اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 21-08-2010, 10:43 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي


رمضان والروحانية


الحمد لله وكفى والصلاة على عباده الذين اصطفى وعلى من سار على طريقهم واقتفى ، وبعد:
لا شك أنك تشعر بفرق ظاهر بين أدائك للعبادات والطاعات في رمضان وأدائك لها في غير رمضان ، إنك تتساءل عن سر خشوعك في الصلاة، وعن تأثر مشاعرك بالتلاوة ، وعن دموع عينك عند التضرع والدعاء وعن الطاقة الروحانية الجديدة التي تجعلك تُصلى وتتلو وتدعو أضعاف ما تفعل في غير رمضان ، ومع ذلك لاتشعر بالملل والتعب.

إنني أحسب أنك وكثيرين معك تستغربون هذه الروحانية الإيمانية، وتقولون :

أين نحن من هذا قبل رمضان ؟ وأين تمضي هذه المشاعر بعد رمضان ؟

إنك تشعر بطعم آخر للعبادة، إنك تذوق لذة المناجاة ، وتحوز حلاوة الطاعة فتتمثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) ، وهو إطلاق بليغ ، يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - يجد فيها طمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وكمال اللذة ،وتمام السعادة ، فلا شئ عنده أحب منها ،ومن ثم يقبل عليها مشتاقاً،ويخف إليها راغباً ، ويدخل فيها خاشعاً ،فلا يستطيل في أدائها وقتاً، ولا يستشعر تعباً، وهذا هو الشأن في كل ما كان محبوباً إلى النفس .

وسبب كل ذلك مرده إلى صفاء القلب وخلوصه من الأكدار، وحياته وسلامته مما يمرضه أو يميته، وبراءته مما يطفئ أنواره ويذهب إشراقه .

ومن المعلوم أن كثرة الطعام والكلام والمنام وكثرة مخالطة الأنام لها آثار سلبية فكثرة الكلام تدخل في اللغو والهذر، والقول الباطل، والانشغال عن ذكر الله .

ومما كانت الحكماء تقوله: لسان المرء من تبع الفؤاد وكثرة الطعام تصيب بالبطنة التي تُذهب الفطنة ، وتفضي إلى الكسل الذي يقعد عن العمل وكثرة المنام مظنة الغفلة والتفريط ، ومن أسباب الضياع والتخليط . وكثرة مخالطة الأنام بغير حاجة ولا فائدة يحصل بها كثرة في الكلام والطعام إضافة إلى بعض الآثام ، وكل ذلك له أثره على روحانية المؤمن ، وشفافية نفسه ، وطهارة قلبه . وكل هذه الأكدار تزول أو تقل في رمضان لأن في رمضان تأكيداً للنهي عن لغو القول ، وباطل الكلام ، فهذا حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - القائل : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )، وهناك منع من الاسترسال مع موجب الغضب من غلطة القول وسوء المنطق كما في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ).

كما " اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب و يستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى ".

وبالصوم يحصل " تخلي القلب للفكر والذكر فإن تناول هذه الشهوات قد تقسي القلب وتعميه وتحول بين العبد وبين الذكر والفكر وتستدعي الغفلة ، وخلو الباطن من الطعام والشراب ينور القلب ، ويوجب رقته ويزيل قسوته ، ويخليه للذكر والفكر ".

وأما بالنسبة لفضول المنام وكثرته ؛ فإنه جل وعلا من فضله على المسلمين " شرع لهم من قيام الليل ما هو أفضل السهر وأحمده عاقبة ، وهو السهر المتوسط الذي ينفع القلب والبدن ، ولا يعوق عن مصلحة العبد " وفضول مخالصة الأنام جاء علاجها في رمضان بما شرعه الله فيه من " الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذكره وحبه ، والتفكير في تحصيل مراضية ،فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق " .

ففي رمضان يقل لغو الكلام ، وتزول آثار كثرة الطعام ، ويكون القيام موضع المنام ، ويخيم بالاعتكاف،إضافة إلى ما ورد من تصفيد الشياطين وما ورد أيضاً من تضييق مجاري الشيطان بالصوم ، فحينئذٍ يكون القلب في أكمل صورة للتأثر بكلام الله والخشوع في العبادة لله ، فيالها من نفحة يعيش فيها المسلم حلاوة المناجاة ، ولذة عبوديته لمولاه ، وتلهفه على تتبع رضاه . والحمد لله رب العالمين .
د. علي بن عمر بادحدح

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 21-08-2010, 10:45 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

القادم المنتظر

د. علي بن عمر بادحدح


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد ..

مرت الليالي وتوالت الأيام، وتعاقبت الأشهر وتصرّم العام، ودار الزمان دورته وها نحن في انتظار شهر الصيام، شهر الذكر والقرآن، شهر البر والإحسان، شهر الإرادة والصبر، شهر الإفادة والأجر، شهر الطاعة والتعبد، شهر القيام والتهجد، شهر صحة الأبدان، شهر زيادة الإيمان .. ننتظر رمضان والنفوس إليه متشوقة، والقلوب إليه متلهفة، تمر بالذاكرة صور كثيرة، مساجد ممتلئة بالمصلين، وذاكرين ومرتلين، ومنفقين ومتصدقين، ونكاد نسمع ترتيل القرآن في المحاريب، وبكاء المبتهلين في الدعاء، فيزداد لذلك الشوق ويعظم العزم، وتتهيأ النفس .

