عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26-08-2016, 06:08 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(7) أزهــرنــــا الــشـــريـــــف .. عُــــــذرًا!

في كلمته التي كتبها الدكتور/ على الخطيب "رئيس تحرير مجلة الأزهر" السابق، شدّ انتباهي لهذه الحقيقة المؤلمة التي نبَّه عليها في إحدى أعداد المجلة وهو يقول: "والأزهر إن دعا إلى معروف أنكروا عليه، وإن أصابتهم مصيبة بما قدَّمت أيديهم صرخوا في طلبه ... يا للتناقض المهين!"

لقد حارب هؤلاء الأزهر سنوات طويلة، وشوَّهوا صورته في وسائل الإعلام، ومنعوه من أداء رسالته في المجتمع بصورة صحيحة أو كادوا أن يفعلوا!

وضيَّقوا على العلماء قديماً، وقعدوا لهم كل مرصد!

ومن حق كل مسلم أن يسأل: ماذا يريد هؤلاء؟!

والجواب: دَحض الأزهر الشريف.

إن العلمانية قد فتحت نار أقلامها على الإسلام، وأعلنت هجومها على الأزهر، وما تخفى صدورهم أكبر.

والتناقض الذي أشار إليه الدكتور/ الخطيب له مضمون عجيب، فهم يقولون بلسان حالهم للعلماء: "نريد منكم القضاء على التَّطرف بشرط عدم المطالبة بتطبيق الشريعة!"

والعلماء يدركون تماماً أنه لا سبيل للقضاء على التَّطرف بشِقَّيه الإفراط والتفريط إلا بتطبيق الشَّريعة.

إنَّ وسائل إعلامنا تخلط عَن عَمد وسُوء قَصد بين القضاء على المتطرفين، والقضاء على أسباب التَّطرف.

ثم إنها تغمض العين بخبث ودهاء عن التَّطرف الذي معناه: التَّفريط والتَّضييع لأحكام الدِّين .. وأقلامهم لا تجفّ أبداً وهم يكتبون عن التَّطرف الذي معناه الغُلو في الدِّين!

فنحن أمام قضيتين تبحثان عن حلٍّ:

- القضية الأولى: التَّطرف بمعنى الغُلو في الدِّين، وعلامته: ظهور بعض المفاهيم الخاطئة أو القاصرة في بعض المسائل الشرعية.

- القضية الثانية: التَّطرف بمعنى التَّساهل والتَّفريط، وهو الغالب على مجتمعنا، ومن أكبر صور التطرف بهذا المعنى: ترك الصلاة المكتوبة، وتبرج النساء، وبيع الخمور، وأكل الربا، والغش، وغير ذلك من مظاهر التَّطرف اليومية المنتشرة في شوارعنا وهي كثيرة لا تُعدَّ ولا تُحصَى!

ومن العجيب أن القضية الثانية هي مفتاح القضية الأولى!

بمعنى أن التَّطرف الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام يرجع إلى سببين لا ثالث لهما:

الأول: وجود بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض.

الثاني: ردّ فِعل للفساد الذي أصبح كالجراد المنتشر.

وعلاج السبب الأول: مسئولية العُلَماء!

وعلاج السبب الثاني: مسئولية الحُكَّام ومعهم العلماء!

فالتَّضييق على العلماء دائماً في الماضي وأحياناً في الحاضر أفضى إلى عدم تمكّنهم من القيام بواجبهم في تصحيح المفاهيم، وإزالة اللّبس .. والتَّضييق ليس راجعاً إلى معناه الأمني بالدرجة الأولى، وإنما عطاء العالم لا بُدَّ أن يكون مَقروناً بالاستقرار وتوافر الإمكانات المادية التي تُهيِّئ له مناخ التَّحصيل والتَّعليم والدَّعوة.

والمفاهيم الخاطئة لا يمكن التَّخلص منها أو القضاء عليها بقوة السِّــلاح!

وإنما بإقامة الحُجَّة الدَّامِغة!

*********

__________________
رد مع اقتباس