عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-07-2010, 03:25 PM
الصورة الرمزية ايه كمال
ايه كمال ايه كمال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 8,565
معدل تقييم المستوى: 23
ايه كمال is on a distinguished road
افتراضي

(7): تقويم المتربي



• لاانفكاك بين عملية التربية وعملية التقويم، وكلماكانت مهاراتك عالية في التقويم، كلما كنت أكثر دقة في تحديد شخصية المتربي وما الذي يحتاجه بالضبط.

• تكمن خطورة التقويم في كونها الأرضيةالتي تبني عليها كل خططك المستقبلية مع المتربي،إنك عندما تخطئ فيتقدير احتياجات المتربي فإن هذا يعني أنك ستضيع جهوداً كبيرة في أمور لايحتاجها المتربي أوأنه تجاوزا منذ زمن بعيد.

• أظنك توافقني علىأن النفس لها عاطفتهاالشخصية فتحب وتكره وتود وتند إياك أن تجعل هذه الميولات حكماً على آرائك وتقويمك للأفراد، وإذا كنت منأصحاب العاطفة الجياشة فاحرص علىأن تجعل تقييمك بعيداً عنالاجتهادا الشخصي مضبوطاً بالحقائق والإنجازات.

• يتأثر بعض المربين في تقويمهم بميولاتهم واهتماماتهم الخاصة، فيحتفون بالأفراد الذين تتوافق قدراتهم، ومواهبهم مع مواهبهم، إنه مزلق خطير قد تقع فيه دون أن تشعر بذلك.
• كم يخطئ أولائك المربون الذين يحصرون مفهوم التقويم في الجرح والنقد، إن تقويم المتربي يهتم بتطوير الصواب تماماً كمايهتم بتصحيح الخطأ، فالتقويم ليس عملية جرح خالية من التعديل.


• لابد أن يكون لكنظرة فاحصة واضحة ومستقلة في المتربي، إن استئناسك برأي الآخرين واستشارتهم لاتعني أن تكون أسيراً لنظراتهم وتقويماتهم.


• تذكر أنك لا تقوِّم تمثالاً جامداً،وإنما إنساناً حيوياً متغيراً، إن هذا يجعلك تعيد تقويمك للمتربي بين كل فرتة وأخرى، فالناس قد يتغيرون وتثبيت التقويم يظلمهم أويظلمك أنت.

• أرجو ألا تكون منأولائك المتأثرين بقاعدة: (أبيض أواسود) إنهم أصحاب تلك النظرة التقويمية التي لا ترى في المقوَّم إلا صوابا خالصاأو سواداً خالصاً، إن النفوس تحتوي على خطوط متداخلة كثيرة، والمربي الحاذق هو الذي يستطيع أن يميز بين هذه الخطوط بشكل دقيق وواضح.



(8): الاستقرار النفسي.

  • لا يكفي أن تزوّد المتربّي بالمعارف والسلوكيّات الحسنة، وإنما لابد من تحوير شخصيته، وجعلها مستقرةً نفسياً، بعيداً عن الشذوذات الحادّة والمفاجئة، وبعيداًً عن ردود الفعل، وبعيداً عن الالتواءات النفسيّة المعقدة.
  • الاستقرار النفسي يعني الإنتاج والعطاء؛ إنّك لا تستطيع أن تخاطب عقول الناس ومعدة كلّ منهم فارغة، فكيف عندما تكون أفئدتهم هائمة وغير مستقرة؟!.
  • من أبرز ما تستطيع أن تقوم به في سبيل بثّ الاستقرار النفسي أن تشغل المتربّي بالهموم الكبار، وأن تخرجه من عالمه الضيّق الذي يعيش فيه، أمّا إذا حاولت أن تعالج كلّ همّ شخصي صغير عنده فربما اضطررت أن تتنازل أنت عن همومك الكبيرة!.
  • احرص على أن تُنَمّي ثقة المتربّي بنفسه، فهي عامل مهمٌّ في سبيل تحقيق نفسيّة مستقرة، أمّا إذا عجزت فلا أقل من أن تُنَمّي ثقة المتربّي بك أنت، فالناس عندما لا يجدون من صفاتهم الشخصية ما يستندون إليه، فإنهم يبحثون فيمن حولهم ليجدوا عنده ما فقدوه في أنفسهم.
  • تمثّل نفسيّة المتربّي الوعاء أو الزجاجة التي إذا كُسِرَت أولم تستقر لم يستقر فيها كل ما تقوم بوضعه فيه وتربّيه عليه من أهدافك التربوية والدعوية.
  • لا شيء يزعج المتربّي مثل ألا يستطيع تحديد شخصيّة من يقوم بتوجيهه وتربيته، إنّه عندئذٍ يُتَوَقّع منه أيّ شيء مهما كان شاذّاً، مما يفقده الأمان! فاستقرار المربّي واتزانه سمة مهمّة، تنعكس إيجابياتها وسلبياتها على استقرار المتربّي أيضاً.
  • كلما استطعت أن تطرق وتحوّر وتعدّل في نفسية المتربّي كلما ساعدك ذلك في نثر بذورك في هذه الأرض التي حرثتها سابقاً، لا تغتر كثيراً بالمكاسب الخارجية الظاهرة عند المتربّي؛ ذلك أنّ أيّ تغيّرات خارجيّة ظاهرة لا تستند إلى تغيّرات داخليّة باطنة، فإنّها مهيأة للانهيار في أيّ لحظة!.
  • ركّز على أصول الأخلاق في النفس. قال ثوثو: "مقابل كل ألف ركلة على أوراق الشجر، هناك ضربة واحدة علىالجذور".






