اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2018, 08:50 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp من وحي سورة البقرة



إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ... ﴾ [النساء: 1].

أيها المؤمنون!
إن مما أفاض القرآن الكريم بذكره وتكراره بيانَ ما تأصّل في اليهود من ذميم الصفات التي استحقوا بها لعنة الله، وغضبه، وتأذّنَه بأن يبعث عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. ولعل من أسرار ذلك الفيض والتكرار تنبيه المؤمنين لمسالك القوم، ودلالتَهم على الأسس التي تقوم عليها الشخصية اليهودية وتكوِّنها؛ لعلم الله السابق المحيط بكيد أولئك الفجار لأهل الإيمان من حين مبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يقول الحجر والشجر: " يا مسلم! يا عبدالله! هذا يهودي ورائي؛ فا***ه ". ومن مذموم صفات القوم الموروث التواؤهم وعنادهم، وتمردهم على الأوامر، وتلكؤهم في تنفيذها، وتثاقلهم في أداء الحقوق، وانتحالهم المعاذير في التقصّي من التكاليف والعهود؛ كما أبانه المولى - جل وعلا - في غير ما موضع من القرآن الكريم، ومن أسهب تلك المواضع ما تلاه الله - سبحانه - في نبأ البقرة التي جعل فيها الدليل للاهتداء إلى القاتل الذي كاد بخفاء معرفته أن يقع شر ذريع ببني إسرائيل؛ لقوة اختلافهم في تعيينه. فأوحى الله إلى نبيه موسى - عليه الصلاة والسلام - أن يأمرهم ب*** أي بقرة يُؤخذ منها ما يُضرب به المقتول فيحيه الله بقدرته؛ ليخبر عن قاتله؛ فالضرورة داعية للامتثال، والأمر في غاية اليسر، فماذا صنعوا حين أمرهم؟ لم ينفك عنهم قبح صفاتهم وتمردهم حتى قابلوا أمر الله بالسخرية قائلين لنبيهم: ﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ﴾ [البقرة: 67]، هكذا بتهكم وسخرية؛ إذ هم نظروا إلى الأمر بعين طبعهم، وخسة غايتهم؛ فجاء جواب نبيهم الصاعقُ ليجبههم عن ذاك المنطق السافل، وليقدروا الأمر قدره قائلاً: ﴿ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67] الذين يهزؤون في موضع الجد، ويتراخون عما أُمِروا بأخذه بقوة. وما زال طبعهم الخبيث يعمل عمله؛ بغية تحري نسخ الأمر الإلهي، فتمحّلوا في الاستفصال والتشقيق عن نوع البقرة، فجاء الجواب عنتاً من *** سؤالهم المتعنّت أن البقرة ذات سن متوسط بين الكبر والصغر؛ فهل امتثلوا بعد بيان الأمر البيّن؟ كلا، بل ما زالوا لاجّين في عناد طبعهمُ المشين حين طلبوا من نبيهم سؤال ربه عن لون البقرة! وما أثر اللون في جلاء الأمر؟! هكذا هو العنت الإسرائيلي الذي عاملهم الله بمقتضاه؛ إذ ضيّق عليهم الخيار في اللون بعد السن حين حصر البقرة في البقر الصُّفْر شديدة الصفرة ذات الحسن والهيئة. وما ثابوا عن غيّهم بعد هذا التهديد والتشديد؛ إذ سألوا مزيد البيان بعد بيان الأمر البيّن زاعمين تشابه البقر عليهم - وما ذاك السبب الحقيقي الذي يوارون خلفه رغبة العدول عن امتثال التكليف -؛ فجاء الجواب بتشديد أشد وخيار أضيق؛ إذ جعل امتثال ال*** إنما يكون في بقرة صفراء متوسطة السن سالمة من العيب مرفّهة؛ لم تذلل للحراثة أو السقاية. فلما رأوا الأمر يزداد شدة، ﴿ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾ [البقرة: 71]، وكأن ما سبق يدور في فلك الباطل والعبث والشك وفق ما تصوّره لهم نفوسهم المريضة، ﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة: 71].

