نرى قِلَّة الفُتوحات في عهد أبي بكر، للأسباب التالية:
1. قِصَر مُدَّة خلافته رضي الله عنه (سنتين، وثلاثة أشهر).
2. الانشغال بحروب الرِّدة التي شملت كل الجزيرة العربية.
3. ومع ذلك فإن المعارك التي حدثت في عهده رضي الله عنه ضد الفُرس والرُّوم، دَوَّخت أعداءَ الإسلام وأظهرت قوَّة المسلمين وإمكاناتهم.
ومن الأعمال الجليلة التي تمَّت في عهده جمع القرآن الكريم.
(60/ 10) جَمْعُ القُرآنِ الكَرِيمِ 12هــ
أَمَرَ الصِّدِّيقُ رضي اللهُ عنه زَيْدَ بْنَ ثَابتٍ أن يجمع القرآن من الرِّقَاع (جَمْع رُقْعة، وهي القِطعة مِن وَرَق أو جِلْد)، والأَكْتَاف (وهي: جَمْع كَتِف، وهُو عَظْم عَرِيض يكون على أعلى الظَّهْر)، والعُسُبِ (جَمْعُ عَسِيبٍ، وهُوَ جَرِيد النَّخْل العَرِيض)، وصُدُور الرِّجَال؛ وذلك بعد استشهاد عدد كبير من القُرَّاء في معركة اليَمَامَة، بقصد المحافظة على القرآن مِن الضَّياع، وكان الفارق/ عُمَرُ رضي اللهُ عنه قد أشار عليه بذلك، فَجَمَع القرآنَ بين دَفَّتي مصحف واحد، فكان هذا أول جمع للقرآن الكريم.