عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 18-02-2012, 12:54 PM
سعيد عابدين سعيد عابدين غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 383
معدل تقييم المستوى: 0
سعيد عابدين is on a distinguished road
افتراضي

أسلوب القصر


تعريف القصر
لغة :- الحبس ، قال تعالى " حور مقصورات في الخيام " أي محبوسات وقوله تعالى " وعندهم قاصرات الطرف أتراب " أي يحبسن أنظارهن علىأزواجهن .
اصطلاح : تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص .
شرحالتعريف :
*** تخصيص شيء بشيء :- معناه أن تختص صفة بموصوف أو موصوف بصفة فعند قولنا " ما زيد إلا كاتب " قصرنا موصوفًا على صفة وقولنا .. ما كاتب إلا زيد قصرنا صفة علىموصوف فكأننا أثبتنا له الكتابة ، ونفينا عنه غيرها مثل كونه شاعرًا فهي في قوةجملتين
***بطريق مخصوص : توحي لنا هذه العبارة بأن القصر لابد أن يكون بأدواتوطرائق معينة وما عدا ذلك لا يسمى قصرًا اصطلاحيًا فمثل قولنا : اختص محمد بالكرم " فهذا لا يسمي قصرًا اصطلاحيًا لأنه لم يأت بطريقة من طرائق القصر .
ميزةأسلوب القصر :- فيه قوة الإثبات والتأكيد والتقرير والمبالغة ، كما أن فيه إيجازًا، لأنه ينوب عن جملتين فالقصر يدل على النفي والإثبات في آن واحد .