" ويستقبل المسلمون في رمضان ثلاثين عيداً من أعياد القلب والروح، تفيض أيامها بالسرور، وتشرق لياليها بالنور" (1) ، "وتقبل علينا أيام لها في القلوب مكان، ولها في النفوس منازل، أيام خلدها القرآن، وباركها الله سبحانه وتعالى، أيام يزاد فيها العطاء ، ويرفع فيها الدعاء، وتغفر فيها الذنوب، أيام تكثر فيها الصلاة، وتفرض فيها الزكاة" (2) ، وكأنني في رمضان وهو ينادي الزمان ويخاطب الدهر قائلاً :" قف – يادهر – بأبناء البشرية رويدا، فقد أرهقتهم بمفاتنك، وخدعتهم ببهارجك، واستعبدتهم بغرورك، وشغلتهم حتى عن علاج أنفسهم، وتغذية أرواحهم ، وسلخت من عامهم أحد عشر شهراً كاملاً تشابهت أيمامها ولياليها، وطفحت أحداثها بمآسيها، كفى كفى يادهر ، فقد أجعتهم من كثرة ما أكلوا، وأظمأتهم من طغيان ما شربوا، وأرقتهم من طول ما ناموا، وأضعفتهم أضعاف أضعاف ما استراحوا ، قف - يادهر - بأمر من خلقني وخلقك، فإن الناس أكرم على الله من أن يتركهم فريسة لختلك وخداعك، وهو سبحانه أرحم بهم من أن يغرقهم بشهواتك وأحداثك" (3) ، وآن الأوان أن تسطع شمس الإيمان، وأن تحيا القلوب بالقرآن، وأن تصح الأرواح والأبدان، وأن تقوى الإرادة من بعد ضعف، وأن تعلوا الهمة من بعد انتكاس، وأن يشتد العزم من بعد فتور.

أخي المسلم رمضان مختص بأمور كثيرة وعظيمة، تجعل له خصوصية عظيمة، فهو :

1- صومه فريضة من فرائض الإسلام { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.

2- شهر نزول القرآن { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }.

3- اختصاصه بمزايا في الصلة بدخول الجنان والنجاة من النيران :

(أ) قال صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل فيها غيرهم ).

(ب) قال صلى الله عليه وسلم : ( الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القيام : أي رب منعته النوم في الليل فشفعني فيه، فيشفعان فيه ).

(ج) يقول صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلن يغلق منها باب، وينادي مناد ياباغي الخير أقبل، وياباغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ).

(د) يقول صلى الله عليه وسلم : ( إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ) .

(هـ) قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ) ويقول: ( الصيام جنة يستجن بها العبد من النار ) .

وفي شهر رمضان عبادات كثيرة :

(أ) الصوم وهو فريضة الوقت .

(ب) الصلاة محافظة على الفرائض، واستكثاراً من النوافل الرواتب، ومواظبة على قيام الليل في التراويح والتهجد.

(ج) أداء الزكاة، وإخراج الصدقات، ومواساة القرابات، وتفطير الصائمين.

(د) أداء العمرة بثواب الحج،كما قال صلى الله عليه وسلم : ( عمرة في رمضان تعدل حجة معي ).

(هـ) الإخلاص لله وتجريد العمل ابتغاء وجهه، ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم وأنا أجزي به ).

(و) الدعاء بتحري وقت السحر وعند الفطر، وفي قنوت الصلوات .

(ز) تلاوة القرآن لاختصاص رمضان بنزول القرآن .

ولذا فإليك هذه الوصايا بين يدي انتظار القادم العزيز :

أولاً: أهمية التخطيط والإعداد

لكل موسم خطة ومتطلبات وإعداد، فعندما بدأت الدراسة كان الجميع منشغلاً قبلها بالاستعداد لها، وكل استعداد وإعداد يتناسب مع طبيعته، وتخطيط رمضان للعبادة والاستفادة.

ثانياً : أهمية العزم والمعاهدة

في طبيعة النفس فتور وضعف، ولها بمشاغل الحياة ارتباط وتعلق، وفي الشهوات والملذات هواها ومبتغاها، والصوم فطامها وحسن قياد زمامها، فاجعل بداية ذلك عزم ومعاهدة تقطع طريق التسويف، وتبطل حجج التأجيل، وتمنع أسباب الضعف .

ثالثاً : أهمية التجديد والابتكار

والمقصود التجديد في طرق اغتنام الأوقات، والابتكار في المبادرات والمشروعات، والغرض مزيداً من العمل الصالح والأجر العظيم، ودفعاً للرتابة المضعفة للعزم والمقعدة عن العمل.

وإليك هذه الشعارات التي أنصح برفعها وكتابتها واستحضارها وتذكرها :

1- رمضان على هدي المصطفى العدنان .

2- وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

3- مقاطعة المنكرات والترفع عن الشبهات والاستكثار من الطاعات .

وأخيراً :

احرص في الصلوات في التبكير وإدراك التكبير، وفي السنن على الرواتب والتكثير، وفي التلاوة على الختم والزيادة، وفي القيام على الخشوع والدوام، وفي الخير على كثرة الإنفاق وصلة الأرحام، وفي الوقت على دوام الذكر والاغتنام، وفي القلب على التطهير والتحرير، وفي النفس على التزكية والتعلية، وفي العقل على الإدِّكار والاعتبار، وليكن لك زاد - من بدر - في الانتصار، ومن - الفتح - في التوسع والانتشار، وأسأل الله أن يبلغنا جميعاً وأن يعيننا على الصيام والقيام .
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 20-10-2014, 09:07 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,826
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي

جزاك الله خيراً وبارك فيك
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:31 AM.