عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 02-03-2017, 09:15 PM
البحار مُندى البحار مُندى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 103
معدل تقييم المستوى: 9
البحار مُندى is on a distinguished road
افتراضي

قبل أن تضيع منا كل سيناء
عماد الدين حسين

الخطوة الاولى والرئيسية للتعامل المختلف مع ما يحدث فى شمال سيناء، ان تكون هناك صراحة كاملة، ونقاش هادئ، وتخطيط حقيقى حتى نبدأ فى السير على الطريق الصحيح.

أول طريق فى المصارحة ان يتم الاعتراف ان هناك اخفاقا كبيرا قد حدث، ثم نتناقش فى تفاصيل هذا الاخفاق، ولماذا حدث، وبعدها مباشرة نحدد طرق العلاج.

بالطبع لا يعنى هذا ان نتوقف عن مطاردة وملاحقة الارهابيين والقبض عليهم، واستخدام اقصى واقسى الوسائل القانونية، واخضاعهم للعدالة. لكن ما اقصده بوضوح انه وبموازاة حفظ الامن، علينا ان نبدأ التفكير بجدية فى كل شىء بشأن سيناء.

قد يغضب هذا الكلام بعض الناس خصوصوا الذين يتولون ملف سيناء الان، لكن غضب هؤلاء اقل ضررا بكثير، من ان نستيقظ غدا أو بعد غد لنجد سيناء ــ لا قدر الله ــ قد ضاعت من ايدينا تماما ــ أو صارت مثل الموصل العراقية أو الرقة ودير الزور السورية أو سرت الليبية حينما كانت تحت سيطرة داعش.

أسهل طريقة ان نلوم داعش ونندد بتطرفها وارهابها ووحشيتها، وهو امر نفعله كل لحظة، واسهل شىء ايضا ان نلوم بعض الدول واجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، التى تساعد داعش بطرق متعددة، خفية حينا وسافرة احيانا. نحن فعلنا ذلك ونفعله، منذ ابتلانا الله بفيروس الارهاب، لكن كل ذلك ــ ومعظمه صحيح ــ لا يحل المشكلة.

المؤكد ان هناك دورا للخارج، لكن المشكلة الاساسية عندنا نحن، وليست عند احد غيرنا.

اذا كانت هذه الدولة أو تلك هى التى تساعد داعش وتمده بالسلاح والمال والافراد والمعلومات لكى يرتكب جرائمه، فماذا فعلنا نحن لكى نفضح هذا الامر ونوقفه؟!!.

للاسف الشديد، نتحدث كثيرا بكلام مرسل. لكن لم نقدم معلومات كاملة وموثقة لفضح هذا التآمر.

المدخل الاساسى ان نتأكد ان الذين يتابعون هذا الملف هم الاكثر كفاءة وفهما. قد يكونون الاكثر اخلاصا ووطنية، لكن ذلك وحده لا يكفى للاسف الشديد. نريد ان نتأكد ايضا، اننا قادرون على الحصول على المعلومات الاساسية، التى تمكننا من الوصول إلى قادة هذه الجماعات.

لا يعقل انه بعد اكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، لم نستطع الوصول إلى العقول المدبرة والمخططة والمحرضة. يتم الاعلان عن *** العشرات والمئات يوميا من المتطرفين، لكن من الواضح ان معظمهم من «البساريا» وليس «الحيتان».

بغض النظر عن النوايا الطيبة، فقد أخفقنا للاسف فى مواجهة هذا الارهاب بصورة فعالة حتى الان. صحيح اننا قدمنا تضحيات كثيرة، لكننا لم نحقق الهدف، وهو دحر هذا الارهاب، الذى يتزايد ويترسخ ويتعملق. الان تعديل الخطط صار مطلوبا وفورا.
لان البديل لا قدر الله، ان تتصاعد الامور، ونجد ان التنظيم الارهابى قد سيطر على كل المنطقة. والخطر الاكبر ايضا ان تتحول المنطقة المنكوبة إلى مغناطيس يجذب كل المتطرفين اليها. وبدلا من اخراج المسيحيين، سنجد انهم بدأوا فى اخراج غير السيناوية، وبعدهم المسلمين الاقل التزاما دينيا!!!. وبالتالى تنجح الخطة الاصلية وهى رفع علم داعش فوق أى بقعة هناك، للايحاء بان دولتهم قد قامت.

قلت قبل ذلك، وأكرر اليوم انه لا قيمة لإنجاح اى خطط، من دون ان تكون قاعدتها الاولى، هى ضمان تأييد ودعم ورضاء اهالى سيناء. من دون ذلك، فالفشل سيكون هو النتيجة. علينا ان نكسبهم بكل الطرق، لانهم اهل المنطقة، وهم الباقون فيها، وهم حائط الصد الاساسى، ليس فقط. ضد التطرف والارهاب، لكن ضد العدو الاول والاساسى والرئيسى وهو إسرائيل. علينا الا ننسى ابدا ان هذا العدو الصهيونى هو المستفيد الاول والاكبر من كل ما يحدث، حتى لو قدم لنا كلمات معسولة وأحضانا مسمومة!!!
رد مع اقتباس