الموضوع: "مِداد عاري "
عرض مشاركة واحدة
  #351  
قديم 19-02-2019, 09:19 AM
الصورة الرمزية إبراهيم أبو ليفة
إبراهيم أبو ليفة إبراهيم أبو ليفة غير متواجد حالياً
مشرف قسم ابداعات و نقاشات هادفة ( كاتب واعد )
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 741
معدل تقييم المستوى: 15
إبراهيم أبو ليفة is on a distinguished road
Neww1qw1 "العوز ومنطق الغوغاء "

"العوز ومنطق الغوغاء "
تعرف الويكيبيديا الفقر بنقص في كمية الممتلكات المادية او المال ؛قد يكون الفقر اجتماعي ،اقتصادي او سياسي وكل يحتاج الي ابحاث ودراسات عبر كتاب وفلاسفة .للفقر درجات ؛فقر مطبق ،وفقر شديد او معدم تماما يشير التعريف ايضا الي انه نقص في الوسائل الضرورية لمقابلة الاحتياجات الشخصية الضرورية "المأكل والملبس والمأوي ".
ما دفعني او اوحي الي بفكرة المقال جدل قام بيني وبعض زملائي عن ضيق ذات اليد وارتفاع اسعار احد اقل انواع الخضار شأنا ،ثرت في وجوههم مستشهدا بحديث "من بات آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه ،فقد حيزت له الدنيا وما فيها "وعند البحث في اصل الحديث وجدته حسن غريب وبدأت في ثبر اغوار ذاكرتي وما بثته الحياة في عبر سنين عمري وخبرتي المنقوصة من اطروحات تخص الفقر ؛رنت في اذني جملة في ذلك الفيلم الخالد "طيور الظلام" لرياض الخولي
(الفقراء لهم الجنة ) متنمرا عليهم وليس بناصح أمين ،و تذكرت ذلك الجدل عن كون رسول الله فقيرا ومات ودرعه مرهونا عند يهودي والتشكيك في صحة تلك الاقصوصة ،وتذكرت قولة سيدنا عمر رضي الله عنه "ان لو كان الفقر رجلا ل***ته ".
كل ذلك دفعني لاعادة صياغة العنوان او بمن قصدت بالغوغاء ووجدتني أحد اهم اولئك والذين كان لديهم يقين صارم بأن الفقر ليس بعيب وان الاستسلام له من الدين وان عدم محاولة تغيير حالتي المادية والاكتفاء بما في يدي هو قمة الايمان واليقين المهلك بأقدار الله في قضية الرزق وجدليته تلك كانت قد ***ت بحثا ووجدها البعض ما هي الا مسكنات ممتدة المفعول لآجيال لا يعلمها الا قليل وما كانت الا للاحتفاظ بعدد لا بأس به من الافراد والدول والشعوب في زاوية لا يمكن الفكاك منها او تغييرها بالمتاح لان في ذلك كفر بين فقط علينا الاستمرار في الدعاء والاستعاذة من الفقر ومحاولة استغلال ما اوتينا من صحة او شباب او ولد في الانقلاب علي حالتنا تلك هو قمة الغوغائية والكفر .
التوكل علي الله به شيء من العوار في ثقافتنا العربية العرجاء لفهمنا الخاطيء للآيات والاحاديث ،ولن اضيف جديدا علي من حاولوا التصدي لبث الفهم الصحيح فقد حال اولي الامر او من ارادوا ان يبقي الوضع علي ما هو عليه وقاوموا الاجلاء من اجل البقاء .
قد يكون الفقر ابتلاء ،ولكن سعيك في رفعه هو قمة اليقين والايمان .
يحكي ابي رحمه الله علي لسان صديق واصفا شعبنا المصري بأنه "يأكل بلحة ويحمد الله علي ما اوتي من خير كثير بكل رضا وقنوع بل وخشوع ".
الزهد والتقشف هو من الدرجات العلي وان شفاعتهن لترتجي .
لكم شعرت بالاهانة عندما كنت جالسا بميدان البنوك منتظر دوري امام ماكينة الصرف واذا بالارض تنشق عن موكب المحافظ وعدد غير قليل من العتاد والرجال ،طردوا الكثيرين من الجالسين في الميدان وتركوني فترة لا بأس بها استمتع بمشاهدة الموكب وتفحص وجه رب الاقليم بطريقة طبيعية لا شبهة فيها وتذكروا وجودي فجأة وجاءني احدهم يطلب مني المغادرة من جانب يقترب كثيرا من وجوده ولكني بكل صلف وغرور سلكت طريقا آخر غير مكترث بالموكب ومن فيه مغاضبا من كوني فقير غير ذو حيثية او سلطة تحصني ضد الطرد ،هذا هو الفقر بإم عينه ولك ان تعرف درجتك في مجتمعك الدنيوي بقليل من التفكير لتستغل ما منحك الله من ادوات لتغيير قدرك .
الفقير الي الله
ابراهيم ابوليفة
رد مع اقتباس