اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-06-2011, 01:03 PM
الصورة الرمزية mohammed ahmed25
mohammed ahmed25 mohammed ahmed25 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 2,658
معدل تقييم المستوى: 16
mohammed ahmed25 has a spectacular aura about
Present قــــــــــــــــوة اليقــــــــــــــــــــــين


بسم الله الرحمن الرحيم
وعليه نتوكل وبه نستعين
عن يحي بن ابي كثير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الكرم التقوى والشرف التواضع واليقين الغنى )

الغني من جعل الله غناه في قلبه يقينا ..
أولئك الذين أنّ الهم بقلوبهم
لا نعلمهم
ولكن الله يعلمهم
اولئك الذين اكفهر البلاء في حياتهم وداهمتهم الالام من كل مكان وانى اقبلوا بوجوههم
يحسبهم الجاهل اصحاء لتجلدهم
وان دنى منهم الداني سمع الانين يأن في اوردتهم يشكو تصبرهم
وقوتهم وثباتهم
هم القوم الذين تهون بليتك عند بلائهم
وتُصغير نفسك عند ثباتهم
حتى توقن انك في ذيل القافله وسبقك ذلك الضعيف بها الى رب العالمين
ليس بكثرة الصلاه والصيام
ولكن
للغنى الذي في قلوبهم
من اسكن الله قلبه من غناه يقينا
ومن معرفته توكلا
لايجدون لهم في هذه الحياة الا الله
هم القله .. وهم الاخفياء .. الذين لا يطلبون الا الله .. ولو بلغت فاقتهم كل مبلغ .. لا يعرفون الا سؤل الله ..
الامهم في اجساد الصبر محبوسه
يطيبونها بالرضى عن الله
اولئك الذين تحوم قلوبهم في الاخره وهم في الدنيا
اولئك الذين يعزون النفس ان رضيت بالله ورضي الله فكل شي يهون
الباكون في الدجى وعند غسق الليل ان احال البلاء عنهم جنة اللقاء في الثلث الاخر فيطلقون قلوبهم الى السماء واجسادهم في ارض الامتحان تجاهد
الصابرين على مر العيش ومر البلاء يمزجون كل هذه بما في قلوبهم
فهذا هي حياتهم
هي الحياه
!!
تنكر من امرك الامور
وتعجب من نفسك العجائب
فكثرة بلائك عند بلائهم قليل
ومع ذلك تجدهم في الخير سباقين وعند الملمات من الثابتين وعند الظلام من المُبصرين
وعند الحيرة من الراشدين
وعند الحاجة والفاقه من الاغنياء الذين يتعففون
وعند البذل
على فقرهم ينفقون
أولئك هم الموقنون

الذين جعل الله غناهم في قلوبهم
فالحديث عنهم ذو شجون
ولنا فيهم اسوه حسنه
نتشبه بالقوم فعسى ان نكون معهم او نال شيئا مما انعم الله به على قلوبهم


أجتمع حذيفه المرعشي وسليمان الخواص ويوسف بن اسباط فتذاكروا الفقر والغنى
وسليمان ساكت فقال بعضهم
الغنى من كان له بيت يكنه وثوب يستره وسداد من عيش يكفه عن فضول الدنيا وقال بعضهم الغني من لم يحتج الى الناس
فقيل لسليمان ماتقول انت يا ابا ايوب فبكى ثم قال
رأيت جوامع الغنى في التوكل ورأيت جوامع الشر في القنوط
والغنى حق الغنى من اسكن الله قلبه من غناه يقينا ومن معرفته توكلا ومن عطاياه وقسمه رضى فذاك الغني حق الغنى وان امسى طاويا واصبح معوزا فبكى القوم جميعا من كلامه

هنا الحديث عن اليقين والتوكل
واخص بالحديث عن اليقين
لان التوكل ثمره من ثمراته
فكلما قوي اليقين قوي التوكل
فما هو اليقين
وماهي صفات الموقنين
وماهي درجات اليقين
وعلاماته ودلالاته
وعلامات ضعف اليقين

اعلم أن الظن يأتي على عدة معاني في القرآن فمنها أنه يأتي بمعنى اليقين .
مثل في قوله تعالى ( قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليله غلبت فئه كثيره بأذن الله والله مع الصابرين )
وقوله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاه وإنها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون )

و يأتي الظن بمعنى الشك قال الله تعالى ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أماني وإن هم يظنون )
و يأتي بمعنى العلم الراجح الذي يستند الى دليل راجح مع أحتمال وجود الخطأ أحتمالا ضعيفا
ويأتي بمعنى التهمه مثل في قوله تعالى ( الظانين بالله ظن السوء )
ويأتي بمعنى التوهم كمثل قوله تعالى ( وذا النون أذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه )
....
والحديث هنا عن ظن اليقين لتعرف كيف ان الظن الحسن يقوي اليقين والظن السيء يضعف اليقين بل هو دليل ضعف اليقين بالله سبحانه وتعالى