أيها المسلمون!
هذا دأب اليهود الغالب مع العهود الربانية التي جاء بها أنبياؤهم الذين أظهروا الإيمان بهم وتصديقَهم في قضايا مصيرية تتعلق بمصالحهم العامة وفلاحهم في الدنيا والآخرة؛ تمرد، وتلكّؤ، وكزازة نفس لم تسخُ بالتسليم الواجب والإذعان للأمر الإلهي. أيُرجى مِن خِلفة مَن هذا طبعه أن يفي في عهده وميثاقه مع البشر وهذا تمرّد سلفه الهالك مع عهد رب البشر وميثاقه، ولكل قوم وارث! إن القرآن يختصر لنا عناء التعرف على طباع القوم بخبر إلهي مُحْكَم مثاني؛ لا يقبل النسخ، والتأويل، ويأخذ بأيدينا للتعامل الأمثل معهم. وما تزال الأحداث ترسِّخ يقين نبأ الذكر الحكيم إن كنا نعقل تلك الأنباء أو نعتبر بمصائر الأحداث. وها هي قضية فلسطين شاهد حي بين أيدينا على شين طبيعة القوم؛ عقود مضت على موائد المفاوضات وكان نتاجها دوراناً في حلقة مفرغة؛ نهايةٌ من حيث كانت البداية، بل كان سوء البداية أخف من سوء النهاية. أيُظن في قومٍ نكّاثي عهودٍ ربانية، تلكّؤا في إنقاذ مجتمعهم ب*** بقرة أن يفوا بعهود بشرية متعلقة بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة؟! أو يغيّر التطبيع سوء غدرهم الشنيع؟! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82].

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...

أيها المؤمنون!
إن العجب ليأخذ بفكر المتأمل حين يعقد المقارنة بين استقبال اليهود أمر نبيهم ب*** البقرة وتعاملهم معه وبين استقبال أبينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أمر ربه ب*** ابنه وفلذة كبده الذي أتاه بعد كبر سن ومسيس حاجة وأن تكون ميتة الضنا بشفرة الموت التي يحز بها الأب رقبة ضناه؛ فما تلكأ، ولا استفصل، أو تراخى، بل عرض عزمة الامتثال على ابنه قائلاً: ﴿ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]، وانتقلت تلك العزمة إلى فعل لا تراجع فيه، ولا تردد؛ حين أضطجع ابنه لل***، واستقبل الابن بوجهه الأرض؛ رحمة بقلب أبيه المبتلى؛ لئلا يرى معالجته سكرات الموت؛ فتكون سبباً في عدم امتثال الأمر أو نقصانه، أو تكون زيادةَ ألم على آلام ذلك القلب الموجوع المفجوع؛ ليسجلا - وبشهادة ربانية - نجاحهما في تخطي ذلك البلاء المبين، بينما سجلت تلك الشهادة الربانية إخفاق اليهود في امتثال الأمر الذي لا تذكر شدته إزاء شدة بلاء الخليل - عليه السلام -، ومع ذا يتبجحون أنهم أولى الناس به!

د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-01-2018, 01:09 PM
الصورة الرمزية فارس الخيال
فارس الخيال فارس الخيال غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 281
معدل تقييم المستوى: 11
فارس الخيال is on a distinguished road
افتراضي

ابدااااعـــ
كل كلمات المدح والثناء لن تفيك ماأنت جديراً به
على هذا الطرح الأكثر من رائع
وهذا المجهود الراقي
__________________
__________________
لاَ خيًرٍٍ فُيَ كًاتِمً الًعٌلًمً
علمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينة..بيوتها المحبة وطرقها التسامح والعفو
وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء..وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني
وعلمتني أنلا أندم على شي وأن أجعل الأمل مصباحا
يرافقني في كل مكان
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:18 AM.