(6) مَحَاسِنُ المَشُوْرَةِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. (سُورَة الشُّورَى: آية رقم 38)؛ أَيْ: لَا يُبْرِمُونَ أَمْرًا حَتَّى يَتَشَاوَرُوا فِيهِ، لِيَتَسَاعَدُوا بِآرَائِهِم فِي مِثْلِ الحُرُوبِ ومَا جَرَى مَجْرَاهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}. (سُورَة آل عِمْران: آية رقم 159)؛ ولِهَذا كَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، يُشَاوِرُهُم فِي الحُرُوبِ ونَحْوِهَا، لِيُطَيِّبَ بِذَلِكَ قُلُوبَهُم. وهَكَذَا لَمَّا حَضَرَتْ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الوَفَاةُ حِينَ طُعِنَ، جَعَلَ الأَمْرَ بَعْدَهُ شُورَى فِي سِتَّةِ نَفَرٍ، وهُمْ: عُثْمَانُ، وعَلِيٌّ، وطَلْحَةُ، والزُّبَيْرُ، وسَعْدٌ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُ الصَّحَابَةِ كُلِّهِم عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ عَلَيْهِم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. (تفسير ابن كثير/ 7/ 211)
---------
قال الجاحظ:
- قيل: "إذا استُشِرتَ فَانْصَح، وإذا قَدَرتَ فَاصْفَح".
- وقيل: "مَن وَعَظ أَخَاه سِرًّا زَانَه، ومَن وَعَظه جَهْراً شَانَه".
- وقال آخر: "الاعتصام بالمَشُورَة نَجاة".
- وقال آخر: "حُسْن المَشُورَة مِن المُشِير قضاء حق النّعمة".
- وقال آخر: "نِصف عَقْلك مع أخيك، فاستشره".
- وقال آخر: "إذا أراد اللهُ لعبد هَلاكاً أهلكه برأيه"
- وقال آخر: "المَشُورَة تُقَوّم اعوجاج الرّأي".
- وقال آخر: "إيّاك ومَشُورَة النِّسَاء، فإن رَأْيهنّ إلى أَفَنٍ، وعَزْمهنّ إلى وَهَنٍ".
*********