وفاذا نزل البلاء كان البلاء ممحصا لهذا الظن[اليقين] وامتحانا له حتى لاتشوبه شائبه فيخلص لله نقيا جليا الذي هو اصل اليقين والتوكل وهو الدرجه التي تسبق العلم ..
(وظنوا أن لا ملجأ من الله الا اليه )
ولذلك كان من حال عباد الله الموقنين وكان من نبينا صلى الله عليه وسلم يعلن ذلك
فقد ورد عنه انه قال للبراء ( يافلان اذا اويت فراشك فقل اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك وفوضت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجأ منك الا اليك أمنت بكتابك الذي انزلت وبنبيك الذي أرسلت )
فاعلان هذا والقول به والاعتقاد المستحكم في القلب
( العلم الجازم الذي تؤمن به وتطمئن اليه وتعلنه وتقول به )


[ و يأتي الظن بمعنى الشك والريب]
فمن ظن[ ارتاب أو شك ] في بلاءه بأن الله لا يسمع دعاءه
ولا يرى حاله ويعلم به
ومن ظن ظنونا[ سيئة بالله] لم يجاهدها ويقاومها ويردها على الشيطان فليعلم انه وصل الى خط الخطر وضعف اليقين الذي يضعف مايثمر من لوازم التوكل التي هي الاعتماد على الله وحده
ومن ظن ان بلاءه اقوى من قدرة الله عليه فقد وصل لدرجة الخطر [فقد كفر]
ومن غفل عن هذا واجتاحت القلب الخواطر والشوارد فانه لايأمن استحكامها ان لم يجاهدها اولا باول
فقد يرى المبتلا من سطوة التعب وقوته ماتنسيه قوة الله عليه وقدرته عليه فيظن ان مرضه لا حل له ولا ينتهي وانه ميؤوس منه فييأس من فرج الله
وقد يرى المبتلا من عدم وجود بوادر للفرج فيظن الظنون التي يمتحن بها
وكل هذا من الظنون التي تردي بالقلب في براثن اليأس من الله سبحانه وتعالى وتضعف اليقين به والتوكل عليه
وهذه الامور لا تظهر مباشره من المريض فهو يائس وهو مسيء الظن وهو لايدري ولكن ليلحظ نفسه بالطمأنينه للعلم الذي عنده
فاليقين لابد من طمأنينه القلب للعلم الراسخ فيه

وهنا يجب ان يستحكمم ( الظن ان لا ملجأ من الله الا اليه ويظهر ذلك في القول من حوقله وغيرها و حتى يرفض أي امر يبدي له اليأس من روح الله كما كان الحال من قول موسى عليه السلام .. كلا ان معي ربي )

فبعض الظنون تنجي[ وهي الظنون الحسنة بالله ] وبعضها تردي [وهي الظنون السيئة]
وتمتحن هذه الدرجه وتمحص ليعرف حقيقتها وخلوصها ومدى استحكامها في القلب
قال الله تعالى ( وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنين وزلزلوا زلزالا شديدا) فيعظم البلاء ويعظم الخطب وتتفاقم المصيبه ليظهرحقيقة اليقين ودرجاته من علم وايمان وأطمأنان للعلم

فمن ابصر ورفض الظنون التي تضعف اليقين سيكون في قافلة ( هذا ما وعدنا الله ورسوله )
ومن استسلم سيكون ( ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا )

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابو بكر في الغار ( ماظنك في اثنين الله ثالثهما ؟؟)
يدل على هذا الامر فكيف ظنك وانت في بليتك بربك فان اظلم او تلبدت عليه غيوم الغفله فاعلم ان هنا سبتخبط العبد ويطفأ نور اليقين أو يضعف

فلا تجعل أي ظنا سيء يغلب على قلبك فقد يكون قويا وقاهرا من شيطان متسلط ولكن لتعلم انه يريد ان يطفي فيك نور اليقين الذي يهون عليك مصابك فجاهده ما أستطعت
فقوة اليقين دليل على قوة التوكل



قال خالد بن معدان تعلموا اليقين كما تعلموا القران حتى تعرفون فأني اتعلمه )
اليقين هو ان تعلم امرأ ما وتسكن نفسك اليه وتطمئن اليه
ليس تعلمه فقط
بل لابد من ان تسكن نفسك اليه وتذهب الواردات والشاردات عنه
فأن علمت ان الله يستجيب دعائك
( أدعوا وانتم موقنون بالاجابه )
يزول عن قلبك كل شي يعترض اليقين بالاجابه
فاليقين بالاجابه شرط من شروط استجابة الدعاء
فهل أدركت ؟؟

ثم هذا اليقين ينتظمُ أمرين:
أحدهما: علم القلب .
والثاني: عمل القلب، كما فصل ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيميه

فالعبد قد يعلم علماً جازماً بأمر من الأمور، ومع هذا يكون في قلبه شئٌ من الحركة والاختلاج، بحيث إن هذا العلم لا يحمله على العمل الذي يقتضيه العلم في الأصل، حيث إن هذا العلم كان الواجب أن يثمر ويؤثر فيه تأثيراً عملياً سواء كان ذلك في قلبه، أو كان ذلك في جوارحه، فقد يوجد العلم في قلب الإنسان إلا أن صاحبه لا يصل به إلى مرتبة العمل بعد العلم . فالعبد -مثلاً- يعلم أن الله رب كل شئ ومليكه، وأنه لا خالق غيره، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا قد تصحبه الطمأنينة إلى الله تعالى، والتوكل عليه، وقد لا يصحبه العمل بذلك: إما لغفلة القلب عن هذا العلم- والغفلة لاشك أنها من أضداد العلم، وأعنى بالعلم الذي تضاده الغفلة هو: العلم التام الذي يوجب الاستحضار الدائم المستمر- فيستسلم صاحب هذه الغفلة للخواطر إذا غفل عن الحقائق التي علمها واستقرت في قلبه، فإذا وقعت له غفلة؛ فإن الخواطر تجد طريقها إلى قلبه وإلى اعتقاده، وإلى ما يدين الله عز وجل به، وقد يلتفت العبد إليها.
أذن
فلابد من علم القلب وعمل القلب
فالعمل يكون باديا على الجوارح
والاستحضار الدائم وترديده بين القلب والنفس ( فمن قوي يقينه قوه متمكنه من قلبه وادرك هذه الامور فانه لايحتاج الى تذكير غالبا فهو متذكر بل قد يُذكر غيره !! )
قال الله تعالى
( وبالاخرة هم يوقنون ) فكثيرا يؤمن بالله واليوم الاخر ولكن هل العمل لذلك اليوم والاستعداد باديا عليه وعلى جوارحه؟؟!!
وكثيرا يعلم ( ادعوا وانتم موقنون بالاجابه ) فهل هذا باديا على جوارحه..

فمن اضعف هذا الامر فقد ضعف يقينه وبذلك ضعف عمله ومن ثم اجتاحت القلب الشاردات والواردات والشهوات والشبهات ..
ثم بعد ذلك

يكون للعبد مايعلمه وما يوقن به كالمعاينه والمشاهده أي كأنه يراه !!
وهي يقين المشاهده والمكاشفه وهذا والله حظ القلوب الغنيه بالله

العلم بدرجات اليقين

قبل ان نعرف درجات اليقين لتعلم ان اليقين له لوازمه التي تقويه فلا يظن احدا ان اليقين لن يؤتاه ..
بل قال النبي صلى الله عليه وسلم
سلوا الله اليقين
وقال نجا اول هذه الامه باليقين والزهد ..
فهو له لوازمه التي تقويه وتجعل المرء يعرفه ويعرف الطريق اليه و هو رأس مال الدين
وهو كسبي كما قال ابن القيم رحمه الله [ أي أن المرء يكتسبه بعمله وليس جبلي طبعي في الناس وأن وجدت مقوماته في العبد فأنه يرسخ في قلبه دون أختيارٍ منه ]
قال ابن القيم في مدارج السالكين
درجات اليقين
هو خبر أو علم اليقين
وعين اليقين
وحق اليقين

والفرق بين عين اليقين وحق اليقين كالفرق بين الخبر الصادق والعيان
وحق اليقين فوقها

قد مثلت المراتب الثلاثه بمن اخبرك ان عنده عسلا وانت لا تشك في صدقه ثم اراك اياه أزددت يقينا ثم ذقت منه
فالاول علم يقين والثاني عين يقين والثالث حق يقين

فعلمنا الان بالجنه والنار علم يقين
فاذا ازلفت الجنة في الموقف للموقف للمتقين وشاهدها الخلائق وبرزت الجحيم للغاوين وعاينها الخلائق فذلك عين يقين
فاذا ادخل اهل الجنة الجنه واهل النار النار فذلك حينئذ حق اليقين
...الخ
وهذه المرتبه وهي حق اليقين لانتال الا للرسل عليهم الصلاة والسلام ( مثال ماكان من ابراهيم عليه السلام عندما قال ربي ارني كيف تحيي الموتىفرأى بأم عينه الطير وهو يتجمع ويعود أمامه وماكان من موسى عليه السلام عندما قال ربي ارني انظر اليك وعندما رأى الجبل يتدكدك امامه ورأى النور فهذا حق يقين )

وقد يحصل حق اليقين ايضا لعباده وهي ذوق ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من حقائق الايمان المتعلقه بالقلوب واعمالها فان القلب اذا ذاقها وباشرها صارت في حقه حق يقين
مدارج السالكين

فان احسست بلذة الايمان فهذا من حق اليقين التي سبقها خبر يقين وعين يقين
وكذلك في الدعاء
فان حصول الاجابه ومشاهدتك لها هو ايضا حق يقين فكان لابد ولزاما ان تذوق فيه الايمان ويدعوك لثبات الراسخ على دينك مهما عظم البلاء لانك
ذقت فعرفت !!

فاما من لم ينل حق اليقين كان في الدرجه التي تسبقها وهي عين اليقين التي تدل على قوة الايمان ويكون دليلها الصبر
اما حق اليقين والمشاهده والمكاشفه فيكون دليلها الرضى
وكثيرا من المبتلين يعرف الفرق بين الصبر والرضى
فيصبر الانسان على امر يكره ولا يكون راضيا عنه
واما الرضى هي روح الفرح والانشراح ولو كان البلاء قائما

قال ابن مسعود
( اليقين ان لاترضي الناس بسخط الله عز وجل ولا تحمد أحدا على رزق الله عز وجل ولا تلم احدا على مالم يؤتك الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره فأن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضى وجعل الهم والحزن في الشك والسخط)


أذن اليقين يثمر لك
الرضى وقوة الايمان والصبر والثقة بالله والتوكل على الله والاعتماد عليه
فهو كالعين البصيره في القلب تبصر وترى الحقائق المصدق بها والمؤمن بها فلا يشك فيها ولا يسخط اذا وقع عليه مايكرهه
ومن علاماته ودلالاته

الثبات عند المصيبه
ويدل على ذلك الاسترجاع قبل ان يظهر منه الحزن والهم
( الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا ان لله وان اليه راجعون )
فهل كل ماتذكرت مصيبتك قلت هذا الدعاء
حتى وان فاتك الصبر في بادي الامر
فقلها الان
ففضل الله واسع
فمن قالها لمصيبه قد مضت وتذكر حزنه عليه فان الله يأجره عليها ولو فاته الصبر عند الصدمة الاولى
فلا يفارقن لسانك هذا الدعاء وثقة بالله وبما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلدنك الله خيرا مما وقع او ذهب
فقله الان انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
فيتراء امام المصاب ما أعده الله للصابرين والحامدين فكانه يرى الميزان وما يصب له من الاجر ان فعل ذلك


يمتحن اليقين اذا وقع البلاء
قال الحسن صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باليقين طلبت الجنه وباليقين هرب من النار وباليقين أديت الفرائض وباليقين صبر على الحق وفي معافاة الله خير كثير فأذا نزل البلاء تفاوتوا او تباينوا
ففي معافاة الله خير كثير ولا تظهر حقيقة اليقين الا أذا نزل البلاء فبنعم الله يطمئن الانسان ويفرح بها فاذا نزل البلاء تباين الثابت من المتزعزع
( ومن الناس من يعبد الله على حرف فأن اصابه خيرٌ أطمأن به وان اصابته فتنه انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخره )
فمن تمنى الموت لضر بلاء نزل به فليقوي يقينه
ومن اعترض على مصابه فليقوي يقينه ويسأل الله الثبات
واما الحزن فهو يرد على الناس اجمعين الا ان يعترض على قدر الله به ويتبرم ويتسخط
نسأل الله الثبات
قال ابن عثيمين رحمه الله كثير من الناس في عافيه فهو مطمئن ولكن اذا ابتلي والعياذ بالله انقلب على وجهه فربما يصل الى حد الرده والكفر ويعترض على الله بقضاء والقدر ويكره تقدير الله وبالتالي يكره الله والعياذ بالله لانه كان في الاول لم يصبه اذى ولا فتنه ولكنه في الثانيه اصابته الفتنه فانقلب على وجهه وعلى هذا ينبغي ان للانسان ان يخاف ويوجل ويخشى من زيغ القلب ويسال الله دائما...الخ
رياض الصالحين
وتظهر اهمية اليقين في المصائب بالدعاء المأثور ( وهب لنا من اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا )

فلا يهون وقعها بمثل نور اليقين ولايبرد حرها الا بماء اليقين

(اليقين والتوكل على الله تعالى )
اذن علمت ان اليقين هو المشاهده والمكاشفه اذا احتدت في العبد

ومن عرف اليقين قوي توكله واعتماده على الله فالامور عنده كالمعاينه ويثق بالله ثم يتوكل على الله فيكون عنده الاعتماد في القلب راسخا على ارض اليقين في قلبه
ثم تباشر الجوارح الاسباب دون الاعتماد عليها والتعلق بها

قال ابن عثيمين رحمه الله
التوكل ثمره من ثمرات اليقين فاليقين هو قوة الايمان والثبات حتى كأن الانسان يرى بعينه ما أخبر الله به ورسوله من شدة يقينه
فاليقين هو ثبات وايمان ليس معه شك بوجه من الوجوه فيرى الغائب الذي اخبر الله به عنه ورسوله كأنه حاضر بين يديه وهو أعلى درجات الايمان

هذا اليقين يثمر ثمرات جليله منها التوكل على الله والاعتماد على الله عز وجل والتوكل على الله أعتماد الانسان على ربه عز وجل في ظاهره وباطنه في جلب المنافع ودفع المضار ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )فهاتين المرتبتين اليقين والتوكل يحصل للانسان مقصوده في الدنيا والاخره ويستريح ويعيش مطمئنا سعيدا لانه موقن بكل ما اخبر الله به رسوله ومتوكل على الله عز وجل
رياض الصالحين لابن عثيمين

قال ابن القيم
فاليقين روح اعمال القلوب التي هي ارواح اعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقين وقطب هذا الشيء الذي عليه مداره واليقين قرين التوكل ولهذا فسر التوكل بقوة اليقين ومتى ماوصل اليقين الى القلب امتلا نورا واشراقا وانتفى عنه كل شك وريب وهم وغم فامتلا محبة لله وخوفا منه ورضا به وشكرا له وتوكلا عليه وانابة اليه فهو مادة جميع المقامات والحامل لها واليقين يحمل على مباشرة الاهوال وركوب الاخطار وهو يامر بالتقدم دائما فأن لم يقارنه العلم حمل على المعاطب والعلم وحده يامر بالتأخر والاحجام فان لم يصبه اليقين فقد يصد صاحبه عن المكاسب والمغانم..)
انتهى

والمتوكل على الله بحق يحصل له ماتوكل فيه فمن الناس من تعلو همته في التوكل ومنهم من تدنو ومنهم من يتوكل على ليعصي الله
وكل من هؤلاء يعطيهم الله ماتوكلوا وقصدوه

درجات التوكل التي ان يجب ان تثبت في القلب حتى يكون توكلا قويا
مدارج السالكين لابن القيم ..( بأختصار )

الدرجه الاولى
معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيومتهوانتهاء الامور الى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته وهذه المعرفه أول درجه يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل .

فكلما قوي علم العبد بأسماء الله وصفاته قوي توكله بل لا توجد عباده قلبيه أرتبطت بألاسماء والصفات ارتباط التوكل بها حتى يكون لها ارتباط بكل الاسماء والصفات
حتى فسره بعض العلماء بأنه المعرفه بالله
فهنيئأ لقلب عرف الله وتوكل عليه حق التوكل
الدرجه الثانيه
أثبات في الاسباب والمسببات
فمن نفى الاسباب لا يستقيم له توكل البته لان التوكل من اقوى الاسباب في حصول المتوكل فيه
كالدعاء الذي جعله الله سببا في حصوله المدعو به
فالتوكل من اعظم الاسباب التي يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروه ومن انكر الاسباب لم يستقم منه التوكل ولكن من تمام التوكل عدم الركون الى الاسباب وقطع علاقة القلب بها فيكون حال قلبه قيامه بالله لابها وحال بدنه قيامه بها
فالاسباب محل حكمة الله وامره ودينه والتوكل متعلق بربوبيته وقضائه وقدره فلا تقوم عبودية الاسباب الا على ساق التوكل ولا يقوم ساق التوكل الا على قدم العبوديه والله سبحانه تعالى واعلم

الدرجه الثالثه
رسوخ القلب في مقام توحيد التوكل
فانه لايستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده بل حقيقة التوكل توحيد القلب فما دامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل فالعبد متى التفت الى غير الله أخذ ذلك الالتفات الى غير الله أخذ ذل الالتفات شعبه من شعب قلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبه من شعب قلبه
ومن هاهنا ظن من ظن أن التوكل لا يصح الا برفض الاسباب
وهذا حق
ولكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح
فالتوكل لا يتم الابرفض الاسباب عن القلب وتعلق الجوارح بها فيكون منقطعا منها متصلا بها

الدرجه الرابعه
أعتماد القلب على الله وأستناده اليه وسكونه اليه
بحيث لايبقى فيه اضطراب من تشويش الاسباب ولا سكون اليها بل يخلع السكون اليها من قلبه ويلبسه السكون الى مسببها
وعلامة هذا أنه لا يبالي بأقبالها وإدبارها ولا يظطرب قلبه ويخفق عند ادبارها ومايحب منها واقبال مايكره

الدرجه الخامسه
حسن الظن بالله
فعلى قدر حسن ظنك بالله عز وجل ورجائك له يكون توكلك عليه ولذلك فسر البعض ان التوكل بحسن الظن بالله

الدرجه السادسه
أستسلام القلب له وانجذاب دواعيه كلها اليه وقطع منازعاته
فالاستسلام كتسليم العبد الذليل نفسه لسيده وانقياده وترك منازعات نفسه واراداته مع سيده

الدرجه السابعه
التفويض
وهو روح التوكل ولبه وحقيقته وهو القاء اموره كلها الى الله وإنزالها به طلبا واختيارا لا كرها واضطرارا بل كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على أمره كل اموره الى ابيه العالم بشفقته عليه ورحمته وتمام كفايته وحسن ولايته وتدبيره فهو يرى ان تدبير ابيه خيرا من تدبير نفسه ..

فأذا وضع قدمه على هذه الدرجه
انتقل الى درجة الرضى
وهي ثمرة التوكل واجل ثمراته واعظم فوائده فاذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله

مدارج السالكين
علامات ضعف اليقين والتوكل
اولا الظنون السيئه التي تجتاح القلب والافات الممرضه للقلب
وعدم جهادها والاستسلام لها ( الاهم هو عدم جهادها ورفضها )

غيبة حضور العلم اليقيني في القلب ان أمتحن العبد فلذلك يجب الاستحضار الدائم وتثبيت القدم على ارض التنبه والبعد عن مواطن الغفله
ان يكون العبد واثقا بما في يده اكثر من ثقته بما عند الله فمن يسر الله له سببا ورأى نفعا به وسكن اليه وضعف او غفل عن مسببه فقد اضعف يقينه وهذه نقطه مهمه فمن يسر الله له الاسباب ونفع الله بها فان لزمها وتعلق بها اكثر من تعلقه بالله فيكون الاعتماد كليا على الله
فقد يرفع الله نفع ذلك السبب الذي يسر لك لتمتحن ..
عن زياد بن المظفر قال سمعت الحسن يقول ( يابن ادم إن من ضعف يقينك ان تكون تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل )

ضعف العمل وقلته قال لقمان لابنه يابني العمل لايستطاع الا باليقين ومن يضعف يقينه يضعف عمله
سؤل الناس الحاجه قبل سؤل الله والالتفات الى الخلق ليدفعوا ضرا او جلب خيرا والركون الى ذلك فان نفعك الله بعبد من عباده فلا تعلقن قلبك فيه فان علمت طريق الخير وطريق النفع ودلك عليه فاعتمد على الله وحده ..
انجذاب القلب للشهوات او ان عرضت له لا يُعرض عنها وتطلعه لها
فمن دعته نفسه والشيطان لامر سوء ولم يرفض ويجاهد ويرد فقط اضعف يقينه وبذلك يضعف توكله

عدم قبول النصح والتوجيه فيكثر الجدل والنقاش بخلاف الموقن فهو حاضر القلب فأن قلت قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقف وتذكر ..
**********************************
أختبر يقينك لشيخ خالد السبت
اختبار اليقين : كيف يُختبر اليقين؟ ما هو المحك الذي يتبين به رسوخ الإيمان، وثباته في قلب الإنسان؟ هناك مواقف يتبين العبد حاله فيها ومرتبته في هذا الباب، ومن هذه المواقف والمواطن:
* الموقف الأول: موقف التوبة: فالعبد الذي قد كمل اليقين في قلبه؛ لا يتردد إذا وقع منه تقصير، أو ذنب، أو زلة- وكل إنسان مُعرَّض لذلك- فإنه يبادر إلى التوبة من غير تردد، ويرجع إلى الله عز وجل، وينيب إليه؛ لأنه يعلم أن ثمة يوماً سيحاسب فيه على القليل والكثير، والدقيق والجليل، وسيؤاخذ بجرمه، فلا تردد عنده في التوبة.
وأما من ضعف يقينه، فيحتاج إلى تحريك القلب بعرض ألوان من المواعظ والعبر، والأمور المُرقِّقة لقسوة قلبه، والأمور التي تزيل عن هذا القلب الغشاوة والغفلة، فيتحرك قلبه ويلين ويرق للتوبة، فيكون ذلك مُوَطِّئَا لها، ولربما احتاج إلى إقناع، ولربما احتاج إلى مُسَايَسَة ومُداراة وطول صحبة؛ من أجل أن تصلح حاله، ويتوب ولربما وعد بالتوبة ثم بعد ذلك يتراجع ويتردد ويحسب بزعمه الخسائر والأرباح، إذا تاب سيخسر هؤلاء الأصدقاء، سيخسر هذه الوظيفة، سيخسر كذا من أطماعه وشهواته، ثم يبقى متردداً متذبذباً يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وما ذلك إلا لضعف يقينه.

ولو اكتمل اليقين عند العبد فإنه لا يبالي بشيء، وإنما همته وطِلْبَتُه هو رضا الله جل جلاله فلا يحتاج إلى إقناع، ولا يحتاج إلى مُسَايَسَة، ولا يحتاج إلى كثير ملاطفة، ولا يحتاج إلى طول صحبة؛ من أجل أن يتأثر، ومن أجل أن ينتقل من بيئة سيئة إلى بيئة أخرى، ولربما جئت بإنسان صاحب معصية، لربما جئت بمغنى من المغنين، لربما جئت بصاحب باطل ممن له في باطلة رزق ومعيشة، وكسب وشهرة، وما إلى ذلك، فحدثته وبينت له الأدلة على حرمة هذا الفعل، ولربما أقر لك بذلك وقال: أنا أُقر بهذا، لكن: من أين لي أن آكل؟ من أين لي أن أستقطب الأضواء؟ من أين لي بالجماهير التي تصفق حينما أظهر على خشبة المسرح؟
فيحتاج هذا إلى إقناع بتذكيره بما عند الله عز وجل في الدار الآخرة والنعيم، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وكأن الله عز وجل هو المحتاج إليه، وكأنه يُدِلُّ على ربه تبارك وتعالى بتوبته واستقامته، وتركه لهذه الذنوب والمعاصي التي فارقها، لماذا نتردد بالتوبة إلى الله عز وجل والأوبة إليه؟ لماذا يعضنا يحتاج إلى كثير من الملاطفة والمُسَايَسَة؟ ولربما احتاج العبد إلى شئ من المال من أجل أن يُتألف على الإيمان، إنما ذلك لقلة يقينه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطى أقواماً ويترك آخرين، وحينما يُكلَّم في ذلك ويُذَكَّر بهولاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يجيب عن هذا بأنه يَكِلُ أقواماً إلى إيمانهم، وأنه لربما أعطى الرجل مع أن غيره أحب إليه منه، فمثل هؤلاء لماذا أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ لأن يقينهم مزعزع؛ لأنه ضعيف؛ لأن إيمانهم لم يصل إلى مرتبة اليقين الثابت، فأولئك يُتركون ليقينهم، ولإيمانهم الراسخ، فلا خوف عليهم؛ لأنه لا تردد عندهم في هذا الإيمان الذي دخلوا فيه، أما هذا فيحتاج إلى مداراة، ويحتاج إلى الأخذ بخاطره- كما يقال-، يحتاج إلى أن يتنازل الإنسان عن بعض حقه معه من أجل أن لا ينكص على عقبيه، فهذه حقيقة يحتاج الإنسان أن يتأملها مع نفسه هو، وأن يتأملها مع غيره. هذا الموقف الأول الذي يُختبر فيه اليقين .
الموقف الثاني: هو موقف المصيبة: فكثير من الناس يحسن الكلام عن الصبر، وعن الثبات، وعن الإيمان، وعن الجزاء الذي يعطيه الله عز وجل للصابرين في الدار الآخرة، وما أعد لهم من النعيم المقيم، ولكنه إذا وقعت المصيبة؛ اضطرب وتحرك قلبه، فجزع، ولم يثبت ولم يصبر، وإنما كان متسخطاً على ربه تبارك وتعالى معترضاً على أقداره، والله عز وجل يقول:}وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ[155]الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ[156]{ [سورة البقرة].
فمن كان متحققاً باليقين؛ فإنه عند المصيبة يكون رابط الجأش، ثابتاً، صابراً، حابساً للسانه عن التسخط، ولجوارحه عن فعل ما لا يليق من شق جيبٍ، أو لطم خدٍ، أو نحو ذلك مما يفعله من لا يقين عندهم، فهذه أمور قد لا تتبين في حال الرخاء، وإنما تتبين في حال الشدة والمصائب. ولربما أبتُلي العبد المؤمن، فسخط على ربه أن ابتلاه بهذا البلاء، والله عز وجل ابتلاه ليمحصه ولم يُبتل ليهلك . ابتلاك الله عز وجل ليرفعك من درجة إلى درجة، ومن منزلة إلى منزلة، وتُبّلَّغ بهذا البلاء منازل عند الله عز وجل في الجنة لا تبلغها بعملك، فإذا نزلت بالعبد المصيبة التي تهيئه لذلك المقام في الجنة:
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
فسرعان ما ينتكس العبد، ويتبرم، ويتسخط على ربه، ويعترض على أقدار الله تبارك وتعالى، فهذه أمور تظهر في حال الشدائد..ولربما دعا إلى الله عز وجل، ولربما جاهد في سبيله، ولربما بذل ماله، ثم يبتلى فيتسخط، ولربما عاهد الشيطان بأن يتوب إليه توبة نصوحاً عن فعل الخير، وعن صحبة الأخيار والصالحين، وأن يقطع ذلك أجمع؛ لئلا يقع به مثل هذا المكروه الذي ناله، فهذا ليس له نصيب من اليقين.
الموقف الثالث: في حال الحاجة: فإذا احتاج العبد وافتقر إلى المخلوقين، إلى مَالِهِم في فقره في دنياه، أو احتاج إليهم في شئ من الأشياء في دنياهم، فإنه بذلك يختبر يقينه، فإذا كان قلبه يتلفت إلى المخلوقين، ويتطلع إليهم، ويتعلق بهم لينال ما عندهم؛ فإن قلبه لم يتحقق باليقين بَعْدُ. وأما إذا كان قلبه متوجهاً إلى الله وحده لا شريك له، لا يلتفت إلى أحد من المخلوقين، ولا يتعلق بهم؛ فإن هذا اليقين هو اليقين الكامل.
الموقف الرابع: في حال الغنى: فمن الناس من لا يصبر إذا أغناه الله عز وجل، فيصل به ذلك إلى الكفر، لربما قال العبد: إنما أوتيته على علم عندي، وينسى أن الله عز وجل هو الذي أعطاه وأولاه، وأن الله عز وجل هو مالك الملك وأن العطاء بيده، وأن الكون ملكه بما فيه، ينسى هذا ويقول: إنما أوتيته على علم، إنما حصلته بجدي واجتهادي وجهدي، وتحصيلي وذكائي وعلمي بوجوه المكاسب، ولربما قال: حصلته وورثته كابراً عن كابر، ولربما قال غير ذلك مما يكون فيه نسيان المنعم، والذهول عن مقام استشعار إنعامه وإفضاله على العبد، فيكون بذلك كافراً لنعمة ربه جل جلاله.
والله سبحانه تعالى اعلى واعلم

الاسباب المؤديه الى زيادة اليقين

مايقوى به اليقين
كما اشرنا سابقا ان اليقين يمكن ان يكتسبه الانسان بعمله وان وجدت مقوماته فانه يرسخ في القلب بدون اختيار العبد لذلك

واهم سبب واقوها
هو القران الكريم
الذي قال الله فيه ( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ )
فهو اشتمل على خبر او علم اليقين وعين اليقين واعلى مرتبه من مراتب اليقين الذي هو حق اليقين
وحق اليقين ما باشرته بنفسك فلا تشك فيه
وقرأته وتلاوته وتدبره من اقوى اسباب نيل اعظم مرتبه من مراتب اليقين فمن تمسك به بقوه واعتقد الاعتقاد الجازم فيه الشفاء وظهر ذلك في تلاوته وتدبره وختمه فذلك قد قوي بأذن الله يقينه فيطمئن اليه ويزداد تمسكا به
وبذلك يظهر مدى فائدة الاستشفاء بالختم ( ختم القران كل ثلاث )
فمن ذاق فيه الانس به فهو ايضا حق يقين وان كان يقرأه عن ظهر قلب فما يذوقه ايضا هو الحق الذي ذكره ابن القيم في الردود السابقه
وكذلك الراقي المتوكل الذي يتمسك بهذا القران (حق اليقين ) تكون قراءته اشد وقعا من غيره فالتوكل ثمره من ثمرات اليقين ولا يحتد الا بمقوماته واقواها ( حق اليقين .. القران الكريم )

فليتمسك به المبتلا وليعض عليه بالنواجذ
السبب الثاني
معرفة اليقين والعلم النافع
وهذا ذكر سابقا فمن لم يتعلم ماهو اليقين قد يلتبس عليه بعض الامور من المكاشفات التي تلبس بها الشياطين على بني أدم فكلما قوي علم الانسان علم مايفسد يقينه ويمرض قلبه فرد شكوك وملابسات الشيطان بعد توفيق الله بالعلم النافع ومعرفة باليقين والتفريق بينها وبين ملابسات الشيطان
ومن العلم العلم بالتوحيد والعقيده ومن اهمها توحيد الاسماء والصفات المرتبطه بالعبادات القلبيه

