عرض مشاركة واحدة
  #101  
قديم 20-09-2011, 01:59 PM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 18
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي الفيتو الأمريكي.. فلسطين في قلب "ربيع الثورات" ا

الفيتو الأمريكي.. فلسطين في قلب "ربيع الثورات"

الثلاثاء 22 شوال 1432 الموافق 20 سبتمبر 2011

مصطفى عياط

بات من شبه المؤكد أن يواصل الفلسطينيون مسعاهم نحو الأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولتهم المرتقبة، كما أنه من شبه المؤكد –أيضًا- أن يقابَل هذا المسعى بـ"فيتو أمريكي" إذا ما قرر الفلسطينيون الحصول على هذا الاعتراف عبر مجلس الأمن الدولي، وهنا يُثار تساؤل عن طبيعة ردّ الفعل الشعبي على أول فيتو أمريكي في ظل "بيع الثورات" العربي، وهل سيجري ابتلاع الأمر بهدوء، كما كان الحال في السابق، مع الاكتفاء بعبارات الإدانة والشجب أم أن المشهد سيختلف؟.

ومع أنه لا يمكن القطع بسيناريو محدد للأحداث، إلا أن ما حدث عقب م*** جنود مصريين في سيناء برصاص إسرائيلي يمكن أن يُعَدَّ "بروفة" قابلةً للتَّكرار، فالإسرائيليون تعاملوا مع الأمر باعتباره حدثًا عاديًا، تكرر مرارًا، وتم احتواؤه بسهولة، والأمر نفسه فعله القائمون على الحكم في مصر، مع بعض "التسخين الإعلامي"، لكن الشارع كان له رأي مختلف، ففي البداية تظاهر المئات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وتحولت التظاهرة لاعتصام استمر عدة أيام، ومع رفض الإسرائيليين الاعتذار، وتلكؤ الحكومة المصرية في اتخاذ موقف أكثر قوة، تطور الأمر لاقتحام السفارة، ليجري إجلاء طاقهما على وجه السرعة إلى إسرائيل قبل أن يفتك بهم المتظاهرون.

قوة الصدى

ما حدث في مصر امتد صداه إلى الأردن، الدولة العربية الثانية التي توجد بها سفارة إسرائيلية، حيث دعت قوى وتيارات لمسيرة إلى مقر السفارة الإسرائيلية، للمطالبة بإغلاقها وطرد السفير، وقبيل المسيرة بساعات لجأت إسرائيل إلى سحب طاقم السفارة وإغلاقها، على أن يعودوا مرة أخرى لعمان بعد انتهاء المسيرة، تجنبًا لتكرار السيناريو المصري، مع العلم بأن ما جرى في الأردن كان "مجرد صدى" لأحداث مصر، دون أن تكون هناك واقعة محددة أشعلت غضب الأردنيين، وحاولت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تلخيص مأزق الحكومة الأردنية، قائلة: "بعد أن رأى الأردنيون قيام تركيا بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من أنقرة، وهروب الدبلوماسيين الإسرائيليين من القاهرة، سيكون من الصعب على الحكومة الأردنية الحفاظ على الوجود الدبلوماسي الإسرائيلي في عمان".

وإذا كان من الصعب الجزم بأن "الفيتو" الأمريكي سوف يؤدي لتكرار المشهد نفسه أمام سفارات واشنطن في الدول العربية، فإنه لا شك في صعوبة المأزق الذي ستقع فيه الدول الصديقة لواشنطن في المنطقة؛ فهذه الدول تعاني بالفعل من ضغوط هائلة بفعل "ثورات الربيع" العربي، وما ترتب عليها من إعادة هيكلة –شبه كاملة- للأوضاع في المنطقة، حيث تغيرت خريطة التحالفات والتوازنات، وغاب عن المشهد لاعبون كبار، من وزن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ودخل آخرون جدد، ما زالوا يستكشفون الأوضاع، في حين ما زالت بعض الدول، مثل ليبيا وسوريا واليمن، تعيش مرحلة "المخاض".

"رسالة الفيصل"

ووسط هذا الخضمّ سيأتي "الفيتو" الأمريكي ليزيد الأمور تعقيدًا، ولعل ذلك ما دفع الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي الأسبق في واشنطن، لتحذير إدارة أوباما من مغبة مثل هذا القرار، مؤكدًا أن السعودية "لن يكون بمقدورها مواصلة تعاونها مع الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي دأبت عليها الأمور"، لأن "العلاقة المميزة التي تربط بين السعودية والولايات المتحدة سينظر إليها من قبل السواد الأعظم من العرب والمسلمين، الذين يطالبون بالعدالة للشعب الفلسطيني، على أنها علاقة سامة".

