(19) عَــبْـــدٌ أَنْـــتَ أَمْ حُـــرٌّ؟!
مَرَّ عُمَرُ بنُ عُبَيْد الله بن مَعْمَر بزنجي (رجل أسود) يأكل عند حائط وبين يديه كلب؛ إذا أكل لقمة طرح له لقمة، فقال له: أهذا الكلب كلبك؟! قال: لا.
قال: فلِمَ تطعمه مثل ما تأكل؟!
قال: إني أستحي مِن ذي عينين ينظر إليَّ أن أستبد بمأكول دونه!
قال: أحر أنت أم عبد؟! قال: عبدٌ لبعض بني عاصم.
فأتى عمر ناديهم فاشتراه واشترى الحائط، ثم جاءه فقال: (أعلمتَ) أن الله قد أعتقك؟!
قال: الحمد لله وحده، ثم لمَن أعتقني بعده!
قال: وهذا الحائط (البُستان) لك.
قال: أشهدك أنه وَقْف على فقراء المدينة!
قال عمر: ويحك! تفعل هذا مع حاجتك!
قال: إني أستحي مِن الله أن يجود لي بشيء فابخل به عليه!
إنه عبدٌ تحرَّر مِن الدنيا فأنعم اللهُ عليه بفكّ رقبته!
وكم بيننا اليوم مِن أحرار ملكت قلوبهم فصاروا عبيدًا لها، وأسرى عندها!
*********