أقسامالقصر
ينقسم القصرباعتبار غرض المتكلم إلى قسمين :
1
حقيقي وينقسم إلى تحقيق وادعائي :
2
- إضافي " غيرحقيقي" وينقسم إلى إفراد وقلب وتعيين
وينقسم القصر كذلك باعتبار الطرفين إلى :
1-قصر موصوف على صفة. 2 -قصر صفة على موصوف.
أولا : القصر باعتبار غرض المتكلم:
القصرالحقيقي القصر فيها إثبات ونفي
مثل : (إنما محمد طيب) فالنفي عام فهو حقيقي وذلك باعتبار عموم النفي وخصوصه يعني أنكإذا كنت تثبت صفة لواحد وتنفيها عن كل من عداه كان القصر حقيقيًا
لاحظ:القصرالحقيقي قسمان : تحقيقي وادعائي. وذلك باعتبار المطابقة للواقع وعدمها
فالذي تنفيه أو تثبته إنكان مطابقًا للواقع على الحقيقة كان تحقيقيًا.
وإن كان مدعى من المتكلم وليسمطابقًا للواقع كان ادعائيًا أو مجازيًا أو مبنيًا على المبالغة . بمعنى أن المتكلملا يعتد فيه بغير الذكور .
وعند قولنا ما في الدار إلا محمد) . ووجدنا هذاالكلام صحيحًا كان تحقيقيًا لمطابقته للواقع . وإن وجدنا معه غيره كان ادعائيًا ،لأن المتكلم أراد أن يقول : إن الوجود الحقيقي في هذا المكان لمحمد لأنه لا اعتدادبغيره وكل واحد منهما إما قصر صفة على موصوف أو موصوف على صفة باعتبار صيغة المقصوروالمقصور عليه فالكلام إما أن يكون متضمنًا لجعل الوصف مقصورًا على الموصوف أو جعلالموصوف مقصورًا على الوصف .
القصرالإضافي يكون في كون النفي عن شخصين أو ثلاثة فأكثر معينين وهذا يرجع لقصد الكلام وهو ثلاثة أقسام :-
1-
قصر الإفراد : وهذا يخاطب به من يعتقد الشركة أيباشتراك صفتين أو أكثر في موصوف واحد في قصر الموصوف على الصفة.
مثل قولنا ما محمدإلا كاتب) . لمن يظن اتصافه بالكتابة والشعر والسفر ، أو اشتراك موصوفين أو أكثر فيصفة واحدة في قصر الصفة على الموصوف.
مثل قولنا ما طبيب إلا محمد) لمن يظن اشتراكمحمد وخالد وعلى في مهنه الطب . لاحظ: سمي القصر هنا إفرادًا لأنه قطع الاشتراك المذكور فيالمثالين ولأنه أفرد الموصوف بصفة وأفرد الصفة بموصوف .
ومن البلاغيين من اشترطفي قصر الموصوف على الصفة إفرادا عدم التنافي بين الوصفين ليصح اجتماعهما فيالموصوف في اعتقاد المخاطب ليكون المنفي في قولنا ما زيد إلا شاعر . كونه كاتبًا أومنجمًا لا كونه مفحمًا لا يقول الشعر .
2-
قصر التعيين ويخاطب به من تساوىالأمران عنده دون ترجيح لأحدهما على لآخر مثل قولنا ما محمد إلا مدرس) ولا يعرف علىالتعيين وظيفته وذلك في قصر الموصوف على الصفة .
ومثل قولنا " ما مزارع إلا إبراهيم "( وذلك في قصر الصفة على الموصوف لمن ظن أن المزارع إما إبراهيم أو أحمد من غير أنيعرفه على التعيين .
لاحظ: سمي قصر تعيين لأنك عينت له إحدى الصفتين وأبقيت الأخرى أوأحد الوصفين وأبقيت الآخر .
3-
قصر القلب ويخاطب به من يظن عكس الحكم الذيأثبته المتكلم.
مثل ما محمد إلا قائم) في الموصوف على الصفة لمن يظن اتصافه بالقعوددون القيام ومثل قولنا( ما تاجر إلا محمد) في قصر الصفة على الموصوف لمن يعتقد أنالتاجر عبد الله .
لاحظ: سمى قصر قلب لأنه يقلب " يعكس " حكم المخاطب الذي كان معتقدًاإياه ويثبت له غيره .
ومن أمثلة قصرالقلب وشواهده
** قال تعالى " وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم " لأنهم لا يظنون أنهميهلكون أنفسهم وإنما يظنون أنهم يقضون على القرآن بصرف الناس عنه .
**وقال تعالى " إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " فقد نفى عنهم الهداية المنبثقة عننور الحقيقة والعلم وأثبت لهم أنهم ينطلقون وراء الخيال والجهل . إن هم إلا يخرصون " قصر لهم صفة الخرص وهو التخمين لأن التخمين لا يجتمع معه التحقيق والصدق فالصفةالمثبتة منافية للصفة المنفية لأنه لا يتصور اجتماعها في آن واحد .
"**
قال تعالى " ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " لأن النصارى اتخذوه وأمهإلهين . فنفى القرآن عنه الألوهية وأثبت له الرسالة . والرسول يموت والإله لا يكونرسولًا .
**قال تعالى " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم " لأن المنفي فيها ضد المثبت ولا يجتمعان في شخص واحد لأنهم يثبتون له كونه إلهًاأو اتخاذه وأمه إلهين فنفت الآية ذلك و أثبتت له العبودية والعبودية تناقض الألوهيةأي قلت لهم ذلك ولم أتجاوزه إلى غيره وهو طلب الألوهية وهم مخاطبون هنا بخطاب غيرمباشر دل عليه سياق الكلام .
**وقال الشاعر :- وكنت امرأ ألقى الزمانمسالمًا ... فآليت لا ألقاه إلا مجاريا
فأثبت الشاعر صفة ضد التي كان يظنها .
**وقال آخر :- وهل كنت إلا مذنبًــا يـوم انتــحى...سواك بآمالفأقبلت تائبـا
فقصر نفسه على الذنب ونفى عن نفسه الرشد
**وقال أبوتمام :- بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... متونهن جلاء الشك والريب
والعلمفي شهب الأرماح لامعة ... بين الخميسين لا في السبعة الشهبفكلها قصر قلب لانالصفة المنفية بعد " لا " تقابل الصفة المثبتة قبلها
ومن أمثلة قصر الإفراد وشواهده
** قوله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " لأنه لما أشيع أن النبي - صلى الله علي وسلم - مات في إحدى غزواته أذهل ذلك بعض المسلمين لأنهم كانوا يظنونفيه الرسالة وأنه سيظل بينهم فهم يظنون فيه وجود الصفتين فجاء أسلوب القصر فقصرهعلى كونه رسولًا ونفى بقاءه وهذا من قصر الإفراد .
**قال تعالى " وما أنت بمسمع منفي القبور ، إن أنت إلا نذير " لأنه يحرص على هدايتهم وتحمل العناء في ذلك كانبمنزلة من يظن أنه مع الإنذار يستطيع الهداية فقصره على كونه نذيرًا وليس نذيرًاوهاديًا معًا
ثانيا :قصر موصوف على صفة والعكس:
1- قصر موصوف على صفة( معنوية) دون غيرها في الحقيقة ، ومعناه أن الموصوف لا يجاوز تلك الصفة إلى صفة أخرى أصلا، ويجوز أن تكون تلكالصفة لموصوف آخر.
مثل إنما زيد كاتب)،أي لا صفة له غيرها.
لاحظ: وهو نوع(قصر الموصوف على الصفة) نادر لا يكاديوجد، لتعذر الإحاطة بصفات الشيء حتى يمكن إثبات شيء منها له ونفي ما عداه عنهبالكلية.
2 : قصر صفة( معنوية )على موصوف بحسبالحقيقة ، ومعناه أن الصفة لا تتجاوز ذلك الموصوف إلى موصوف آخر، ويجوزأن يكون لذلك الموصوف صفات أخر.
لاحظ: وهذا النوع(قصر الصفة على الموصوف) كثير في كلام العرب، إلا أن أساليبه فيذلك مختلفة:
1-
رد مع اقتباس