عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 28-09-2013, 12:14 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

أشعار من ذهب

وعند دخولك ساحة المسجد يغمرك إحساس رائع بالسكينة والهدوء النفسي, عندما تجد نفسك وسط بهوٍ كبير تتوسطه ميضأة أقيمت فوق بئر قديم تم ردمه, تعلوه قبة كبيرة, ويتكون المسجد من مدخل رئيسي بارز يقع في الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة, أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ويتكون من إحدى وعشرين بائكة, تتكون كل منها من ستة عقود مدببة مرتكزة على أعمدة رخامية, وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي, أحدهما منبر الدكتور محمد عبد السميع جاد, والآخر منبر الدكتور عبد الصبور شاهين, ويوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر مراد بك. أما المحراب الرئيسي فتعلوه لوحة كتب عليها بماء الذهب أبيات شعر تعطي معنى ترميم المسجد وصاحب هذا الترميم, وسنة بناء الإيوان وافتتاحه عام 1212م .


كما يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص, أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل, وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية ما زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي, ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرفات هرمية مسننة, كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك, وهي مئذنة بسيطة تتكون من دورة واحدة ذات قمة مخروطية .


بئر العقم


وقد أشيع بين العوام ولوقت قريب عدة خرافات متعلقة بالمسجد العريق, وللأسف ترسخ في وجدان البعض صدق هذه المزاعم, حتى قامت الجهات المسئولة باتخاذ عدة إجراءات استطاعت من خلالها أن تقضي عليها، وتزيلها من نفوس وعقول البسطاء .


ففي إيوان القبلة من الجهة الشرقية الجنوبية يوجد بئر قديم كان يستخدم قديمًا في الوضوء, ومع مرور الزمن جف هذا البئر إلا من بعض المياه الراكدة, وقد شاع بين النساء أن هذا الماء يشفي المرأة العقيم بعد أن يصب على ظهرها, وظل هذا البئر قبلة للسيدات حتى قامت هيئة الآثار بوضع غطاء على هذا البئر في الترميم الأخير, وشاء القدر أن تجف مياهه بعد مشروع المياه الجوفية حول المسجد, لتنتهي هذه الأسطورة التي استمرت سنوات .


وفي نفس هذا الإيوان من الناحية البحرية كان يوجد محراب صغير كانت السيدة نفيسة - رضي الله عنها - تتخذه مصلى لها, وفي الجمعة اليتيمة كانت السيدات الأميات تأتي لتقبيل هذا المحراب, ويقف أحد الخدم بعصا صغير لضرب رءوسهن إذا غبن في التقبيل لا لشيء إلا لإفساح المكان لمزيد من الزبونات, فهناك خادم آخر يشاركه المكان وقف خِصِّيصَى لجمع القروش من السيدات, وعند إجراء الترميمات الأخيرة تم إزالة هذا المحراب وسط حزن خدام المسجد الذين اتخذوا من هذه المهزلة وسيلة للتكسب .
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس