[الأستاذة ام فيصل]

)
شعر غسان كنعان

فاتَ الأوانُ

صغيرتي ..
فاتَ الأوانُ أن تَكوني حَبيبتي
فاتَ الأوانُ ..
كي أُعطيكِ ..
اسماءَ بُحوري .. وعُنوانَ سَفينتي
فاتَ الأوانُ ..
كي تَلحقِي بِمراكبِي
وتَعرفينَ .. خُطوطَ رحلتَي
فاتَ الأوانُ ..
كي أعودَ من جديدٍ .. إلى جُزُري
أو أن أُغيًر وجهتي
ماكنتُ يوماً لأؤذي الجَمال .. ولكنّني
قتُلتْ بسهام الجمال ..
مُنذُ طُفولَتي
واختارني الحُبُّ ..
كي أكونَ رَسولَهُ
فسخّرتُ نَبضات قَلبي ..
لأُكملَ رِسالتي
وأحرقتُ سنينَ عُمُري ..
أبحثُ عن حُبٍّ
أخَلّدُ فيهِ تاريخَ غَرامي ..
وحِكايتي
وماكنتُ أعرفُ
أنّني أبحثُ عن لؤلؤةٍ
في قاعِ بحرٍ
لا إسم لهُ .. في قِصّتي
صَعبٌ عليَّ أن أحبّكِ .. وبَحر الوداعِ
يَحملُ جثمانَ قلبي .. وبَقايا سَفينتي
وأنتِ على بَرِّ البَراءةِ ..
لا تُدركين البحرَ وقَوانينه
لاتعرفين شيئاّ ..
عن حكايةِ حُزني .. ودَمعتي
فكَم مِن شمعةٍ .. أوقَدتُها لعاشقٍ
وأضَعتُ في ظُلماتِ الَّليلِ ..
طريقي .. وشَمعتي
إنني ..
أصارعُ أمواجَ الحُزنِ بمُفردي
وما رافقتني السّعادةُ يوماً ..
في رحلتي
فأنا خُلِقتُ ..
لكلِّ جميلةٍ في الدّنا
وغَزلتُ من شَعرِ النّساءِ سَريري ..
ووسادتي
هذي التّعابيرُ ..
لن تقرإي مِثلها أبداً
ولن يفوحَ عبَقُ الغَرامِ ..
إلا من قَصيدتي