عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 07-07-2010, 10:09 AM
الصورة الرمزية ايه كمال
ايه كمال ايه كمال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 8,565
معدل تقييم المستوى: 23
ايه كمال is on a distinguished road
افتراضي

(13): الإقناع


يحتاج المربي الناجح إلى القدرة على إقناع الطرف الآخر، وليس على إرغامه.

• لا تظن أنّ مهمّتك تنتهي بمجرد إلقاء ما عندك على أذن المتربي.. ذلك أنّه من السهل قيادة الحصان إلى النبع.. ولكن من الصعب إجباره على أن يشرب منه!.

• قد يخيف القلب القاسي المتربين، ويجعل منهم طائعين مطأطئين، ولو لم يكونوا مقتنعين!.. ولكني لا أظنك تقبل العمل مع العبيد من أجل خدمة هدف مقدس؟

• اقنع المتربي بكل ما تريده، أو تطلبه منه.. وعندما ترى أنّه من الأفضل أن لا تظهر له حكمة ما تريده منه.. فأقنعه كذلك بهذا الأمر! فالتوجيهات غير المبررة ت*** المتربي، ولا تنميه.

• إنّ خير وسيلة لإقناع المتربي هي نثر التجارب أمامه، وهو أسلوب قرآني فريد.. واحرص قدر المستطاع أن تكون تلك التجارب والقصص قريبة العهد، فاقتراب زمن الحدث أحد المؤثرات المهمّة في عملية الإقناع.


• اعترف بعقل المتربي؛ وإيّاك أن تلغيه من خلال المبالغة منك في طلب التسليم غير المبرر لما تريد لمجرد أنك أوفر منه عقلاً، وأكثر منه تجربة.. لأنّك إنْ عاملته كذلك، فمن أين سيأتيه العقل الراجح، والتجربة الثرية؟!.

• اقنع المتربي، ولو كانت فكرتك غير محسومة الصواب، وإيّاك أن ترغمه ولو كانت فكرتك صائبة.. ذلك أن خطأ إرغام المتربي - ولو على الصواب - قد يكون أكبر من خطأ إقناعه بفعلٍ ما، ولو كان خاطئاً.

• لا يمكن أن تصنع مبدعاً، أو صاحب همّة من شخص مهزوز القناعة بما تريده منه.

• قد تكون مُفحماً جيداً، ولكن هذا لا يعني أنك مقنع جيد! ذلك أنّ هناك فرق كبير بين الإقناع، وبين الإفحام؛ إلا أنّ المشكلة أنّ الكثير ممن يمارسون الإفحام إنما يظنون أنهم يمارسون الإقناع!.

• استفد من الأشياء المادية المحسوسة لتقريب الفكرة النظرية التي تريد المتربي أن يقتنع بها. إنّ تخيير الفتاة مثلاً بين قطعتين من الحلوى، إحداهما مغلّفة والأخرى مكشوفة.. ثم اختيارها الفطري للمغلفة، أجدى أثراً في إقناعها عن مائة موعظة تسمعها عن الفضيلة، والحجاب.

• لا بد أن تكون مقتنعاً تماماً بما تريد أن تقنع به الآخرين، فالأفكار المهزوزة في نفوس أصحابها، لا يمكن أن تكون ثابتة في نفوس الآخرين، ذلك أن وراء كل فكرة قوية قناعات حارة آمنت بها، وربما ضحّت من أجلها.

• لا يقتنع الآخرون لأن صوتك أعلى، أو مقامك أكبر، أو نبرتك أشدّ، وأحدّ..وإنما لأن حجّتك أقوى، وأجلى.

• إيّاك أن تستخدم مهاراتك الكلامية في إقناع الآخر بخلاف الصواب لمجرد أنك تريد أن تخرج من موقف محرج، أو مناقشة ساخنة، إنّك إن فعلت ذلك فربما أخرجت نفسك من ذلك الموقف، ولكن بعد أن تكون فقدت مقام التربية في عين من تربيه..

• أسلوب غير رفيع قد يقع فيه بعض من يتصورون التربية.. وهو أشبه ما يسمى بـ ( ليّ الذراع ) حيث يستخدم هؤلاء إحسانهم إلى المتربي كورقة ضغط على قناعات، وقرارات، ومواقف من يربونهم!؟





(14):كيف تجنب المتربي آثار أخطائك التربوية معه؟


إيّاك أن تُعمي المتربي عن رؤية أيّ شيء إلا من خلال رؤيتك أنت له، لأنّك بذلك إنّما تعلّمه كيف يكون أعمى؟!.

• تذكّر أنّ المتربي ليس قطعة أثاث خاصة بك.. وسّع دائرة علاقاته، وإيّاك أن تمارس حجراً فكرياً قد يكون أول المتضررين منه.


• لا بد للمتربي أن يشعر بمرجعيته لك، ولكن لا تجعل من نفسك الميزان الذي يجب أن يزن المتربي من خلاله كل أقواله، وأعماله.


• في بعض الأحيان لا بأس من إغضاء الطرف عن بعض اجتهاداتك التي ترجّح صحتها.. أعط نفسك، وغيرك فرصة لالتقاط الهواء.


• الاعتراف بالخطأ، وفتح الحوار، وإقناع المتربي، والمراجعة.. هي بمثابة الكوابح، والفرامل لأخطائك التربوية مع المتربي.. ولو بعد حين.

• عندما تتجاوز بالمتربي مرحلة التقدير لك، إلى مرحلة التعظيم.. فإنك - وبغضّ النظر عن السلبيات النفسية عليه - تؤسس قواعد متينة لقبول كل أخطائك معه، دون نظر، أو مراجعة.


• قبل أن تفكّر في علاج أثار أخطائك مع المتربي.. احرص على أن لا تقع في الخطأ ابتداءاً - قدر الطاقة - من خلال بعض الوسائل والتي من أهمها أن تشرك أكثر من مربي في سيرك مع المتربي.


• الاعتراف بالخطأ محمدة، ولكن عندما يتكرّر ذلك بكثرة، ينقلب إلى منقصة تدل على قصورك فيما يتكرر خطؤك فيه، واعتذارك منه.


• لا تملأ أذن، وعين، وقلب المتربي بالحديث عن شئونك الشخصية، وما تعتاد أن تفعله، وما تحب وما تكره، وكيف تقود سيارتك؟ وكيف تنام، وتأكل، وتشرب؟ و... إنّك بذلك تعزّز في نفسه أن لا يرى في الوجود أحداً سواك، فكيف تريده بعد ذلك أن يتجنّب آثار أخطائك التربوية معه؟!.




(15):تصحيح الأخطاء


قد يقوم اثنان بتصحيح خطأ ما لشخص ما.. إلا أنه يتقبّل من الأول دون الآخر!.. ذلك أنّ الأول يُخَطِّئُ الفعل.. بينما يتعدّاه الثاني إلى الفاعل.

• مهما كانت أخطاء من تربّيه كثيرة فلابد أن تبحث عن محاسنه وتبرزها، وإلا تحولت في نظره إلى مصدر إزعاج، وتوبيخ، لا مصدر تربّيه، وتوجيه.


• لا تجعل المتربي يجهد في محاولته تخليص نفسه من الخطأ. قم أنت بذلك.. وستجد صدراً مفتوحاً لك، ولتوجيهاتك.


• إيّاك أن تقع وأنت تصحح خطأ المتربي في خطأ آخر (كسوء الأسلوب، أو المبالغة، أو عدم التفريق بين الخطأ وصاحبه، أوغير ذلك) لأنه حينئذ سوف ينسى خطأه، ولا يذكر إلا خطأك.


• ليست مهمّتك أن تشير بإصبعك دائماً نحو الخطأ. وإنّما أن تَمُدَّ يدك للمتربي لتعينه على الخروج من الخطأ.. فمهمّة الطبيب أن يعالج الحُمّى؛ لا أن يهجوها. وهذا أحد الفروق الهامة بين المربي والشرطي.


• قد تقوم بتصحيح خطأ ما عند المتربي.. ولكن من خلال إشعاره بأنك تطوّر صواباً.. أو بعد أن تكون قد انطلقت من شيء من الصواب لديه، لتصحّح شيئاً من الخطأ عنده.. وهنا سوف يذهب حرَّ هذا بردُ ذاك " نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ " متفق عليه .


• قبل أن تقوم بتصحيح خطأ ما عند المتربي. احرص على أن تعالج الأسباب الدافعة لهذا الخطأ.. فالمربي اللبيب لا ينشغل بتبديد الدخان عن إطفاء الحريق.

• لا تنس مهمّتك.. فأنت مربٍّ.. والمربي يهتم بتصحيح الخطأ.. لا بإثباته.. فكم ستكون رائعاً عندما تستطيع أن تطوّر من حال المتربي إيمانياً - على سبيل المثال - دون أن تشعره بأنه المقصّر، المذنب، العاصي، الغافل. لا تكن من أولئك الذين ينسون وظيفتهم، فيحرصون على إثبات الخطأ، لا على تصحيحه.


• ربما احتجت في تصحيحك للخطأ إلى المواجهة المباشرة.. لا بأس بذلك.. ولكن تذكر أن هذه الخطوة قد تكون في كثير من الأحيان من الخطوات الأخيرة.. فالتعريض، والتعميم، والإشارة، وصمت المغضب، والدعابة.. كلها أدوات من الممكن البدء بها قبل المكاشفة، والمصارحة.


• عندما تكون مربياً ناجحاً فأنك ستستثمر الأخطاء لدى المتربي وتجعلها مكاسب في تقويمك التربوي له.. ألا تذكر أنّ الكثير من النّقلات الكبرى في حياة الناس كانت نتيجة لخطأ أحسن الاستفادة منه بشكلٍ ما.
لا بأس أن تمارس في بعض الأحيان دور الغبي في اكتشاف أخطاء الآخرين؛ فالتنقيب عن أخطاء الآخرين بمهارة وذكاء، هو نوع من أنواع الغباء، بينما يكمن الذّكاء في التغابي عن هذه الأخطاء مع محاولة علاجها بهدوء، وخفية



__________________
رد مع اقتباس