اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2015, 03:18 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي ليس منا من دعا إلى عصبية


ليس منا من دعا إلى عصبية


سعد الدين هلالي


العصبية سلاح كامن فى هوى الإنسان وشهوته النفسية يقوم على تعظيم الأنا فى النفس ومن والاها من الأهل والأصحاب والزملاء فى مواجهة الحقانية المستقرة فى قلب الإنسان وضميره الذى لا يخونه والتى تعلى مبدأ الحق على النفس وما دونها كما قال سبحانه: «كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ» (النساء: 135)، وقال سبحانه: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ». (التوبة: 24). وكانت معصية الشيطان الأولى لربه عندما أمره والملائكة أن يسجدوا لآدم، فأبى بسبب العصبية التى أعلى الأنانية بها كما قال تعالى: «قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ. قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ» (ص: 75، 76)، واكتشف الشيطان إمكان إغواء آدم وذريته بنفس السبب الذى عصى به ربه، وهو سلاح العصبية فزينه للإنسان وعظمه له حتى ينجح فى إنفاذ توعده بإفساد حياة الناس وإبعادهم عن الحقانية أو الطريق المستقيم من كل اتجاه كما قال تعالى: «قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ» (الأعراف: 16، 17). وقد أعذرنا الله عز وجل من مكائد الشيطان فى مثل قوله سبحانه: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا. إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ» (فاطر: 6)، وقوله سبحانه: «أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ» (يس: 60، 61). ويتسم سلاح العصبية البغيض برخصه فهو كامن فى النفس لا يكلف شيئاً، وتفاهته فهو حقير فى العين لا يؤبه به، ومع ذلك فهو أقوى مدمر للعلاقات الإنسانية بدون تورط مباشر، فقد نجح الشيطان به أن ينقل الخصومة التى افتعلها بينه وبين آدم وذريته إلى خصومة بين الآدميين وبعضهم، فصار الشيطان شاهداً ومتفرجاً على حرب الآدميين لأنفسهم، ولعل هذا هو سر بقائه إلى قيام الساعة دون ضعف، فهو محافظ على نفسه لا يدخل فى حرب مع أحد حتى لا يخسر شيئاً، وإنما ينفذ بعداوته إلى الآدمى بمواجهته مع نفسه بالعصبية، وكأنه يسير على منهج تسليط الآدميين على الآدميين ليخرج من بينهم من السالمين. وقد وصف الرسول، صلى الله عليه وسلم، العصبية بأنها دَعْوَى الجاهِليَّة وبأنها منتنة فيما أخرجه الشيخان عن جابر بن عبدالله أنه عندما كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، قال الأنصارى يا للأنصار، وقال المهاجرى يا للمهاجرين، فقال النبى، صلى الله عليه وسلم: «ما بالُ دَعْوَى الجاهِليَّة؟ دَعُوها فإنَّها مُنتِنَة». كما نفى الرسول، صلى الله عليه وسلم، انتسابه لأصحاب العصبيات أو انتسابهم إليه أو إلى دعوته ورسالته فيما أخرجه أبوداود بسند فيه مقال عن جبير بن مطعم أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية». إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ينسب نفسه فى الدنيا للأسرة الإنسانية أو الوطنية التى يحترم فيها الجار جاره بحق الجوار مهما كان دينه، ويكرم فيها الإنسان أخاه بحق الإنسانية مهما كانت عقيدته، وينصر فيها القوى الضعيف المظلوم بحق دفع الظالم مهما كانت قرابته؛ عملاً بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» (الحجرات: 13)، وقوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107)، وقوله تعالى: «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا» (الأعراف: 158). ويترتب على الانتساب للأسرة الإنسانية أمران. أحدهما: وجوب إعلاء مبدأ الحقانية الذى يساوى بين الناس فى الحقوق ولا يسمح بالتمييز العنصرى ولو كان باسم الدين أو ال*** أو اللغة أو غيرها كما قال سبحانه: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» (المائدة: 8). والأمر الثانى: وجوب التبرؤ من أى انتساب يرتب عصبية ولو باسم الدين أو ال*** أو اللغة أو غيرها كما قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (التوبة: 23)، وأخرج الشيخان عن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». قالوا: يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «أن تأخذ على يديه». وفى رواية: «تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره». لقد أعذرنا الله عز وجل عندما أمرنا بالتعاون على البر والتقوى، ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان فى قوله سبحانه: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (المائدة: 2) حتى لا يدعى أحد التباس المنافسة التى دعا إليها القرآن فى قوله تعالى: «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ» (المطففين: 26) بالعصبية التى نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فى مثل ما أخرجه مسلم عن جندب بن عبدالله البجلى أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «من *** تحت راية عمية يدعو عصبية أو ينصر عصبية ف***ة جاهلية». إن المنافسة شرف لأنها تكون فى البر والتقوى طلباً للمزيد، وأما العصبية فخسة لأنها تكون فى الإثم والعدوان هدماً للقيم. فالمذاهب الفقهية والأحزاب السياسية والأندية الرياضية ونحوها تتنافس عندما تقدم خير ما عندها، وتتعصب عندما تحول منافستها إلى هدم لقيمها. وقد انحرف الناس فى العصور الوسطى إلى التعصب الفقهى والتعصب السياسى، وذاقوا مرارته واصطلوا بناره فأنكروه وأبغضوه، وهم اليوم فى طريقهم إلى الخلاص منه والتعافى من شره، وكانوا يتندرون بأخلاق الرياضيين، فيطلبون من المتعصبين فقهياً أو سياسياً أن يتحلوا بالأخلاق الرياضية التى لا تعرف فيها المبادر بتهنئة الفريق الفائز من المبادر بمواساة الفريق الخاسر والدعاء له بحظ أفضل مستقبلاً، فكلا الفريقين الخاسر والفائز بمجرد انتهاء المباراة يتبادلان التحية والشكر لله أن وفقهما لتقديم عرض رياضى يمتع الجمهور المتابع؛ لأن إسعاد الناس هى غاية ما يتمناه الفريقان الرياضيان. وعلى غرار ما يفعل الفريقان المتنافسان من تقديم أحسن ما عندهم من عروض رياضية أثناء المباراة، ومن تبادل أجمل عبارات التهانى للفريق الفائز والمواساة مع الدعاء بحظ أفضل مستقبلاً للفريق الخاسر، فإن جماهير الفريقين تتلاقى بهذا السمو الأخلاقى، وهذا ما يعرف بروح الرياضة والرياضيين. ولم يتوقع المصريون أن يروا اليوم الذى تلوث فيه رياضتهم ويتورط فيه بعض كبار رياضييهم بداء العصبية المقيت الذى يرفع شعار الأنا الشيطانى ويخفض مبدأ الحق بقيم الرياضة وأصولها المرعية، والرهان دائماً على الشعب المصرى الأصيل دون النخب التى قد تخطئ، فيقومها الشعب بتأييده لأحسن الفرق الرياضية ومشجعيها أخلاقاً، وليس لأكثرها أهدافاً أو نقاطاً اتباعاً للحقانية وبعداً للعصبية.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-12-2015, 07:41 PM
الصورة الرمزية الاهلاوى 2007
الاهلاوى 2007 الاهلاوى 2007 غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 496
معدل تقييم المستوى: 17
الاهلاوى 2007 is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-01-2016, 09:25 PM
Busy0 Busy0 غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 100
معدل تقييم المستوى: 9
Busy0 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك
اسال الله العظيم
ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنان
وان يثيبك البارى على ما طرحت خير الثواب
فى انتظار جديك المميز
دمت بسعاده مدى الحياه
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات سعد الدين الهلالى


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:56 PM.