اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 03-07-2015, 11:41 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي



الحمد لله الغفور الودود، يَتَوَدَّد لعباده بالنِّعم والخيرات، ويضاعف لهم الأجور والحسنات، ويُكَفِّر عنهم الخطايا والسيئات، نحمده على عظيم نعمه، ونشكره على جزيل فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في هذه الليالي هبات وعطايا، ورحمات ونفحات، مَن أصابته فاز فوزًا كبيرًا، ومَن حرمها حرم خيرًا كثيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير مَن صامَ وقام وعَبَدَ الله - تعالى - صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد، فاتَّقوا الله ربكم - أيها المسلمون - واغتنموا ما بقي من أعماركم فيما ينفعكم، وأَحْسِنوا ختام شهركم، واستعدوا لما أمامكم بالأعمال الصالحة؛ فإن الكَيِّس الفَطِن من عَمَّر آخرته في دُنياه، وسابق في مغفرة ربه ورضاه، ألا وإنَّ الأعمار مستودع الأعمال، وكلٌّ يجد غدًا ما استودعه فيها من خير وشر؛ {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [آل عمران: 30].


أختاه:
هذه الليالي المُبَاركات من ليالي الرَّب - جل جلاله - تَتَنَزَّل فيها رحماته، وتَعْظُم هباته، ويعتق خلقًا كثيرًا من عباده من النار، وأحظى الناس بذلك من عمروا هذه الليالي بطول القنوت، والتَّدَبُّر والخشوع، وكثرة الركوع والسجود، وألَّحوا على الله - تعالى - بالدعاء في أوقات تجليه - سبحانه - لعباده، ونزوله إلى سماء الدنيا؛ ليعطي السائلين، ويغفر للمستغفرين، ويجيب دعاء الداعين، بينما غيرهم في سُبات ورقدة، أو لَهْوٍ وغَفْلة.
إنَّ هذه الليالي العظيمة هي ليالي الذِّكر، والقرآن، والدعاء، والقيام، وصلاة الليل هي أفضل الصلاة بعد الفريضة؛ كما جاء في الحديث، وثلث الليل الآخر هو أفضل أجزاء الليل؛ {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6]، وقد أمر الله - تعالى - بصلاة الليل ورَغَّبَ فيها، وحَضَّ العِباد عليها في كثيرٍ منَ الآيات؛ فقال - تعالى -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79]، وفي آية أخرى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} [الإنسان: 26].
وأثنى - سبحانه - على المُتَهَجِّدين، فقال في وصفهم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16].
ولأهميَّة صلاة الليل في حياة المسلم، وأثرها في صلاح قلبه، واستقامة دينه، وثبات أمره؛ كانت فرضًا في أول الإسلام، وقام الصحابة - رضي الله عنهم - حتى تَوَرَّمَت أقدامهم من طول القنوت، ثم خَفَّفَ الله - تعالى - عن المسلمين فرفع فرضها وأبقى فضلها.
وأهل قيام الليل موعودون بِغُرَفٍ حسنة في أعالي الجنان؛ كما في حديث عَلِىٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن في الجَنَّةِ لَغُرَفًا، يُرَى بُطُونُهَا من ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا من بُطُونِهَا))، فقال أعرابي: يا رسول الله، لمن هي؟ قال: ((لِمَنْ أَطَابَ الكلام، وأطعم الطَّعامَ، وَصَلَّى لله بِالليل وَالنَّاسُ نِيَامٌ))؛ رواه الترمذي وصححه.
وجاء في حديث اختصام الملأ الأعلى: ((وَالدَّرَجَاتُ بَذْلُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ))؛ رواه أحمد.
وأهل قيام الليل هم أهْلُ ذكر، وليسوا أهل غفلة؛ وقد قال الله - تعالى -: {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُلَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنِ اسْتَيْقَظَ من اللَّيْلِ، وَأَيْقَظَامْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جميعًا، كُتِبَا من الذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ))؛ رواه أبو داود، وصححه ابن حبان.
وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة لكلِّ مَن قام من الليل، فأيقظ أهل بيته للصلاة؛ كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((رحم الله رجلاً قام منَ الليل، فَصَلَّى وأيقظ امرأته، فإنْ أَبَتْ نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامَتْ منَ الليل، فَصَلَّت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء))؛ رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان.