السبب الثالث ومن اقوى الاسباب
هي سؤل الله اليقين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الناس لم يؤتوا في الدنيا خيرا من اليقين والعافيه فسلوهما الله جل وعز )
ومن الادعيه الوارده في ذلك وارجوا من الله ينفع بها
قال ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه
(اللهم اقسم لنا من خشيتك مايحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وابصارنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا )

وكان من دعاء ابو بكر رضي الله عنه ( اللهم هب لي إيمانا ويقينا ومعافاه ونيه )
اللهم اني اسالك حزما في لين وقوه في دين وايمانا في يقين ونشاطا في هدى وبرا في استقامه وكسبا حلالٍ )
اللهم هب لنا يقينا بك حتى تهون علينا مصيبات الدنيا وحتى نعلم انه لا يصيبنا الا ماكتب الله علينا ولا يأتينا من هذا الرزق الا ماقسمت لنا
اللهم اني أسالك إيمانا تباشر به قلبي ويقينا حتى أعلم أنه لا يمنعني رزقا قسمته لي ورضني من المعيشة بما قسمت لي
اللهم إني اعبدك ولك أملي فاجعل الشفاء في جسدي واليقين في قلبي والنور في بصري والشكر في صدري وذكرك بالليل والنهار في لساني ما ابقيتني وأرزقني منك رزقا غير ممنوع ولا محظور
اللهم اسألك يقين الصادقين وصدق الموقنين
السبب الرابع
التبحر في مواقف الموقنين والعيش بالفكر والقلب بها
فقصص الانبياء والصالحين ويقينهم بالله مما يجعل للعبد فيهم اسوه حسنه فمن تأمل قول موسى عليه السلام ( كلا ان معي ربي) يجزم بقوة اليقين التي لم تلتفت لكل القوم المثبطين ومن تأمل قول ابراهيم عليه السلام وهو يلقى في النار ( منك فلا ولكن حسبنا الله ) يعلم عظمة التوحيد وملأ القلب به والاستغناء بالله ومن تأمل في قصص نبينا صلى الله عليه وسلم في غزواته وحروبه يثق ويتأسى بهم .. ولنا فيهم اسوه حسنه ( ولابد لهذا من استحضار دائم )

السبب الخامس
صحبة الموقنين
الموقن قليل الكلام عظيم الفعال له في احلك المواقف موقف من نور ينبأك بيقين راسخ في قلبه قد يغلق الله على يده باب فتنه ويرث أعظم توكل وهو توكل الانبياء في ذوده عن الدين ونشر العلم وقمع البدع ويزداد العجب ان كان من مبتلا حتى تعلم ان مثل هؤلاء يقفون على ثغور الدعوه فلهم من علو الهمه وعلو مقاصد التوكل فمن يصاحبهم يتعلم منهم اليقين والثقه بالله والثبات

السبب السادس
أخذ النفس بالحزم والعزم في السير الى الله وطريق الرشاد
فلا يتردد في الخير ولا يؤمل النفس ولا يسوف ولا يتأخر ان ارد ان يقدم على الخير
فالحزم يورث العزم والعزم يورث اليقين واليقين يورث الغنى والغنى يورث الحب والحب يورث اللقاء
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نجا أول هذه الامه باليقين والزهد ويهلك أخر هذه الامه بالبخل والامل )

السبب السابع
التفكر في بديع خلق الله وفي النفس
وثمرت التفكر الانتفاع بهذه الايات وزيادة اليقين
قال تعالى (وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون)

السبب الثامن
ان كنت موقن وواثقا انك على جادة الطريق فلا تلتفت للمثبطين ولا تلتفت لمن أمتلأت قلوبهم بالشك والريب ونطقوا بها ولا تتبع منهم اثارة الشبهات وتدخل في الجدل فهذا يضعف يقينك واعراضك عنه يقوي ويحفظ لك يقينك
( فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )

وان اردت ان تعلم ان يقينك قد قوي
أسأل نفسك
هل أصبحت وأمسيت وكان همك الله والدار الاخره ؟؟

واليقين امر اوسع مما كُتب فلم يكتب منه الا جانبا يسيرا مما يناسب المبتلا
في يقينه وتوكله على الله سبحانه وتعالى
ولربما من بين السطور يستطيع ان يعرف المبتلا سبب دخول السبعين الف الجنه بغير حساب
فمن ايقن استغنى عن الناس وتوكل على الله وحده
ومن ايقن رضي وكاشف وشاهد فلا يتشائم
ومن ايقن صبر فلا يتداوى بالكي الذي قال فيه ابن عثيمين (لأنه عذاب لا يلجأ له الا عند الحاجه )
سبعين الف مع كل واحد سبعين الف
فلو ضربنا 70000في 70000
يساوي
4900000000

هؤلاء الذين يدخلون الجنه بغير حساب ولا عذاب
واولهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم

فليت ندري هل من بيننا واحدا منهم فليهنا بنعيم قلبه وان عظم البلاء
http://www.rouqyah.com/archive/index.php/t-86692.html

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات, الاسلام, اليقين


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:15 AM.