إهزم خصمك بحسن خلقك -اصفح و اعفو وتسامح تكسب عدوك

[ميس هدى خليفة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتى وإخوتى الراقيين مرتادى القسم المتميز حيث الابداعات هنا من ايديكم

مساء الخير والسعادة عليكم


معظمنا ينزل يوميا الى مجال العمل - نمارس اعمالنا ونتحمل ضغوطها
البعض يؤدى عمله بحب ورغبة فى الوصول للافادة - ووقتها وأكيد ستصل الى النجاح والرضى
عن النفس لأنك تمارس ما تحبه من أعمال ومع الأسف وبدُنيانا (وهى مؤنت أَدْنَى) ولأنها
دار الابتلاء ستجد دائما و كيفما كان عملك أنك تتعرض نتيجة لنجاحك لحقد بعض المحيطين بك
ورغبتهم الشديدة فى هدمك لأنهم لا يمتلكون القدرات لمجاراتك فى عملك
او محاولاتهم التفوق عليك
بالبداية اعلم - انك ان لم تكن ناجحا ما اهتم بأمرك أحد ولا نظرت اليك تلك العين الحاقدة
واعلم ان هذا لا ينفص من قدرك على العكس يجب ان تحوله الى مزيد من الثقة بالنفس
لأنك وبالتأكيد ستتعرض لمحاولات عديدة لتثبيط ولإيقاف همتك ونشاطك
وعندما يفشل عن ايقافك سيسعى للنفوس والاذان الضعيفة التى تسمع له
وقتها قد تكتشف الكثير من المكائد التى تُحاك لك
تغاضى يا نفس عن كل ذلك ,, وتذكرى هذا المثل الذى قاله من سبقونا
( العين ماتكره الا الاحسن منها ) اتركى امرك لله واتركى الحاقد يموت بحقده
أذكركم واذكر نفسى بالكثير الذى يجعلنا نصبر ونتحمل ونحاول ايضا التحكم
باعصابنا مع الصفح والتسامح وتناسى اغلاط المحيطين بنا لنستطيع التعايش معهم
قد يكون بذلك ضغوطا كثيرا على اعصابنا لكنها ايضا قد تكون سببا فى صلاح بعض الحاقدين
ومراجعة انفسهم ابتغاء عفو ومرضاة الله


لنحاول جعل رسول الله أٌسوتنا
فيحكى لنا التاريخ الكثير عن رسولنا صلى الله عليه وسلم
في غزوة ذات الرقاع، ومع وطأة حرارة الشمس، تفرّق جيش الإسلام تحت ظلال الأشجار
كي يستريحوا من هجير الصحراء، وبينما النبي نائم, وقد علق سيفه على شجرة,
تسلل أعرابي وأخذ سيفه, ووقف على رأسه وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة المتيقن
من *** نبي المسلمين, قائلاً في غرور المحتمي خلف السلاح: أتخافني؟

وارتجّ الإعرابي, ولم يصدق ما وصل إلى سمعه من قول النبي: "لا"..

وحاول أن يلم شتات نفسه التي انهارت فجأة أمام كلمة النبي؛ فحاول أن يسبر سر تلك القوة العجيبة
التي يتكلم بها رجل أعزل أمام سيف مسلط؛ فقال للنبي: فمن يمنعك مني؟
فلم يزد النبي عن كلمة واحدة: الله.

فسقط السيف من يده؛ فأخذه محمد صلى الله عليه وسلم وقال للأعرابي: "من يمنعك مني؟"،
وجزع الرجل من الموت؛ فقال مستعطفاً: "كن خير آخذ".

ولا يصدق الرجل قدمه وهي تحمله بعيداً عن معسكر جيش الإسلام,
ناجياً بحياته بعد أن عفا عنه النبي!

ويهيم الرجل في أودية الأفكار, يقلب النظر فيما حدث,
تأخذه الحيرة من سلوك وأخلاق ذلك الرجل الذي تكيل له الدعاية الوثنية الاتهامات,
وتلصق به كل نقيصة, وها هو يعفو عن رجل حاول قتـــله.

ويدخل الأعرابي على قومه بوجه جديد قائلاً: جئتكم من عند خير الناس..
وتحكي بعض كتب السيرة أن هذا الرجل أسلم, وأسلم معه قومه.


كما حكى لنا التاريخ الكثير عن قواد رائعين تأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم

أتدرك ياأخى -أختى /لما نال القائد صلاح الدين الأيوبي كل تلك الشهرة في العالمين العربي والغربي؟
قد تقول لأنه انتصر في موقعة حطين, واستردّ بيت المقدس, وحارب ملوك أوروبا الأشداء.

كل ما تقوله صحيح؛ لكن عفوه وصفحه عن أعدائه كان أشد وقعاً عليهم من ضربات السيوف؛
فقد أخذت أوروبا كلها ترتجف بعد انتصاره الحاسم في حطين,
ترقباً للمــ***ـة التي ستحلّ بالصليبين في بيت المقدس انتقاماً لما فعلوه بالمسلمين..
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.. لقد سمح صلاح الدين لأهل المدينة أن يغادروها بعد دفع فدية بسيطة للغاية!
وأعتق من لم يقدر على دفع الفدية من فقراء الصليبين,
وأطلق سراح من كان في أسر المسلمين من الأزواج والآباء,
وأجزل العطاء من ماله الخاص للنساء والبنات اللائي قُتل أزواجهن وآباؤهن.
لقد أحدث صلاح الدين بفعله ذلك صدمة نفسية في العالم الصليبي!!

اللهم اجعلنا نفوسنا هادئة متحملة متأسية برسولنا الكريم
واحمنا من غضبنا وثورتنا التى تجرنا الى اتباع الشيطان ونعوذ بك ان نكون من اتباعه
وابعد عنا كل فاشل حاقد ورد كيده الى نحره
اللهم قنعنا بما لدينا واجعله فى مرضاة الله
كل حبى وتقديرى لكم جميعا