عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 28-09-2013, 12:17 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

عمود كشف الكذب

وما زالت الخرافات مستمرة ... وبفضلها تحول إيوان القبلة على ما يبدو إلى معقل لهذه النوعية من الأكاذيب؛ ففي منتصف البائكة الأخيرة منه يوجد عمودان رخاميان كان في عهد الفاروق عمر والفاتح عمرو بن العاص، يأتي إلى المسجد المتنازعون ليحتكموا إلى عمرو رضي الله عنه, فكان -كما أشاع مرددو الأباطيل- يدعو الخصوم إلى أن يمروا بين هذين العمودين, فمن صدق حديثه مر بينهما وإن كان بدينًا ضخم الجسم, أما إذا كان كاذبًا فإنه لا يمر وإن كان نحيفًا. وبذلك يكون هذان العمودان قد تحولا بفضل البدع والأكاذيب إلى جهاز يكاد يتفوق على جهاز كشف الكذب الشهير! والطريف في الأمر أنه وقتها لم تكن توجد أعمدة رخامية بالمسجد .


كرباج عمر


وعلى مقربة من دكة القارئ في نفس الإيوان الموعود ... يوجد هذا العمود الذي أحاطته وزارة الأوقاف بقفص حديدي حتى عام 1986م, بعد أن أشيع بين العامة أن الخط الحلزوني المرسوم عليه هو أثر ضربة كرباج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للعمود عندما استعصى على العمال حمله من المدينة إلى الفسطاط أثناء بناء الجامع, وعندما ضربه استجاب له.

وكالعادة استغل البعض هذه الأكذوبة وقاموا بتطويرها، وأشاعوا أن المريض بمرض لا يرجى شفاؤه ما عليه إلا أن يضع لسانه على العمود عدة مرات ليحصل على الشفاء .


وبالطبع انتشرت هذه الخرافة انتشار النار في الهشيم رغم محاولات مشايخ المسجد العديدة تفنيد هذه الأكذوبة التي ينفيها عدم وجود أعمدة رخامية بالمساجد في هذا الوقت، سواء في المدينة أو الفسطاط, ولم يفلح معهم إلا فكرة قفص الأوقاف التي قامت بإزالة العمود كلية عند إعادة بناء الإيوان، وبذلك نسي الناس هذه الأكذوبة المختلقة .


الإيمان ختام


وكما كان المسجد العريق معقلاً لبعض البدع والأساطير، كان وسيظل قبلة المصلين من كل مكان، والمنارة التي ما زالت إلى يومنا هذا تبث الفكر الإسلامي الرشيد .


يصف الأستاذ أحمد رزق - محامى المسجد - المشاهد الإيمانية الرائعة التي يكتظ فيها المسجد بالمصلين في المناسبات الدينية المختلفة, خاصة الاحتفال بليلة القدر وختم القرآن والجمعة اليتيمة وصلاة العيدين قائلاً : إنه منذ أن تولى فضيلة الشيخ محمد جبريل إمامة التراويح في المسجد عام 1988م وجنبات المسجد تضيق بالمصلين الذين يصل عددهم حوالي نصف مليون أو أكثر, خاصة في ليلة القدر التي يطيل فيها الدعاء ليظهروا في مشهد رائع تموج فيه أعداد هائلة من البشر, تنطلق خارج المسجد بعد الصلاة إلى الشوارع والحارات المحيطة به, لتصل إلى شارع صلاح سالم شمالاً ومنطقة ماري جرجس جنوبًا وغربًا حتى سور مترو الأنفاق .
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس