اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 08-12-2011, 02:03 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الحادي عشر



أخذتُ أطبطب على كتف إياس وظهره وهو يبكي بحرقة كأنما لامس في حديثه جرحاً غائراً ، لا أفشي سراً إن قلتُ أنه أبكاني بحديثه ووصفه فكيف ألومه وقد عايش تلك الأحداث بنفسه وذاق لذتها وحلاوتها بكامل شعوره وإحساسه ، كنت أحاول تسليته والتخفيف عنه ، والحقيقة أنه غشاني بذلك الموقف المهول الذي لا أملك أمامه إلا أن أسكت وأشاركه بكاءه ، ولكني كنت أخشى على صاحبي لكثرة ما بكى ، كنت أردد على مسمعه ( هوّن عليك .. هوّن عليك ) فيهز رأسه ويخفض صوته إلى أن هدأ قليلاً وبدأ يسكت عن بكائه وإن كنت أعلم أن دمعه ما يزال منهمراً وأنا أراه ينسكب على خدّه مبللاً لحيته الخفيفة .

رفع إياس رأسه بعد أن سكت عنه بكاؤه وقام عجِلاً نحو حامل المصاحف وجاء بواحد يحمله في يده ، قبّله ثم اعتنقه في لحظة هدوء وسكون وأنا أرقبه لا أتحدّث ولا أسأل وإنما تركته ليفعل ما يشاء إن أراد أن يكمل حديثه أو أن يقف ، وفي هذه الأثناء التفت نحوي وقال ...

إياس : ربنا عظيم يا ريّان .. عظيم عظمة لا يمكن أن نتخيلها ، عظيم عظمة تأخذ قلبك ولبّك لمجرّد أن تمشي خطواتك الأولى وأنت تدخل بيته المحرّم ، فتبدأ الكعبة تتراءى لك من بعيد وتظهر لك هيبتها رويداً رويداً ، حتى تصل إلى أولى عتبات صحن الكعبة ؛ حيث الجلال والرهبة والتعظيم والحب والخوف والرجاء .. كلها تحيا في قلبك وتهتز فيه وأنت تشاهد الكعبة بكاملها أمامك والناس حولها يطوفون في سكينة ، إننا حينما نذهب إلى مكة لأداء العمرة لا نستشعر هذه المعاني ولا نلتفت إليها ، مشغولون بما معنا من نساء وأطفـال أن لا يضيعوا في فوج الزحام ، مستعجلون نريد الانتهاء من عمرتنا في أسرع وقت ونتباهى في ذلك إذا جلسنا مع رفاقنا سوياً ، ليت شعري ما لهذا شُرعت زيارة البيت !

ريّان : إيــــه .. صدقت يا أخي .. صدقت .

إياس : بعد أن انتهيت من عمرتي عُدت إلى مقرّ سكني ، انشغلتُ في تلك الرحلة - لأول مرة في حياتي - بالعبادة تماماً ، انقطعتُ عن كل شيء من ملاذّ الطعام والشراب ، حتى القيل والقال ما كنت ألتفتُ إليه ولا أبغيه ، إلتزمتُ كلام ربي صباح مساء في ثلاثة أيام قضيتها هناك ، ليس لي من عملٍ فيها إلا الصلاة والقرآن والذكر والدعاء ، كنتُ أدعو في كل حينٍ متى ما تذكرتُ طلبي من ربّي ، كنتُ ألح عليه إلحاحاً وأعيد طلبي عليه وأكرره مرات كثيرة .

ريّان : أشعر أن بعض المطالب أحياناً تزيدنا قرباً من ربنا .. دون أن نشعر !

إياس : ثم بعد أيامٍ ثلاثٍ قضيتها في رحاب بيت الله ؛ عُدتُ وكلي أمل بالله وثقة به أنه لن يُخيبني ولن يردني صفراً ، عُدتُ من هناك وكأني ضمنتُ رؤى من فرط يقيني ، بدأت أخطط ماذا سأفعل وأين سنذهب وما نوع الأثاث الذي سنختاره وما الطعام الذي تُحبّه ، جاء العيد فصارت بهجته بهجتين .. بهجة العيد وبهجة ثقتي بأني سأفوز بـ " رؤى " ، وبعد العيد كنتُ أسأل أمي كل يوم - وكأن المسألة مسألة وقت لا أكثر - هل اتصلت بهم أم لم تفعل ، وكنت حينها لم أترك الدعاء ولا سؤال ربي طلبي ، كانت أمي تعجب من ثقتي بموافقتهم بل كانت تظن أنهم لن يوافقوا بسهولة كوني طالب لم أنهي دراستي الجامعية بعد .



رد مع اقتباس
  #32  
قديم 08-12-2011, 02:06 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي


بقيتُ أنتظر وأنتظر وطال الانتظار حتى ظننت أن في الأمر خلاف ما توقعت وتمنّيت ،فطلبتُ من والدتي أن تأتي لغرفتي وقاسمتها أن تخبرني الحقيقة وأن تبصرني بما يجري ولا تخفي عني شيئاً ، تغيّر وجه أمي الباسم الذي اعتدته مشرقاً متفائلاً يمنحني الحياة عندما أراه كل صباح ، أخذت بيدي .. والدموع تتزاحم في عينيها ولأول مرة أراها تبكي لأمر لا يكون لله كالدعاء أو تلاوة قرآن .. ضغطت على يدي قليلاً وقالت لي ...
...
أم إياس : أنا أمّك يا ولدي .. أتعرف ما هي الأم ؟! أنا أعرفك أكثر من أي مخلوق يمشي على هذه الأرض ، أعرف خلقك وطيبة قلبك .. أعرف كرمك وسمو سجاياك .. أعرف تديّنك وحبّك لربك .. أعرف حتى تقاسيم جسدك ، أنت رفيق لي أكثر من عشرين سنة ، حملتك على يديّ هاتين وأرضعتك من صدري ، أزلت القذارات منك واستمتعتُ ببولك علي لباسي وقيئك في حجري ، رتبت لك دروسك ورسمتَ أول حروفك ويدي على يدك ، بقيتَ تكبر أمامي وأنا أشاهدك وأتأمل النبتة التي غرستها فيك حتى حفظت القرآن صغيراً وأنت طفل ، أعرف ماذا تحب .. وماذا تكره .. ما الذي يسعدك .. ومالذي يحزنك ويغضبك ، لذا .. عندما أقول أنهم همُ الذين لم يفوزوا بك ولم يربحوك لابنتهم فأنا صادقة غير كاذبة ولا خائنة !
...

إياس : أتعرف يا ريّان !؟ برغم قساوة وقع الخبر عليّ إلا أن رؤيتي لعيني أمي وهما غارقتين بالدموع من أجلي كان أقسى على قلبي ، قمتُ من فراشي لأتي لأمي بمنديل أمسح به دمعها بيدي ، أخبرتها أن لا تحزن فالأمر لا يستحق الحزن ، كنتُ أريد أن لا تعيش ألمي وحرارة ما أجده في صدري ، فابتسمت وقالت ...

أم إياس : سأجد لك امرأة تستحقك فعلاً !

إياس : ابتسمت لها شفتاي لتطمئنها أني بخير ، ولكن قلبي كان يرعف دماً ويجثم عليه ألم رهيب ، جُننت يا ريّان حينها .. جُننت ، صِرتُ أهذي بعد خروج أمي من غرفتي بكلامٍ لا معنى له ، حتى إني تسخطت على ربّي - عز وجل وتبارك وتقدّس - إذ لم يستجب دعائي ، ولكن التربية التي ربتني عليه أمي وأنعشها في صدري والدي كانت حاضرة في تلك الأحداث ؛ فبرغم ما أنا فيه من سكرة إلا أني لا شعورياً تناولتُ المصحف وشرعتُ أقرأ فيه ، أقرأ وأبكي .. أقرأ وأبكي .. أشعر بإقبال على القراءة .. ثم أشعور بشيء كالغضب تسخطاً يدفعني للتوقف فألزم نفسي بالقراءة إلزاماً ، كنت أقرأ في سورة غافر حتى وصلت قول الله : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ... الآية ) ، فسجـدتُ وأنا أبكي مناديـاً ربي ( يا ربِ دعوتك فلم تجبني .. يا ربِ دعوتك فلم تجبني ) ، وبقيت أكررها وأنا أشعر بمرارة في صدري ، أسأل الله أن يعفو عني .. كلّما تذكرتها الآن استحييت من ربي وتصدقتُ واستغفرتُه من حمقي وجهلي وعدم احترامي لجنابه المقدّس !

لم أذهب للدوام ذلك اليوم .. بل صليتُ المغرب ثم العشاء فنمتُ بعدهما سريعاً وقد هدّ البكاء المتواصل في دعائي لربي طاقتي وأخذ مني كل جهد ، قمت في آخر الليل قبيل الفجر وصليت ركعتين أطلت فيها القراءة ومن ثم خرجت إلى المسجد قبل الأذان بدقائق ، فتحتُ أضواءه وصليت الوتر خفيفة واستندتُ إلى سارية متأملاً مفكراً في أحداث اليوم السابق وما جرى فيه ، أذّن الفجر وصلينا ثم بقيتُ في المسجد أنظر إلى المستقبل وأن كل حلمٍ قطعته صار أشبه ما يكون بمفرقعة انفجرت وانتهت .

وبعد تأملٍ وتفكيرٍ وأخذ ورد مع نفسي عزمتُ أن أمضي في حياتي قُدماً وأن أترك ما حدث خلف ظهري ولا ألتفت إليه ، وهكذا عُدتُ إلى البيت والابتسامة تملأ وجهي وتناولتُ الإفطار مع والديّ ثم خرجتُ إلى جامعتي ، وعُدت من جديد إلى نظامي حياتي السابق .

بعد أسبوع تقريباً .. بدأت " رؤى " تعود إلى ذهني من جديد ، صرتُ أفكّر فيها كثيراً ولا أحدّث بما في نفسي أحداً ممن هم حولي ، فالأمر انقضى ولا مجال للعودة إليه ، تطوّر الأمر إلى أن صرتُ أحلم بها في نومي ، حيث رأيت أكثر من ست مرات رجلاً يأتيني في منامي وهو يشير إلى بيت الدكتور ويقول لي ( مرة ثانية .. مرة ثانية .. مرة ثانية ) ثم ينصرف !



رد مع اقتباس
  #33  
قديم 08-12-2011, 02:10 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشر



ريّان : وما الذي أعادها إلى ذهنك هكذا ؟

إياس : كنتُ أتناساها قدر استطاعتي وأصرف عن ذهني كل شيء يستعيد ذكراها فيه ، كنت تماماً كمن يقف خلف باب محاولاً إغلاقه بكل قوته بينما في الجهة الأخرى يدفعه مفتـول العضلات ؛ فهو يدفعه مرة ويُغلب مرة ، إلى أن قدّر الله علي بعد أسبوع فقط أن أُكلّف بالبحث عن طريقة عملية جراحية مميزة قام بها طبيبان سعوديان - لم أكن أعرف مَن هما - ، توجّهت نحو مكتبة الكليّة وبدأت أبحث وأبحث لكني لم أجد ما أريده ، فكل المصادر العالمية التي توردُ العملية بشكل غير متخصص لا تذكر إلا أنهما طبيبان سعوديان دون أن تشير إلى اسميهما ، كان لزاماً عليّ أن أتوجّه صوب مكتبة المستشفى لأواصل بحثي ، قصدتُ فهرس الإنجازات الطبيّة المتعلقة بالمستشفى الجامعي وشرعتُ بالبحث من جديد عن العمليّة ، فإذا ثمّة مفاجأة تنتظرني !

ريّان : خير إن شاء الله .. وما هي ؟!

إياس : سُجل في دليل الأوليات المسجلة للمستشفى أن أول من قام بتلك العملية الجراحية في العالم دكتوران من رموز العمل الطبي الراقي في المملكة ، د. خالد ... و د. مؤيّد ...

ريّان : لا تقل لي أن د. خالد هذا هو والد رؤى .

إياس : بلى هوَ !

ريّان : أنتَ مُمتحن بالدكتور خالد .. ومن هو هذا د. مؤيّد ؟

إياس : المرشد الأكاديمي ليّ وأحب دكتور بالنسبة لي في الجامعة .

ريّان : أشعر وكأني أمام مؤلّف قصص خياليّة يصنع المفاجآت عند كل خطوة من خطوات قصته لتبقى على نفس الوتيرة من الإثارة والجذب ، يبدو لي فيما يبدو أن ما يبدو لي الآن سيبدو على كل من ستبدأ برواية قصتك له !

إياس : صدقني هذه حقيقة ، وهذا تماماً ما أعاد رؤى إلى دائرة اهتمامي ، إذ شعرتها قريبة مني جداً ، فبعد قربها لأشهرٍ من مكتبي ومكان عملي هاهي الآن تبدو قريبة مني من جهة أخرى .

ريّان : وماذا فعلت ؟

إياس : رميتُ كل الأوراق والكتب التي بحوزتي وذهبتُ أجري نحو حبيبي د. مؤيّد ، لا داعي لأن أبحث وأرهق نفسي وأكبّدها عناء البحث ما دام المرشد الأكاديمي لي هو من أجرى تلك العملية ، سأذهب إليه وآخذ منه كل التفاصيل وهو كذلك لن يبخل عليّ بمصادر تفيدني .

ريّان : أكل هذا الجموح نحو د. مؤيّد لأجله هو .. أم لأجل .. احم احم
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 08-12-2011, 02:14 PM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

إياس : كليهما .. سيّان .. سواء احم احم أو د. مؤيّد .. المهم أني سأحصل على ما أريده في النهاية ، صعدتُ إلى الدور الثالث في المستشفى حيث مكاتب الدكاترة ، وبخطوات مُقدمة .. ومترددة في نفس الوقت ، طرقتُ الباب على مكتب د. مؤيد ، استأذنتُ منه فأذن لي بالدخول وتلقّاني كما يتلقى الأب ابنه ، بحق .. ذلك الدكتور من أروع من لا قيت في حياتي ، رحّب بي كثيراً وسألني عن أحوالي وعن أهلي وعن مستجدات حياتي وأخباري بعد القرار التأديبي من الجامعة وكيف هي نفسيتي ، والحقيقة أنه ما لقيني إلا سألني نفس الأسئلة ، لكن طبيعته الأبويّة تجعله يسأل دائماً هكذا ، وكذا كلّ معلّم ومربٍ يريد كسب طالبه وغرس ما يريد أن يغرس فيه ، لا بد أن يشعر الطالب أن من أمامه يحبّه ويكترث لحاله حتى يفتح له قلبه ليقرأه وليضع فيه ما يشاء ..

ابتدأني :
د. مؤيّد : آمرني يا ولدي .. ما الذي أتى بك الآن ؟ ما الذي تريد ؟


إياس : كُلفت ببحثٍ صغير حول العملية التي أجريتها أنت و د. خالد قبل سنوات ، كنتُ أبحث في المكتبة الجامعية ومكتبة المستشفى ، فلمّا علمت أنها لك أتيتك أنت لأسمع منك كيف أجريتها أنت ود. خالد .

إياس : بدأ الدكتور يشرح لي بحماس وروح الشباب السالفة أراها في عينيه المندفعتين ولسانه المنطلق الذي يغرف مما في قلبه من فخر لأداء تلك العملية الرائدة - وحُق له - ، تحدّث وتحدّث وتحدّث حتى ملّ هو من الحديث وأنا مُنصت مستمع مستمتع ، لم أكن أتوقع أن نمتلك قامة علمية كـ د. مؤيّد .

