عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 28-07-2014, 03:37 AM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي ثلاثة رجال وامرأة .... رواية لــ إبراهيم عبد المازني

ثلاثة رجال وامرأة .... رواية لــ إبراهيم عبد القادر المازني

رواية رائعة ومثيرة، بطلتها فتاة ذات جمال آسر، وحيرتها بين ثلاثة رجال: «حليم» الذى كان الرجل الأول فى حياتها. و«نسيم» رجلها الثانى الذى أبدى لها حبًّا أدخلهما فى حيرة بالغة. وفى إحدى رحلاتها إلى الثغر لتتخذ قرارًا بشأن علاقتها بنسيم تلتقى برجلها الثالث «حمدى»، الذى يلخص حلمها فى الرجال




مقتطف من الرواية :
لعل من العبث أن يحاول المرء أن يرسم بالقلم صورة لإنسان أو شيء ما ولا سيما إذا كان الكاتب رجلا والموصوف امرأة. فليس أجهل من الرجل بالمرأة ولا من المرأة بالرجل وإن كانا يعيشان معاً ويتحابان- لا أدري كيف ؟ ويتزاوجان ويعمران الأرض بنسلهما يبذران ذريتهما كالحب. ولا تسألني كيف يأتلف هذان المختلفان ويتواطن هذان الإ نسانان- إن صح أن كليهما إنسان- وكل منهما لصاحبه لغز لا حل له؟! فما كنت خلقتهما أو شهدت خلقهما أو عاصرت جديهما الأعليين حتي أدري.
علي أن التصوير بالقلم وإن كان لا يفيد أحدا صورة واضحة المعارف بينه السمات متميزة اللمحات يتيح لكل قاريء أن يرسم لنفسه صورة يؤلفها خياله مما توحي به الأوصاف وكفي بهذا مغنما . والله أرحم بالكتاب من أن يجعل عناءهم باطلا وتعبهم لا خير فيه.
فلنتشجع إذن ولنتوكل علي الله الحنان المنان.
كانت الليلة ساجية طلقة والقمر متسقاً مضحيا في سماء تبدو في رأي العين كالمخمل والدنيا المسحورة من نوره الواضح اللين في فوف منسوج من خيوط سود وأخر فضية وقد أفضلت لها فضول والأشجار تذهب في الهواء كأنها عمد مدهونة وتلقي ظلها مونرا علي الأرض وتعطر الجو والنوافذ والشبابيك كلها مفتوحة يهفو منها ترجيع شجي يمتد به صوت أنثوي ينتقل من نغمة إلي نغمة في غير تكلف أو جهد.
وكان في حديقة البيت جوسق (كشك) سداسي الشكل مصنوع من أعواد الخشب وقد تعلق به وارتقي فيه وظلله النبات وفيه مائدة عليها بقية من لحم وجنرلات من رغفان وقطع من مخلل الخيار واللفت والجزر والباذنجان وقرص متصدع من جبن حالوم وزجاجات جعة بعضها نصفان أو دون ذلك والبعض لا يزال في الثلج وعليه سداده لم ينزع وقد جلس إلي المائدة ثلاثة أمامهم الأقداح وقد أبطأوا لها بعد أن كادوا يمتلئون من الطعام والشراب.
وأول هؤلاء الثلاثة وأولاهم بالتقديم وإن لم يكن أحقهم بالتعظيم – (عياد) وهو شركسي الأصل يؤمن بالشارب المفتول والعين الحمراء والبرمجة في الكلام والزعقة الشديدة حين ينادي خادماً أو غيره وإن كان الجرس قريباً وزره يتدلي فوق المائدة من سقف الجوسق ولا نحتاج أن نقول: إنه شخص لحيم وأنه شديد الوط ء علي الأرض وأنه لا خير فيه ولا شر إلا أن يجيء الخير عفواً أو يجيء الشر من قلة العقل أو النفخة الكذابة.
والثاني في هذا المجلس- الأستاذ حليم. وهو مدرس قديم ناهز الخمسين وأثر الراحة فاعتزل العالم مكتفياً بدخل خاص يسير ومعاش يقبضه كل شهر من الحكومة وهو قاعد وهو ضاوي الجسم خفيف اللحم معروق الوجه دقيق عظام اليدين والرجلين يأكل كثيراً ولا يري أثر ذلك عليه في بدنه وحديث طويل؟ فلنرجئه إلي أوانه.
والثالث- شاب في العقد الثالث بتع شديد المفاصل سريع خفيف حسن الصورة بياض وجهه تعلوه حمرة وعلي جلده نمش قليل وهو خطيب ( محاسن بنت عياد) وقد أثرة علي غيره لبياض وجهه زاعماً أن هذا يسلكه مع الشراكسة والأتراك ويرفعه عن طبقة الفلاحين الغبر الوجوه وإن كانت الحقيقة أنه فلاح ابن فلاح جلا عن قريته بعد أن أضاع أرضه فيها فشب ابنه حضرياً صرفاً وقاهرياً محضاً وتعلم الهندسة وفاز بوظيفة في الحكومة واسمه في شهادة الميلاد (محمود) ويدللة أهله تدليلاً سمجاً فيقولون (حودة) ومن الانصاف أن نقول : إنه يستسخف هذا الاسم وكان يثور علي من يدعوه به ثم راي أن هذة حكاية شرحها طويل فاكتفي بان لا يجيب كأن المنادي غيره.

بيانات الرواية:
اسم الرواية: ثلاثة رجال وامرأة
المؤلف: ابراهيم عبد القادر المازني
الناشر : دار الشروق
تاريخ الاصدار:2009



التحميل

حجم الملف : 3
MB
عدد الملفات : 1