عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 05-10-2009, 11:07 PM
الصورة الرمزية عاشق الشعر
عاشق الشعر عاشق الشعر غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 101
معدل تقييم المستوى: 16
عاشق الشعر is on a distinguished road
افتراضي

هذه القصيجة لا يقال عليها الا انها من روائع ماقيل فى الشعر العربى كله وفعلا فاروق جويدة شاعر بكل ماتحمله الكلمة من معانى
كان العمر ما كانا



قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا





لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا




والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً




هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟




قامرتَ بالعمرِ.. والأيام ُغانيةٌ




مَنْ سَرَّهُ زمنًا سَاءَتْه أزمانَا




قد عشتَ ترْسُمُ أحلامً العاشقةٍ




ذاقتْ كؤوسَ الهوى طُهرًا.. وعِصْيَانَا




زَيَّنْتَ للناسِ أحلامًا مُجَنَّحَةً




بالحُلمِ حينًا.. وبالأوهامِ أحيانَا




في كلِّ قلبٍ غرستَ الحُبّ َأغنيةً




غنَّى بها الشِّعرُ في الآفاقِ.. وَازْدَانَا




أحلامُكَ البحرُ يَطْوى الأرضَ في غضبٍ




فَلا يَرى في المَدى أُفْقًا و شُطْآنَا




أحلامُكَ الصُّبْحُ.. يَسْرى كلما انْتفضتْ




مواكبُ النُّورِ وسْطَ الليل ِ نِيرانَا




أحلامُكَ الأمنُ.. يَبنى في غد ٍأمَلاً




طفلا صغيرًا بِحُضنِ النيلِ نَشْوَانَا




أحلامُك الأرضُ تَخشى اللهَ في ورعٍ




وتَرفعُ العدلَ بين الناسِ بُرهانَا




لا تَغضبوا من حديثى.. إنَّه ألمٌ..




كمْ ضاقَ قلبى به جَهرًا.. وكِتْمَانَا




عَصرٌ لَقيطٌ بِسيفِ القَهر ِشَرَّدَنَا




وبَاعَنَا خِلْسَةً نَاسًا.. و أوْطَانَا




يا أُمَّةً قَايَضتْ بِالعجز ِنَخْوَتَهَا




وشَوَّهَتْ دِينَها هَدْيًا.. وقُرْآنَا




يا أُمَّةً لَوَّثَتْ بِالعُهْرِ سَاحَتَها




ومَارستْ فُجْرَهَا بَغْيًا.. وبُهْتَانَا




هَذِى خُيُولُكَ تحتَ السَّفْحِ قدْ وَهَنَتْ




وأَغْمَضَتْ عَيْنَهَابُؤْسًا.. وحِرْمَانَا




هَذِى رُبُوعُكِ بينَ العَجز ِقدْ سَكَنَتْ




وَوَدَّعَتْ بِالأَسَى خَيْلاً.. وَفُرْسَانَا




هَذِى شُعُُوبٌ رَأتْ فى الصَّمْتِ رَاحَتَها




وَاسْتَبْدَلَتْ عِيرَهَا بالخَيْلِ أَزْمَانَا




هَذِى شُعُوبٌ رَأتْ فى الموتِ غَايَتَهَا




وَاسْتَسْلَمَتْ للرَّدَى ذُلاً.. وَطُغْيَانَا




تَبْكى على العُمرِ فى أرضٍ يُلوِّثُهَا




رِجسُ الفسادِ فَتُعْلِى القَهرَ سُلْطَانَا




بَاعُوا لنا الوَهمَ أَشْبَاحًا مُتَوَّجَةً




مَنْ أَدْمَنُوا القَتلَ كهَّانًا.. وأَعْوَانَا




بَينَ الجَمَاجِمِ تِيجَان ٌمُلوَّثَةٌ




وفى المَضاجعِ يَلهُو الفسق ُأَلْوَانَا




لَمْ يَبْرَإِ الجُرْحُ.. لَمْ تَهْدَأْ عَوَارِضُهُ




وإِنْ غَدَا فى خَرِيفِ العُمْرِ أَحْزَانَا




قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأحلام ِقُرْبَانَا




هَلْ خَانَكَ الحُلْمُ.. أَم ْأَنتَ الذى خَانَا؟!




كَمْ عِشْتَ تَجْرِى وَراءَالحُلْمِ فى دَأَبٍ




وتَغْرِِسُ الحُبَّ بَينَ النَّاسِ إِيمَانَا




كَمْ عِشْتَ تَهْفُو لأَوْطَانٍ بِلاَ فَزَعٍ




وَتَكْرَهُ القَيْدَ مَسْجُونًا.. وَسَجَّانَا




كَمْ عِشْتَ تَصْرُخُ كالمَجنونِ فى وَطنٍ




مَا عَادَ يَعْرِفُ غَيْرَالمَوتِ عُنْوَانَا




كَمْ عِشْتَ تَنْبِشُ فى الأطْلالِ عَنْ زَمَنٍ




صَلْبِ العَزَائِمِ يُحْيِى كُلَّ مَا كَانَا




رد مع اقتباس