اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 04-08-2014, 03:17 PM
ahmed.moatmed ahmed.moatmed غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 7
معدل تقييم المستوى: 0
ahmed.moatmed is on a distinguished road
افتراضي


أفهم تماما مشاعرك, لقد ملء الوهن قلبك, استسغت الحياة تحت الشمس الدافئه, واستطعمت الأمان والراحة وأصبحا همك الأكبر, حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-08-2014, 03:18 PM
ahmed.moatmed ahmed.moatmed غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 7
معدل تقييم المستوى: 0
ahmed.moatmed is on a distinguished road
افتراضي

شكر وتحية لصاحب هذا الإبداع
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-08-2014, 04:39 PM
ميدو جديد ميدو جديد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 27
معدل تقييم المستوى: 0
ميدو جديد is on a distinguished road
افتراضي

بصراحة افضل راوية
__________________
المنتدي ليس بعدد اعضائه,, بل بترابط اعضائه كأسرة واحده
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04-08-2014, 04:45 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed.moatmed مشاهدة المشاركة
شكر وتحية لصاحب هذا الإبداع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميدو جديد مشاهدة المشاركة
بصراحة افضل راوية
شكرًا لكم
وأدعوكم لمتابعة الرواية للنهاية
جزاكم الله خيرًا على المرور
__________________

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 04-08-2014, 05:13 PM
Asmaa Soliman Asmaa Soliman غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 75
معدل تقييم المستوى: 14
Asmaa Soliman is on a distinguished road
افتراضي

انا قرأت الرواية قبل كده
بس رائعة

وبتحيى قضية المعظم ناسيها

جزيت خيرا

اقتراح ممكن بعد ما تخلصها تكتب معلومات عن الشيشان تأكيدا للمعلومات اللى وردت فى الرواية

بوركت
__________________
تستطيع إستخدام الرسائل الخاصة عندما تكون لديك أكثر من 100 مشاركة

عذرا لأى شخص بعتلى رسايل خاصة مش بعرف ارد
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 04-08-2014, 08:40 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa soliman مشاهدة المشاركة
انا قرأت الرواية قبل كده
بس رائعة

وبتحيى قضية المعظم ناسيها

جزيت خيرا

اقتراح ممكن بعد ما تخلصها تكتب معلومات عن الشيشان تأكيدا للمعلومات اللى وردت فى الرواية

بوركت
صحيح .. وده الشيء اللي جذبني فيها
إن الناس ناسية الشيشان أصلًا، ومعلومات معظمنا مايعرفهاش

المعلومات صحيحة .. على موقع قصة الإسلام لـ د. راغب السرجاني
هبقى انزلها في النهاية إن شاء الله

سعدت بمرورك أختي وباقتراحك
جزانا الله وإياكِ كل خير ، وفيكِ بارك الله
__________________

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 04-08-2014, 08:53 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

تابع (4)

فى الأيام التاليه ...................

استقر الحال بعمر فى بيت خاله ولم تدخر العائلة جهدا للإشعاره بأنه فى وطنه
كان الجميع يتعامل معه بلطف وحنان من أول السيدة الطيبة زوجة محمد التى كانت تمرضه وترعاه ...ومالك الظريف الذى كان يحاول التخفيف عنه بكل وسيلة, الى زهرة الرقيقة التى كانت تسأل عنه من وقت لآخر...
حتى الصغير خالد ..كان يحبه
لكن عمر كان لديه شعور دائم بالغضب والتمرد تزداد حدته ويظهر جليا كلما رأى خاله محمد أو احتك به

دخل عمر حجرة المعيشه بخطوات ملوله بطيئه ..فوجد العائلة كلها هناك..

الأب والأم والصغيران يشاهدون التلفاز, ومالك يجلس الى منضدة فى أحد أركان الحجرة يستذكر دروسه, وزهرة تجلس فى الركن الآخر تقرأ
اتجه عمر الى المنضدة التى يجلس اليها مالك وجلس على مقعد أمامه

مالك : مرحبا عمر ...سأنهى دروسى وأخلو اليك حالا...

كيف حال أنفك؟؟

عمر بغيظ : اسأل أبوك...ياااااااااسااااااتر ...ايه ده ؟؟

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)
تصدق بالله ...
أنا كلت علق بعدد شعر راسى, وانضربت كتير وقليل ...
الا أبوك ..ده عليه ايد.. مرزبه!
شايلها ازاى ده ؟

يبتسم مالك وهو يقول بمرحه المعتاد : أبى مجاهد, ويجيد فنون القتال


يزفر عمر بضيق وملل : اف ..ايه ده ...

معندكوش هنا حاجه نتسلى بيها؟

مالك بمرح : اطلب أى شئ تريده


عمر بصوت خافت : معاك سيجاره ؟


مالك بدهشه : ماذا؟؟


عمر : سيجاره


مالك يبلع ريقه ويقول بصوت منخفض هو الآخر : لا...لا أحد هنا يدخن السجائر


عمر بتأفف : طب مفيش كوتشينه؟؟


مالك : ماذا قلت ؟؟...

لا أستطيع فهم أغلب كلماتك

عمر بضيق : يابنى هو أنا بتكلم عبرى؟؟

كوتشينه يابنى ..كوتشينه...ورق ...ورق..

مالك يهز رأسه بفهم : نعم ...فهمت ..

لا ...لاأحد هنا يلعب الورق

عمر : ياساتر ...انتوا عايشين ازاى!

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)

مالك يبتسم : انتظر حتى أنهى ما فى يدى وسأجد ما يسلينا
يسند عمر مرفقه الى المنضدة ويريح خده على كف يده ويتثاءب بكسل ملول حتى تقع عينه على زهرة وهى تنهض من مكانها وتتجه الى المكتبة الكبيرة فى آخر الحجرة لتبحث عن كتاب
تطاردها عيناه ويستدير وجهه خلفها

فجأه ينهض مالك ويرتكز بمرفقيه الى المنضدة ويميل بجزعه ويقترب من عمر ويمسك وجهه بين أصابعه وينظر فى عينيه مباشرة وهو يقول بابتسامة مفتعلة : كن حذرا ..بعض أنواع التسليه قد تكون خطيرة ومؤلمة للغاية


يشيح عمر بيده : خلاص ياعم آسف, انت هاتعلق لى المشنقة؟


مالك ببساطه : فقط أحببت أن أنبهك ..فزهرة ليست فتاة عادية

ستفهم ذلك فيما بعد

عمر بلهجة معتذرة : ماشى يا عم.مسموح بالكلام ولا ده كمان ممنوع؟؟


يعود مالك الى مرحه : ولم لا ..انها أختك كما هى أختى


ينهض عمر ببطء وينظر حوله ثم يتجه الى المنضدة التى تجلس اليها زهرة التى شعرت به فرفعت عينيها من الكتاب وهى تقول بود وابتسامة هادئة على شفتيها : مرحبا عمر ...كيف حالك؟


عمر يجلس الى المنضدة وينظر للكتاب الذى بين يديها: الحمد لله....

ايه ده؟؟...كل ده كتااااااااب؟
انتى بتذاكرى ولا حد بينتقم منك؟؟

تبسمت ضاحكة : لا لقد أنهيت دروسى منذ قليل


عمر بدهشة : : أمال بتعملى ايه بالكتاب ده؟؟


زهرة : هذا كتاب تاريخ .....


عمر بعجب : بتقرى ده كله؟؟


زهرة : لا....بل أحفظه


عمر بذهول : ليه ؟؟ مين اللى بيعذبك كده؟؟

يشير بابهامه خلفه بتساؤل دون أن يتكلم

زهرة ضاحكة : لا ...ليس هو ...

بل أنا التى أريد ذلك ....أريد أن أشارك فى حفظ تاريخ هذا البلد

عمر ببلاهه : مش فاهم ؟؟ يعنى ايه تحفظى كتاب عشروميت صفحه؟..

ايه اللى يزنقك على كده ؟؟

زهرة بهدوء : لقد قاربت على الإنتهاء من حفظ ربعه

الأمر ليس صعبا كما تتصور ....
هذا ان أردت أن تفعله

عمر : : ماشى....لكن مش هو مكتوب فى الكتاب؟ والكتاب فى المكتبة؟

بتحفظيه ليه؟؟

زهرة : حتى أساعد فى انقاذه عندما يتكرر ما حدث فى الماضى

.................................................. ..

انهم يحرقونها........

قال القائد بألم شديد وهو ينظر هناك بعيدا من خلال المنظار المكبر

ترك المنظار وجلس مستندا الى صخرة وارتسم على وجهه الغضب ممزوجا بالألم وردد ثانية : انهم يحرقونها....يحرقونها...


أحمد بغضب : أصبحوا كالكلاب المسعورة منذ اختطفنا جنرالهم


جوهر : هزيمتهم الفادحة فى معركة دبيورت أشعلت جنونهم لقد قــتل منهم أكثر من 800 خلاف الآليات والأسلحه التى غنمناها منهم لهذا يصبون حقدهم وغضبهم على جروزنى


القائد : سيدمرونها عن آخرها ان لم نتصرف بسرعه

يحرقونها أو يدمرونها ....انها لا تهمهم فى شئ

جوهر بهدوء : سوف يتوقفون قريبا ...


القائد بغضب : لا لن يتوقفوا الا عندما ترتوى نزعتهم الساديه لن أقف مكتوف الأيدى وأتركها تحترق

لن أتركهم يدمرونها
أبلغ بقية الكتيبة بالإستعداد ...
ارتسمت فى عينيه نظره مرعبه وهو يكمل :
سيكون الرد مزلزلا

.................................................. ...........

مش فاااااهم ...قالها عمر بضجر شديد

مالى أنا ومال ايفان الرهيب والشيخ منصور ولا شامل ده كمان

تنهدت زهرة وفكرت قليلا ثم قالت : حسنا سأحاول أن أشرح لك بطريقه مختلفة

نحّت الكتاب جانبا وأحضرت من المكتبه رقعة شطرنج رصت عليها القطع بطريقة معينه وعمر يراقبها باهتمام شديد, وبعد قليل انضم اليهما مالك بعد أن أنهى ما فى يده وأخذ يستمع لزهرة بشغف

زهرة : القطع البيضاء الكثيرة تمثل روسيا ..والسوداء تمثل المقاومة الشيشانية وهى على الرغم من قلتها العدديه أمام الأسلحه والإمكانيات الروسية الا أنها لم تهدأ أبدا فى أى فترة من الفترات على مدار التاريخ


قدمت قطعة سوداء للأمام وهى تقول : الشيخ منصور أوشورما وحد العشائر الشيشانيه

(جمعت بيديها القطع السوداء كلها معا)
وأعلن الجهاد ضد الروس...لكنه هزم فى معركة نهر السونجا واعتقل ومات فى السجن عام 1793

(أسقطت القطعه السوداء ثم أزاحتها من الرقعه وقدمت قطعه أخرى)

ثم ظهر الإمام شامل وأسس دولة اسلامية فى الشيشان وداغستان معا (رسمت دائره وهميه بإصبعها حول القطع السوداء)
وهو من أعظم العلماء المسلمين المجاهدين الذين نعتز بتاريخهم
ألتفت حوله قبائل الشراكسة والشيشان , وكل علماء القوقاز والتركستان ,وقاد حرب أستنزاف فى شعاب المنطقة ووديانها وجبالها أستمرت ثلاثين سنة وإستنزفت قوا إثنين من القياصرة هما نيقولا الأول (1825 –1855 م)(وألكسندر الثانى 1855 –1881م)

لكنها انتهت بهزيمة المقاومة عام 1864 م ووقع الشيخ المجاهد فى الأسر

(أسقطت القطعه الثانيه وازاحتها خارج الرقعة)

عمر بدهشة : ومات فى السجن ؟؟


زهرة بجدية : لا...بل أعدم ....

وتعتبر هذة الثورة الإسلامية أعظم ثورة فى تاريخ صراعنا مع روسيا القيصرية
لكنها للأسف لم تمتد طويلا فالصراع دائما كان بين شعب ضعيف الإمكانيات وإمبراطورية تملك إمكانيات كبيرة وتتلقى الدعم من القوى المجاورة ..

وبعدها بخمس سنوات فقط قام الروس بقـتـل 4000 شيشانى فى منطقة سالى محاولين اخماد الإنتفاضه ...

لكن الإنتفاضه لم تهدأ أبدا

وعندما ظهر الحاج أذن(قدمت قطعه جديدة) لم تمض ثمانى سنوات حتى أعلن امارة شمال القوقاز


ولكن فى عام 1925 تم سحق الإنتفاضة وأعلنوا الحرب على الشيشان واتهموهم بالإرهاب والتمرد


عمر بسخريه مريره : بقى كل ده وماكانوش لسه أعلنوا الحرب؟؟!!


زهرة : عام, 1944م أسس ستالين جمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتى

ولكنه فى عام 1945 غدر بهم, وقامت قواته بابعاد ونفى قرابة مليون مسلم من ست جـنـسيات مختلفه الى سيبريا وكان نصفهم من الشيشان وداغستان

عمر بدهشة شديدة : ياااااااربنا!! مليون!!ونقلوهم ازاى دول؟


تغيرت لهجة زهرة وظهر الحزن عميقا فى صوتها :

كانوا ...كانوا يقومون بشحن المواطنين داخل عربات الشحن بالسكك الحديديه كالبهائم....
لم يرحموا المرضى ولا العجزه كبار السن
وترك المبعدون خلفهم كل ما يملكون من متاع وأغراض وأراض لتكون غنيمه للمستوطنين الروس القادمين الى الشيشان
ليس هذا وحسب... لقد مات نصف عدد المبعدين فى الطريق من وباء التيفوس نتيجة الإزدحام الرهيب فى عربات الشحن ..
كما مات آخرون فى معسكرات العمل فى كازاخستان
تلك الفترة كانت من أشد الفترات التى مرت علينا قسوة

نظر عمر حوله فوجد العائلة كلها قد التفت حول المائدة تستمع لزهرة وهى تحكى بأسلوبها الجذاب الشيق : وعاد الشيشانيون الى بلدهم عام 1957 ليجدوا أرضهم أصبحت ملكا لسكان جدد شكلوا ربع عدد سكان الشيشان .


تنهد عمر بعمق وهز رأسه غير مصدق : علشان كده بتحفظى التاريخ؟


زهرة : ليس هذا فحسب ..أنا أريد أن أكون من حراس التاريخ
الروس يحاولون باستماته طمس تاريخنا ومحو هويتنا( ففى حرب القوقاز الأولى قاموا بإلقاء كل المخطوطات فى بحيرة (كازن ـ ام) لكن الإمام شامل الكبير أمر كل كبار رجال العشائر بإعادة كتابة التاريخ وكل ما حدث حتى يورث للأجيال
ثم حاولوها ثانية أثناء حملة الإبعاد لكننا أنقذنا مخطوطاتنا بأعجوبه
ولن يكفوا عن ذلك ...سوف يعودون مرة بعد مرة ..لهذا لابد أن نستعد لهم...علينا أن نحافظ على تاريخنا بأرواحنا فهو الكنز الثمين الذى نورثه لأبناءنا وأحفادنا من بعدنا.ولن ندعهم يسلبونه منهم

أسند عمر ظهره الى المقعد وهو يتأمل رقعة الشطرنج بتفكير : رموا الكتب فى البحر ؟؟ الروس ولا التتار؟؟


ابتسمت زهرة وقالت : أظنك الآن قد بدأت تفهم

.................................................. ..
يتبع.............................
__________________

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 06-08-2014, 02:17 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(5)

فى صباح يوم مشرق جميل خرج عمر الى الفناء على صوت مالك الشجى وهو يغنى وهو يقطع الأخشاب

في ليلة مولد الذئــــب خرجــنا إلي الدنـــــيا
وعند زئير الأسد في الصباح سمونا بأسمائنا


وعندما شاهده مالك, قطع أغنيته وحياه بحرارة..

اقترب منه عمر وقال : بتعمل ايه؟؟

مالك : أقطع الأخشاب واجهزها لأضعها فى المخزن للشتاء القادم

عمر بدهشه : ليه يابنى كده ...انت غاوى شقا؟؟
ماانتوا عندكوا ولا 60 دفايه جوه, اللى بالكهربا واللى بالغاز


مالك : اننا نفعل هذا كل عام، تحسبا لأى هجوم مباغت من الروس

عمر : يادى النيله..
أنا كان ايه اللى رمانى الرميه السوده دى

مالك يضحك من كلماته ويقول ببساطة : ان أول ما يقذفونه, هو شبكات الغاز والكهرباء والماء ليصيبوا الحياه فى البلاد بالشلل
ويتركونا نعانى من البرد ونقص الماء والكهرباء

عمر بضيق: ياساتر ....عاوزين يعذبوكوا!

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)

قال مالك بمنتهى الثقة وعلى وجهه ابتسامة واسعة:
لا.................
بل يريدون ابادتنا

لم يعلق عمر ...لكن أثر الصدمة ظهر واضحا على وجهه

مالك بمرح : تريد أن تجرب ؟

اقترب عمر منه وامسك بآلة تقطيع الأخشاب وحاول أن يقلد مالك لكنه لم يكن بمثل مهارته ..فأخفق مرتين

ضحك مالك بمرح وبدأ يعلمه كيف يقطع الأخشاب وقضيا وقت ممتع معا يحوطهما الود والمرح الذى كان يضفيه مالك بشخصيته المرحه اللذيذة

وبعد أن انتهيا ..إتجه مالك الى المخزن ليضع فيه الأخشاب ...
أما عمر فقد جلس فى الفناء يتأمل الباب الخارجى ورأسه يمتلئ بأفكار كثيرة

(أعلم تماما ما يدور برأسك..)
انتفض عمر عندما سمع الصوت الآتى من خلفه

محمد : مهما حاولت ..لن تستطيع الهرب
تقدم محمد وجلس بجانبه

عمر بضيق ساخر: ماكنتش عارف انى معتقل هنا

محمد بهدوء : على العكس ..أنت حر تماما, وتستطيع الذهاب الى أى مكان فى أى وقت ...
ولكن....
خذ حذرك ..فالجو متوتر جدا هذه الأيام ولن يسرنى أن يعتقد الناس أن أحد أفراد عائلتى خائن أو جبان
ولن أستطيع الدفاع عنك اذا ما قرروا شنقك

جحظت عينا عمر ووضع يده حول عنقه وهو يبتلع ريقه بصعوبه
أكمل محمد بهدوء وهو يمد يده اليه بمفاتيح السيارة : اذا أردت الخروج فمن الأفضل أن تأخذ السيارة..هل تجيد القياده؟

أطبق عمر يده على المفاتيح وهو يهز رأسه بالإيجاب, وعيناه تتأملان محمد بمزيج من الدهشة والتحدى فى آن واحد

قال محمد وهو ينهض : احرص على ألا يضيع منك الطريق
تركه ودخل الى المنزل

وظل عمر جالس يفكر فى كلماته لبعض الوقت
ثم نهض واتجه الى السيارة وفتح بابها

عــــمـــــــر...
التفت خلفه فوجد مالك وزهرة قادمان من المنزل

مالك : هل ستخرج بالسياة ؟

هز رأسه بالإيجاب, فأكمل مالك : هلا أوصلتنا فى طريقك الى السوق ؟ تحتاج أمى لبعض المشتروات

وصلت السيارة الى السوق ونزل منها مالك وزهرة

مالك : يمكنك الذهاب الى غايتك, سنتدبر نحن أمر العودة

عمر : أنا ماكنتش رايح فى حته, هالف شويه أتفرج على السوق ونتقابل عند العربيه

افترق الثلاثه ...وسار عمر متمهلا واقترب من أحد البائعين يلتف حوله الناس, وأخذ يتأمل البضائع المعروضة لكنه مال على البضائع فأسقط بعضها وأخذ يلملم ما سقط بسرعه وارتباك وهو يعتذر للبائع الذى وقف بجواره يلملم بضاعته وهو لا يفهم شيئا مما يقوله عمر

سار عمر فى طريقه وعندما ابتعد عن البائع, وضع يده فى جيبه واطمأن على ما فيه وهو يبتسم بخبث : حلو...كلها 6 ,7 محافظ متختخه زى دى, ونرجع على بلدنا...آل عمر ديساروف آل
سار يصفر ويدندن :
وانا كل ماجول التوبه يا بويا..ترمينى الماجادير ياعين

عـــــــــمـــــــــــروف..
التفت خلفه, فوجد زهرة تناديه من بعيد
وعندما اقتربت منه, قالت ببساطة وهى تبتسم: أعطنى الحافظة التى وجدتها

عمر بارتباك : نعم؟؟أنهى حا ..حافظه؟

زهرة : لقد رأيتك وانت تلتقطها........
من الأرض
قالت الكلمه الأخيره بلهجه ذات مغذى خاص

نظر اليها لحظات بصمت ثم ضحك بمرح مفتعل وقال : آآآآآآه
شوف ازاى..دانا كنت لسه هادورعلى صاحبها علشان أرجعهاله

قالت ببساطه وهى تبتسم : دع لى هذه المهمة
سأقوم أنا بها حتى لا تقع فى مأزق
نظر اليها بدهشة واستنكار

فأكملت مفسرة : اللغة ...لن تستطيع التفاهم معهم
هز رأسه ساهما كما لو كان غير مقتنع بتبريرها وأعطاها الحافظة

فذهبت لتعيدها وعندما عادت اليه قالت : عمر ...ما رأيك أن أعلمك لغتنا حتى يكون سهل عليك أن تتفاهم مع من لا يتكلمون العربية

رد عمر بحماس وقد وجدها فرصة مثالية للإقتراب من تلك المخلوقة الملائكية الجميلة للغاية : مااااشى ...بس فيه حاجه أنا مستعجب لها !!
انتوا ازاى بتتكلموا عربى كده؟

زهرة وهى تسير بجواره : لا تتعجب ..لقد دخل الإسلام الشيشان قبل ألف عام عن طريق التجار العرب ونحن ...أهل هذه البلاد مستمسكون بإسلامنا

القوقازيون عامة فى مختلف الجمهوريات قوم يعتزون بسمتهم القوقازي...زيهم .عادتهم . لغتهم . الإنتماء إلى أرضهم , وحبهم الشديد للإسلام ,لكن وقوعهم تحت الإحتلال أكثر من أربعة قرون ونصف غيبهم كثيرا عن الإسلام , فى الوقت الذى نفذ فية المحتلون الروس فى العهد القيصرى والعهد الشيوعى خطة محكمة لمسخ هويتهم , وتذويبها وزرع العادات والأخلاق الذميمة فى الشباب , ومحاولة تفتيت وحدتهم بإشعال الفتن بينهم , واستغلوا تعددهم العرقى الذى يصل إلى 72 قومية
فهم أشبة بالقبائل و يتحدثون أكثر من احدى عشرة لغة ..
لكن الروس لم يتمكنوا من تحقيق ما أرادوا

فنحن نحاول قدر ما نستطيع الحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا القوميه ولغتنا العربية ولهذا نسعى دائما الى غرس العادات والتقاليد الإسلامية فى نفوس أبناءنا ليشبوا رجالا ويحافظوا على هويتهم...

وهذا ما جعلنا نستطيع الصمود والمقاومه فى عصر ايفان الرهيب ..أول قياصرة روسيا

تنهدت بحسره وقالت : لقد مر علينا وقت كنا فيه لا نتكلم ولا نكتب الا العربيه....وذلك عندما أعلن الحاج أذن امارة شمال القوقاز و جعل اللغة العربيه هى اللغه الرسميه ..وتوعد بالعقاب كل من ينسى اللغة العربية

ونحن نسعى باستمرار لبناء المدارس التى تعلم الدين واللغة العربية...
ولا تنس أن ابى تعلم فى الأزهر..

عمر بدهشة : يانهار أبيض ...ايه ده؟ دانتى موسوعه

زهرة باسمة : ظننتك ستشعر بالملل من حكاياتى ..
ففى بعض الأحيان أثرثر كالمذياع ..أظن ان هذا بسبب محاولاتى لحفظ كتب التاريخ فقد انطبع أسلوب الكتب حتى فى طريقة كلامى

عمر : بالعكس داأنت بتشرحى وتبسطى المعلومه ولا أجدعها مدرس تاريخ

زهرة : حقا, أتمنى أن أصبح معلمة للتاريخ فى مدرسة اسلامية

صمت عمر قليلا ثم عاد يسأل : بس فيه ناس كتير هنا مابيتكلموش عربى

زهرة : بالطبع ..نحن نحاول باستماته الحفاظ على اللغة العربيه جيل بعد جيل ولكن هذا لا يعنى أننا نفلح دائما......
ففى بعض الفترات ...يكون الإحتلال طاغيا ....وأول ما يفعله هو محاولة القضاء على الدين والهويه وأول خطوه لذلك هى القضاء على اللغة العربيه

تماما كما حدث ايام حملات الإبعاد....فعندما عاد المبعدون الى بلدهم ...وجدوا الروس قد أغلقوا 800 مسجد وأكثر من 400 مدرسه لتعليم الدين واللغة العربية ..وبعض المساجد حولوها الى مراقص يشربون فيها الخمر

وفرضوا اللغة الروسية كلغه رسميه للبلاد وجرموا أستخدام اللغة العربية و التعليم الإسلامى, بل وإقتناء المصاحف فضلا عن تجريم ممارسة الشعائر..واقتناء الكتب الإسلاميه
فمن كان يضبط لديه مصحف, كانوا يسجنونه

عمر بصدمه : ياخبر أبيض!! حتى المصحف؟
وطبعا ماكنتيش تقدرى تلبسى الحجاب

قالت مبتسمة : لم أكن وقتها قد ولدت بعد, لقد تحسنت الأحوال كثيرا عن الماضى

رفع حاجبيه, وهز رأسه كمن فهم أخيرا : آآآآه
طب وايه اللى حصل بعد كده؟

أضاء وجهها الجميل ابتسامة أمل : أتدرى.. ان ما حدث كان له أكبر الأثر فى تقوية الوازع الدينى لدى الناس...وعادوا لإستكمال التعليم الدينى بشكل أقوى عن طريق الحلقات والدروس الخاصه وفى الخفاء

عمر بسخريه مريره : الدنيا دى غريبه قوى ....
ناس مش عاوزه تتعلم حتى لو سقوها العلام بالمعلقة ..وناس بتدفع حياتها وتتسجن علشان تتعلم

زهرة بفخر: ان تاريخ هذه البلاد غنى جدا بالجهاد والنضال من أجل الحفاظ على ديننا وحريتنا.......... وكانت..............
توقفت زهرة عن السير وظهر على وجهها تعبير غريب

عمر : ايه ؟؟فيه ايه؟؟ وقفتى ليه؟؟

قالت زهرة بارتباك : لا...أدرى..؟؟ أظن... أظننى ..أشعر بشئ ما؟

عمر بتوتر: ايه ؟؟حصل حاجه؟؟

نظرت فجأه الى السماء, وصرخت صرخه رهيبه :
احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذر

.................................................. .......

احــــــــــــــــــــذاااااااااااااااااار
انهم يضربون فوقنا مباشرة بالمروحيات

صاح جوهر وهو يجرى باحثا عن مكان يحتمى به من القصف الروسى الرهيب

هتف أحمد : أين القائد ؟؟؟...أنا لا أراه

هتف جوهر بدهشة : ماهذا ؟؟ ..ماذا يفعل ؟؟

هل فقد عقله...انه يسير فى منطقه مكشوفه تماما
عجبا ..ألا يخشى على حياته!!

أحمد وهو يلهث من الإنفعال : نصحناه كثيرا لكنه يرفض دوما تجنب القصف القريب ..وحتى اذا ما أصيب ...لا يظهر ألمه أبدا
لم أر أحد فى مثل تهوره

جوهر :انظر ؟؟ انه يواجه المروحيه بصدر عار ....ماذا يفعل ؟؟
لا ..لايمكن أن !!

صرخ بعـنـف : لاااااا ...سيقـتـلونه ..... سيـقـتلونه........

