عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25-10-2011, 02:02 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,299
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

مؤامرة ل*** الإمام محمد بن عبد الوهاب

ترتَّب على هذه الأحداث المتتابعة أن تنادى رؤساء القبائل والبلدان الكبرى في نجد للوقوف ضدَّ مخاطر الدعوة، أو بالأحرى مخاطر إقامة شرع الله وحدوده؛ فهذه الحركة الإصلاحية أخذت – في زعمهم - تهدِّد نفوذهم في مقرِّ دورهم؛ لأن انتصارها معناه أفول سلطانهم الخاسر، وإفلات زمام الأمور من أيديهم؛ خاصَّة وأن الدعوة بدأت تؤتي ثمارها في نجد[19].

وكان على رأس الناقمين سليمان بن محمد بن عريعر الحميدي - حاكم الأحساء وبني خالد - الذي أيَّده فريق كبير من الجهلاء وأصحاب المصالح وذوي النفوذ؛ هؤلاء الذين تحجَّرت عقولهم بعد أن امتلأت بالخرافات والبدع، فانطلقوا يُقَاومون الدعوة وصاحبها، ويوغرون صدور مشايخ القبائل حقدًا وحسدًا.

وما لبث سليمان الحميدي أن بعث إلى عثمان بن معمر كتابًا على عجل جاء فيه: "... إن المطوِّع الذي عندك، قد فعل ما فعل، وقال ما قال، فإذا وصلك كتابي فا***ه، فإن لم ت***ه، قطعنا خَرَاجَك الذي عندنا في الأحساء".

وقد كان على عثمان بن معمر أن يختار بين دعوة محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- وما تعاهدا عليه، وبين الخراج الذي يُقَدَّر بألف ومائتين دينار ذهبية، ولم يفكر ابن معمر مليًّا فقد اختار الخراج ومتاع الدنيا مُضَحِّيًا بالدعوة وقائدها، بل وأرسل إلى الإمام يخبره بكتاب سليمان، قائلاً: "لا طاقة لنا بحرب سليمان". وحاول الشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- جاهدًا أن يُثني ابن معمر عن قراره هذا قائلاً له: "إن هذا الذي أنا قمتُ به ودعوتُ إليه كلمة لا إله إلا الله، وأركان الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أنت تمسَّكت به ونصرته فإن الله سبحانه وتعالى يُظهرك على أعدائك، فلا يزعجك سليمان ولا يفزعك"[20].

فأعرض عنه عثمان، وأرسل إليه مرَّة ثانية يخبره بأن: "سليمان قد أمرنا ب***ك، ولا نستطيع مخالفته، ولا طاقة لنا بحربه، وليس من الشيم والمروءة أن ن***ك في بلدنا، فشأنك ونفسك، وخَلِّ بلادنا"[21].

لقد وقع عثمان في فتنة الدنيا، هذه الفتنة التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ"[22].

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يَخصُّ هذه الأمة بفتنة المال، فيقول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ"[23].

من أجل ذاك أُخرج الإمام من العُيينة قسرًا، فلم يزده هذا الأذى إلا صبرًا وعزيمة ومُضيًّا، وهو يُرَدِّد قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2- 3]، فكان يمشي على رجليه مُوَكَّلاً به فارس يمشي من خلفه؛ ل***ه والغدر به، ولم يكن مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- إلاَّ مروحة من خوص في حرِّ الصحراء الملهب، فهمَّ الفارس ب*** الإمام، وكان بإيعاز من ابن معمر، فارتعدتْ يده وكفى الله شرَّه[24].
الإمام محمد بن عبدالوهاب والنصر في الدرعية

توجَّه الشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- إلى الدرعية - التي كانت تحت حكم الأمير محمد بن سعود - في عام (1157هـ)، فنزل ضيفًا على عبد الله بن سويلم، وابن عمِّه أحمد بن سويلم، وقد كانا من تلاميذ الشيخ أثناء مقامه في العيينة، لكن ابن سويلم خاف على نفسه من الأمير محمد بن سعود، لاعتقاده أن الأمير قد يؤذيه[25]؛ ولكن الإمام الواثق بمعيَّة الله وحفظه بدأ يُطمئنه ويحثُّه على ضرورة الوثوق بالله عز وجل قائلاً: "سيجعل الله لنا ولك فرجًا ومخرجًا"[26].
رد مع اقتباس