لمّا انتهى الدكتور من حديثه شكرته ثم طأطأتُ رأسي إلى الأرض وبدأت أحرك قدمي باضطراب ، ولم أخرج كما هي العادة عند نهاية الحاجة من القدوم على مكتبه ، فبادرني ..

د. مؤيّد : أهناك شيء تريد قوله يا ابني إياس ؟ ألديك مشكلة ما ؟ أتريد شيئاً ؟

إياس : نعم يا دكتور .. أود أن أسألك عن د. خالد ، أين هو الآن ؟ ولماذا ترك المستشفى الجامعي ؟ أعتذر إن كانت أسئلتي محرجة أو فضولية ، لكني معجب يا دكتور بشخصيته كثيراً ولا أجد أحداً أسأله عنه سوى رفيق قديم له .. كأنت !

د. مؤيّد : إيــه ! .. د. خالد ..

ثم التفت د. مؤيّد نحو نافذته .. رفع الستارة وأشار إلى مسجد كبير وسط المستشفى وقال :

د. مؤيّد : أترى ذلك المسجد ؟ لو لا د. خالد لما كان موجوداً هنا !

إياس : كيف يا دكتور ؟

د. مؤيّد : قصة طويلة جداً .. كان د. خالد صريحاً جريئاً لا يخاف في الله لومة لائم ، تم تكليفه من قبلنا نحن الأطباء بالعمل على رفع مشروع إلى إدارة الجامعة لبناء مسجد في المستشفى ، وبالفعل تحرّك د. خالد وخاطب المسؤولين بأسمائنا ، لكن طلبه رُفض بحجة عدم وجود مبالغ مالية كافية في ميزانية الجامعة ، لم يقف د. خالد هنا .. بل رفع الأمر إلى الوزارة ودخل على الوزير بنفسه ثم رفع الأمر إلى المقام السامي وتم له ولنا ما أردنا ، وبقينا ننتظر تفعيل الأمر ونزول المبلغ في ميزانية الجامعة .. وهذا ما حصل ، لكن إدارة الجامعة استغفلتنا واقتطعت نصف المبلغ تقريباً لتفعيل مشاريع أخرى على أساس بناء مسجد صغير ليس كما تم التخطيط له !
عندها ثارت ثائرة د. خالد .. واتهم إدارة الجامعة بالعبث واستغلال أموال الدولة في غير مكانها المخصصة له ، وزاد التراشق هنا وهناك وكبرت المسألة حتى انتهت بفصل د. خالد عن العمل في أي جامعة سعودية وإقالة مدير الجامعة من منصبه .
صحيح أن ما حدث للدكتور خالد يُعد إهانة لأكاديمي ، وصحيح أن فصله كان مؤلماً ، لكن بعد كل هذه السنوات التي مرّت عندما أرى حال د. خالد بعد أن افتتح عيادته الخاصة وصار يعمل بها ورزقه الله ما يكفيه وزيادة .. أعتقد جازماً أن الخيرة فيما اختاره الله !

إياس : عجيب ! هل للدكتور خالد عيادة خاصّة ؟

د. مؤيّد : نعم ..

إياس : معلومة جديدة يا دكتور ما كنت أعرفها ، كنت أظن أنه ترك المجال الطبي تماماً ، أتصدق يا د. مؤيّد أني أحـب هذا الدكتور بشكل لا يمكن أن تتصوره ، له في قلبي مكانة لا أدري كيف استحقّها !

د. مؤيّد : ههههه .. سبحان الله .. قبل أيام كان بيني وبين د. خالد اتصال هاتفي ، كان جُل ذلك الاتصال عنك أنت وعن سلوكك في الجامعة وعن رأيي فيك وفي طبيعة دراستك وأخلاقيّاتك .

إياس : عني ؟ أنا ؟

د. مؤيّد : نعم .. نعم .. أنت ، ولمّا أخبرته عن كوني المرشد الأكاديمي لك صار يسألني بتوسّع كبير عنك ، بصراحة ما زلت أستغرب من طريقة اتصاله وسؤاله وكأنه سيزوّجك أحد بناته ، أخبرته كل ما أعرفه عنك يا بني ، وأثنيت عليك كثيراً عنده ، هل ظنّي في مكانه ؟

إياس : هاه .. ل ل لا يا دكتور ، عموماً شكراً لك على إعطائي هذا الوقت الثمين يا دكتور .. شكراً !

...

ريّان : إذن أثنى عليك صديق والد خطيبتك .. عنده .. أعتقد أن هذه المحاورة هي التي فتحت لك باباً جديداً .. وذكرتك بها !

إياس : الحقيقة أنه بعد لقائي هذا بـ د. مؤيّد كان كل شيء حولي يذكّرني برؤى ، مكان جلوسي في غرفتي وأنا أفكّر فيها سابقاً .. كتبي الدراسية التي كثيراً ما سرحتُ أفكر بها وأنا أقرؤها .. مكان عملي الذي لا يفصلني فيه عنها سوى حاجز خشبي ، أتُصدق ؟ حتى الكافتيريا التي أحياناً أفطر فيها في وقت استراحة الكلية غيرت اسمها لتصبح (استراحة رؤى) .. والله العظيم !


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 08-12-2011, 06:18 PM
T!to T!to غير متواجد حالياً
عضو خبرة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 2,786
معدل تقييم المستوى: 17
T!to is a jewel in the rough
افتراضي

جميل جدا .. واياس ده مش ناوى يجبها لبر
مستنيين الباقى ,, ان شاء الله ..
فاضل كام جزء ؟؟
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 09-12-2011, 09:29 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة T!to مشاهدة المشاركة
جميل جدا .. واياس ده مش ناوى يجبها لبر
مستنيين الباقى ,, ان شاء الله ..
فاضل كام جزء ؟؟
جزاكم الله خيرا
شكله كدا
باقي تقريبا 3 فصول غير فصلين النهاردة
هانت ، هي طويلة شويتين بس
جزانا واياكم
شكراً كثيراً
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 09-12-2011, 09:35 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر



إياس : كنت أفكر بها في كل وقت وفي كل مكان ، لكني لا أستطيع الوصول إليها رغم أنها قريبة مني جداً جداً ، أجد حاجزاً من نار يفصلني عنها لا حاجزاً خشبياً ، صعب أن تعيش ممتلكاً خيارات غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع .. وأن تمتلك ضغوطات غير قابلة للتنفيس .. ومشاعر لا يشعر بها أحد ، صحيح أني أستطيع الوصول إلى الدكتور ومحادثته لكن في ذلك بعض بجاحة ، صحيح أن باستطاعتي محادثتها لكن عقاب الله بالمرصاد ، صحيح أني أحبها لكن حبي مكبّل ضعيف مقابل الكثير من القيود ..كالموءودة التي تكافح لأجل الحياة مبعدة بعض التراب عن أنفها لمجرّد أن تتنفس .. وفي النهاية يكون دفنها ودفن يديها وأنفها المشهد الآخير !

كان حالي أشبه ما يكون بطنجرة ضغط ، أغلي من الداخل موشكاً الانفجار وظاهري هادئ ساكن لا يبدي أي شيء ، كنتُ في تلك الأيام حساساً جداً سريع الانفعال على غير عادتي في البيت والجامعة والعمل .

وتحت تأثير حالي تلك .. كنت أشعرُ بعينيّ أمي ترمقني من أعلاي إلى أسفلي بتأمل ، أحس ببرد عينيها يلفني مسكناً بعض الحرارة التي أجدها في داخلي ، وقد كنتُ لا أظهر لها أني أشعر بها تنظر إلي وبشكل ملفت ، حتى إني أذكر مداعبة أخي لها بقوله : ( أكل هذا الحب في قلبك يا أمي مكنون لإياس ؟ ) ، فتتبسّم معلنة محبتها للجميع بنفس القدر !

بعد مرور أيـام .. وحين دخولي إلى البيت في العاشرة مسـاءاً قادماً من العمـل نادتني أمي - وكانت تجلس في صالة البيت - ، لم أنتبه لندائها إذ كنتُ غارقاً ساهياً سارحاً في خيالات كثيرة ، نادت مرّة أخرى بصوتٍ أعلى قليلاً فالتفتُ صوبها وابتسمتُ ، دعتني للجلوس وإياها فوضعتُ حقيبتي عند الدرج وأقبلتُ نحوها بخطوات أجرّها جراً حتى لا تشعر صاحبة القلب الرقيق بما أعانيه من إعياء نفسي وذهني وجسدي .

قدّمت لي كوباً من العصير ثم انطلقت بروح الأمومة تحلّق في سمائي ، تحدثَت عن كل شيء .. الجامعة والمسجد والبيت والعمل وبيوت الأعمام والأخوال والسفر والذكريات القديمة ، كانت تستولد الضحكة من فِيّ وتعصرها من شفتيّ عصراً ، إن ابتسمتُ ضحكتْ .. وإن ضحكتُ من طرفة انفجرتْ مقهقهة سعيدة ، لم يبقَ إلا بابٌ واحدٌ في حديثها لم تطرقه - كعادتها - وقد كنتُ أنتظر قلِقاً خشية أن تشرع في الحديث عنه وأنا لا طاقة لي به .

وكان ما أخشاه .. قالت أمي بعد أن ارتشفت من كوب عصير البرتقال الذي أمامها :

أم إياس : ما رأيك الآن يا بني ؟ أنبحث عن المحظوظة التي ستسرقك مني ؟ كنت أسأل في الأيام الماضية عن بعض الفتيات ذوات الدين والخلق والجمال والدلال والحسب والنسب ، أسأل عن فتياتٍ بعينهنّ ممن هن جديرات بك ولن أستخسر أن أهبك لإحداهنّ ، فما ترى ؟

كنتُ أمسك بفطيرة صغيرة محشية بالجبن موشكاً قضمها ، ولمّا أن انتهت أمي من سؤالها كنت قد قضمتها ومضغتها وبلعتها ، ارتبكتُ وتغير وجهي مُفترّاً عن ابتسامة صفراء ميتة قائلاً ..

إياس : من أين لكم هذا الجبن الطيّب ؟ لا أذكر أن اشتريت لكم جبناً آخر مرة ؟

أم إياس : ألهذه الدرجة تستحيي من ذكـر الزواج ، لا تغيرّ الموضوع يا ولدي وأجبني ، لقد وجدتُ لك فتاة باسم الله ما شاء الله ، لا أدري كيف أعماني الله عنها من قبل ، وهي بالتمام والكمال على مواصفاتك وأكثر ، إن وافقتَ اتصلتُ بهم غداً أخطبها لك .

إياس : همممففف .. قبل ذلك أريد أن أحدّثك بحديثٍ ما كنت لأطلع عليه أحداً أي أمّه ، استقر في صـدري منذ أسبوعين وأنا أكتمه وأتحاشا إظهاره رغبة في ***ه ، وبما أنك حدثتِني يا قرة العين بموضوع الزواج فأريد أن أفاتحك به !

أم إياس : أشعر بك يا ولدي .. أشعر بك ، ما جلستُ هنا إلا منتظرة هذا الحديث منك وإن ألبسته عدة ملابس إلا أن القصد يأبى إلا أن يكون جلياً في النهاية ، قل ما عندك يا روح أمك .

إياس : أمي .. لمّا اتصلتِ بأم رؤى تخطبينها أكانت مُرحّبة أو لم تكن مرحبة ؟ وهل ذكَرت موقف الأب من الزواج من طالب أم لا ؟ وهل عرّضت نحو عيبٍ ما وهي تتحدث ؟ أريد أن أعرف فقط .

أم إياس : وأيضاً كنت أظن أن هذا ما يشغل تفكيرك ، الحق أني لستُ من اتصل عليهم يا بني ، ولكن لي صديقة قريبة جداً مني تكون ابنة عم أم رؤى كانت هي واسطة ما بيننا ، والحق أنهم لم يذكروك بعيبٍ ولا بسوء ولم يشيرو إلى أيٍ من ذلك .

إياس : أمي ! لستِ أنتِ من خطبها منهم ؟

أم إياس : لا يا بني ...

إياس : ولمَ يا أمي ؟ لمَ ؟ أترينني شاباً تائهاً ضائعاً لا يُرفع به رأس ؟ أم ترينني سيئ خلق قليل دينٍ لا يُفخر بقربه ؟ أم أنا طالب لا أحد يقبل به فأردتِ أن يكون الرد على غيرك وليس في وجهك ؟ لمَ يا أمي ؟ ألا ترين أن تواصل الأهل وثقتهم بأبنائهم وسمعتهم وتقديمهم إلى غيرهم أكثر بريقاً وأكثر لمعاناً وأجمل في أعين أهل الفتاة ، ذلك أن الشاب يبدو في أعينهم حائزاً على ثقة والديه !

أم إياس : بلى والله .. بلى والله .. أفخر بك وأعتز ، وما جلستُ مجلساً من مجالس النساء إلا قلتُ قال ابني إياس وفعل ابني إياس وأهدى لي ابني إياس ، لكني فعلت ما فعلت ظناً مني أنه الأفضل ، خصوصاً وأنهم لا يعرفون من نكون ، ولا يُستساغ أن أمدحك وأنت ابني وأن أمدح والدك وهو زوجي ، فأحببت أن أجعل صاحبتي بيننا حتى تخبرهم عنّا ما يشاؤون ، لا تقسُ عليّ يا ولدي فأنا والله لك ناصحة محبة .

إياس : ولمّا رأيت والدتي تاثرت من حديثي الذي أطلقته دون إدراك مني بادرتُ إليها مقبلاً رأسها ويديها معتذراً ومتأسفاً ثم أهويتُ إلى قدميها لأقبلهما فأمسكت رأسي من شعره ورفعته إليها ثم نظرت إليّ وقالت ...

أم إياس : ليس لرأسٍ حوى القرآن أن يكون تحتي ولا لفمٍ قرأ القرآن أن يقبل قدمي ، ارفع رأسك فما غضبتُ عليك يا بني وما أنا بالغضوبة ، ولكني أحببت أن تقدر موقفي وأني إلى جانبك في صفك ولست إلى ضدك !

إياس : أمي .. لي طلبٌ واحدٌ منك ، أعـدك وعد حرٍ كريم أن لا أسألك بعده سؤالاً ، وأرجو أن تجيبيني إليه ، ارحمي فلذة كبدك يا أمي واشفِ قلبه المعلّق بفتاة أحبّها ، أمي .. أرجوك .. أرجوك اخطبيها منهم مرة أخرى فلقد دعوت ربي من قبل ولا أظنه إلا سيستجيب لي !

أم إياس : ماذا ؟؟؟؟ أخطبها مرة ثانية ؟؟؟؟ وماذا يقول عنّا الناس ؟؟؟؟ إياس يخطب فيُرد ثم يعود مرة ثانية لمن ردته ؟؟؟؟ أليس لديك كرامة نفس ؟؟؟؟ ألا تحترم سمعة والدك الكريم المحبوب ؟؟؟؟ كنت أظنك أعقل من ذلك وأرقى فكراً وأكثر احتراماً لذاتك وأهلك ، نحن عائلة محترمة كريمة ذات مكانة وقدر ، إن ردت فتاة ابننا فهي الخاسرة إذ حُرمت شاباً ديّناً خلوقاً مهذباً ذا جاه وسمعة حسنة ، اعذرني يا ولدي لا أستطيع أن أفعل ما تريد !

إياس : لكِ ما تريدين يا أمي .. أمركِ مطاع ، لكنكِ علمتِني صغيراً أن لا أهتم بأقوال الناس كثيراً ما دمتُ أعمل ما أراه صحيحاً ، أتذكرين يوم أن امتنعتُ عن الذهاب للحلقة بحجة أن كل من فيها أصغر مني ولأن أبناء الحي يسخرون مني لجلوسي مع الصغار ؟ أتذكرين أنك قلتِ لي أن أفعل ما أراه صائباً وما يرضي ربي وأن أترك من يسخر مني لأنه سيندم يوماً أن لم يفعل مثل فعلي الصحيح ؟ هذا كل شيء يا أمي .. نظرت للأشياء كما علمتِني أنتِ ، ما نظرتُ إلى قول الناس ولا إلى رأيهم ما دام ما أفعله يرضي ربي أولاً ثم يرضيني .

إياس : قبلتُ يدها ثم دعوت لها بخير الصباح وقمت نحو غرفتي ، كنت أغالب دمعتي ألا تسقط متشبثاً ببعض ما تبقى لدي من تماسك الرجولة وبأسها ، استلقيتُ على فراشي أنظر إلى السقف بحزنٍ طاغٍ جارف ، كون بابٍ فُتح ثم أغلق سريعاً .

كنت أنظر إلى السقف بحزنٍ وأتأمله وأرسم عليه أحزاني وألوّنها .. بالأسود ! يا لهذا السقف ؛ بالأمس كنت أنظر فيه إلى نفسي ممسكاً بيد رؤى نجري على أرضٍ خضراء أسبقها وتسبقني .. كنتُ أنظرُ فيه إلى قدحٍ مزخرفٍ سُكب فيه عصير بارد أشرب منه مرة وتشرب هي منه أخرى .. كنتُ أنظر فيه إلى رؤى وقد سخطت عليّ في أمرٍ وهي تصرخ وتعاتب وأنا أسمع إليها بهدوء .. كنتُ أنظر فيه إلى رؤى حاملاً .. نفساءَ .. أماً تُعد ابنها للمدرسة .. كنتُ أنظر فيه إلى كل شيء ، أما الآن .. فهو جدار أسود عديم الآلوان ... ورحتُ أغط في نومٍ عميق !

صباحاً .. استيقظتُ ونزلتُ لأفطر ، فإذا والدي ووالدتي بانتظاري على طاولة الإفطار - بعد أن ذهب إخوتي لمدارسهم وجامعاتهم - ، تحدثنا سوياً واستمعنا إلى نشرة أخبار الصباح من الجريدة التي يمسك بها والدي ويقرأ ، ولمّا أوشكتُ على القيام والتأهب للذهاب لجامعتي قالت لي والدتي وهي باسمة :

أم إياس : تحدّثتُ مع والدك بشأن الموضوع الذي حدثتني عنه البارحة ، اختلف معي كثيراً فيما ذهبت أنا إليه ، وطلب مني أن أقوم بما طلبته مني لأريحك وأريح قلبك يا ولدي ، وهاهو رقم أم رؤى في جوّالي وسأتصل بها في أقرب وقت .

إياس : حقاً ؟ جزاكم الله خيراً .. جزاكما الله خيراً !

إياس : كِدتُ أفقد عقلي من فرحي ، حتى إنني نسيت أن أقبل رأسي والديّ ، خرجتُ من البيت والسعادة تملؤني وكأن الله أعاد إليّ الحياة من جديد ، كنت طول الطريق أحمد الله وأستغفره وأسبحّه دون شعور ، ياااااه .. أصبحَ الحلمُ ممكناً وقريباً مرة أخرى !

مرّ اليوم سريعاً .. عُدتُ ظُهراً إلى البيت تحملني الريح .. لا قدميّ ، وكان المطبخ قبلتي فاستقبلته أبحث عن أمي ، استفسرتُ منها أكان شيء ؟ وماذا قالوا ؟ ومتى سيردون ؟ متعجلاً الأمرَ كنتُ ، فأرتني جوّالها فإذا هي قد اتّصلت على أم رؤى خمس مرات وفي كلها كان جوّالها مقفلاً ، أخذتُ جوّال أمي منها حتى أتصل أنا لها ، كنت أتصل كل خمس أو عشر دقائق تقريباً ويكون الجهاز مقفلاً ، وبعد العشاء .. جربتُ أن أتصل وكانت المفاجأة أن تم الاتصال فعلاً ، فرميتُ الجوّال على والدتي وأشرتُ إليها أن تحدّثي ، قامت والدتي مسرعةُ صوب غرفتها وأقفلت الباب، ثم خرجت بعد نصف دقيقة ، كان صوت الباب وهو يُفتح بهذه السرعة مُزعجاً لي ، ولكن وجه والدتي كان فرحاً ...

إياس : ما الأمر يا أمي ؟
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 09-12-2011, 09:39 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر



إياس : اندفعتُ نحو أمي قائماً أجري بسرعة لأحدّثها عند باب غرفتها حتى لا تؤجّل الحديث متعذّرة بوجود إخوتي ، سألتها مستعجلاً ما الخبر ؟ هاتِ البشرى ! فلم تزل تنظر إليّ مبقية على ابتسامتها ، وهي تقول :

أم إياس : رحّبت بي جزاها الله خيراً ، لكن !

قاطعتها وكأني أنتزع الحديث منها انتزاعاً ولا ثَمَّ ذرة صبر بقيت في جعبتي ...
إياس : لكن ماذا ؟ .. ماذا ؟

أم إياس : قالت إنها خارج البيت مع بناتها وستتصل بي حالما تعود إلى بيتها !

إياس : في ذلك اليوم .. لم أذهب إلى عملي بل تغيّبتُ عنه ، كنت أمني نفسي أن أنتهي تماماً من موضوع رؤى هذا الذي أشغلني لعل الله أن يحدث فرجاً ومخرجاً ، كانت الدقائق منذ الظهيرة وحتى موعد إجابة أم رؤى على الهاتف تمر بطيئة جداً ، لكنها لم تكن بأي حال كبطء الدقائق وأنا أنظر إلى جوّال أمي خلسة انتظاراً لاتصال أم رؤى .

يا لدقائق الانتظار التي تحرق ذرات صبرنا حرقاً في قلوبنا ، لا أقسى من الصبر على المصيبة إلا الصبر على لحظات الانتظار لها والتي تطول وتطول حتى إن الصبر ذاته ليُسلخ منها ، خوفٌ وترقب ووجل وتكهنات وتأملات .. أمانٍ تنسج بخيوط العنكبوت .. ازدياد في النبض وتعرّق في الجسد وبطء في الإدراك والاستيعات .. و .. و يرنّ الجوّال بعد ساعة !


تذهب أمي مرة أخرى نحو غرفتها مرة أخرى في امتثال لهيئة أم إسماعيل ساعيةً بين الصفا والمروة ، وبين من تبحث عن ماء ليروي رمق ابنها الجاف .. وبين من تبحث عن فتاة تشفي قلب ابنها العاشق ! كانت الصورة أمامي وأنا أنظر إلى أمي ترد على الهاتف وهي تغمز لي بعينها قبل أن تقفل باب غرفتها .

... وانتظار آخر وإن كان أقسى من سابقه !

أجد أن هناك نسبة وتناسباً بين شعورنا بطول الوقت وبين إداركنا لأهميّة ما ينتظرنا إن كنّا نريده ، وبين قصر الوقت إن كنّا لا نريد ما نتتظر ، أتصدق !؟ تلك الست دقائق الأخيرة التي قضتها أمي تحادث أم رؤى كانت أطول في شعوري من تلك الساعة !!

أسندتُ رأسي إلى الجدار واتكأتُ عليه .. وخرجت أمي ، غشتني سعادة لا توصف وأنا أشاهد ابتسامتها تشق وجهها من أذنها إلى أذنها مروراً بتلك الثنايا البادية ، هرعتُ إليها فأشارت إليّ أن اجلس مكانك ، أقبلت نحونا ثم جلست وقالت ..

أم إياس : اتّصلتُ بهم .. رحبوا بك كثيراً .. حصل حديث جانبي بيني وبين أمها حول ما حصل في المرة الماضية فأخبرتني أن هناك من استعجل الرد منهم ، ولذا كانت إجابتهم بالرد حينها ، طلبت مني أمها بعض الوقت للتفكير على أن تردّ عليّ لاحقاً - إن شاء الله - .

إياس : فرحتُ أيما فرح بهذا الرد المطمئن المبشّر فآليت على نفسي إلا أن أتصدّق حالاً ، ركبتُ سيارتي قاصداً مكتب جمعية خيرية قريبة من بيتنا فألفيتها مغلقة لا أدري ما سبب إغلاقها ، صرتُ أبحث عن أي فقير في الطريق فلم أجد ، فما كان لي بُد من أن أشتري بعض ساندويشات من أحد المطاعم مع بعض الشراب ثم أهديها على عمّال محطة البنزين المقابلة لحيّنا السكني .

عُدت إلى البيت وأنا بين فرحٍ مُطعّمٍ بخوف من خيبة قد تأتي لاحقاً ، نمتُ أسعدَ نومة نمتها منذ زمنٍ طويلٍ جداً ، قمت آخر الليل وقد شبعت واكتفيت من النوم ، توضّأت وصليت لله ركعتين ثم أوترتُ ، وفي دعاء الوتر كان الثناء على الله والشكر والحمد له ، لم أتطرق في دعائي لشيء سوى ثنائي على الله بما هو أهله مع تسبيحٍ وشكر وحمد .. ثم استلقيتُ على فراشي منتظراً آذان الفجر ...!
...

ريّان : بصراحة يا إياس أتعجّب من هكذا صبرٍ وإصرار على نيل رؤى وأنت لم ترها من قبل قط ، ربما تجد في نفسك ميلاً لفتاة سمعت عن جمالها .. سمعت صوتها تتحدث متغنجة .. اممم شممت عطرها ففتنت بها ؛ لكني لا أجد أدني مبرر يمكن أن أتقبله في تبرير كل هذا التعلّق بفتاة لا تعرف عنها إلا ما حدّثتك أمك به عنها ومواقف حصلت في المكتب مرتين أو ثلاث .

إياس : هذا فيمن يريد الجسد يا ريّان ! ولست أريد جسداً ، أرى الجميلات الفاتنات الساحرات تفوح منهن رائحة العطور الآسرة يمشين بتغنج وتكسّر .. أرى الخصور الهيف والتمايل وإبداء المفاتن وكشف أعلى الصدر في المستشفى ؛ لكن ذلك لا يحرّك فيّ رغبة الزواج من إحداهنّ ولا مجرّد تفكير ، لست أريد دمى .. لست أريد أجساداً ملونة ، ربما سأعيش في لذة جسدية شهرين أو ثلاثة وربما امتد ذلك سنة لكني بعدها لن أبالي أنكحتُ امرأةٌ أم جداراً ، إنما أريد ما هو أسمى من لغة الأجساد .. أريد روحاً !

ريّان : روحاً ؟ وهل ستتزوج أمواتاً ؟

إياس : أريد روحاً تغشاني بسكينتها .. بابتسامتها الصادقة المخلصة التي لا تطلب من ورائها نفعاً سوى الحب ، أريد روحاً تملؤني تفائلاً إن أرهقتني صروف الزمان .. روحاً متجددة لي أراها كل يومٍ بملابس الأخلاق الساحرة .. روحاً تغمرني إيماناً بالله وتشجيعاً على الطاعة إن ضعفت أو تكاسلت .. روحاً تدفئني إن أقبلت إليها خائفاً وجلاً أنادي بها زملوني دثروني .. روحاً تريد روحي .. تريد روحي أنا .. تعانقها وتشبعها راحة وطمأنينة وأنساً وسروراً واستقرار وسعادة ، صدقني إن تعانقت الأرواح فلا عليها أتعانقت الأجساد أم تنافرت .

لن أتزوّج مواتاً ولا جثثاً هامدة ، لكني أراهنّ متأثرات بالمسلسلات ، يرين في الزوج شيئاً يُشبع في الفراش ويُشبع على مائدة الطعام ، ولو نقص المصروف ريالاً واحداً لحزمت الحقائب ونادت بصوت يسمعه من في بيت أهلها (اذهب لبيت أهلي ) ، ووالله لو قالت لي امرأة ذلك لما رددتها إليّ ولو توسّط لها من توسط .

لأجلك ذلك كنت أريد رؤى .. لا يهمني أكانت بيضاء أم سمراء .. ناعمة الشعر أو خشنته .. واسعة العين أو صغيرتها .. مليحة الثغر أو مكسورة الأسنان ، عندما تتلبس روحها بروحي سأراها ملكة جمال الدنيا ولن أقدّم عليها أحداً !

ريّان : تعيش في وهم .. كل الفتيات سواء .. طبخ وغسل ثم فراش آخر اليوم .. وهكذا ، لا أجد ميزة لإحداهنّ على أخرى إلا في ما تتخيله أنت عنهنّ ، دعك من الرومانسية التي لا نحسنها نحن العرب .
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 09-12-2011, 09:44 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي


إياس : أفنت زوجتي " لينة " شهوراً وهي تبحث لك عن زوجة صالحة تسعدك وتعينك وتسرّك إذا نظرت إليها ، فما عليك من غضاضة حين تقول ذلك وتتبجح بأنهنّ سواء بعد أن رزقك الله بـ " منال " فتاةً صالحة من بيت صالح بأخلاق فاضلة ، ولو رأيت ما رأيته من أخلاق الفتيات وجرأتهن على الرجال وطول ألسنتهن ومزاحمتهنّ لنا في الممرات والمكاتب كاشفات الوجه ضيّقات الثياب لما قلت ما قلت !

ريّان : الحمد لله على نعمه .. طيب .. وماذا جرى بعد ذلك ؟

إياس : عشتُ بعد ذلك اليوم بين خوف ورجاء ، أرجو وأتمنى ثم أخاف فقد أمنيتي ، هذه هي الفرصة الأخيرة لي لأفوز برؤى ، كنت أبحث عن أي شيء أتقرّب به إلى الله لعله - سبحانه - أن يرحمني ويجبر كسري ، حتى رأيت وأنا خارج من صلاة العصر في لوحة إعلانات المسجد دعوة للصدقة على الأيتام ، فحدثتُ نفسي .. ولمَ لا أذهب لدور الأيتام فأبهجهم وأضحكهم علّ الله أن يضحكني .

ركبتُ عندها سيارتي إليهم ، وذهبت قبل أن أصلهم لأحد محلات الهدايا الصغيرة فاشتريت بكل ما في جيبي من مال هدايا ولعباً صغيرة لأدخل بها السرور عليهم ، وصلتُ فمنعوني من الدخول عليهم - لست أدري لماذا ؟ - ، فأصررت عليهم والعبرة تخنقني وأريت المسؤول تلك الهدايا التي حملتها إليهم .. فوافق على مضض .

دخلتُ على الأيتام .. رأيت حالهم وعيشتهم .. رأيت أعينهم الحيرى تجول في المكان تبحث عن من تُسكنه فيها من أبٍ أو أم لم يلتقو بهم قبلاً ، ابتسمتُ وسلمتُ عليهم .. استأذنتهم أن ألعب معهم فوافق بعضهم واعترض آخرون .. لكنهم تحت توسلاتي اللطيفة والممازحة لهم وافقوا جميعاً ، لعبت معهم .. ضحكنا .. جرينا معاً .. تعانقنا .. قبلنا بعضنا ، ما كان يمرّ بقربي يتيم إلا حملته بسرعة ورميته إلى أعلى ثم استقبلته واعتنقته وقبلته ، جربتُ واقعياً المسح على رأسٍ اليتيم .. وياله من شعور باللين والانكسار يملأ قلبك ، كنت أشعر وكأني أمسح على قلبي .. كأني أنفض عنه آلامه .. ويالها من لحظة تلك التي يرفع فيها اليتيم رأسه لينظر إليّ مبستماً وأنا أداعبه مدخلاً يدي في شعر رأسه !

كنتُ أن ألعب معهم .. آخذهم واحداً واحداً .. دون أن يحسّوا بامتيـازٍ لأحدهم على صاحبه .. آخذهم فرادا إلى زاوية في ساحتهم ، فأفتح لواحدهم كيس الهدايا ليختار أيّها شـاء ، وهكذا مر الوقت سريعاً إلى أن اقترب وقت آذان المغرب ولم يتبقّ معي إلا لعبتين ثنتين ، كنت قد تعبتُ من اللعب معهم وتركتهم يلعبون أمامي وجلستُ في ناحية من المكان أرقبهم ، كنت أنظر إليهم يتضحاكون وهم يلعبون ما أتيتهم به من هدايا بسيطة صغيرة ، كنت أنظر إلى السماء .. باكيَ القلب .. ثم أهـوي بها إلى الأرض أدعـو ربي في صدري .. ( يا رب .. هؤلاء ضعفاء مساكين أيتام أطفال .. يا رب وأنت الكريم الرحيم الأرحم مني .. يا رب فأضحكني كما أضحكتهم .. يا رب فأضحكني كما أضحكتهم ) ،


قطع علي الدعاء طفل صغير جاءني يجري وهو يقول
( لمَ تنظر إلى السماء هكذا يا إياس ؟ ) ،
قلت له ( لأني أحمد الله أن جعلني آتي إليكم اليوم فأفرح معكم .. أتحفظ سورة الحمد ؟ ) ،
قال ( نعم ) ،

وقرأ أمامي سورة الفاتحة كاملة دون أي خطأ ، وبدون شعور اعتنقته وقبلته .. ثم تذكرتُ أنه بقي لدي هديتين ثنتين .. فقلت له : ( هذه هديّة لك لأنك تحفظ القرآن بشكل ممتاز .. وهذه الأخـرى أهدها أنت على أي صديق لك تريـد ) ،

ضحك فرحاً ثم قال ( خذها أنت .. أنت أحسن صديق ) .

خرجتُ من دار الأيتام وأنا أحمل نفسي حملاً من انكسار قلبي .. متماسكاً لأن لا تسح دموعي ، كنتُ طول الطريق إلى مقر عملي أدعو الله أن يتقبّل عملي وأن يرزقني ما أتمنّى .

دخلتُ مكتبي سريعاً رغبة مني أن لا أتلقي رؤى في أي مكان ، أشعر بهيبة لها خصوصاً بعد اتصال الأمس ، أنجزتُ عملي والبسمة تغشى محيّاي بشكل ملفت ولم يعهده أحد من الزملاء منذ شهور ، كان كل من مرّ في الممر ورآني من النافذة الزجاجية التي تطل على مكتبي لوّح بيده إليّ مسلماً مبتسماً ، ويأبى الفضولي - وهي كنية لأحد الموظفين - إلا أن يقتحم مكتبي مسلماً .. مرحباً .. ومباركاً ، يظن أني قد خطبت امـرأةً ما لذا أنا سعيـد ، صرفته بلطف - كالعادة مع الفضوليين - ولم أخبره شيئاً !

وهكذا مرت الأيام وأنا في انتظار الرد ، مضى أسبوع .. أسبوع ونصف .. بدأ القلق يتسرّب إلى قلبي ، ومع هذا كنتُ أوهم نفسي أنهم لولا موافقتهم المبدئية لما تأخروا كل هذا الوقت ، فلربما احتاجوا وقتاً أكبر ليتعرفوا علي بشكل أفضل .

مضى أسبوعان ولا ثمّة خبر .. اتصلت والدتي كثيراً بأم رؤى لكنها كانت مغلقة جوّالها ، فلم يكن من حلّ حينها إلا أن ترسل لها رسالة نصّية تستفسر فيها عن الأمر وماذا أتم فيه ، فكان الجواب سريعاً .. ومؤلماً ( الحمد لله على كل حال .. يبدو أنه لا يوجد نصيب .. رزقكم الله بخير منّا ) .

اتصلت أمي مباشرة بأم رؤى .. لست أدري ما دار بينهما من حديث تماماً ، لكن ما علمته كان كافياً لأن تسودّ الدنيا كله في وجهي وأن أذهل عن عقلي فأفقده مدة ليست بالقصيرة وأقوم بأعمال جنونية ، قالت لي أمي عن أم رؤى أن ابنتها هي من رفضت الزواج ، رغم أنها - يعني الأم - وأبوها موافقين على ذلك !

ريّان : وما الجنون الذي عملته ؟ كسّرت سيارتك مثلاً ؟ ضربت أمك ؟ مشيت عارياً على أسوأ تقدير !؟

إياس : جنون .. وجنون فقط ، انقطعت عن دوامي أسبوعاً و ...
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 09-12-2011, 08:08 PM
T!to T!to غير متواجد حالياً
عضو خبرة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 2,786
معدل تقييم المستوى: 17
T!to is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقاء الروح مشاهدة المشاركة
شكله كدا
باقي تقريبا 3 فصول غير فصلين النهاردة
هانت ، هي طويلة شويتين بس
جزانا واياكم
شكراً كثيراً

يامسهل .. انا متشوق لنهايتها ..
هى سر طولها .. انها لا تترك حتى التفاصيل ..
لكن لولا جمال وتسلسل اللغة بطريقة رائعة ,, كانت هتبقى مملة ..
واياس ده فيلسوف فى قطع من الرواية .. وياريت بجد كل البنات تقرا القصة ده ..
لان اغلب الشباب المحترم تفكيرهم كده .. والغير محترم بيبقى عاوز الزوجة ده وبيدرو عليها اولا ..
وده طبعا مش اجتهاد منى ولا بناء على القصة .. ده اراء شباب انا زيهم و عايش مع مئات فيهم ..
يعنى بكرة بقى تنزلنا 3 فصول بالمرة
الف شكر بجد ..على القصة
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 09-12-2011, 08:15 PM
T!to T!to غير متواجد حالياً
عضو خبرة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 2,786
معدل تقييم المستوى: 17
T!to is a jewel in the rough
افتراضي

ونسيت اقول ان اللغز الان فى عائلة (رؤى ) !!
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 10-12-2011, 08:27 AM
رحييق رحييق غير متواجد حالياً
عضو خبير وعضو مثالى للعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,339
معدل تقييم المستوى: 15
رحييق is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله
بجد قصة تحفه
شخصياتها مليحة ومهضومة وبجد إياس شخصية رائعة
والأجمل إرادته الغريبة مع كل اللي بيحصله
سبحان الله


انا بتابع لكن بنسى وارجع اقرا فصول جديدة احتاج للقراءة من البداية
انا أحب أقرأ القصة مرة واحدة . أنا قرأت أمس كل الفصول دي مرة واحدة
وكنت بتوقع أحداث كثيرة والحمد لله التوقعات كانت في محلها

حاولى بقى تنزلي الفصول الأخرة مرة واحدة

عايزة أتعلم من الشخصيات الصبر وقوة الإرادة خاصة إياس
وأحب أعرف صفات لينة وازاي ماقدرتش تنسي إياس كل اللي الآهات دي
بمعنى آخر قربها منه وكيف تتعامل معه
ولما هيتلم عنها هيذكرها كما ذكر ريان منال زوجته

للدرجة دي رؤى جميلة كدا في كل شيء
بس الأجمل إياس في ذوقه وحديثه وتفكيره وإرادته وقربه من ربنا
أنا اشتاقت أتعرف على الدكتور خالد والد رؤى


بجد قصة فيها عبر كثيرة جدا

ياريت فعلا كل البنات تقرأها زي ما قال الأستاذ طاهر
وياريت الشباب كمان





يالا يا نقاء شوفي أنا كتبت قد فصل من فصولك
المفروض بقى تنزلي الباقي مرة واحدة

وإلاااااااا !!!!!!!!!!!!!!




