الرئيـــس الذي نحتاجــــــــه

[راغب السيد رويه]

الرئيس الذى نحتاجه

بعد الانتخابات البرلمانية‏,‏ يتركز الاهتمام علي السؤال المحوري‏:‏ من الذي سننتخبه رئيسا لمصر؟


الإجابة ليست هينة, لأننا لسنا بصدد اختيار رئيس يخلف من سبقه, وكان اختياره قد تم بالطرق العادية والمشروعة, لكننا في سبيلنا لاختيار من يقدر علي حمل مهمة صعبة بكل المقاييس.
نحن ـ من ناحية ـ أحوج ما نكون للتخلص من ثقافة متخلفة, نفذت إلي عقول وأفكار واستحكمت فيها, لأن أي حكم ديكتاتوري يرسي بالضرورة أسس ثقافة ترمي لنشر الخوف, والخضوع, والنفاق.
ونحن ـ من ناحية ثانية ـ مقبلون علي مرحلة يرجع الفضل فيها إلي ثورة لها مطالب وأهداف, واحتضنتها جماهير لن تتنازل عنها, ونحن ـ من ناحية ثالثة ـ دولة تراجعت قدراتها في الداخل ومكانتها في الخارج, وأهدرت إمكاناتها الوفيرة لتحقيق النهضة والمكانة, لأنها كانت في حوزة حكم عاجز, فاقد للرؤية, وللفكر الاستراتيجي في العمل, وأمانة الالتزام بالمصلحة العامة.
وإذا كانت هذه هي الظروف المحيطة بمصر, فإن ذلك لا ينفي أننا في عالم انزاحت فيه الحدود, بفعل ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة, وأننا جزء من هذا العالم نتأثر به ونؤثر فيه, وأن الدول تستخلص من التجارب التاريخية, عناصر تفيدها وتدعمها في كل مجال إنساني.
ومن هذه الزاوية, استوقفتني مجموعة أوراق تحوي دراسات وكتابات, تكاد تتفق فيما بينها دون أي ترتيب, علي عناصر مشتركة لمن تنطبق عليه مواصفات الرئيس الناجح.
بمعني امتلاكه صفات تمكنه من تعظيم قدرات الدولة, وكل هذه الآراء كانت خلاصة دراسات أكاديمية, وآراء لرؤساء سابقين, وزعماء تاريخيين, منهم: ديجول, مانديلا, هافل, أيزنهاور, وغيرهم.
ومن أجل الإلمام بخلاصة هذه الآراء, فسوف أذكر عناصرها الأساسية علي النحو التالي:
1 ـ أن تكون لدي الرئيس المنتخب, رؤية واضحة, وتوجه محدد, نحو هدف يقود إليه دولته وشعبه, ولديه وضوح لكيفية تنفيذ هذا الهدف, وأن يمتلك النظرة ذات الأبعاد الاستراتيجية التي تستوعب مجمل الأوضاع والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
2 ـ الرئيس الناجح هو الذي يحيط نفسه بفريق قوي من المعاونين, وينظم عملهم بطريقة تطلق أداءهم إلي المدي الذي يسمح لهم, بإعطائه ما يحتاجه من علم, ومعرفة, بالمشكلة المعروضة أمامه, وأن تكون النصيحة المقدمة منهم قاطعة, لا يتخوف مقدمها, من اختلافه مع آراء الرئيس, فهذا هو الضمان لحماية الرئيس من الانزلاق إلي قرار قد يجلب الكوارث عليه وعلي شعبه.
3 ـ أن يكون الرئيس صاحب شخصية ملهمة, ليس بمعني أن يحتكر هو الإلهام, وأن يكون نابعا منه وحده, بل من قدرته علي تحرير عقول المحيطين به, أو المسئولين علي مختلف المستويات, بحيث ينطلق ما لديهم تلقائيا من إبداع خلاق.
وهذا يتحقق إذا كان الرئيس متمتعا بالنضج الوجداني, الذي يجعله يبتعد بنفسه عن الأحكام المسبقة, وهي التي تكون قرينة شخص ومواطن عادي, وهو أمر يختلف في حالة قائد مسئول عن شعب ودولة, وأن يتحرر من أي انتماءات كانت منغلقة في دائرة الولاء لحزب أو مجموعة, وإلا فإنه لن يكون ممثلا لشعبه, ولن يحظي بثقة ورضا الرأي العام, الذي يعتبر مصدر دعم حكمه, وتمكينه من تحقيق أهدافه.
4 ـ ألا يحصر حواراته في دائرة مجلس وزرائه, أو قيادات حزبه, بل أن يشرك آخرين سواء من أحزاب المعارضة, أو من أصحاب الخبرة والتخصصات, من خارج مستويات الحكم, وبشكل منتظم.
5 ـ أن يتصف تاريخه باستقامة المواقف, وعدم اعوجاج السلوك ما بين الرأي والرأي المضاد, إلي حد التناقض, دون أن يمنع ذلك من تمتعه بالمرونة في التغيير, في حالة مواجهته ظروفا تحتاج تجديد الفكر والأداء.
6 ـ أن يكون قادرا علي بث الاطمئنان في نفوس مواطنيه, في أوقات عدم اليقين والظروف الاستثنائية, من خلال قدرته علي سرعة اتخاذ القرار دون تردد أو تباطؤ, والنفاذ إلي عمق المشكلة, دون التعامل مع ما هو ظاهر علي السطح, وأن تتوافر لديه الحنكة, وبراعة التحليل.
7 ـ ألا يستسلم لعوارض ميكروب كرسي الحكم, والتي تنقل إليه علة الغطرسة, وتغرس في نفسه بذرة الاستبداد, فيعيش خيالات التصور بأنه هو والدولة شيء واحد, فيعتبر المعارضين له خونة, وتضيع من عينيه الرؤية السليمة, فيكذب علي نفسه, بعد أن كذب علي الآخرين.. ويتجمد تفكيره في قوالب نمطية, بحيث يظل يكرر الممارسات نفسها, حين يتعرض لظروف متغيرة, ويكون هذا طريقه إلي السقوط النهائي.
هذه مقاييس عامة, طرحها مفكرون وساسة, وقادة تاريخيون, مستخلصة من تجاربهم في الحكم, وإذا كانت التجربة في مصر تحتاج إلي عناصر مضافة, تراعي ظروفنا الداخلية, وتستوعب تحولات العصر, في الأفكار والنظريات, ونظم الحكم, والإدارة, فإن هذه العناصر المشار إليها, تبقي مبادئ عامة وكأنها كشافات ضوء, تشير إلي معالم طريق, ونحن في مصر مقبلون علي الانتقال من فترة انتقالية ضاع فيها الطريق, إلي مرحلة إعادة بناء الدولة المصرية, بشكل يستنهض الهمم, ويدعو الجميع لأن يكون ولاؤهم لمصر أولا, قبل أن يكون الولاء لما كان يحكم ويتحكم في تفكيرهم ومواقفهم, حين كانوا يحسبون ضمن جموع رجل الشارع العادي.

[الأستاذة / أم أمل]

جزاك الله خيرا

[bosy tota]

جزاك الله خير

[tamer2004]

مصر محتاجه رئيس ف قوه عبد الناصر يقدر يحكم البلد و رئيس ف ذكاء الساداات يقدر يسايس اعدائه و رئيس عنده طموح زويل يبنى البلد و اهم من دا كله يكون بنى ادم يحس بشعبه