.................................................. ...............
يتبع......................
__________________

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 09-08-2014, 08:20 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(6)
عندما صرخت زهرة...لم يتخيل عمر أبدا ما سيحدث بعدها
لقد سمع صوتا قويا مرعبا أصابه بالفزع .. وقف جامدا كالتمثال للحظات ..الا أن زهرة دفعته بيديها بقوة ليجرى ناجيا بحياته

فى اللحظات الأولى, لم يفهم ماذا حدث...
لكنه شاهد الناس يركضون مذعورين لا يعرفون الى أين يتجهون, منهم من يفر هربا بسيارته ومنهم من يختبئ يحسب أنه فى مكان آمن, وآخر يجمع بضاعته هربا من القصف, وفى لحظات خلا السوق من الناس...
وبينما عمر وزهره يركضان, سمعا صوتا ينادى عليهما

التفت عمر, فوجد مالك يجرى باتجاههما, وعندما وصل اليهما صرخ : بسرعة .....الى الملجأ...يجب أن نصل الى الملجأ

لكنه توقف عندما شاهد سيده عجوز كانت تبيع فى السوق ... تحاول أن تجمع بضاعتها وتجرها وراءها وهى تفر من السوق هربا من الموت ..الا أن قدميها الضعيفتان وكبر سنها يعوقها

التفت مالك الى زهرة وقال : خذى أنت عمر الى الملجأ, وأنا سأساعد تلك العجوز
انطلق يجرى ولم يدع لهما فرصة للإعتراض

قادت زهرة عمر الى الملجأ الآمن من القصف ..
جلس عمر بجانب الحائط وهو فى حالة ذهول مما يحدث حوله
لم يشعر بمثل هذا الرعب فى حياته من قبل
وكان كل دقيقة ينظر الى زهرة الجالسه فى ثبات وهى تتمتم بآيات القرآن والأدعيه وكأنه يحاول أن يستمد منها الأمان

بعد مدة ليست بالقليلة, هدأت الأصوات الرهيبة, وانتهى القصف..
وخرج عمر وزهره من الملجأ, ومع أول خطوة ...ارتد عمر للوراء بصدمه من هول ما رأى ....
البيوت والمحال مهدمة والقـتـلى والجرحى فى كل مكان....
تقدم عمر ببطء وهو ينظر حوله بذهول تام .....

فجأه ............
انتفض بشدة واقشعر بدنه, وتسمر فى مكانه عندما وقعت عينه على جثة البائع الذى كان قد سرق حافظته منذ أقل من الساعه
كان الرجل ممددا على الأرض جثة هامدة ...وملقاة بجانبه حافظة نقوده التى ردتها اليه زهرة مفتوحه, والمال يخرج منها
لم يعرف ماذا يفعل ...لقد شل تفكيره وتجمدت مشاعره ...كان هذا الموقف من أقسى المواقف التى قابلها فى حياته

عـــــــمــــــــــــــــــر ..عــــــــــــمــــــــــــر..ساعدنى
افاق على صوت زهرة .. التفت اليها فوجدها منحنية على الأرض تحاول اسعاف صبى صغير ينزف بغزارة
حمل معها الصبى واتجها الى حيث تركا السيارة ...
تعجب عمر فالسيارة كانت سليمة على عكس ما كان يتوقع
اتجها بسرعه لمستشفى الأطفال ....

وهناك...
أخذ منهما الطفل أحد الأطباء, وكانت المستشفى كخلية نحل كبيرة
الكل يجرى ..
وبدأ الجرحى بالتوافد بكثرة, لدرجة أن الأسرة لم تكفى لكل المصابين, فاضطروا لوضع بعضهم على الأرض
وكان عمر من آن لآخر ينظر الى زهرة ويتعجب من قوة ثباتها و تماسكها فى مواجهة هذا الموقف الرهيب ...
لم تجزع, ولم تبكى

بل كانت تجرى فى أرجاء المستشفى تساعد الممرضات, وعندما طلب الأطباء متبرعين لنقل الدم...كانت أول المتبرعات, عندها هب عمر بدلا منها
كان هناك نقص كبير فى الأدوية والأطباء, وأعداد المصابين فى تزايد مستمر, حتى أن بعضهم كان يموت قبل أن يستطيع الأطباء اسعافه...

طلبت زهرة من عمر مرافقتها لشراء الأدوية التى طلبها الأطباء من خارج المستشفى
وفى السياره ..كان رأس عمر يدور فيه سؤال لا يستطيع الخروج على لسانه ......
أين مالك؟
هل..........؟

.................................................. ..........
الـــــــــــــلـــــــــــه أكـــــــــــــبـــــــــر
الــــــــــــلـــــــــــه أكــــــــــــــبـــــــــر

هتف المجاهدون بسعادة بالغة

والتفت جوهر الى أحمد وصرخ باعجاب :
فعلها الذئب.....فعلها البطل .....أسقطها بضربة واحدة

التف المجاهدون حول القائد الذى وقف ثابتا ووجهه خالى من أى تعبير والمجاهدون يهنئونه بسعادة وهو شارد كعادته لا يرد الا بكلمة واحدة ....الحمد لله

كان عقله يسترجع تفاصيل ما حدث...
عندما بدأ القصف الرهيب بالمروحيات والصواريخ
سار الى منطقه مكشوفة, وهو يحمل فوق كتفه مدفع من طراز r. B . G ...رآه قائد احدى المروحيات وحيدا, فظنه صيد سهل

مال بالمروحية مقتربا منه ...لكن الذئب لم يتحرك أبدا بل نزل على احدى ركبتيه وبمنتهى الصبر والثبات أخذ يضبط مدفعه على كتفه وقائد المروحية يقترب وهو يضحك من ذلك المجنون المتهور الذى يواجه مروحية وهو راكع على احدى ركبتيه...
فهو حتما لن يستطيع اصابة مروحية حربية تناور فى الهواء
صوب الطيار سلاحها الى الذئب وهم بالضغط على الزر ....

لكن الذئب كان الأسبق .....
أطلق مدفعه بمنتهى الثقة والثبات وفجر الطائرة الى قطع صغيرة أمام أعين الجميع
مما جعل باقى المروحيات تهرب ظنا منهم أنه كمين
افاق القائد من شروده على أصوات زملائه وهم يهنئونه
ولكنه أنهى الموقف بجملة واحده : وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى
استعدوا ..
لقد كشف العدو موقعنا, وسنضطر الى تغييره

.................................................. ...............
يتبع......................
__________________

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 09-08-2014, 02:56 PM
Only Forward Only Forward غير متواجد حالياً
Student
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 3,290
معدل تقييم المستوى: 14
Only Forward is a jewel in the rough
افتراضي

رواية رائعة جدا
قرات بدايتها معكى لكنى لم استطع الانتظار فاكملتها من
موقع كاتبتها الاصليه
بالتوفيق ليكى

تقبلي مرورى ،،
__________________
Im faded
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 10-08-2014, 12:51 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حورية الجنة1 مشاهدة المشاركة
رواية رائعة جدا
قرات بدايتها معكى لكنى لم استطع الانتظار فاكملتها من
موقع كاتبتها الاصليه
بالتوفيق ليكى

تقبلي مرورى ،،
أنا أيضًا حينما وجدتها قرأتها كاملة ولم انتظر الحلقات ..
تشرفت بمرورك يا آية ^^.. تـابعي معنا
__________________

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 10-08-2014, 01:00 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

تابع (6)

ألقى عمر برأسه المثقل بالهموم والآلام على وسادته بعد عودته الى المنزل بعد أن انتهى أشد وأقسى يوم مر به فى حياته...

أخذ يحدق فى السقف وهو يشعر بألم الدنيا يجثم فوق صدره
ترك لدموعه العنان عندما اطمئن أنه وحيد و بعد أن ظلت دموعه حبيسة طوال اليوم ..

شيئا فشيئا تحولت قطرات الدموع الى أنهار, وتحول البكاء الى نحيب ...
لم يدرى كم مر عليه وهو يبكى, حتى أطرقت يد حانيه على كتفه,

وسمع صوت مالك الحنون : عمر ...اهدأ يا عمر ...ما بك؟؟

كان مالك قد عاد الى المنزل فى وقت متأخربعد عودة عمر وزهرة بمدة طويلة كاد فيها القلق عليه ي*** كل من فى المنزل ..
خاصة أمه

وعندما سألوه أين كان, أجاب : كنت أساعد فى نقل الجرحى الى المستشفى العسكرى...

أما الأب محمد, فقد ترك البيت منذ الغارة الروسية, ولم يعد

التفت عمر الى مالك وقال وهو يبكى وقال بكلمات متقطعة : أنا ...أنا ..مش عاوز أفضل هنا ..أنا عاوز أرجع مصر ...أنا لازم أمشى ...مكانى مش هنا...

مالك بتعاطف : اهدأ يا عمر, لقد مر كل شئ بسلام...
تريد أن تتركنا بعد أن أحببناك؟ لقد كنت أعتبرك صديقى

عمر : مالك ...خرجنى من هنا, لو بتحبنى صحيح خرجنى من هنا
أنا مش عاوز أموت ...عاوز أرجع على مصر..
ساعدنى ..لو صاحبى صحيح ساعدنى

مالك يفكر قليلا : ولكنى لا أعرف كيف أساعدك؟

عمر : فلوس ...عاوز فلوس ..علشان أقدر أرجع مصر

مالك يظهر على وجهه الإحباط الشديد : ليتنى أستطيع مساعدتك فما لدينا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر

عمر : ايه ؟؟ بس انتوا مش فقرا. وبعدين..طب ما أبوك راح مصر
قبل كده ...اشمعنى دلوقتى؟؟

مالك بتردد : لا أدرى ماذا أقول ...ولكن ..سأخبرك ...
منذ أن أعلن الرئيس الراحل جوهر دوداييف استقلال البلاد عن روسيا لأول مرة عام 1994 وهم يشنون علينا حربا شعواء لم تتوقف الى الآن, استنزفتنا استنزافا

وكلما دحرناهم ورفعنا راية الإستقلال, عادوا من جديد, حدث ذلك مرات عديدة
وكلما أخرجناهم من أرضنا, وعقدنا معهم الإتفاقيات والعهود بعدم الإعتداء, الا أنهم يخرقون بنود الإتفاقيه ويغيرون علينا من وقت لآخر كما رأيت اليوم...

لم يعترفوا أبدا باستقلالنا ويحاولون باستمراراغتيال قادة الجهاد والزعماء الذين يختارهم الشعب بالإنتخابات الحرة
ويحاولون باستمرار فرض حكام خونه موالين للحكومة الروسية مثلما اغتالوا الرئيس الشيشانى السابق سليم خان بندرباييف. وغيره كثير

وهم لا يسمحون لنا بفتح مطار العاصمة, ويمنعونا من التعامل مع العالم الخارجى حتى لا نتصرف فى مواردنا الطبيعيه من نفط وغاز

عمر بضجر شديد : ياعم أنا مالى ومال الكلام ده
قاعد تبرم فى دماغى من الصبح بكلام مش فاهمه!
أنا عاوز فلوس أرجع بيها على مصر

مالك : هذا ما أحاول أن أخبرك به, البلد كلها فى حالة ارتباك اقتصادى ..وما معنا من مال لن يكفى لإعادتك الى مصر

صمت قليلا ثم قال بعد تردد : لقد صرف أبى كل ماله لإحضارك الى هنا ..
وليس هذا فحسب, لقد باع أرضنا واستدان ليدبر مصاريف رحلة الذهاب والعوده
قد ترى تصرفه غريبا....
لكنه شيشانى........

لهذا يقول الشيشانيون (من الصعب أن تكون رجلا شيشانيا لما فى ذلك من أعباء يجب على الرجال تحملها)
ان أبى يضع مبادئه وعقيدته قبل نفسه وعائلته...

عمر بذهول : ليه؟ بيعمل كل ده ليه؟
وهو لا عمره شافنى ولا يعرفنى؟؟

مالك : ألم تدرك بعد ؟
لأنك ابن أخته وأعز أصدقاءه وليس هذا فحسب ..
والدك أحد أبناء عمومتنا...
لهذا لم يكن أبى ليتركك بعيدا عنا, فأنت أحد أفراد هذه العائله

عمر بدهشة : طب وانتوا.......
ازاى سبتوه يبيع أرضكوا؟؟

مالك وهو يبتسم ابتسامته الودودة البشوشه: سألنا فردا فردا .. حتى خالد الصغير ..وأجمعنا كلنا على ضرورة احضارك الى هنا لتعيش معنا

صمت عمر تماما ولم يستطع أن يرد, كانت الدهشه تملأه من هذه العائلة الغريبة التى تضحى بمالها وتستدين من أجل شخص لاتعرفه ولم تره من قبل

مالك : فيم تفكر؟

عمر بيأس : أمى وحشتنى قوى

مالك متسائلا : أمك خديجة؟

عمر : أمى فتحية..أمى اللى ربتنى
زمانها دلوقتى عامله عمايلها وقالبه البيت محزنه
أصلها حنينه قوى

أدرك عمر أخيرا أن عودته الى مصر ستتأجل الى ماشاء الله
هذا اذا ما استطاع تدبير المال اللازم لرحلة العوده

مالك بود خالص : عمر ..لقد أحببتك كثيرا وأعتبرك صديقى ...

تنهد بأسى وهو يكمل : منذ استشهاد أخواى وأنا أشعر بوحدة رهيبة, لم يزيلها سوى وجودك..

أحتاج لمن أتحدث معه ويسمعنى, لقد تغيرأبى كثيرا ولم يعد لديه وقت ليسمعنى

قال عمر بدهشة بعد ان استطاع مالك اخراجه من حالة الإنهيار التى اجتاحته : هو انت كان ليك أخين ماتوا؟؟

هز مالك رأسه بالإيجاب وهو يقول : خالد وشامل استشهدا أثناء الاجتياح الروسى للشيشان, و قام أبى بدفنهما فى مقابر الأسرة, بجوار أمى

قفز عمرجالسا على الفراش وقال بدهشة عارمه : ايه ؟؟أمك ؟؟
هى مش اللى جوه دى أمك ؟؟

مالك : لا ..انها زوجة أبى, تزوجها بعد موت أمى
لقد استشهدت أمى فى غارة مشابهه كالتى رأيتها اليوم

عمر بذهول : حاجه غريبه؟؟ بس دى بتحبكوا قوى
دى كانت هاتتجنن عليك لما انت اتأخرت

مالك : بالطبع ..وأنا وزهرة نحبها كثيرا, فهى فى مكانة أمى
عمر ومازالت الدهشه تلفه : وأبوك برده هو اللى دفنها؟؟

مالك : نعم ........دعك من هذا الآن, أريد أن أريك شيئا

نهض مالك من على فراش عمر واتجه الى فراشه وأخرج من تحته صندوق كبير, أخرج منه مجموعة لوحات قربها من عمر وقال : انظر ...ما رأيك ؟؟ هل تعجبك؟؟

تأمل عمر اللوحات المرسومه وقال : انت اللى رسمتها؟

مالك بابتسامة واسعة : نعم ...هل هى جميلة؟

عمر بدهشة وهو يتأمل فى اللوحات ويقلب فيها : دى بيوت!! حلوه..بس شكلها غريب شويه

مالك يعود بظهره الى الوراء ويعقد كفيه خلف رأسه مستندا الى ظهرالفراش بجانب عمر وعينيه تسافران بعيدا وابتسامة حالمة تملأ وجهه : يوما ما ....سيكون لدىّ شركة معمارية كبيرة.. وسأقوم بتصميم بيوت ستحدث انقلابا فى الطراز المعمارى فى القوقازبأكمله

هتف عمر وهو ينظر اليه بدهشة : الله يخرب بيتك ...دانتوا عيله عاوزه المرستان..
انت مش داريان احنا كنا فين النهارده؟؟
وسط الموت, بين الجثث والأنقاض
وانت بتحلم انك تبنى بيوت
ابنى يا خويا ابنى ...
وبصاروخ واحد يطربقوهالك على اللى فيها

مالك ببساطه شديدة : يدمروها ..وسأبنى غيرها

عمر : ياساتر عليك ...دانت كلح ..ايه يله البرود اللى انت فيه ده؟

(لايجوز قول يا ساتر لأنها ليست اسمًا من أسماء الله عز وجل والصحيح أن نقول يا ستير)

اعتدل مالك وقال بحماس : أنت لا تفهم ..فعندما أصمم بيتا أكون معجبا به ولكن بعد فترة أمله, وأصمم أجمل منه, فأنا أعشق التجديد ..
وعندما أستطيع أن أحول تلك الرسومات الى حقيقة ستكون فرصة حقيقية لإثبات فنى ومهارتى فى التجديد والإبتكار

عمر : ياعينى عالفلسفه..
ودا ايه ده كمان ؟؟ ده جامع ؟؟
ايه ده؟؟ انت عامل له صحن ؟

مالك : نعم ...يذهلنى كثيرا الطراز القديم فى المساجد ..وخاصة المساجد المصريه ذات السقف المكشوف ..

من أروع الأشياء أن يصلى الإنسان تحت النجوم, وضوء القمر الهادئ الرقيق يتسلل الى قلبه, يملأه نورا ...
واذا ما أحب الجلوس فى المسجد للإعتكاف والتأمل, يقلب وجهه فى السماء يتفكر فى خلق الله...

بحث فى الصندوق ثانية وأخرج منه كتيب صغير وقال لعمر : انظر ..لدى كتاب هنا عن المساجد المصريه, فيه صورة لمسجد عمرو بن العاص
ومسجد طولون ...انه رائع . له مئذنة بسلم خارجى, تصميمه المعمارى مذهل حقا..
ومسجد محمد على شديد الروعه

عمر بضجر: ياعم مانا عارف كل ده...وعايش طول عمرىوسط الحاجات دى ..بس المساجد دى كلها ليها صحن ..يعنى مكشوفه ..ودى بقى ماتنفعش عندكوا هنا وسط السقعه والتلج

مالك بحماس : وهذا هو التحدى الحقيقى أن آخذ الفكره وأطورها وأبتكر فيها وأجعلها تتناسب مع بيئتنا...
أتعلم؟؟..فكرت أن أغطيها بقبة زجاجية

عمر : والله انت مجنون وهاتجننى معاك بقى بتحلم انك تبنى مساجد والبلد فى حرب؟؟

مالك وهو يشرد بعيدا ويقول بعزم : يوما ما ...سأبتكر أحجارا من مادة مضادة للقنابل والصواريخ, وتتحمل أقسى الظروف ..
سأبنى بها المساجد, فأول شئ يستهدفونه
المساجد.....

نظرعمرالى مالك بصمت وذهول وهو يفكر فى شخصيته العجيبه التى تتحدى الدمار والموت بكل هذا الأمل والتفاؤل

.................................................. ...........
يتبع......................
__________________

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 10-08-2014, 08:52 PM
Only Forward Only Forward غير متواجد حالياً
Student
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 3,290
معدل تقييم المستوى: 14
Only Forward is a jewel in the rough
افتراضي

رااااااائعة
__________________
Im faded
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 11-08-2014, 05:39 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حورية الجنة1 مشاهدة المشاركة
رااااااائعة
مرورك هو اللي رائع يا آية =)
بتشرف بيكي دايمًا ^^
__________________

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 11-08-2014, 05:46 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,693
معدل تقييم المستوى: 23
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(7)

أخيرا..........

عاد محمد الى أسرته وبيته بعد عدة أشهر قضاها فى معسكرات المجاهدين ...

نظر محمد الى مالك وزهرة وعمر وكأنما يراهم لأول مرة ..

لم يكن يصدق حقا أنهم نجوا من تلك المذبـحـة الرهيبة فى العاصمة
لقد أطلقت القوات الروسية صواريخ بعيدة المدى وقصفت الطائرات بقذائفها على المدنيين فى الشوارع والأسواق
وكانت الصواريخ تستهدف البيوت والمناطق المحيطة بالمستشفيات ..

وقَتـل من جراء هذا القصف مائة من المدنيين, وجرح مائتان بعضهم مات لخطورة الإصابه وقلة الدواء..ودمرت عشرات البيوت وعدة سيارات

((
المذبـحـة تتكرر كثيرا))

ولقد اتجه محمد الى معسكرات المجاهدين فور علمه بالقصف وحتى قبل أن يطمئن على أولاده, ليدبر معهم طريقة للرد على تلك الضربة الروسيه الوحشية الغادرة التى انتهكت الإتفاقية والوعود الروسية بعدم الإعتداء


طوال مدة غياب محمد لم يكن عمر يعمل شئ سوى التفكير ....

التفكير فى كل ما يدورحوله

عجبا ...لقد ضبط نفسه يفكر..

لأول مره يفكر بهذه الطريقة وهذا العمق, لم تكن حياته السابقه تعتمد على التفكير, بل لم يكن لعقله أى دخل فى مسار حياته منذ ولادته, وكان يتعامل مع عقله وكأنه غير موجود, أو أنه عضو غير قابل للعمل, ويترك لجوارحه العمل دون أدنى تدخل من عقله
كانت شخصية محمد الغريبة تثير فضوله بشده وتدفعه دفعا للتفكير فيها حتى وهو بعيد.....

وبرغم حنقه الشديد عليه وغضبه منه

الا أنه كان ينظر اليه على أنه رجل عجيب أتى من زمن آخر ..
أو من عالم آخر...رجل يضحى بأى شئ وكل شئ بلا مقابل

والأم الصابرة التى لا تشكو أبدا برغم ثقل المسؤلية وضيق الحال على الجميع, وبرغم ترك زوجها لها لفترات طويلة..

لكنها تقف صامدة , تحمل البيت بلا كلل
تربى أبناءها وابناء زوجها بكل حب واخلاص ودون تفرقه

أما مالك..فهو يصيبه دوما بالجنون...

هو الوجه الآخر لشخصية والده, فهو عكسه تماما ..متفائل لأبعد الحدود ..ضحوك دائما, ينثر المرح فى كل مكان حوله ولايكف عن الغناء فى أى وقت ..
ويردد أغنية واحدة لا تفارقه أبدا ولا يغنى غيرها

وزهرة الرقيقة الهادئة...عجيبه أخرى من العجائب...

تحمل عقلا أكبر بكثير من سنوات عمرها, ولديها قدرة عجيبة للتأثير فى الآخرين واقناعهم
استطاعت اقناع عمر بتعلم اللغة الشيشانية وفى خلال عدة أشهر استطاع عمر اتقانها بشكل لا بأس به
وكذلك بعض كلمات من اللغة الروسية والتى كانت تتقنها زهرة بمهارة

وعندما انتهت الدراسة وبدأت العطله ..كان عمر يقضى معظم وقته بصحبة مالك وأصبح لدى زهرة المزيد من الوقت لتعلم عمر الكثير عن الشيشان وتاريخها


كان عمر يجلس شاردا عندما سألته زهرة : فيم تفكر؟؟


عمر: أبوكى ده غريب قوى..


زهرة : لماذا؟


عمر : والله مانا عارف..دا محارب ولا تاجر ولا امام جامع ولامدرس عربى؟


ابتسمت زهرة وقالت : انه كل هؤلاء..فهو فى الحرب مجاهد .. وعند الصلاة امام, وهو تاجر يكسب قوته من عمله بالتجارة, وهو معلم اللغة العربية لمن لا يعرفها


عمر : وازاى يمشى كده من غير مايقول هو رايح فين!

من غير حتى ما يطمن عليكوا

مالك ببساطته المعهوده وابتسامته البشوشه :

لقد اعتدنا ذلك .. فى المرة السابقه غادر دون أن يخبر أحدا .. وغاب عنا عام كامل... انه لا يتأخر أبدا عن الجهاد ..
أبى شجاع للغاية.. تربى فى أحضان الذئاب

عمر بدهشه : نعم ؟؟ يعنى ايه؟؟


يضحك مالك : انه تعبير دارج لدينا نقوله اذا ما أردنا أن نصف أحد ما بالشجاعة


أكمل بفخر : الشيشانيون مقاتلون أشداء أقوياء شجعان, ناهيك عن نبل أخلاقهم


عمر بيأس : وايه الفايده من دا كله ؟؟ هاتقدروا تغلبوا الروس؟؟ دول أقوى منكوا بكتير..مافيش حل للحرب دى الا انكوا تستسلموا


أطرقت زهرة تفكر بعمق ثم قالت : أفهم تماما ما تعنى...

نهضت من مكانها وأحضرت كتابا من المكتبة وقلبت فيه قليلا ثم فتحته على صفحة معينة وأدارته باتجاه عمر وقالت : أترى هذه الصورة ؟ انه علمنا ..انظر اليه جيدا



تأمل عمر الصورة باهتمام وهو يستمع الى زهرة وهى تقول : اللون الأخضر يرمز إلي الإسلام .

عمر بتساؤل : السلام؟


زهره تهز رأسها بالنفى وتقول مصححة : الإسلام

واللون الأبيض يرمز الى الشهادة واللون الأحمر يرمز الى كفاح الآباء والأجداد فى سبيل الحرية
وفى الوسط صورة الذئب ينظر الى القمر
أتعلم لم اخترنا الذئب رمزا لنا؟؟

هز عمر رأسه بالنفى ..فأكملت :

الذئب ليس أقوى الحيوانات, لكنه من وجهة نظرنا الأنبل..فهو لا يقاتل الا الأقوياء, وليس كالأسد والنمر الذى يفترس الضعفاء
لذلك, اذا ما أردنا وصف أحدهم بالشجاعة ..نطلق عليه ذئبا

بدا على وجهه عدم الإقتناع فقالت : مازلت لا تصدق ؟؟

هل تذكر ما قلته لك عن معسكرات الإبعاد الجماعى والسجون فى وسط آسيا؟؟
برغم قسوة الظروف وقتها وذل الأسر والنفى ..الا أن شيشانيا واحدا لم يستسلم ولم يخضع للحكم الروسى ..بل انهم كانوا يظهرون دائما عداءهم للروس بمنتهى الشجاعة..ليس هذا كلامى....بل كلام الكاتب الروسى سول***تين الذى عاصر ما فعله ستالين بالشيشان في معسكرات الإبعاد الجماعي والسجون في وسط أسيا.
لقد قال حرفيا (لك أن تكسر ظهورهم، لكن أحدا لا يستطيع أن ينال من روحهم المعنوية، فقد ظلت نفوسهم نمرا مقيدا بالسلاسل،لأنهم كانوا من الشيشان الذين لا يرهبون الموت)


تنهدت بعمق وأكملت بصوت هادئ لكنه يشتعل بالحماس والفخر : اننا قد نهزم ...لكننا لا نستسلم أبدا...فالحرية لدينا أغلى من الحياة

وخير شهادة, هى مايشهد بها الأعداء

صمت مالك وعمر تماما ليستمعا الى حديث زهرة الممتع


زهرة : قرأت مرة عن مخطوط روسى شهير عمره أكثر من مائة وثمانين عاما وهو عبارة عن رسالة بعث بها الجنرال روس أرمولوف الى قيصر الكريملين ألكسندر الأول عام 1818 يبرر فيها سبب الخسائر الكبيرة للقوات الروسية ضد الشيشانيين .. ويتعهد بأنه سوف يبيدهم عن آخرهم ........

يقول فيها :
(( وأؤكد لكم يا فخامة القيصر العظيم أنه لن يرتاح لى بال طالما بقى شيشانى واحد على قيد الحياة..لأن هذا الشعب المشئوم بإمكانه تحريك روح الثورة واشعال شرارة الحرية حتى بين أكثر الناس تفانيا واخلاصا للإمبراطورية الروسيه وربما داخل الكريملين ذاته))

تنهدت وهى تقول بعزة : عمر ....نحن نؤمن تماما أننا سننتصر.. حتى لو لم نرى النصر بأعيننا فسيراه من بعدنا...

لكننا فى النهايه سننتصر

ظل عمر يحدق بها فترة كالتمثال, وكأن كلماتها الواثقة..قد اخترقته اختراقا


فى تلك اللحظه ...دخل عليهم خالد الصغير وقال : مالك ...عمر. أبى يريدكما

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

يتبع..........
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية الشيشان, روسيا, شامل, عودة الذئب, إيفان الرهيب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:27 AM.