والمُحافظة على قيام الليل من أعظم ما يُغبط عليه صاحبه؛ لأن أكثر الناس لا يطيقون الديمومة عليه، ويشغلون عنه بما هو دونه منَ النوم، أو اللهو، أو الاشتغال بالدنيا؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((لَا حَسَدَ إلا في اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ الله القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آناء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ))؛ رواه مسلم.
وقيام الليل سبب لترك الذنوب والمعاصي، والإقبال على الله - تعالى - كما جاء في القرآن: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، وقيام الليل هو أفضل صلاة التَّطَوُّع، وجاء في "المسند" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رَجُلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن فُلاَنًا يصلي بِاللَّيْلِ، فإذا أَصْبَحَ سَرَقَ، قال: ((إنه سَيَنْهَاهُ ما تقول))؛ رواه أحمد، وصححه ابن حبان.
ومَن جاهد نفسه على قيام الليل، مع شدة الداعي إلى النوم والراحة، ومغالبة السَّهَر والتعب - فله ما سأل، جزاء من الله - تعالى - على جهاده لنفسه، وقيامه لربه - سبحانه وتعالى - كما في حديث عُقْبَة بن عَامِر - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((رَجُلاَنِ من أمتي يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلِ، فَيُعَالِجُ نَفْسَهُ إلى الطَّهُورِ، وَعَلَيْهِ عُقَدٌ فَيَتَوَضَّأُ فإذا وضأ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وإذا وضأ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وإذا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وإذا وضأ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فيقول الرَّبُّ - عز وجل - لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إلى عَبْدِي هذا يُعَالِجُ نَفْسَهُ، ما سألني عبدي هذا فَهُوَ له))؛ رواه أحمد، وصححه ابن حبان.
ولما في قيام الليل من الفضائل والمنافع؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو أهله وآل بيته له، كما دعا إليه عليًّا وفاطمة - رضي الله عنهما.
وَأَوْصَت عائشة - رضي الله عنها - عبدالله بن أبي قيس بقيام الليل، ورغبته فيه، فقالت - رضي الله عنها -: لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فإن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان لَا يَدَعُهُ، وكان إذا مَرِضَ أو كَسِلَ صلى قَاعِدًا؛ رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة.
فكيف إذا أُضِيف إلى هذه الفضائل العظيمة لقيام الليل شرفُ الزمان والمكان، وفضيلةُ اجتماع المسلمين في المساجد على التَّهَجُّد في هذه الليالي الفاضلة؟ وقد جاء عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن قام رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ))؛ متفق عليه.
وعنه - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن قام لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ))؛ رواه الشيخان.


أختاه
فهنيئًا لمن وَفَّقه الله - تعالى - لإحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة، والقرآن، والدعاء، وهو مخلص لله - تعالى - في عمله؛ فإنَّه على خيرٍ عظيم، ويا خسارة مَن ضَيَّعَها في اللَّهو والغفلة، وواجب عليه أن يُبادرَ إلى التوبة، ويغتنم ما بقي من هذا الشهر الكريم، فعسى أن يعوضَ ما فاته منه
.
أعوذ بالله منَ الشيطان الرجيم: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزُّمر: 9].



المشروع السادس عشر


زرع وغرس الأشجار المثمرة:

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان، إلا كان له به صدقة» [متفق عليه].


  #17  
قديم 03-07-2015, 11:42 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي





فهذه رسالة قصيرة سطرتها لك أختي المسلمة على عَجَلٍ، وضمنتها وقفات متنوعة، أدعوه - عز وجل - أن يُبارك في قليلها، وأن ينفع بها إنه سميع مجيب.

الوقفة الأولى:

أذكِّرك بأصل الخلق وسبب الوجود، قال الله - عز وجل -: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسِ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. قال الإمام النووي: "وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة، فحُق عليهم الاعتناء بما خُلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة؛ فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام".
أختي المسلمة:

تفكَّري في عظم فضل الله عليكِ {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34، والنحل: 18].. وأجَّل تلك النعم وأعظمها نعمة الإسلام، فكم يعيش على هذه الأرض مِن أمم حُرمت شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله! وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.. ثم احمدي الله - عز وجل - على نعمة الهداية والتوفيق، فكم ممن ينتسبن إلى الإسلام، وهنّ مخالفات لتعاليمه ظاهرًا وباطنًا، مفرطات في الواجبات، غارقات في المعاصي والآثام! فاللهم لك الحمد!


