عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-11-2018, 07:14 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي



ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ميلاد أمة



الأزمنة تشرف بما يقع فيها من أحداث جسام،
وقد أمرنا الله تبارك وتعالي أن نعتبر بالأيام وما يقع فيها،
فقال سبحانه علي لسان نبي الله موسي عليه السلام
{وذكرهم بأيام الله}
وحدث ميلاده صلى الله عليه وسلم من أعظم النعم
التي أنعم الله بها على البشرية جمعاء
إذ كانت الحياة قبل مولده يائسة، فالقوى فيها يأكل الضعيف،
والشيطان اجتال بنى البشر فحوَّلهم عن دينهم الذى دعا إليه
سائر الأنبياء والمرسلين قبل بعثته صلى الله عليه وسلم،
فأظلمت الحياة، وعمَّ الجهل، وانتشر الظلم،
وسادت شريعة الغاب، وأصبح بعض البشر كالوحوش الكاسرة،
يصوِّر ذلك بعض الشعراء فيقول:
أتيتَ والناس فوضى لا تمر بهم **** إلا على صنم قد هام في صنم
فعاهل الروم يطغى فى رعيته**** وعاهل الفرس من كبر أصمّ عَمِي

فكان لا بد للظلام من أن ينجلي، ولا بُدَّ للفجر من أن ينبلج ضياؤه.



لقد أشرقت الدنيا بميلاد خير البشر صلى الله عليه وسلم،
وسبق ذلك إرهاصات تُبشر بمقدمه،
حيث تصدعت شرفات إيوان كسرى،
وغارت بحيرة ساوة، وجفَّ ماؤها،
وأهلك الله تبارك وتعالى أبرهة الأشرم
وجيشه الذى جاء يهدم الكعبة.



بل إنَّ إرهاصات صاحبت حمل أُمه به ووضعها له حيث تقول:
حينما حملت به ما شعرتُ في حملي بما تشعر به النساء،
ولقد رأيتُ عند وضعي له كأنَّ نورًا يخرج منِّي
فيُضئ قصور بُصْري ببلاد الشام.
وكان أحبار يهود يصعدون علي ربوات عالية،
ويُنادون بأعلى صوتهم ليلة مولده قائلين:
يا معشر يهود طلع الليلة نجمُ أحمد الذي يُولد به.

ولله در القائل إذ يقول:
ولد الرسول فيالها من فرحة **** غنت لشعب في الحجاز فرددا
حفل أقيم لمصطفي فوق السما **** وبزينة نزل الحجاز لتسعدا
يوم ارتوت غبراء مكة بالبكا **** وي كأن الحجارة لا تعبدا
أصنام مكة من ضياء محمد **** مرضت وعز طبيبها وتشردا




لقد كان ميلاده ميلاد أُمَّة،
فهو الذي أخرج به ربُّهُ البشريةَ من الظلمات إلي النور،
وأزال حيرتها وتخبطها العقائدي فردَّها إلي التو حيد الخالص
ميراث إخوانه الأنبياء والمرسلين،
فكان بحق رحمة الله للعالمين: الجن، والإنس،
والحيوان، والنبات، والجماد، بل والملائكة ،
الكل شملتهم رحمة الله التي تجسدت في شخص هذا النبي الكريم،
قال الله تعالي: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.



إنَّ البشرية الحائرة لو أرادت أن تخرج ممَّا هي فيه
من صراعات وحروب مدمِّرة أهلكت الحرث والنسل،
وقضت على الأخضر واليابس، وأفسدت البيئات، ولوَّثت المناخ.
أقول لو أرادت البشرية الحائرة أن تخرج من كبوتها،
وتُقيل عثرتها لأقبلت علي الإسلام الذي حمل لواءه
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم،
تتنسم أريجه،وتقتبس شعاعًا من رحمته،
حتي تعيش آمنةً مطمئنةً يعمُّها الرخاء،
ويحدوها الأمل، وينتشر فيها السلام.



وقد أنصف بعض كتَّاب الغرب حينما تحدَّث عن أعظم مخلوق
في الوجود - سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم-
فقال في كتابه العظماء مائة، وأعظمهم محمد:
"لو أنَّ محمدًا رسول الإسلام كان حيًّا،
وعاصر ما تموج به البشرية من صراعات
لاستطاع أن يحل مشاكل العالم،
وهو يتناول فنجانًا من قهوة".



سيدي أبا القاسم يا رسول الله ..
عذرًا إن عجز لساني عن توفيتك بعض حقك،
أو جفَّ قلمي عن تسطير كلمات تليق بذ**** الغالية،
فأنت رسول الرحمة، ونبي السلام
كما أخبر عنك الكريم العلَّام قائلا في محكم التنزيل:
{يا أهل الكتاب قد جآءكم رسولنا يبين لكم كثيرا
مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير
قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله
من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات
إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}
وقال تعالي مخاطبًا نبيه صلي الله عليه وسلم أن يقول لكل الناس:
{قل يا أيها الناس اني رسول الله إليكم جميعا
الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت
فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته
واتبعوه لعلكم تهتدون}.

نعم إنَّ ميلاده صلي الله عليه وسلم ميلاد أُمة،
وإنَّ رسالته التي حملها رسالة للبشرية جمعاء،
حملت الأمن والسلام لبني البشر
دونما نظرٍ الي جنس أو لونٍ أو معتقدٍ.
نَشَرَ السَّلام علي البرية كلها **** وأعاد فيها الأمن بعد زواله
وصدق صاحب الذكري إذ يقول:
{إنَّما أنا رحمة مهداة}


آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 09-11-2018 الساعة 07:16 AM
رد مع اقتباس