عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-09-2013, 02:22 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

صقلية بعد الفتح


صارت صقلية بعد فتحها إمارة أغلبية، يتولى أمرها والٍ من قبلهم، وكان الأغالبة في نزاع ومناوشات مستمرة مع الدولة الفاطمية التي نشأت بالمغرب، وتريد الزحف نحو الشرق، وكان هناك نزاع أقوى بين المذهبين السني والشيعي، وكان ذلك ينعكس على جزيرة صقلية، وكان بين سكانها نزاع بين العرب والبربر من قبل.

ونوجز القول فنقول : إن الفاطميين تغلبوا على بني الأغلب في إفريقية، وحلوا محلهم في مستهل القرن الحادي عشر الميلادي، ثم انتزعوا منهم صقلية، وهي على انقسامها وتفرقها، فاضطروا إلى إعمال الشدة، فشهدت الجزيرة أيامًا قاسية سودًا، حتى عين الخليفة المنصور الفاطمي الحسنَ بن علي بن أبي الحسن واليًا عليها، فبدأ عهدًا جديدًا عرف بعهد الكلبيين، والذي امتد قرنًا من الزمان، كانت الدولة فيه كلبيَّة فعلاً وإن لم تنقطع عن الفاطميين، ولم يدم هذا العهد طويلاً.

ولسنا بسبيل الأسباب التفصيلية لسقوط الكلبيين، غير أن نهاية عهدهم كانت بداية فوضى واضطراب، وتقسمت الجزيرة الصغيرة إلى دويلات وأشتات قبائل وأحزاب، وعادوا جميعًا بعد الإسلام كفارًا يضرب بعضهم رقاب بعضهم.
وكان بين رءوسهم رجل يُدعى ابن الثمنة، ففعل فعلة إيو فيموس، وطلب تدخل النورمانديين، فوجدوا الجزيرة فريسة سهلة، فاستولوا عليها وضموها إلى جنوب إيطاليا. وبذا انتهى العهد الإسلامي في هذه الجزيرة بعد قرنين ونصف قرن أو ما يزيد على ذلك ببضعة عشر عامًا.

وكان موقف المسلمين في صقلية كموقف المسلمين في إسبانيا، إذ ترقبوا نجدة من الدول الإسلامية، وعلى الأخص بني زيري الذين خلفوا الفاطميين على غرب إفريقية، ولكن لم يمد أحد لهم يد المساعدة، فاضطروا إلى التسليم والاستسلام.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس