(37) عَــمْـــرُو بْــنُ الـحَـــارِثِ الـمِـــصْـــــرِيُّ
هُـــــوَ: عَمْرُو بنُ الحَارِثِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو أُمَيَّةَ، المَدَنِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الفَقِيْهُ الثَّبْتُ، عَالِمُ الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ، ومُفْتِيْهَا، مَعَ اللَّيْثِ بْنِ سَعدٍ.
مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وتِسْعِيْنَ (92 هــ).
أَخَــذَ الــعِـــلْـــمَ مِــن: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وقَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، وعَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابَةَ، ويَزِيْدَ بنِ أَبِي حَبِيْبٍ، وعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وحَبَّانَ بنِ وَاسِعٍ، وزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، ودرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، ورَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، وزَيْدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وسَعِيْدِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي هِلاَلٍ، وَعَامِرِ بنِ يَحْيَى المَعَافِرِيِّ، وعَبْدِ الرَّحْمَن بنِ القَاسِمِ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وعُمَارَةَ بنِ غَزِيَّةَ، وهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ؛، وغَيْرِهِم.
- وكَانَ بَارِعاً فِي العِلْمِ، مَشْهُوراً بِهِ... فَكَانَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِه، فَيَرَى النَّاسَ صُفُوْفاً، يَسْأَلُوْنَهُ عَنِ القُرْآنِ، والحَدِيْثِ، والفِقْهِ، والشِّعرِ، والعَرَبِيَّةِ.
وأَخَــذَ مِـنـــهُ الــعِــلْــمَ: صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ - وهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ - وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ - وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وأَسَنُّ - وَمَالِكٌ، وَاللَّيْثُ، وَبَكْرُ بنُ مُضَرَ، وَيَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ، وَمُوْسَى بنُ أَعَيْنَ، وَنَافِعُ بنُ يَزِيْدَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ شُعَيْبِ بنِ شَابُوْرٍ؛، وخَلْقٌ كَثِيرٌ جِدّاً.
ثَـنَــاءُ الـعُـلَـمَـــاءِ عَـلَـيْـــهِ:
- قَالَ رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ: لاَ يَزَالُ بِمِصرَ عِلْمٌ مَا دَامَ بِهَا عَمْرُو بنُ الحَارِثِ.
- وقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعتُ مِن ثَلاَثِ مائَةِ شَيْخٍ وَسَبْعِيْنَ شَيْخاً، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحفَظَ مِنْ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قَد جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ يَحفَظُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ؛ ولَو بَقِيَ لَنَا، مَا احتَجنَا إِلَى مَالِكٍ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرٌو أَحفَظَ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَم يَكُن لَهُ نَظِيْرٌ فِي الحِفظِ فِي زَمَانِهِ.
- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عُفَيْرٍ: كَانَ أَخطَبَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَأَبلَغَهم، وَأَرَوَاهُم لِلشِّعرِ.
- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ قَارِئاً، فَقِيْهاً، مُفْتِياً، ثِقَةً.
- وقَالَ ابْنُ مَاكُوْلاَ: كَانَ قَارِئاً، مُفْتِياً، أَدِيْباً، فَصِيْحاً.
مِـن كَــلاَمِـــهِ:
الشَّرفُ شَرَفَانِ: شَرَفُ العِلْمِ، وشَرَفُ السُّلْطَانِ؛ وشَرَفُ العِلْمِ أَشْرَفُهُمَا.
وَفَـــاتُـــــهُ: مَاتَ فِي شَوَّالٍ، مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وأَربَعِيْنَ ومِائَةٍ (148 هــ)؛ وقَد عَاشَ سِتًّا وخَمْسِيْنَ سَنَةً (56).