هنا خلاف بين ما يعنيه الشاعر وبين رفض عضو ناقد لاستخدام مفردة موروثة وهي كسر أواني الفخار وما تحمله من معاني رفض البقاء واللاعودة ممن كسرت وراءه وعندي حل أدبي لتلك المعضلة لو تسمحون لي ..
يقول الشاعر .. أن كسر آنية الفخار وإصدار صوت الانكسار كان سبب الالتفاتة للوراء والتي جعلته يرى من جذبت اهتمامه .. وهذا كله داخل خياله فما من آنية كسرت وما من فتاة رآها وقد اعترف في النهاية أن كل هذا حلم .. وأنا أرى ولا علاقة بي بما يقصده الشاعر فالمعنى كما نعرف يظل دائماً حبيس وجدان الشاعر .. أرى أنا الشاعر هنا استخدم مفردة كسر الآنية لتناسب وحدته في القطار وخلو المقعد الذي بجواره .. فلو كان لو حبيب ما سافر منفرداً وحيدأً فهو يعاني من الوحدة والغربة داخل نفسه .. ولهذا حتى الصوت الذي سمعه كان يشير إلى الفراق والوحدة التي يعانيها وإذا بالمفارقة العجيبة مع أن هذا الصوت يعني النبذ وعدم الرضا بالبقاء كما توقع الشاعر إذا به هذه المرأة يبتسم ابتسامة الأمل ويولد الحلم الجميل من معنى الحزن والفراق والنبذ .. ولكن كله سراب في سراب فلا الحدأة تهدينا اليمام ولا السراب يهدينا الارتواء ..
ويرى الناقد أن الشاعر أخطأ في استخدام المفردة الموروثة وأنا أتفق مع الناقد في حالة واحدة أن تكون رؤية الفتاة واقعي والكسر واقعي ولكن كل هذا كان في مخيلة الشاعر .. والخيال لا يخضع لقانون الواقع..
هذا رأي .. ولكم .. الخير .. يا .. أفاضل .. تقبلوا مروري
|