ورسم الفيصل الخريطة لتداعيات "الفيتو الأمريكي"، مشيرًا إلى أنه سيؤدي إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة، كما سيؤدي إلى "تقويض أمن إسرائيل وتعزيز النفوذ الإيراني وزيادة مخاطر اندلاع حرب جديدة" في الشرق الأوسط، منتهيًا إلى أن "المسئولين السعوديين سيضطرون –في هذه الحالة- إلى تبني سياسة إقليمية أكثر استقلالية وأكثر حزمًا". وفي المقابل رأى الفيصل أن عدول إدارة أوباما عن "الفيتو" واعترافها بالدولة الفلسطينية من شأنه تسريع عملية السلام، من خلال الانتقال إلى "نموذج جديد للتفاوض من دولة إلى دولة".

"غضب الشارع"

ومع أن تصريحات الفيصل تعد "جرس إنذار" لا يستطيع الأمريكيون تجاهله، في ضوء الأهمية الإستراتيجية للعلاقات مع الرياض، إلا أن الخوف الأمريكي ربما يكون منصبًّا حول ردود فعل الشارع في دول "الربيع العربي"، فإذا ما انطلقت شرارة غضب في القاهرة تجاه الولايات المتحدة، وجرت الدعوة لمليونية في ميدان التحرير الشهير للتنديد بذلك، فإن الأحداث قد تتدحرج مثل كرة اللهب، وتنتقل من عاصمة عربية إلى أخرى.

وفي هذه الحال لن يكون بمقدور الحكومات الصديقة لواشنطن التعامل ب*** مع تلك التظاهرات، خشية تفاقم الغضب وتحوله إلى قضايا داخلية تمس بقاء هذه الحكومات، ولذا فإن البعض قد يتسامح مع تنفيس شحنات الغضب الكامنة لدى شعبه في اتجاه واشنطن، بدلاً من تحولها إلى إعصار داخلي قد ي***ع النظام نفسه، كذلك فإنه من غير المستبعد أن تلجأ بعض الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ خطوات مضادة باتجاه أمريكا نفسها، كخطوة "وقائية" لامتصاص الغضب الشعبي والحد من قوته.

"تحرك أمريكي"

ومن الملاحظ أن جهود الأمريكيين لتلافي هذا السيناريو تركَّز في محورين، الأول: منع الفلسطينيين من التوجه إلى الأمم المتحدة من الأساس، وذلك عبر تقديم وعود وحوافز سياسية واقتصادية للسلطة الفلسطينية، ربما تشمل تجميد الاستيطان واستئناف مفاوضات السلام، لكن يبدو أن هذا المسعى قد باء بالفشل حتى الآن، مع أن واشنطن مازالت تراهن على تحقيق اختراق في اللحظات الأخيرة، حيث يتواجد مبعوثان رفيعا المستوى في المنطقة، إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.

أما المحور الثاني، وهو البديل في حال فشل المحور الأول، فيركِّز على تجنب حدوث مواجهة في مجلس الأمن واضطرار واشنطن لاستخدام الفيتو، وبالتالي ظهورها كـ"عدو" للشعب الفلسطيني ودولته المرتقبة، ويمكن تجنب ذلك من خلال توجه السلطة الفلسطينية إلى الجمعية العامة، حيث لا يوجد "فيتو" ولا تمتلك الولايات المتحدة سوى صوت واحد كباقي الأعضاء، وفي هذه الحالة ستكون أمريكا مجرد رقم من بين عدة دول يتوقع أن تصوت لصالح عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن اعتراف الجمعية العامة لا يمنح الفلسطينيين سوى وضع "مراقب غير عضو" مثل الفاتيكان، وهذا يتيح لهم الانضمام إلى منظمات مثل اليونيسكو والفاو والمحكمة الجنائية الدولية، في حين يتيح التوجه لمجلس الأمن الحصول على عضوية كاملة.

ولم يقرر الفلسطينيون -حتى هذه اللحظة- ما إذا كانوا سيتوجهون إلى مجلس الأمن أم إلى الجمعية العامة، ويتوقع أن يلعب الاتحاد الأوروبي، الممول الرئيسي لخزينة السلطة الفلسطينية الخاوية، وبعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، دورًا مهمًا في ذلك، فأصدقاء واشنطن يريدون تجنيبها مواجهة صعبة ومكلفة سياسيًّا واستراتيجيًّا، لها ولهم، في حين يريد الاتحاد الأوروبي تجنيب أعضائه "انقسامًا محرجًا" في مجلس الأمن، حيث ما زالت دول الاتحاد منقسمة بشأن الموقف من الدولة الفلسطينية، فالبعض يؤيد، فيما يتبنى آخرون موقف أمريكا المتمسك بمفاوضات السلام العقيمة.

وحتى يحسم الفلسطينيون والعرب أمرهم، فإن الشارع العربي ربما يكون على موعد مع "وقفة وفاء" لقضيته المركزية، التي راهن البعض على أن "الربيع الديمقراطي" سوف يمحوها من قائمة الأولويات، لكن مجريات الأمور تشير لعكس ذلك، فقلوب العرب والمسلمين ما زالت معلقة بـ"القدس وتراب فلسطين".

المصدر


http://islamtoday.net/albasheer/artshow-13-156378.htm
رد مع اقتباس