(9): سبر الشخصية (فهم الشخصية وتحليلها)


• إن فهم شخصية المتربي هي بمثابة رؤية موضع قدمك أو مكان نثر بذورك ومن هنا تستمد أهميتها.

• إياك أن تعتمد على فراستك وراحتك في فهم الشخصية المقابلة فحسب، بل ركز على المعايير الموضوعية،والأمور المحسوسة، فهي الأداة التي لا تتمايل مع تمايل العاطفة.


• يعاني بعض الناس من فقر حاد في باب العلاقات الاجتماعية، لا تجعل ذلك يصدك عن الخوض في حقيقة هذا الصنف من الناس، وتذكر دائماً أن الكثير المثمر الطيب إنما تحوطه قشرة غليظة مرة.


• استفد من آراء الآخرين وتحليلاتهم، ولكن حذار أن تكون ظلاً لهم فقد تلحظ ما لا يلحظون.


• الخلفية المسبقة للمقيِّم أو لقبيلته،أو عائلته، أو بلدته، قد تساعدك في فهم الشخصية، ولكن إياك أن تجعلها أداتك الوحيدة، فلكل قاعدة شواذ –كما تعلم-.


• لا تظن أنك قادر على فهم الآخر من خلال لقاءاتك الأولى اعتماداً على قدرتك الفذة في معرفة الرجال! ولا تنس أن كثيراً من الانطباعات الأولية سرعان ما تصبح مثارا للضحك والاستهجان في وقت لاحق.


• يرتاح الكثير للآراء المجملة في تحليل الشخصية المقابلة، لا تكن منهم وتذكر أن كلمة تحليل تعني التفصيل والتدقيق في مجمل جوانب الشخصية المقابلة.


• إذا كنت تعتقد أنك قادر على إطلاق تحليل الآخرين دون أن ترقبهم أو تقترب منهم فأنت مخطئ، إن الصياد الماهر هو الذي يرقب ويقترب بدقة من هدفه قبل أن يطلق العيار.


• تمثل البيئة الخرجية للمتربي ميداناً مهماً لفهم واقعه النفسي، إن هذه البيئة الخارجية تعني أصدقاءه وميوله وحتى عاداته الاجتماعية السائدة.


• يملك بعض الناس قدرة جيدة على إظهار بعض المهارات في فنون الاتصال وما شابهها، ضع هذه الاعتبارات في بالك أثناء تقييم شخصية المتربي وسبرها، وتنبه ألا يسوقك الاغترار بالمظهر عن النفوذ إلى الجوهر.


• حتى تستطيع أن تفهم الآخرين فاسمع منهم أكثر مما تُسمعهم،ولاتكن من أولائك الذين يقيمون الآخرين من خلال تقويم استجابتهم وتفاعلهم مع ما يلقونه عليهم فحسب.


• تنبئ الأفعال التي يقوم بها الإنسان عن خلفيات وأبعاد نفسه،ولكن لا تبالغ في هذه الرؤية فتجعل من الموقف الواحد معياراً شاملاً للتقييم. فالنفس البشرية أعقد من أن تربط أو تفهم من خلال موقف واحد.


• قد تفلح البرامج الجماعية في إبراز أو إظهار بعض ما يملكه الآخرون من قدرات ومواهب. ولكن تذكر أن كثير من الجوانب الشخصية الخفية لا تكاد أن تظهر إلا من خلال الاحتكاك الشخصي والبرامج الخاصة.


• افهم نفسك أولاً حتى تنجح في فهم الآخرين، فالطرائق والأساليب التي نفكر بها لها أكبر الأثر على الحكم الذي نصدره على من حولنا، ولأن فشلنا في تعديل هذه الأساليب الخاطئة في التفكير فلا أقل من أن نجعلها تحت ملاحظتنا الدقيقة.



__________________
رد مع اقتباس