[محمد حسن ضبعون]

في ظل التزايد الرهيب في معدلات الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي والهوس الاعلامي حول اكتشافات عقاقير وتركيبات عشبية ووصفات علاجية لازال عداد الموتي للمرضي هو الناقوس الأعلي والذي يفرض نفسه بقوة وفي جولة الغد في بيت الكبد المصري وتحديدا في المعهد القومي للكبد بالمنوفية ووجدنا أن الاستسلام للمرض كان الصوت الأعلي ووجدنا سياسة مستشفي المعهد هي التسهيل بقدر المستطاع إلا أن اليأس من جدوي العلاج الكيميائي خاصة لمرضي التليف الكبدي حيث التقت الغد بالسيدة طاهرة عبد المجيد من محافظة الغربية وقد حضرت للمستشفي للمرة الأولي وتمسك بيدها شنطة كبيرة مليئة بالعلاج ولدي سؤالها عن مدي تعاون الأطباء ردت: ربنا ينجيهم ويكفيهم شر المرض وهذه هي المرة الأولي وقالوا لي هذا العلاج سيكفي لمدة شهر أما الاجراءات فكانت في منتهي السهولة ولم تقابلني أية عقبات. وحالة أخري هي السيدة إيمان محمد عامر من «منوف» قالت أنا انتظر والدي الذي جاء فجر اليوم «الاثنين» علي أثر نزيف حاد بالدوالي وتم احتجازه بغرفة العمليات حتي الآن وهي المرة الثانية لهذا النزيف حيث طلبوامني فيما سبق أكياس دم ومتبرعين وقد وجدت مشقة كبيرة في الحصول عليه وفي تجميع المتبرعين وأخشي أن يكرروا ما سبق معي خاصة وأن القرار السابق قد انتهي رصيده. وتقول حالة أخري تقدمت لعمل قرار علاج علي نفقة الدولة وبالفعل تمت الموافقة ولكن بصعوبة إلا أن تطلبت الحالة اجراء عملية عاجلة ولم نتمكن من عمل قرار جديد ومات والدي ولازلنا مدينين بنفقة العملية للمستشفي حيث تعطلت الموافقة علي القرار نظرا لموت والدي ولا نعلم ماذا نفعل؟ وتوجهنا لمدير عام المستشفي أ.د. حاتم عبد الستار وكانت نتيجة المقابلة السطور القادمة: نحن مستشفي دولي قوتنا العلاجية مائة سرير تخدم مصر وبعض المرضي من الوطن العربي علي سبيل المثال: سوريا - ليبيا - الأردن - السودان.. إلخ، وقد تم افتتاح المعهد عام 1986 وأجريت به أول عملية لزراعة الكبد في عام 1991 علي يد الدكتور ناجي حبيب كما أن لدينا امكانية اجراء عمليات معقدة ودقيقة للأورام والقنوات المرارية. < ماذا عن قائمة الانتظار؟ << ليس لدينا قائمة انتظار حتي في زراعة الكبد لأنها مرتبطة أولا وأساسا بالمتربع أما المشكلة فقط في العمليات الدقيقة لأنها مكلفة بشكل كبير. < هل هناك ما يعرف بالرجل الأخضر؟ ولماذا يطلق علي المستشفي أن الداخل بها مفقود والخارج منها مولود؟ << فيما يخص الرجل الأخضر فهذا مصطلح غير علمي ولكن نحن بالفعل تعاملنا مع حالات كثيرة من هذا النوع والمتسبب الرئيسي فيها هو العمليات المرارية التي يتم اجراؤها في المستشفيات الغير متخصصة وينتج عنها خلل في القنوات المرارية لأنها ميكروسكونبية حيث يحدث التصاقات في القنوات المرارية ويأتينا 15 حالة من هذا النوع سنويا.. فكل الحالات الميئوس منها تحول إلينا وبفضل الله ننجح في التعامل معها وانقاذها. < هل هناك احصائيات حول عمليات زراعة الكبد؟ << بدأنا برنامج الزراعة رسميا في عام 2003 وقمنا بزراعة 46 حالة ومعدلات النجاح هي المعدلات العالمية وتتكلف العملية للبالغ مع توفر المتبرع 175 ألف جنيه وبالنسبة للأطفال فتتكلف 125 ألف جنيه ونجحنا في زراعة 16 حالة للأطفال ومعدلات النجاح عالية وقد خصصنا رقم 2848 وهو رقم الحساب في البنك التجاري الدولي المخصص لهذا الشأن حيث أننا نعطي أولوية خاصة للأطفال لأن نسبة عودة الفيرس بها ضعيف علي عكس الكبار. < ماذا عن الحالات التي تتوفي وعليها ديون للمستشفي فهذه نقطة تؤرق الأهالي؟ وماذا عن أكياس الدم التي تطلب من أهالي المرضي؟ << مراعاة الحالة الإنسانية في المرتبة الأولي عندنا وفيما يخص هذه الحالات فيتم تحويلها علي لجنة الزكاة ولا داعي للقلق في هذا الجانب أما أكياس الدم فنحن الجهة الوحيدة التي لديها اكتفاء في هذا الجانب ولم نحمل المريض مهما تطلبت حالته هذا العبء إطلاقا. < ماذا عن تمويل المستشفي وكيفية التعامل مع الحالات؟ << نحن معهد ومستشفي قومي لدينا مساهمة من الدولة ولدينا تعاقدات مع التأمين الصحي ولجنة الزكاة في بنك ناصر وهي تغطي وحدها 40% لغير القادرين بالإضافة إلي قرارات العلاج علي نفقة الدولة وصندوق الزكاة تأتيه تبرعات مطمئنة من رجال الأعمال والمتبرعين... وبالمناسبة فنحن يأتينا دعم من كل الأماكن ما عدا المنوفية فأين أثرياء المحافظة من المشاركة؟ < ماذا عن معدلات الاستقبال اليومي؟ ومدي استيعاب الحالات؟ << لدينا اشغال طول العام بخلاف المستشفيات الأخري فنحن لدينا اشغال حتي في أيام العطلات والأعياد ونستقبل 200 حالة يوميا وحقن دوالي يصل إلي 30 حالة و30 حالة دوالي نازفة فالمستشفي الحالي سعته 100 سرير فقط وبقدر الامكان نحاول استيعاب كل الحالات. < متي يتم افتتاح المبني الجديد؟ << المستشفي الجديد سعته التقديرية تصل إلي 350 سرير ونظرا لأنه يتطلب تجهيزات رهيبة جدا وليس الأمر متعلقا بالمعدات أو الأموال وإنما الامكانيات المنتظر الاستعانة بها لتجهيز المطابخ وغرف العمليات ووحدات المناظير وأقسام الأشعة لا تبشر بأنه سيكتمل قريبا ومن الناحية المادية فسوف يتكلف 200 مليون جنيه علي أقل تقدير لانجاز المبني فقط ولن ينتهي قبل عشرة أعوام علي الأقل. < كيف يتعامل المعهد كجهة بحثية مع العلاجات التي يروج لها في الإعلام سواء بالأعشاب أو لبن الإبل وخلافه؟ << هناك نقطة هامة جدا أن فيروس الكبد الوبائي ليس حكرا علي مصر وان اختلف مع الهند في الصدارة وان حدث وتم التوصل لعلاج أكيد فلن يسكت العالم فهذه مشكلة لا تخص مصر وحدها ولكن أمرنا الله أن نأخذ بالعلم وما اتفق عليه العلماء ولا يصح أن نأخذ بما يسمي الطب النبوي وليس هذا هجوما وإنما دعوة للأخذ بالأسباب ويجب أن تعمل جهة لبحث كل هذه الأمور وتجربتها بشكل علمي وما يحدث فهو تهريج وليس هناك علاجات جديدة مرة أخري. < هل هناك امكانية للاستعانة بعمليات الخلايا الجذعية في هذا الشأن؟ << هي عمليات واعدة وجراحات نجحت بالفعل ولا تستخدم في مصر ويفضل اجراءها في الخارج وهذا الاتجاه موضوع في الاعتبار لينفذ لدينا ولكن المشكلة أنه يتطلب تكنولوجيا عالية ومعقدة وسوف ينهي علي عمليات زراعة الكبد ولازالت أمامنا سنوات لحدوث ذلك وربما سهل علينا العلم فترة الانتظار وفاجئنا بما يساهم في تطبيقه في القريب العاجل أما من حيث التكاليف فهي «هذا النوع من العمليات» غير مكلفة علي الاطلاق ومفيد لمعظم أنواع الزراعات الخاصة بالأعضاء ولا يقتصر الأمر فقط علي الكبد وهذا موضوع هام جدا... < كلمة أخيرة؟ << علينا أن ننتقل إلي الوعي الايجابي وألا نقتصر علي المعرفة فقط بل يجب أن يمتد إلي التطبيق والوقاية هي السبيل الوحيد لتجنب هذا المرض «الوباء» وإذا لم يتم الالتزام بهذه القواعد ستتضاعف الآثار أكثر من ذلك والايدز هيبهدل البلد ولابد من الالتزام بالأدوات المعقمة ومرة أخري لو ما حرصناش من فيرس «c» الايدز «هيبهدل البلد» فمهما كان فيرس الالتهاب الكبدي مقدور عليه ولكن الايدز هو الأخطر