هقرأها برده بأي شكل طبعا
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 10-12-2011, 08:41 AM
رحييق رحييق غير متواجد حالياً
عضو خبير وعضو مثالى للعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,339
معدل تقييم المستوى: 15
رحييق is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
ريّان : بصراحة يا إياس أتعجّب من هكذا صبرٍ وإصرار على نيل رؤى وأنت لم ترها من قبل قط ، ربما تجد في نفسك ميلاً لفتاة سمعت عن جمالها .. سمعت صوتها تتحدث متغنجة .. اممم شممت عطرها ففتنت بها ؛ لكني لا أجد أدني مبرر يمكن أن أتقبله في تبرير كل هذا التعلّق بفتاة لا تعرف عنها إلا ما حدّثتك أمك به عنها ومواقف حصلت في المكتب مرتين أو ثلاث .

إياس : هذا فيمن يريد الجسد يا ريّان ! ولست أريد جسداً ، أرى الجميلات الفاتنات الساحرات تفوح منهن رائحة العطور الآسرة يمشين بتغنج وتكسّر .. أرى الخصور الهيف والتمايل وإبداء المفاتن وكشف أعلى الصدر في المستشفى ؛ لكن ذلك لا يحرّك فيّ رغبة الزواج من إحداهنّ ولا مجرّد تفكير ، لست أريد دمى .. لست أريد أجساداً ملونة ، ربما سأعيش في لذة جسدية شهرين أو ثلاثة وربما امتد ذلك سنة لكني بعدها لن أبالي أنكحتُ امرأةٌ أم جداراً ، إنما أريد ما هو أسمى من لغة الأجساد .. أريد روحاً !

ريّان : روحاً ؟ وهل ستتزوج أمواتاً ؟

إياس : أريد روحاً تغشاني بسكينتها .. بابتسامتها الصادقة المخلصة التي لا تطلب من ورائها نفعاً سوى الحب ، أريد روحاً تملؤني تفائلاً إن أرهقتني صروف الزمان .. روحاً متجددة لي أراها كل يومٍ بملابس الأخلاق الساحرة .. روحاً تغمرني إيماناً بالله وتشجيعاً على الطاعة إن ضعفت أو تكاسلت .. روحاً تدفئني إن أقبلت إليها خائفاً وجلاً أنادي بها زملوني دثروني .. روحاً تريد روحي .. تريد روحي أنا .. تعانقها وتشبعها راحة وطمأنينة وأنساً وسروراً واستقرار وسعادة ، صدقني إن تعانقت الأرواح فلا عليها أتعانقت الأجساد أم تنافرت .

لن أتزوّج مواتاً ولا جثثاً هامدة ، لكني أراهنّ متأثرات بالمسلسلات ، يرين في الزوج شيئاً يُشبع في الفراش ويُشبع على مائدة الطعام ، ولو نقص المصروف ريالاً واحداً لحزمت الحقائب ونادت بصوت يسمعه من في بيت أهلها (اذهب لبيت أهلي ) ، ووالله لو قالت لي امرأة ذلك لما رددتها إليّ ولو توسّط لها من توسط .

لأجلك ذلك كنت أريد رؤى .. لا يهمني أكانت بيضاء أم سمراء .. ناعمة الشعر أو خشنته .. واسعة العين أو صغيرتها .. مليحة الثغر أو مكسورة الأسنان ، عندما تتلبس روحها بروحي سأراها ملكة جمال الدنيا ولن أقدّم عليها أحداً !


ريّان : تعيش في وهم .. كل الفتيات سواء .. طبخ وغسل ثم فراش آخر اليوم .. وهكذا ، لا أجد ميزة لإحداهنّ على أخرى إلا في ما تتخيله أنت عنهنّ ، دعك من الرومانسية التي لا نحسنها نحن العرب .

احوار دا جميل جدا
وشوفوا الاختلاف في تفكير الشخصيتين في الجزئية دي
!!!!
سبحان الله
ياريت كل الشباب والبنات يتعلموا منها

ياريت فعلاا يكون كل الشباب المحترم بيفكر كدا
مش أغلبهم فقط مثل ما قال الأستاذ طاهر


ممكن تضعي يا نقاء سؤال في النهاية
كل اللي يقرأ القصة يقول استفاد منها ايه ؟؟
ايه اللي اتعلمه وخرج به منها

دي وجهة نظر طبعا


لك أرق تحياتي وأعذبها
دمت كما تحبي

تقبلي حروفي
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 10-12-2011, 11:02 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة T!to مشاهدة المشاركة

يامسهل .. انا متشوق لنهايتها ..
هى سر طولها .. انها لا تترك حتى التفاصيل ..
لكن لولا جمال وتسلسل اللغة بطريقة رائعة ,, كانت هتبقى مملة ..
واياس ده فيلسوف فى قطع من الرواية .. وياريت بجد كل البنات تقرا القصة ده ..
لان اغلب الشباب المحترم تفكيرهم كده .. والغير محترم بيبقى عاوز الزوجة ده وبيدرو عليها اولا ..
وده طبعا مش اجتهاد منى ولا بناء على القصة .. ده اراء شباب انا زيهم و عايش مع مئات فيهم ..
يعنى بكرة بقى تنزلنا 3 فصول بالمرة
الف شكر بجد ..على القصة
فعلاً اسلوب الكاتب رائع جداً
ودا ال خفف من طولها ،
وياريت الشباب كمان يقرأها
اياس شخصية جميلة جداً
بس هأجل كلامي عنه لتعليقي فاخر الرواية ان شاء الله

ههههه للاسف مش هينفع
الجزء الاخير طويل زي جزئين كدا
وكمان هخليه فيوم وحده لزوم الاكشن

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة T!to مشاهدة المشاركة
ونسيت اقول ان اللغز الان فى عائلة (رؤى ) !!
فعلاً ..
بس ياترى هيتكشف ولا ..

قراءة ممتعة ان شاء الله
وجزاكم الله خيراً عالمتابعة
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 10-12-2011, 11:07 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,812
معدل تقييم المستوى: 19
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحييق مشاهدة المشاركة
ما شاء الله
بجد قصة تحفه
شخصياتها مليحة ومهضومة وبجد إياس شخصية رائعة
والأجمل إرادته الغريبة مع كل اللي بيحصله
سبحان الله


انا بتابع لكن بنسى وارجع اقرا فصول جديدة احتاج للقراءة من البداية
انا أحب أقرأ القصة مرة واحدة . أنا قرأت أمس كل الفصول دي مرة واحدة
وكنت بتوقع أحداث كثيرة والحمد لله التوقعات كانت في محلها

حاولى بقى تنزلي الفصول الأخرة مرة واحدة

عايزة أتعلم من الشخصيات الصبر وقوة الإرادة خاصة إياس
وأحب أعرف صفات لينة وازاي ماقدرتش تنسي إياس كل اللي الآهات دي
بمعنى آخر قربها منه وكيف تتعامل معه
ولما هيتلم عنها هيذكرها كما ذكر ريان منال زوجته

للدرجة دي رؤى جميلة كدا في كل شيء
بس الأجمل إياس في ذوقه وحديثه وتفكيره وإرادته وقربه من ربنا
أنا اشتاقت أتعرف على الدكتور خالد والد رؤى


بجد قصة فيها عبر كثيرة جدا

ياريت فعلا كل البنات تقرأها زي ما قال الأستاذ طاهر
وياريت الشباب كمان





يالا يا نقاء شوفي أنا كتبت قد فصل من فصولك
المفروض بقى تنزلي الباقي مرة واحدة

وإلاااااااا !!!!!!!!!!!!!!




هقرأها برده بأي شكل طبعا
جزاك الله خيرا
كلامك مضبوط يارحييق
وان شاء الله الفصول الجاية
تجاوب وتكشف كل حاجة جات على بالك

كان نفسي يارحييق
بس مش هينفع معلش
زي ماقولت لـ أ/ طاهر
الجزء الاخير طويل
وكمان لزوم الاكشن

شكراً جزيلاً لمرورك وتعليقك الرائع ياقمر
جزاكِ الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:40 AM.