عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-06-2015, 06:50 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




بغداد تستقبل رمضان






ينتظر المسلمون في أرجاء العالم شهر رمضان المبارك بشغف وأمل؛ لما يحمله الشهر الفضيل من استقرار داخلي وسكن روحي وتصالح للنفس البشرية مع ذاتها ، والعراق والعراقيون هم جزء من هذا العالم الإسلامي، ولكن المحتل وأعوانه ممن لهم مصلحة في خراب العراق وتدمير حياة العراقيين لا يريدون لهذا الشعب المتعَب أن تهدأ نفسه وسريرته حتى في أيام هذا الشهر الفضيل، ولذا عَمَدَ كثير من الجهات المتناحرة والمتنافسة على السلطة، إلى إرضاء أجندات خارجية وتصفية الحسابات فيما بينها على حساب أرواح العراقيين وممتلكاتهم، وبدلاً من أن ينهض العراقيون إلى سحورهم على طبل المسحراتي صحوا على أصوات الانفجارات وصفارات سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين والشهداء ، وفي الوقت الذي تؤكد معلومات من داخل الأجهزة الاستخباراتية العراقية أن من قام بأعمال التفجيرات قُبيل يومين من بداية شهر رمضان المبارك هما مجموعتان مرتبطتان بفيلق القدس الإيراني ، حيث قامت المجموعتان بقيادة مهدي الكناني المرتبط بفيلق القدس بإطلاق الصواريخ والقاذفات على الوزارات والأحياء البغدادية من حي أور شمالي مدينة بغداد ، في هذا الوقت يتساءل فيه مسئولون على الفضائيات: إلى متى نُلقي بأعباء ومسئولية الانفجارات في العراق على إيران؟.





وفي حين أكد الكثير من المسئولين العراقيين قبل فترة من الزمن أن الوضع الأمني بالعراق وبالتحديد العاصمة بغداد مستقر ، أثبتت الأوضاع الأخيرة مدى هشاشة هذا الوضع ومدى ارتباطه الوثيق بإيران والمجموعات التابعة لها. ولكن هل من هدنة للشعب العراقي المسكين؟! ألم تَكْفِ الخسائرُ التي دفعها العراقيون؟!.. ألم يشبع الحاقدون على هذا البلد الذي تكالبت عليه القوى المعتدية من كل حدب وصوب؟!.. ألم يشبعوا من نزيف الدم العراقي الذي يُراق حتى في هذه الأيام المباركة دون حرمة للشهر الفضيل؟!..



جراح الشعب العراقي لا تكاد تندمل؛ ففي كل يوم جراح وآلام ومصائب!! ويأتي رمضان هذا العام ليشهد تزايداً في أعداد أرامل العراق وأيتامه ومشرديه والعاطلين عن العمل والمهجرين داخل البلد وخارجه، إضافة إلى معتقلين ومفقودين مرت سنون ولم يُعرف مصيرهم بعد!.



والكثير من أبناء العراق اليوم يعيشون على خط الفقر.. لا يجدون مع ارتفاع أذان المغرب في سماء العراق لقيمات تُقِيم أصلابهم أو حتى حثيات من ماء بارد تروي ظمأهم؛ لأن الكهرباء منقطعة بشكل مستمر، ولا تضيء بيوت العراقيين إلا ساعتين أو أكثر في حر شديد وعواصف ترابية مستمرة.



أما المساجد فبعد أن كانت تزدحم بمصليها ودروسها صارت اليوم أشبه بالفارغة؛ إما لأن روادها قُتلوا أو اعتُقلوا أو هجِّروا، وإما لانتشار المخبرين الذين يبلِّغون عن الناس الذين يعمرون المساجد بزعم أنهم إرهابيون، مقابل بعض الدولارات نظير عملهم الجبان هذا.



أما صلة الرحم التي أمرنا بها شرعنا الإسلامي، والتي لها خصوصية في هذا الشهر الفضيل ، لا تجد لها مكاناً في حسابات العراقيين؛ نتيجة لوضعهم الأمني الصعب؛ فالتنقل بين أحياء بغداد بعد أذان المغرب بات صعبًا أو مستحيلاً، ويبقى التنقل داخل الحي الواحد، ويعمد الناس إلى بيوتهم بعد صلاة العشاء؛ خوفًا من أي طارئ أو انفجار أو مداهمة أو اعتقال ، وبالرغم من أن الكثير من الدول في العالم تقوم بالإفراج عن المعتقلين في سجونها ، نجد أن الأمر في العراق يختلف، بل يزيد سوءًا؛ إذ تتزايد نِسَبُ الاعتقال بين صفوف أبناء الشعب العراقي، غيرَ مُسْتَثْنِيَةٍ شيخًا ولا طفلاً ولا امرأة، وغيرَ آبِهَةٍ بحرمة هذا الشهر الفضيل.. فالله دَرُّكَ يا عراق.. ويا أهلنا في العراق.. وحسبنا الله ونعم الوكيل






منقول



رد مع اقتباس