عرض مشاركة واحدة
  #225  
قديم 26-10-2013, 09:09 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد الزيتونة - تونس








جامع الزيتونة هو أول
جامعة university في عالمنا الإسلامي بعد مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو (جامعة)، و (جامع) في مدينة تونس، ويعتبر جامع الزيتونة أقدم جامع في تونس بعد جامع القيروان كمسجد.

ومن المعتبر تاريخيا انه ثاني الجوامع التي بنيت في
أفريقية بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان، ومن المرجح أن حسان بن النعمان هو من أمر ببنائه عام 78 هـ، إلا ان عبيد الله بن الحبحاب هو من أتم عمارته في 116 هـ.


جامع الزيتونة

تعاقب خلفاء وولاة وأمراء حضارتنا الإسلامية،
خصوصا من وُلّي مناطق إفريقية، بالإعتناء به، وكان محور إهتماماتهم، و كانت لبصمات بعضهم غلبت محاكاة جامع الزيتونة بجامع القيروان، اجتهادات منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم. حيث تتمثل أهم هذه العناصر في المصلى الذي على شكل مربع غير منتظم وسبع بلاطات مسكبة معمدة، قرابة على 15 مترا مربعا، مغطّاة بسقوف من سطحة. وتم اعتماد بناء جامع الزيتونة أساسا على الحجر والطوب في بعض الأماكن.



وتتميّز قبّة محرابه بزخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بزخارف بالغة الدقة كنموذج فريد من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولى.

وكما اختلف المؤرخون حول باني الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته، فمنهم من ذكر أن
الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها، وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء، وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة.



أول جامعة إسلامية

تقول
ويكيبيديا: لم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه، وتثبيت مكانته كمركز للتدريس، وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا.

ومن أبرز رموز هذه المدرسة
علي ابن زياد مؤسسها وأسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي وقننته.



اشتهرت
الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بـ الفقيه المفسّر والمحدّث محمد بن عرفة التونسي صاحب المصنّفات العديدة وابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الإجتماع، ومبتكر علم النفس الاجتماعي. إلا أن الجامع تعرض إلى نكسة عندما دخله الجيس الإسباني في صائفة 1573 فيما يعرف بـ وقعة الجمعة، واستولوا على مخطوطاته، ونقلوا عددا منها إلى إسبانيا وإلى مكتبة البابا.



تخرّج من الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتساهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة، وإنما كانت قاعدة للتحرّر والتحرير بإعداد زعامات وطنية، وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية.



تخرج من جامع الزيتونة مشاهير أمثال المؤرخ ابن خلدون وابن عرفة، والتيجاني والو الحسن الشاذلي وإبراهيم الرياحي وسالم بوحاجب ومحمد النخلي ومحمد الطاهر بن
عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر ومحمد العزيز جعيط والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي وشاعر تونس أبو القاسم الشابي صاحب ديوان أغاني الحياة والطاهر الحداد صاحب كتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمع والتعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة) ومن حلقاته العلمية برز المصلح الجزائري ابن باديس والرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين،، وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية.

لقد تجاوز إشعاع جامعة الزيتونة حدود تونس ليصل إلى سائر الأقطار الإسلامية ولعلّ المفكر العربي الكبير شكيب ارسلان يوجز دور الزيتونة عندما اعتبره إلى جانب الأزهر والأموي والقرويين أكبر حصن للغة العربية والشريعة الإسلامية في القرون الأخيرة لقد مرّت الآن أكثر من 1300 سنة على قيام جامع الزيتونة والذي شهد ومنذ بنائه تحسينات وتوسعات وترميمات مختلفة بدءا من العهد الأغلبي حتى الوقت الحالي، ومرورا بالحفصيين والمراديين والحسينيين، وهم آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري لذلك حافظ هذا الجامع باستمرار على رونقه ليبقى في قلب كل المناسبات، وليكون شاهدا على تأصل تونس في إسلامها منذ قرون وقرون.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس