اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2015, 05:00 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي مصر في كتابات المؤرخين العراقيين في العصر العثماني

مصر في كتابات المؤرخين العراقيين

في العصر العثماني



أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف


أدى احتضانُ العراق للخلافة العباسية، في العصور الوسطى الإسلامية، وما شهدته مدنُه من توسعٍ هائل بمن قصدها من مثقفي الأقطار العربية، والإسلامية عامة - إلى أن تتسم نظرة المؤرخين العراقيين، إبان تلك العصور، بسمة عالمية شاملة، فكتب مؤرخون بارزون، أمثال: اليعقوبي، والمسعودي، والطبري، تواريخَ أمم الأرض جميعًا، بوصفها تمثِّل تجاربَ متنوعة ل*** بشري واحد، ومع أنهم أفردوا لتاريخ العراق أروعَ فصولهم وأكثرها متعة وتفصيلاً، إلا أن ذلك لم يُلْغِ نظرتهم الشاملة إلى هذا التاريخ، بوصفه جزءًا مهمًّا من تاريخ العرب المسلمين خاصة، الذي هو خلاصة تاريخ البشرية عامة.

ولقد استمرت هذه (الرؤية) حيةً في أذهان المؤرخين العراقيين الذين عاشوا في أواخر عهد الدولة العباسية، فعلى الرغم من الضعف الشديد الذي كانت تمر به هذه الدولة في أيامهم، وانسلاخ معظم أقاليمها منها، إلا أن صورةَ عالَم إسلامي فسيح يحتل فيه العربُ موقع الصدارة، ظلت تراود أذهانَ أولئك المؤرخين، فحفلت مؤلَّفاتُهم بإشارات واستطرادات ذات شأن، تتصل بتواريخ أقطار عربية وإسلامية، وترجموا لأعداد غفيرة من العلماء العرب والمستعربين في أنحاء شتى من العالم الإسلامي، متخذين من وَحدة الثقافة أساسًا لعملهم، بعد أن لم تَعُدْ وحدة النظام السياسي أو المؤسسة الحاكمة، بقادرةٍ على تكوين ذلك الأساس.

ولم تَحُلِ الكوارثُ البشرية والحضارية التي تمثلت بالغزو المغولي - وما أعقبه من غزوات مدمرة لقوًى أجنبية متخلفة - دون استمرار هذه الرؤية في أعمال مؤرخين مخضرمين، أمثال: ابن الساعي البغدادي (المتوفى سنة 674هـ/1274م)، وابن الفوطي (المتوفى سنة 723هـ/1323م)، وابن الكازروني (المتوفى سنة 697هـ/1297م)، وغيرهم، فحفلت مؤلَّفاتُهم بالعديد من الأخبار المهمة عما كان يجري في الأقطار العربية الأخرى، لا سيما في مصر والشام، من حوادث وتطورات اجتماعية وثقافية، على أن من المهمِّ أن نذكر هنا أن نجاح القيادة المصرية في دحْر المغول في (عين جالوت) وما تلاها من معاركَ حاسمة، وضم بلاد الشام إلى مصر في دولة واحدة كما كانتا في معظم حِقَب التاريخ - أدى إلى تحول أساسي في نظرة المؤرخين العراقيين، فلم تعُدْ هذه الأقطار تمثل في نظرهم امتدادًا سابقًا للدولة العباسية، وممتلكات منتزعة منها، وإنما غدت ملاذًا لِما تبقى من الأمة العربية، وحصنًا لِما سلِم من عوادي الدهر من تراثها الثقافي والحضاري التليد، وأملاً لأهلها في استعادة عهود المَنَعَة والاستقلال، ولنا أن نلمح هذا التغيير في النظرة العامة للمؤرخين العراقيين التالين لجيل المخضرمين، متمثلاً في كتابات مؤرخ بغدادي عاش في أواخر القرن التاسع للهجرة (15م) هو عبدالله بن فتح الله الغياث البغدادي (المتوفى بعد سنة 981هـ/1486م)[1]، فقد اضطرته ظروف الاحتلال الأجنبي للعراق، إلى أن يغادره إلى بلاد الشام، يوم كانت هذه البلاد جزءًا من دولة واحدة عاصمتها القاهرة، فسجل - وهو مقيم هناك - تاريخَ وطنه العراق، من خلال كلامه على الدول التي تعاقبت على حُكْمه، بَيْدَ أنه عرَّج فجأة إلى تاريخ دولة المماليك الجراكسة في مصر، مع أنه لم يكن لها حُكْم في العراق أصلاً، كما أنه لم يقصُرْ كتابته على تراجم سلاطينها وما جرى في أيامهم، وهو منهجه في سائر الكتاب، وإنما عرض بسرعة إلى تاريخ مصر بدءًا من عهد الطولونيين، فالإخشيديين، فالفاطميين، ثم مرورًا بالأيوبيين، فدولة المماليك البحرية، وانتهاء بدولة المماليك الجراكسة؛ مما دل على إدراكه للدور الخاص الذي كانت تؤديه مصرُ في سياسات المنطقة في العهود المتعاقبة، وليس في عهده فحسب[2].

ويتضح لنا هذا المعنى في عناية المؤرخ الكبيرةِ بكل ما له صلةٌ بسياسة مصر الخارجية، سواء ما يتعلق منها بالدول التي كان لها حكم في العراق، أو الدول التي برزتْ على المسرح الجغرافي القريب منه، لا سيما الدولة العثمانية، وبذا فإنه أضاف معلومات جديدةً عن العلاقات الحربية بين العثمانيين والمماليك لم تذكُرْها المصادر العربيةُ والتركية الأخرى[3].

وكان تعرُّضُ العراق، والأقطار العربية الأخرى، إلى السيطرة العثمانية في القرن السادس عشر، وتحوُّل مصر وأقاليمها: بلاد الشام والحجاز واليمن، إلى مجرد ولايات عثمانية - قد أفقَد هذه الأقاليمَ ميزتَها التاريخية القومية لدى المؤرخين العراقيين، كما أن إلغاء الخلافة العباسية منها، وفِقدانها مسؤولية حماية الحرمين الشريفين، أدَّيَا إلى اضمحلال ملحوظ لدورها الرُّوحي أيضًا، بوصفها الراعيةَ لمقدسات الأمة.

صحيح أن تعرُّضَ هذه الأقطار إلى سيطرة دولة واحدة قد أزال الحواجز السياسية التي خلَّفتها الدولُ المتنازعة السابقة، إلا أن وجود رأس الدولة خارج الحدود الطبيعية للوطن العربي، دعا إلى أن تكون صلاتُ كل ولاية من ولاياته مشدودةً إلى خارج هذا الوطن لا إلى داخله.

وهكذا، ففي الوقت الذي كانت فيه معظم الولايات العربية ترتبط إداريًّا وسياسيًّا بالعاصمة القسطنطينية، تَستقبل منها ولاتَها وموظَّفيها وقضاتها وأوامرَها المركزية - كانت صلاتها الإدارية بالولايات العربية المجاورة تكاد تبدو منقطعة تمامًا، ومع أن عددًا غيرَ قليل من الموظفين، بل من الولاة أنفسهم، كان من أصول عربية، إلا أن توليَهم مناصبهم كان بصفتهم موظفين عثمانيين لا غير، فإذا أضفنا إلى ذلك كله ضعْفَ حالة الأمن، وتعرُّض الطرق التجارية إلى أخطار مداهمة قُطَّاعها، وهو - في الحقيقة - أحدُ مظاهر ضعف دور المدينة الإداري والحضاري في ذلك الحضر، بدا واضحًا لِمَ فتَر اهتمام المؤرخين العراقيين - مثلهم في ذلك مثل كثير من المؤرخين العرب - بما هو خارج عن نطاق ولاياتهم، بل بما هو خارج نطاق أسوار مُدُنِهم، لا سيما في القرنين السادس عشر والسابع عشر، واهتمامهم - بالمقابل - بالحياة الداخلية للمدينة أو توابعها، أو الترجمة لعلمائها وأدبائها الذين كان يتمثل بهم إرث أمةٍ لم يعُدْ لسلطانها السياسي ظلٌّ يومذاك[4].

وعلى الرغم من انتقال مركز الثقل السياسي من مصر، حيث قلب الوطن العربي، إلى خارجه، فإن مصر ظلت تحتفظ بقدرٍ كبير من أهميتها الثقافية لدى المثقفين العرب بوجه عام، وهو أمر لم تَقْوَ صروفُ التحولات السياسية على إفنائه؛ فمصر - بحُكم موقعها الجغرافي الفريد - ملتقى العلماء والأدباء العرب والمسلمين عامة من القارتين، وفي أروقة أزهرها تتلاقح ثقافاتٌ جمة؛ لتتبلور على وَفق تقاليد هذه المؤسسة العريقة ومناهجها الموروثة، وفي باحات مدارسها العديدة، التي سلِم أكثرُها من التخريب، ينتشر العلماء، ويتحلق الطلبة، وتكثُر النُّسخ الخطية من الكتب التي عزَّ وجودُها في مدن العراق بعد قرون التخريب والتدمير، وهكذا فقد غدت القاهرةُ تمثل - لدى طلبة العلم العراقيين - إحدى أهم محطات الثقافة العربية الإسلامية، ورمزًا لِما تبقى من هذه الثقافة في الأقل.

وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن نحدد حجم الصلات الثقافية في الشطر الأول من العصر العثماني؛ لندرة المصادر الثقافية نفسها، فإن لنا أن نتصوَّرَ أنها لم تكن منقطعة على الإطلاق، وإن بدا عليها الفتورُ للأسباب التي قدمناها قبل قليل.

وعلى أية حال، ظلت (الرحلة العلمية) إلى مصر - على قلتها في هذا العصر - مصدرًا أساسيًّا استمد منه المثقفون العراقيون تصوُّرهم لمختلف جوانب الحياة العامة في هذا القُطر، ففي القرن السابع عشر (11هـ) كتب أديب مؤرخ بصري، عاش في ظل الإمارة الآفرسيابية شبه المستقلة في البصرة، هو الشيخ عبد علي بن ناصر بن رحمة الله الحويزي (المتوفى سنة 1075هـ/1644م) كتابًا جمع فيه تراجم الأدباء العرب المعاصرين له، فكان ثمة قسم خاص بأدباء مصر، ويظهر أنه استمد معلوماته - في هذا الشأن - من رحلة قام بها إلى هناك، أو من رحلة غيره من أدباء مدينته[5].

وفي الوقت نفسه، كان أديب شهير، ولغوي بارع، هو عبدالقادر بن عمر البغدادي (المتوفى سنة 1093هـ/1682م) قد غادر موطنه بغداد إلى مصر، حيث اغترف العلم من كنوزها الخطية، فترك آثارًا مهمة في الأدب والنحو والتراجم، لعل أدخلَها في نطاق الكتابة التاريخية مؤلَّفُه (تراجم العلماء)، الذي ترجم فيه للمتقدمين من الأدباء والشعراء العرب، ومنهم عراقيون وشاميون ومصريون، على نحو لا يميِّز بين قُطر وآخر[6]، ومن المؤكد أن نظرتَه القومية الشاملة لتاريخ الأدب، جاءت بسبب إقامته الطويلة في مصر، حيث تتوفر مصادرُ الأدب العربي، والثقافة العربية عامة، وحيث تلتقي سبُلُ هذه الثقافة ورجالها.

ويظهر لنا انبهارُ هذا المؤرخ العراقي بآثار مصر القديمة، فيما كتبه عن أهرام الجيزة في مخطوطته: "القصد المرام في عجائب الأهرام"، وهو كتاب حاول فيه استكناه تاريخ جانب من تاريخ مصر في العصور الغابرة، مستمدًّا معلوماتِه من المصادر الإسلامية، ومن ملاحظاته الآثارية التي اتسمت بدقةٍ ملحوظة[7].

وفي وُسْعنا أن نَعُدَّ المؤرخَ البغدادي أحمد بن عبدالله الغرابي (المتوفى سنة 1102هـ/1690م) أولَ مؤرخ عراقي عُرِفَ في العصر العثماني، وجَّه انتباهًا قويًّا لتاريخ مصر عبر حِقَب مختلفة؛ ففي كتابه الكبير الذي عَنوَنه: "عيون أخبار الأعيان ممن مضى من سالف العصور والأزمان"، نجد فصلاً كبيرًا عن تاريخ مصر في العصور القديمة، إضافة إلى تواريخ (اليونان والروم والعرب)[8].

وبطبيعة الحال، فإنه استند في معلومات هذا الفصل على ما كان متيسرًا له من مصادرَ تاريخيةٍ عربية، لكن منهجه في ترتيب حوادث تاريخه جاء منسجمًا ومحكَمًا، فبحث في تاريخ ملوك مصر القدماء، ومن اتصل بهم من الأنبياء والمرسلين، وتناوَل ما أُثِر عن المصريين القدماء من حكمة ومعرفة، وما شادُوه من منشآت، لا سيما (الأهرامات) العجيبة، وما يتصل بذلك من شؤون.

وفي الفصول الأخرى يتابع الغرابي تاريخ مصر باهتمام، بوصفه جزءًا من تاريخ الإسلام، متَّبعًا في ذلك منهجين، يلتزم أولهما بالوحدة الموضوعية، ويأخذ ثانيهما بالوحدة الحولية؛ ففي الفصل الرابع من المقالة الأُولى تناول تاريخ بعض الدول التي نشأت في مصر، بوصفها من (دول الإسلام)، وذلك "على سبيل الإجمال".

وبعد أن خصص الفصل الأول من المقالة الثانية للسيرة النبوية الشريفة، تتبع في الفصل الثاني - وهو أهم الفصول وأكثرها سَعة - تاريخَ "ما كان بعد الهجرة" على حسب الحوليات، وكثيرٌ منه يخص مصرَ؛ ملوكًا وخلفاء، وولاة وأعلامًا، وحوادث سياسية.

ونحسب أنه صدر - في جمعه بين المنهجين: الموضوعي والحولي - عن إحساسٍ ما بأن لتاريخ مصرَ خصوصيتَه، ضمن إطار التاريخ الإسلامي العام، وهو - من دون ريب - إحساسٌ له أهميته.

وما دوَّنه الغرابي عن تاريخ مصر في العصر العثماني جديرٌ بالملاحظة؛ فإن بعض ما ذكره انفرد به عن غيره من المؤرخين المصريين أنفسِهم، وهو أمر يوجب على الباحث أن يتوقفَ لدراسة مصادره، صحيحٌ أنه لم يصرح بأسماء هذه المصادر، إلا أننا نجده يصرح بإقامة أخٍ شقيق له في القاهرة، يقول[9]:
"حكى لي شقيقي الشيخ محمود حين ذهب إلى الحج عن طريق مصر قال: لَمَّا أتيت بلدة مصر أكرمني حاكمها عبدالرحمن باشا[10]، ورفع محلي، وطلب مني أن أبقى عنده هذا الموسم، ثم في السنة المقبلة يرسلني إلى الحج، فأجبتُه إلى ذلك".

فتكون إقامة شقيقه قد حدثت بين سنتي (1087 و1091هـ/1676-1680م)، وهي مدة ولاية عبدالرحمن باشا المذكور، ولا نشك في أن يكون الغرابي قد استمد من شقيقه هذا كثيرًا مما أورده من معلومات تتعلق بتاريخ استيلاء العثمانيين على مصر، وأنه نقل عنه ما كان متداولاً من روايات على ألسنة العامة في القاهرة، وما كان يرويه الموظَّفون العثمانيون، على حد سواء، وهي روايات فيها إضافاتٌ مهمة عما ذكره المؤرخون المعاصرون للحدَث نفسه، يقول واصفًا - بإيجاز - ظروف معركة مرج دابق الحاسمة التي كانت سببًا في انهيار المقاومة المملوكية[11]:
"وفي سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة عبر السلطان إلى اسكدار قاصدًا ديار العجم في الظاهر، وفي نيته إزالةُ ملوك الجراكسة من مصر وغيرها، ففطنت الجراكسة إلى ما أراده، فجمعوا عساكرهم، وأخذوا حذرهم، فسار إليها السلطان سليم من اسكدار، وسار ملِك الجراكسة الغوري من مصر، فالتقوا في مرج الدوابق (كذا رسمه والمعروف: مرج دابق) فتصافَّا هناك، ووقعت الحرب بينهم، فأصاب حجَر من الطوب أُذُنَ الغوري، فذهبوا إلى مكان أمين، فحين وصوله إلى هناك توفي، فاختلَّ أمرُ العسكر من غيبته، وقُتل عدة من الأمراء المتعينين، وما لا يحصى من آحاد العسكر، وانهزم من بقِي منهم".

فهذه الرواية - على إيجازها - تختلف في بعض تفاصيلها عما ساقه المؤرخون المعاصرون للمعركة، فموت السلطان الغوري - عند ابن إياس الحنفي - كان بسبب إصابته بالفالج، أو لمرض أصاب كبده، أو بسبب ابتلاعه فص ماس كان معه[12]، أمَّا أن حجرًا من الطوب - أي: شظية من قنبلة - أصابه في أذنه، فكان سببًا في موته؛ فذلك ما لم يرْوِه أحدٌ من قبل، ويظهر أن الغرابي استمده مما كانت تتناقله العامة في القاهرة بعد مدة من الحادثة.

ومثل ذلك ما ذكره في وصف مجريات اقتحام العثمانيين القاهرةَ، وحرب الشوارع التي دارت فيها، انتهاءً بإعدام السلطان المملوكي الأخير طومان باي، قال:
"في أول الربيع سار (السلطان سليم) قاصدًا بلدة القاهرة، فتأهب لمحاربته ملِك مصر طومان باي إلى طرف الصعيد، وكان ذلك النهار سلخ ذي الحجة من السنة المزبورة، وفي الغد، وهو غرة سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة دخلت عساكر السلطان سليم إلى مصر، ودام النهب وال*** ثلاثة أيام، ثم نودي بالأمان، وبعدها سار طومان باي من الصعيد، وعلى حين غفلة مع جم غفير يقصد أن يطأ عسكر السلطان سليم، فما أمكنه ذلك، فدخل مصر، واجتمع عليه من كان من الجراكسة هناك مختفيًا، فغضب السلطان سليم من هذا الفعل، فأمر العسكر بالدخول إلى مصر، و*** من فيها من الأشقياء، فدام ال*** فيها ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع عفا عنهم، وانهزم طومان باي إلى الصعيد قاصدًا بلاد المغرب، فأرسل خلفه من لحقه فأتى به، فصُلب بباب زويلة، وبه انتهت دولة الجراكسة".

ومن المرجح أن يكون الغرابي قد استمد معلوماتِه هنا من روايات عثمانية كان يتداولها الموظَّفون الرسميون في مصر، في محاولة لتقديم صورة أكثر تبريرًا لقيام سليم الأول ب*** السلطان المملوكي الأخير، وإلا فإن طومان باي لم ينهزم إلى الصعيد قاصدًا بلاد المغرب، وإنما غدر به بعض زعماء القبائل في البحيرة، فأسره واقتاده إلى سليم الأول، وغدر به الأخير بعد أن استأمنه[13].

وليس ببعيد أن يكون هدف ترويج مثل هذه الروايات هو تحسين صورة الفتح العثماني للوطن العربي يومذاك، لا سيما وأن الغرابي ساق - فيما نقله من روايات - أخبارًا وتفاصيلَ عن كرامات لبعض الصالحين تفيد تنبُّؤَهم بمجيء العثمانيين، وزوال المماليك، وكأن الأمر كان قدرًا لا فكاك منه[14].

بيد أنه إذا كان ظهور الغرابي، باهتماماته التاريخية الواسعة، يُعَدُّ شيئًا نادرًا في بيئة محدودة كعراق القرن الحادي عشر (17م)، فإن ظهور أمثاله من المؤرخين لم يعُدْ شيئًا غريبًا في القرن التالي، وهو القرن الذي شهد تولي الأسر المحلية - غالبًا - مقاليدَ السلطة في الولايات العراقية، وتحمُّلها - من ثم - مسؤوليةَ حماية التجارة المحلية والترانسيت، وما يستتبع ذلك من ضرورة توفير حدٍّ معقول من الأمن للقوافل المتنقلة بين المدن، فبعد أن كان تأليف تاريخ، أو جمع تراجم لقطرٍ ما يستلزم انتقالَ المؤرخ نفسه إلى ذلك القطر، وهو ما فعله بعض مدوِّني التراجم الأدبية أحيانًا، فإن مهمة كهذه لم تعُدْ تستلزم من مؤرخ القرن الثاني عشر (18م) إلا تسمُّع ما تأتي به القوافل في حركتها المستمرة، من أخبار وروايات، تفيده في الاطلاع على جوانبَ من مجريات الحوادث في الأقطار الأخرى.

ويمكننا أن نعُدَّ المؤرخَ المَوْصلي ياسين بن خير الله الخطيب العمري (المتوفى بعد سنة 1232هـ/1816م) واحدًا من أبرز المؤرخين العراقيين الذين انعكس في مؤلَّفاتهم ذلك التحسنُ المحسوس في طرق الاتصال، فهذا المؤرخ الذي لم يغادر مدينته المَوْصل قط[15]، استطاع أن يؤلِّف نحو خمسة عشر كتابًا مستقلاًّ في تواريخ مدن عدة، وتراجم البارزين من أعلامها[16]، وهو المؤرِّخ العراقي الوحيد - فيما نعلم - الذي سجَّل في مؤلَّفاته خبر اندلاع الثورة الفرنسية، وذلك في كتابه: "غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر"[17].

وكان لغزو الفرنسيين مصرَ دورُه في تنبيه ياسين العمري إلى خطورة ما يجري في مصر يومذاك، وأثر ذلك على المنطقة بأسْرها، فكتب في "غرائب الأثر" أخبار ذلك الغزو، وأورد تفاصيلَ فيها شيءٌ كثير من الدقة والموضوعية، من ذلك أنه ضبط تواريخ مراحل الغزو، وحدد عدد قِطَع الأسطول الفرنسي، وقدَّر عدد الجنود بثمانين ألف مقاتل، وهو ما يبلغ ضِعْف العدد الحقيقي للحملة.

وتحدَّث عن احتلالهم الإسكندرية، ووصف بأنه جرى "بالغدر والحيلة"، وتابع زحفهم إلى القاهرة، ومقاومة البيكات - أي: المماليك - لهم، ثم دخولهم القاهرةَ، والاستيلاء "على ما في مصر من السلاح"، وخروج الوالي العثماني من القاهرة بأمواله، ونهب أهل الصعيد ما معه، وتوجّهه إلى حلب، ووصف رد فعل الدولة العثمانية من هذه الحوادث، وأخبر بأن السلطان لم يعلم بها "حتى مضى شهران"، وأنه عاقب موظَّفيه، ومنهم شيخ الإسلام؛ لإهمالهم أمْرَ مصر، وولي الوزير يوسف باشا مسؤولية تخليصها من الفرنسيين[18]، وأن الفرنسيين لما ملكوا مصر "طمعوا في البلاد، وملكوا غزة والرملة ويافا، وعزموا على أخذ بيت المقدس".

ووصف مقاومة الشعب هناك، وعطف إلى ذكر محاصرة الفرنسيين عكا، ودفاع واليها أحمد باشا الجزار عنها، وعن يافا، وما أوقعه الفرنسيون من مذابح في الأخيرة.

ثم تكلَّم على محاولات العثمانيين إخراجَ الفرنسيين من مصر، وتحالفهم مع الإنكليز في سبيل ذلك، ووصف مغادرة الفَرنسيين البلاد، فقال[19]:
"وفيها حاصر الوزير الأعظم يوسف باشا مصر، وشدد الحصار، فأرسل الفرنسيون يطلبون الأمان، ويسلِّمون له مصر، فصالحهم وخرجوا من مصر، وتوجهوا إلى بلادهم، وكان جملة من كان منهم في مصر ستة آلاف عِلْج، ودخل الوزير الأعظم يوسف باشا، وجلس على سرير يوسف - عليه السلام - كما ذكر الشيخ محيي الدين - رضي الله عنه - في الشجرة حيث قال: ويجلس يوسف على سرير يوسف، وأرسل البشائر إلى جميع البلاد، ونعم البشائر للعباد، فعمل الولاة ثلاثة أيام مهرجانًا وأفراحًا وسرورًا.. وهرب مقدمهم وقائدهم إلى الضلال برته بول (يريد: بونابرت) في مركب خفيف ومعه أموال لا تحصى، فتبعته مراكب الإسلام والأنكروس (يريد الإنكليز) فنجا وسلِم وهرب إلى بلاده، ثم خرجت الجيوش الفرنسية من مصر كما ذكرنا، وهم عشرة آلاف علج، وساروا إلى الإسكندرية بالمراكب، فحاربهم عسكر الإسلام، وعليهم أحد الوزراء العظام، وجرت وقعةٌ عظيمة، و*** من الفرنسيين، ولم يسلم منهم سوى ثلاثة آلاف، وهربوا بالمراكب إلى بلادهم".

ولا نشك في أن حوادث مهمة كهذه، كانت سببًا في توجيه العمري عنايتَه إلى تاريخ مصر في الحقبة السابقة أيضًا، فقد أورد في كتابه: "الآثار الخطية في الحوادث الأرضية" فقراتٍ مطولةً، على السنين، تغطي أخبار دخول السلطان سليم الأول مصر، وما جرى في عهد واليها خاير بك، وتتبع تواريخ ولاتها المهمين في الحِقبة التالية، وترجم لبعضهم، وخص محاولة علي بك للاستقلال بمصر وضم بلاد الشام إليها باهتمامٍ خاص، وإن أظهر الميل إلى وجهة النظر العثمانية الرسمية، ولم يقفْ عند التاريخ السياسي فحسب، وإنما أورد أخبارًا عديدة عن حوادثَ طبيعية، مثل: الغرق، والفيضان، والزلازل، وانتشار الأوبئة... إلخ.

وعلى الرغم من أن العمري سكت عن ذكر أسماء مصادره، إلا أننا نعلم أنه اعتمد بشكل أساس على كتاب النهروالي المعنون: "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام" في نقله كثيرًا من تلك التفاصيل[20].

وهكذا، فإن كتابات العمري عن تاريخ مصر الماضي، والمعاصر له، كانت تمثل ارتفاعًا محسوسًا في أهميتها لدى المؤرخين العراقيين، فلم تعُدْ مجرد ولاية ساكنة من ولايات الدولة العثمانية، وإنما بُوتقة ساخنة لكثير من الحوادث الخطيرة، التي كان لها أثرها على مجمل الأوضاع في المنطقة، بل وعلى موطنه الموصل نفسها، ألم تأمر الدولة والي الموصل عبدالفتاح باشا الجليلي بقتال علي بك الكبير[21]؟ ألم يتوجه عراقيون، من أهل عقره، القريبة من الموصل، لجهاد الفرنسيين في مصر؟[22] ثم ألم يؤثِّر الغزو الفرنسي في ارتفاع أسعار بعض المواد في سوق الموصل؟ وهو ما سجله العمري بكل عناية.

وإذا كانت مصر قد بدت في كتابات العمري قريبة - من حيث التأثير - من العراق، كما لم تَبْدُ سابقًا، فإن المرحلة التالية أكدت ازدياد قربها من أحداثه، وتفاعلات الحياة فيه؛ إذ لم تعد مصر تكتسب أهميتها مما يجري حولها من صراع، وإنما أخذت تكتسبها بفعل ما أخذت تؤديه من دور حقيقي في موازين ذلك الصراع، ففي سنة 1233هـ/1817م دحرت قوات مصرية حسنةُ التدريب قواتِ الدولة السعودية الأولى في شرقي نجد، واستولت على قاعدتها (الدرعية) ودمَّرتها، وكانت قوات هذه الدولة الناشئة تشكل خطرًا حقيقيًّا على مدن العراق الغربية، بدأً من (عانة) شمالاً، وحتى (البصرة) جنوبًا، ولطالما عجزت قوات ولاة بغداد عن دحرهم، بل فشِلت محاولاتهم في الحيلولة دون وصولهم إلى تلك المدن؛ لذا لم يُخْفِ المؤرخون العراقيون الذين كانوا يراقبون الأحداث الدائرة قربهم، دهشتَهم البالغة حينما تناهت إليهم أنباء انتصار القوات المصرية الساحق على القوات السعودية، فقد تابعوا باهتمام شديد تطورات الصراع وراقبوا نتائجه.

ونستطيع أن نلمح مدى ما حققته مصر من مهابة إثر تلك المعركة، في عيني غير واحد من المؤرخين العراقيين المعاصرين، فكتب المؤرخ رسول حاوي الكركوكلي، مستندًا إلى رسالة رسمية أرسلها الشيخ حمود الثامر شيخ قبائل المنتفق العراقية إلى والي بغداد داود باشا، أن قائد الجيوش المصرية إبراهيم باشا "دك حصونهم، ودمر قلاعهم، وأطاح برئيسهم"، وأن الجيوش المصرية استولت على الدرعية التي كانوا يتحصنون فيها، ونلمح فيما كتبه تعاطفًا واضحًا مع الجيش المصري فيما حققه من نتائجَ عسكرية وسياسية[23].

ويجد هذا الموقف تعاطفًا أعمق في كتابات مؤرخ بصري، من جزيرة (فيلكة)، هو عثمان بن سند البصري الوائلي (المتوفى سنة 1242هـ/1826م)، فإننا نلمح في كتابه: "مطالع السعود" الذي دوَّن فيه تاريخ العراق خلال نصف قرن (من 1188 إلى 1242هـ/1774- 1826م) - إدراكًا أوسع للدور المتزايد لمصر في المنطقة، وتعاطفًا أشد معها لم يشأ أن يخفيه، بل بدا جليًّا في كل ما كتبه عنها، وهكذا فإنه أرَّخ - بتفصيل - للانتصارات المصرية في نجد، مستندًا في ذلك إلى شهود العيان[24]، وأشاد بقيادة إبراهيم باشا المحنكة، وببسالة الجنود المصريين وصبرهم على مكاره الحرب، ووصف العمليات العسكرية للقوات المصرية في نجد وفيافيها، واستيلاءها على قرى عُنيزة وبريدة والقَصيم والشقراء، وحصارها الدِّرعية، ثم الاستيلاء عليها، وما فعله إبراهيم بالقوات السعودية، وسجَّل بدقة بعض ما دار بين إبراهيم والقادة السعوديين من رسائل وحوارات، عادًّا تلك الانتصاراتِ فتحًا فتحه الله على إبراهيم وجنده[25]، وبلغ من تعاطفه مع القوات المصرية أن أرسل إلى قائدها - وهو في حصاره الدرعية - رسالة ضمَّنها "نصائح ومصالح عديدة"[26].

وعلى الرغم من أن الإطار المفترض للكتاب هو تسجيل سيرة والي بغداد داود باشا، فإن ابن سند أورد فصلاً مهمًّا عن حرب الجيش المصري في بلاد المورة، وسجل - باعتزاز - دخول هذا الجيش مدينة المورة، وما حققه فيها من إنجازات عسكرية[27].

ومن المؤسف أن وفاته المفاجئة، وتوقفه عن الكتابة عند حوادث سنة 1242هـ، حالت دون أن توضِّح موقفه من الانتصارات المصرية في جبهة الجزيرة وبلاد الشام، وهي الانتصارات التي كان لها الأثرُ البالغ في تداعي الموقف العثماني في المدن العراقية، ومع ذلك، فإن لنا أن نؤكد بأن موقف ابن سند المتعاطف مع الدور المصري كانت له امتداداتُه في الحِقبة التالية، مجسَّدًا في مواقفِ العديد من القيادات والحركات الشعبية في العراق، المساندة للقيادة المصرية، والمناوئة للسلطة العثمانية،؛ كانتفاضة الموصل سنتَي 1832 و 1839، وبغداد سنة 1832، وإعلان قيادات عديدة في عانة، وهيت، ومدن فراتية أخرى - الانضمامَ إلى جانب مصر[28].

وإذا كانت رسالة المؤرخ ابن سند إلى القيادة المصرية تمثِّلُ بادرةً جديدة في مجال قيام صلات مباشرة بين المثقفين العراقيين ومصر، فإننا نعلم أن رسائل عديدة من مثقفين آخرين، وزعماء قبَليِّين، وحكام مدن، قد انهالت على هذه القيادة تدعوها للتدخل من أجل تخليص العراق من السيطرة العثمانية، وضمه إلى الدولة الموحدة الجديدة التي انبلج فجرُها في المشرق العربي يومذاك[29].

وهكذا فقد بدت مصر - في عيون الكثير من المثقفين العراقيين في ثلاثينياتالقرن التاسع عشر - أملاً لتغييرٍ واسع يشمل المشرقَ العربي بأسره.

ولقد أدى انسحابُ القوات المصرية من القسم الآسيوي، وانكفاؤها - نتيجة الضغوط الاستعمارية الأوربية - على نفسها، ثم انشغالها فيما بعدُ بالتوسع جنوبًا في إفريقيا، إلى وصول المشروع المصري إلى نهايته، ومن ثم تبدد فكرة أن تكون مصر القوية (أملاً) و(ملاذًا) كما بدت في المرحلة السابقة، ومن ناحية أخرى، فإن إسقاط العثمانيين حُكْمَ الأُسَر المحلية في العراق، وإعادة ربط ولاياته بالإدارة العثمانية المركزية، وهو ما تزامن مع ربط اقتصادياته بالهيمنة الاقتصادية البريطانية - قد أدى إلى ضعف إمكانات التطور المستقل للعراق في ذلك العهد، ومن ثم قصوره عن بلورة علاقاته القومية الخاصة بعيدًا عن هيمنة الإدارة العثمانية، وهكذا، لم يجد المؤرخون العراقيون، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ما يمكن أن يرصدوه من تاريخ مصر وأخبارها، وبدا كل قطر قد أخذ بالدوران على نفسه، مكونًا محوره الخاص.

ولقد أدرك شاعرٌ بغدادي قاد انتفاضةً مهمة ضد السلطة العثمانية في بغداد، هو عبدالغني آل جميل (المتوفى سنة 1279هـ/1863م)، أن وحدة النظام السياسي لم تَحُلْ دون حقيقة تفرُّق العرب وتجزئهم ضمن هذا النظام نفسه:
ألاَ نخْوةٌ منهمْ فيُضْحُوا إلى الذي
أيادِي سبَا قد غادرتْ ذلك المعنى[30]



بيد أن أية محاولة لم تجرِ طيلة النصف الأخير من القرن التاسع عشر لِلَمِّ ذلك الشعث، وبذا فإن اهتمامات المؤرخين العراقيين ظلت قاصرة على تناول موضوعات محلية، أولها يتعلق بتاريخ الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية في أكثر تقدير، كما فعل إبراهيم فصيح الحيدري (المتوفى سنة 1300هـ/1882م) في "عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد"[31]، و محمود شكري الآلوسي (المتوفى سنة 1343هـ/1924م) في "أخبار بغداد وما جاورها في البلاد"[32].

وبتشكيل أول حكومة عراقية بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت (الدولة العراقية) هي المحورَ الجديد لاهتمامات أولئك المؤرخين وعنايتهم.


[1] التاريخ الغياثي، مخطوطة فريدة في المركز الوطني للمخطوطات، آلت إليها من خزانة الأب أنستاس ماري الكرملي، وقد حقق الفصل الخامس منها طارق الحمداني، بغداد 1975، ص461.


[2] الغياثي ص238-271.


[3] الغياثي ص24.


[4] انظر كتابنا: التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني، ط:2، لندن 2019، ص21.


[5] كتاب مفقود، ذكره آقا بزرك: مصفى المقال في مصنفي علم الرجال ص231.

[6] نسخة منه في مكتبة عاشر أفندي بإستانبول (دفتر كتبخانة عاشر أفندي ص41 الرقم 627) نسخة مصورة عنها في المركز الوطني للمخطوطات ببغداد برقم 9441، وتقع في 127 ورقة.


[7] نسخة في المركز الوطني للمخطوطات، كتبت سنة 1041هـ/1612م في 129 ص برقم (12505).


[8] مخطوطة في المكتبة الوطنية بباريس، 217 ورقة، برقم 66177، اعتمدنا على مصورة منها، وثمة نسخ خطية أخرى في برلين وبغداد، انظر كتابنا: التاريخ والمؤرخون ص94.

[9] عيون أخبار الأعيان، الورقة 269.

[10] زامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي القاهرة 1951، ص253.

[11] عيون أخبار الأعيان، الورقة 267.

[12] ابن إياس: بدائع الزهور في وقائع الدهور، القاهرة 1984، ج5 ص70-71.

[13] بدائع الزهور، ج5 ص176.

[14] عيون أخبار الأعيان، الورقة 369.

[15] ياسين العمري: غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد دار السلام، بغداد 1968، ص231.

[16] ياسين العمري: زبدة الآثار الجلية في الحوادث الأرضية، بتحقيقنا، النجف 1974، ص22-27 من مقدمة التحقيق.

[17] نشره محمد صديق الجليلي في الموصل سنة 1940.

[18] غرائب الأثر، ص48.

[19] غرائب الأثر، ص58.

[20] زبدة الآثار الجلية، في مواضع متعددة.

[21] كتابنا: الموصل في العهد العثماني، فترة الحكم المحلي، النجف 1975، ص118-120.

[22] غرائب الأثر، ص58.

[23] دوحة الوزراء، ترجمة موسى كاظم نورس، بيروت، ص287.

[24] مخطوطة في مكتبة الأوقاف ببغداد حققناها ونشرناها، ط:2، بيروت 2010.

[25] مطالع السعود، ص 445.

[26] مطالع السعود، ص449.

[27] مطالع السعود، ص511.

[28] دار الوثائق القومية بالقاهرة، محافظ عابدين 221، 234، 235، 238، 246، 250 ودفتر 40 تركي، وانظر كتابنا: الموصل في العهد العثماني، ص193- 206.

[29] الموصل في العهد العثماني ص195.

[30] مجموعة عبدالغفار الأخرس في شعر عبدالغني الجميل، نشره عباس العزاوي (بغداد 1949) ص22-26.

[31] طبع ببغداد بلا تاريخ، وأعيد طبعه في بيروت 1999.

[32] حققناه ونشر في بيروت 2009.

  #2  
قديم 24-06-2015, 09:41 PM
الصورة الرمزية pasem.facebook
pasem.facebook pasem.facebook غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 34
معدل تقييم المستوى: 0
pasem.facebook is on a distinguished road
افتراضي


جزاكم الله خيرا ونفع بكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:10 AM.