيقية العسكرية تدق الطبول تنفخ في الأبواق وتضرب الصنوج النحاسيه فكانت هذه الضربات بمعاني معينه فكانت الفرق تتلقى الأوامر عن طريق الدقات التي لا يعرفها الأعداء ؛ ووقف الأمير ركن الدين بيبرس بقواته على المدخل الشمالي لسهل عين جالوت بينما ترك السهل بكامله خاليا خلفه وأقتربت ساعة الصفر ؛ فنظر كتبغا نوين إلى القوات الإسلامية وهو معتقد أنها كل الجيش فوجدها قليلة فأراد أن يحسم الموقعه من بدايتها فدخل بكل جيشه إلى سهل عين جالوت وهذا تماما ما كان يريده الملك المظفر قطز رحمه الله ؛ وأعطى كتبغا إشارة البدأ لقواته فانهمرت جموع التتار الرهيبه وهى تصيح صيحات مفزعه على مقدمة جيش المسلمين وكانت أعدادا هائله من الفرسان ينهبون الأرض نهبا باتجاه القوات الإسلامية وكان القائد المحنك ركن الدين بيبرس يقف في رباطة جأش عجيبه ومعه الأبطال المسلمون في ثبات ما تحركوا من أماكنهم واقتربت منهم جموع التتار فأعطى بيبرس إشارة البدأ لقواته فانطلقوا في شجاعه نادرة بإتجاه جيش التتار وارتطم الجيشان وارتفعت سحب الغبار الكثيف في ساحة المعركة وتعالت أصوات دقات الطبول وعلت صيحات التكبير من الفلاحين الفلسطينيين الواقفين على جنبات السهل وسرعان ما تناثرت الأشلاء وكثرت الدماء وارتفع صليل السيوف وغطى على كل شئ ؛ فهذه الفرقة وهي قوات المقدمة كانت من أحسن وأفضل فرق المسلمين وأحسن قطز إختيار أفرادها فردا فردا حتى تستطيع أن تقف هذه الوقفه الجسوره أمام هذه الجحافل من التتار ؛ وثبتت المقدمة الإسلامية ثباتا رائعا مع قلة عددها فضغط كتبغا نوين بصورة أكبر وبدأ يستخدم كل الطاقه وأدخل كل جنوده داخل السهل ولم يترك أي قوات للإحتياط خلف الجيش التتري ؛ كل هذا وقطز يرقب الموقف عن بعد ويصبر نفسه وجنده على النزول في ساحة المعركة حتى تأتي اللحظة المناسبة ؛ كان اللقاء سجالا بين الطرفين مع وجود الفجوة الهائلة في الأعداد بين الطرفين وكانت غاية المسلمين أن يستنزفوا القوات االتتريه في حرب مرهقة وكانت هذه هي الخطوة الأولى من الخطة وهو الصبر قدر المستطاع حتى تستنزف أغلب الطاقات التترية .
رد مع اقتباس