[الاخصائى الاجتماعى]

الانتفاع من خبرة وتجارب الاخرين

ومن ابرز الخلفيات الاخلاقية الانتفاع من خبرة الاخرين وتجاربهم وارشاداتهم ، فكل واحد من الناس هو موسوعة من المعارف والتجارب ، والانسان الذي يأخذ بهذه الطريقة في حياته سيكون بدون شك من اعلم واحكم واعقل الناس لانه بعمله هذا سيجمع علم وعقل الناس وحكمتهم في ذاته ، فيكون واحدا كألف ، ويكون كالمرآة الصافية التي تنعكس عليها صور الحياة كلها .

ومن الناس من ينزل الى الساحة ، فيرى انه خير الناس واكملهم ، في حين ان الانسان الذى يطغى عليه مثل هذا التفكير هو انسان ضعيف العقل ، وعلى العكس من ذلك نرى ان البعض الاخر يحاول - مهما كان متكاملا - ان يتعلم علما جديدا ، ولنا في سيدنا موسى بـن عمـران (ع) خير قدوة فقد بعثه الله - تعالى - ليتعلم من ذلك العالم ، وفي حين ان سيدنا موسى (ع) هو نبى من اولي العزم ، وصاحب كتاب ، ومع ذلك فقد امره - تعالى - ان يتوجه الى مجمع البحرين ليعلمه درسا في التواضع، فامتثل سيدنا موسى (ع) لامر الخالق وقال انه سيمضى الى تلك المنطقة ولو طال الزمن حقبا ، واخيرا وجد العبد الصالح ، وطلب منـه ان يعلمـه ، فأجابه العبد الصالح : " ... انك لن تستطيع معي صبرا ، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " (سورة الكهف / 67 -68) ، فقال له سيدنا موسـى (ع) بكـل تـواضـع : " قـال ستجدنــي ان شـاء اللــه صــابـرا ولا اعصـي لـك امـرا " . (سورة الكهف / 69)ونحن ايضا يجب علينا ان نسأل ونستفهم لكـى نستفيـد من علماء هذه الامة .
ثم يشير - تعالى - الى الصفة الاخرى في قوله : " واوصانى بالصلاة والزكاة مادمت حيا " (سورة مريم / 31) فالصلاة هى العلاقة الروحية بالله ، وعلى الانسان ان يلوذ بالصلاة دائما فى لحظات المواجهة الحادة ، لكى يأتيه النصر سريعا مؤزرا .

منقول