|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
رحيق المحبة
صَوْتٌ يَجُوبُ رُبُوعَ الرُّوحِ مُرْتَجِفُ
يَعْلُو صَداهُ: أَأَنْتَ العاشِقُ الكَلِفُ؟! أَجَبْتُهُ ورياحُ الشَّوْقٍ تَعْصِفُ بِي: أَنا المُتَيَّمُ هَلْ للصَّبِّ مُزْدَلَفُ؟! إِلى الحَبِيبِ أَبي الزَّهْراءِ إِنَّ لَهُ في القَلْبِ حُبًّا تَنامَى أيْكُه الوَرِفُ العَيْنُ تَرْمُقُهُ والرُّوحُ تَعْشَقُهُ والقَلْبُ مِنْ وَجْدِهِ أَوْدَى بهِ الشَّغَفُ أُحِبُّهُ وَرحِيقُ الحُبِّ أَرْشُفُهُ كَنَحْلَةٍ مِنْ أرِيجِ الزَّهْرِ تَرْتَشِفُ أُحِبُّهُ لِمَ لا ؟ والحُبُّ مَغْرِسُهُ والحِلْمُ والرِّفْقُ والتَّحْنَانُ والرَّهَفُ أحبُّهُ ولِسَانُ البَوْحِ يَخْذلُنِي والأَبْجَديَّةُ طُرًّا دون مَا تَصِفُ قَالَ اهجُرِ الذَّنْبَ تَسْمُ الرُّوحُ عَارجَةً نَحْوَ الضِّياءِ فَفِيهِ البِرُّ والزَّلَفُ إنْ رُمْتَ صُحْبَتَهُ فَالْزَمْ طَرِيقَتَه يا مُتْعَبَ الرُّوحِ هذا دَرْبُ مَنْ عَرَفُوا هُوَ النَّبِيُّ إمَامُ الرُّسْلِ مَا فَتِئَتْ أنْوَارُه في الدُّنا يُجْلَى بها السَّدَفُ إِرْهَاصُ بِعْثَتِهِ ألْقَى بحُجَّتِهِ فِي الكَوْن حَتَّى الجِبَالُ الصُّمُّ تَعْترِفُ نورٌ أطَلَّ عَلَى الأكْوَانِ مِنْهُ غَدَتْ بَطْحَاءُ مَكَّةَ بِالأَشْوَاقِ تَلْتَقِفُ واسْتَوْطَنَ النُّورُ بَطْنَ الأُمِّ إِذْ حَمَلَت بِخَيْرِ طِفْلٍ نَمَا في جِذْرِهِ الشَّرَفُ بُشراكِ "آمِنةٌ" فَالكَوْنُ مُغْتَبِطٌ مِنْ نُورِ طِفْلِكِ قَصْرُ الشَّامِ يَقْتَطِفُ والسَّعْدُ عَمَّ "بني سعدٍ" وأَلْبَسَهُمْ حُبُّ الرَّضِيعِ أَمَانًا أينما ثُقِفُوا طِفْلُ النُّبُوَّةِ يَمْشِي والهَجِيرُ لَظًى وفي السَّمَاءِ غَمَامٌ فَوْقَه رَئِفُ أثْنَى عَلَيْهِ "بَحِيرا" إذْ رأى عَلَمًا فِيه السِّماتُ التي ضَاءَت بها الصُّحُفُ هُوَ الصَّدُوقُ الأمينُ الحقُّ مَبْدَؤُه والبرُّ والعطفُ والإحْسَانُ والنَّصَفُ جَاء الوجودَ وأرضُ العُرْبِ في هَرَجٍ كَانَ المَدَى بَلْقَعًا يَرْعَى به الشَّظَفُ والرَّمْلُ أثْخَنَهُ وَأْدُ البنَاتِ بِهِ مَخَافَةَ الذُّلِّ يَا للعَارِ مَا رَأَفُوا! كَمْ بَاتَ يَسْأَلُ فِي حُزْنٍ وفِي عَجَبٍ هَلْ ذاكَ مَبْلَغُ ما تُرْجَى لَهُ النُّطَفُ؟! تِلْكَ الزُّهَيْرَةُ والأحْقَادُ مُصْلَتةٌ بِأيِّ ذَنْبٍ بِها الأوزارُ تُقْتَرَفُ ؟! خَمْرٌ ومَيْسِرُ والأنصَابُ جَاثِمَةٌ في كلِّ رُكْنٍ بَدَا الإجْحَافُ والسَّرَفُ يا خَيْرَ غَيْثٍ أتَى الأكْوَانَ فَازْدَهَرَتْ بِهِ الحياةُ وآيُ الله تُكْتَشَفُ أحْيَيْتَ مَوْتى بهذي الأرْضِ فَانْبَجَسَتْ مِنْهَا عُيُونُ الهُدَى بِالنُّورِ تَلْتَحِفُ مَسَّ الوُجُودَ نَدَاكَ فَارْتَوَى عَبَقًا واخْضَلَّ مِن غَيْثِكَ الأفْنَانُ والسَّعَفُ والجُود يَأْوِي إلَى كَفَّيْكَ مُلْتَمِسًا فَيْضًا يَظَلُّ جَنَاهُ الدَّهْرَ يُقْتَطَفُ والحِلْمُ يَهْفُو إليكَ راجيًا قَبَسًا والعِلْمُ مِنْ بَحْرِكَ الفَيَّاضِ يَغْتَرِفُ دَاوَيْتَ مُتَّئِدًا سُقْمَ القُلوبِ ومَنْ دَاوَوْا عَلَى عَجَلٍ عَنِ الهُدَى صَدَفُوا أضْحَتْ بِغَرْسِ يَدَيْكَ الأَرْضُ ضَاحِكَةً فَالحُبُّ يُزْهِرُ والأرواحُ تَأْتَلِفُ والنُّورُ يُشْرِقُ فِي نَفْسٍ مُطَهَّرَةٍ والعَدْلُ يُورِقُ والإحْسَان مُكْتَنَفُ رَبَّيْتَ صَحْبًا عَلَى الأخلاقِ فالتَزَمُوا دَرْبَ النُّبُوَّةِ مَا زَادُوا ومَا حَذَفُوا رُهْبَانُ لَيْلٍ وفِي المَيْدَانِ صَولتُهُم فمَا استَكَانُوا لِبَغْي الشِّرْكِ أو ضَعُفُوا يا سَيِّدِي كَمْ قَطَعْتُ العُمْرَ مُشْتَغِلًا بِحَبْلِ قُرْبِكَ لا مَنٌّ ولا صَلَفُ أدعو الكريمَ بأن أُسْقَى مَحَبَّتِكُمْ مَدَى الحَيَاةِ فذَاكَ الحُبُّ لِي شَرَفُ إبراهيم عبدالعزيز السمري
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|