يا من له انفعل الوجود (قصيدة)
يا ربِّ أنتَ المُرتجَى لِشفائي
قد طالَ دائي وَاستحالَ دوائي
فَبِنورِ وجهكَ فاشفِني وتولَّني
وأزِل عَنائي واستجِب لدُعائي
أَسكِن بروحٍ منكَ آلامي الَّتي
سكَنَت بجسمي سائرَ الأعضاءَ
لو كنتُ أعرفُ علَّتي داوَيتُها
لكنَّني ما زلتُ أَجهلُ دائي!
عجَزَ الطبيبُ فما لهُ من حيلةٍ
وبقيتَ أنت ذخيرتي وَرجائي!
يا ربِّ أصلحني فأنتَ وَسيلتي
وإليكَ ترجعُ سائرُ الأشياءِ
يا مَن له انفعلَ الوجودُ جميعهُ
وبهِ تجلَّت حكمةُ الأسماءِ
يا مَن مشيئتهُ غدَت في قولِ "كُنْ"
من غيرِ أسبابٍ ولا وُسَطاءِ
أذهِب عن الجسمِ السقيمِ سقامَهُ
يا مُذهبَ البأساءِ والضرَّاءِ
ما لي غنًى عن أنعُمٍ أنعَمتَها
ومِنَ الجميل زيادةُ النَّعماءِ
بك أستغيثُ مِن البلاء وأحتمي
ممَّا أخافُ، وأتقي أعدائي
يا أرحمَ الرُّحَماءِ يا غيثَ الوَرى
مما جرَى، يا أكرمَ الكُرَماءِ
د. محمد إبراهيم العشماوي
|