عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 26-01-2010, 03:25 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

** خطوات " هولاكو " في إعداده لإسقاط الخلافة العباسية ؟
عمل هولاكو في ذلك الإعداد المبهر على أربعة محاور رئيسية :
المحور الأول : هو الإهتمام بالبنية التحتية والإهتمام بمسرح العمليات ليضمن بذلك سيولة الإمداد والتموين من الصين إلى بغداد فماذا فعل ؟
1- بدأ في إصلاح كافة الطرق من الصين إلى العراق .
2- أقام جسوراً كبيرة وكثيرة على كل النهار في المنطقة وبالأخص نهري سيحون وجيحون ووضع قوات تترية لحماية هذه الجسور لضمان إستمرار عمليات الإمداد والتموين .
3- جهز مجموعة ضخمة من الناقلات العملاقة لنقل أدوات الحصار الضخمة من الصين إلى بغداد.
4- بدأ يراجع الطريق من الصين إلى بغداد وكل مدينة أو مركز يتحكم في الطرق يضع فيه قوات تترية للحماية فهو لا يريد أي مباغته في ظهر القوات التترية المتجه من الصين إلى بغداد .
5- أخلا كل الطرق من الصين إلى بغداد من الماشية سواء أكانت برية أم مملوكة للسكان وذلك لترك الحشائش والأعشاب لتكفي طعام الأعداد الهائلة من الخيول الخاصة بالفرسان والدواب المكلفة بحمل العتاد الحربي والغذاء والخيام وبذلك لا يحتاج إلى أن يحمل معه طعاماً للحيوانات بهذا الإعداد إستطاع هولاكو أن يجعل الأرض ممهدة لإستقبال الأعداد الهائلة من الجيوش التترية من كل مكان لكي تتجمع عند العراق وهذا هو المحور الأول الذي عمل فيه هولاكو .

المحور الثاني : الإستعداد السياسي والدبلوماسي فبدأ التتار في محاولة عقد بعض الأحلاف السياسية مع بعض الأطراف ومع بعض موازين القوى الموجودة في المنطقة لضمان نجاح مهمة إسقاط الخلافة العباسية وهذا تغير كبير في السياسة التترية لأنهم لم يعقدوا مثل هذه التحالفات من قبل ولم يعرفوا الدبلوماسية فكانوا دائماً طرفاً يحارب الأطراف الأخرى ولأن هذه هي خطوة جديدة في السياسة التترية تولى هذا الأمر " منكو خان " شخصياً ؛ وفي سنة 651- إستقبل منكو خان سفارة صليبية أرسلت من قِبل " لويس التاسع " ملك فرنسا وكان قد نزل إلى دمياط بمصر كما ذكرنا في سنة 647- لكنه هُزم في سنة 648- في موقعتين شهيرتين موقعة المنصورة وموقعة فرسكور وأُسر وفدى نفسه بالمال ؛ فأصبح لديه حقد شديد على الشام ومصر ويريد أن يعيد الكرة من جديد لكي يمحوا آثار العار التي لحقت به وبجيشه أمام العالم ؛ فأرسل هذه السفارة إلى التتار يريد فيها التعاون معهم على حرب المسلمين وبدأت المفاوضات ولكن فشلت هذه المفاوضات لأن منكو خان قال في بداية المفاوضات " أنني لا أقبل أن يكون في العالم سيد سواي " وبالطبع رفض لويس أن تسير المفاوضات على هذا الأساس ومن ثم فشلت المفاوضات بين التتار وبين نصارى غرب أوروبا ؛ وإذا كان ملوك أوروبا لا يقبلون التحالف مع التتار على أساس التبعية فهناك من يقبل بذلك ويعتبره أمراً واقعياً فعلى سبيل المثال الملك " هيثوم " ملك أرمينيا فكر في التحالف مع التتار على أساس التبعية كما كان يريد منكو خان فهو يعلم قوة التتار بل ودمرت بلاده قبل ذلك مرتين على أيدي التتار في عهد جنكيز خان وفي عهد أوكي تاي وهو يعلم أن دولته ضعيفة هزيلة لا تقارن بأي حال من الأحوال بدولة التتار القوية ؛ فمساحة أرمينيا لا تصل إلى 30 ألف كم مربع وفوق ذلك فملك أرمينيا يعلم أنه محصور بين قوات التتار من جهة والمسلمين من جهة أخرى والعداء بينه وبين المسلمين قديم وهو يتحرق شوقاً لغزو بلاد المسلمين وإسقاط الخلافة العباسية ؛ وإن لم يقبل الآن بالتبعية فسيرغم عليها بعد ذلك فسيدخل التتار العراق ويدخلون أيضاً أرمينيا وعندها يفقد هيثوم كل شئ بلا ثمن فكل هذه الأمور دفعت "هيثوم" إلى أن يذهب بنفسه لمقابلة منكو خان في " قورقورم " ؛ وكان منك خان قد استاء بسبب فشل السفارة الأوروبية الأولى فبدأ يتعلم طرق السياسة والاعتماد على المظاهر والكلمات المنمقة المختارة فأقام إحتفالاً كبيراً واستقبالاً رسمياً مهيباً لهيثوم ملك أرمينيا فعامله معاملة الملوك لا كتابع وإن كانت كل بنود الإتفاق لا تكون إلا بين سيد وتابع لا ملك وملك ؛ وبعد الإستقبال الحافل الكبير لملك أرمينيا قدم " هيثوم " نفسه على أنه من رعايا منكو خان فبدا منكو خان يعطيه وعوداً كبيرة وهداياً عظيمة ليشتري بذلك ولائه وتبعيتهفماذا أعطاه من وعود ؟
1- ضمان سلامة ممتلكات الملك هيثوم الشخصية .
2- إعفاء كل الكنائس المسيحية والأديرة من الضرائب .
3- مساعدة الأرمن في إسترداد المدن التي أخذها منهم السلاجقة المسلمين في حروبهم معهم .
4- إعتبار ملك أرمينيا كبير مستشاري منكو خان فيما يختص بشئون غرب آسيا .
رد مع اقتباس