الوقفة الثانية:

من نِعَم الله عليكِ أن مدَّ في عمركِ، وجعلكِ تُدركين هذا الشهر العظيم، فكم غيَّب الموت من صاحبٍ، ووارى الثرى من حبيب!.. فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصةٌ للتزود من الطاعات، والتقرب إلى الله - عز وجل - بالعمل الصالح. فرأس مال المسلم هو عمره؛ لذا احرصي على أوقاتكِ وساعاتكِ حتى لا تضيع سُدًى، وتذكري مَنْ صَامتْ معكِ العام الماضي وصلَّت العيد!! ثم أين هي الآن بعد أن غيبها الموت؟! وتخيلي أنها خرجت إلى الدنيا اليوم فماذا تصنع؟! هل ستسارع إلى النزهة والرحلة؟ أم إلى السوق والفسحة.. أم إلى الصاحبات والرفيقات؟! كلا ! بل - والله - ستبحث عن حسنة واحدة.. فإن الميزان دقيق،


الوقفة الثالثة:

يجب الإخلاص في النية، وصدق التوجه إلى الله - عز وجل -، واحذري وأنت تعملين الطاعات مداخلَ الرياء والسمعة؛ فإنها داء خطير، تحبط العمل، واكتمي حسناتك واخفيها، كما تكتمين وتخفين سيئاتك وعيوبك، واجعلي لك خبيئة من عمل صالح، لا يعلم به إلا الله - عز وجل - من صلاة نافلة، أو دمعة في ظلمة الليل، أو صدقة سر، واعلمي أن الله - عز وجل - لا يتقبل إلا من المتقين،

الوقفة الرابعة:
عوَّدي نفسكِ على ذكر الله في كل في كل حين، وعلى كل حال، وليكن لسانكِ رطبًا من ذكر الله - عز وجل -، وحافظي على الأدعية المعروفة، والأوراد الشرعية. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42]قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله في كل أحيانه"؛ رواه مسلم. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَبَقَ المُفَرِّدُونَ)) قالوا "وما المفردون يا رسول الله؟" قال: ((الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ.))؛ رواه مسلم.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "وبالجملة فإن العبد إذا أعرض عن الله، واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية، التي يجد غبَّ إضاعتها يوم يقول: (يا ليتني قدمت لحياتي).."


الوقفة الخامسة:

احرصي على قراءة القرآن الكريم كل يوم، ولو رتبت لنفسكِ جدولاً تقرئين فيه بعد كل صلاة جزءًا من القرآن؛ لأتممت في اليوم الواحد خمسة أجزاء! وهذا فضل من الله عظيم، والبعض يظهر عليه الجد والحماس في أول الشهر ثم يفتر، وربما يمر عليه اليوم واليومان بعد ذلك وهو لم يقرأ من القرآن شيئًا، وقد ورد في فضل القرآن ما تقر به العيون، وتهنأ به النفوس، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))؛ رواه الترمذي، وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه سلم -: ((إنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ))؛ رواه الترمذي.

الوقفة السادسة:
رمضان فرصة مواتية للدعوة إلى الله.. فتقربي إلى الله - عز وجل - في هذا الشهر العظيم بدعوة أقاربك وجيرانك وأحبابك عبر الكتاب والشريط والنصيحة والتوجيه، ولا يخلو لك يوم دون أن تُساهمي في أمر الدعوة، فإنها مهمة الرسل والأنبياء والدعاة والمصلحين،

الوقفة السابعة:
اعلمي أن كل يوم يعيشه المؤمن هو غنيمة.. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "كان رجلان من بني قضاعة أسلما على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستشهد أحدهما، وأُخِّر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيدالله: "فرأيت المؤخَّر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد" فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو ذُكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم –" فقال: ((أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ وَكَذَا رَكْعَةٍ صَلاَةَ سَنَةٍ))؛ رواه أحمد.


الوقفة الثامنة:

منزلك هو مناط توجيهك الأول، فاحرصي أولاً على أخذ نفسك وتربيتها على الخير، ثم احرصي على مَن حولك من زوج وأخ وأخت وأبناء، بتذكيرهم بعظم هذا الشهر، وحثهم على المحافظة على الصلاة وكثرة قراءة القرآن، وكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر في منزلك بالقول الطيب، والكلمة الصادقة، وأتبعي ذلك كله بالدعاء لهم بالهداية. وهذا الشهر فرصة لمراجعة ومناصحة المقصرين والمفرطين فلعل الله - عز وجل - أن يهدي من حولك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ))؛ رواه مسلم.

الوقفة التاسعة:
احذري الأسواق فإنها أماكن الفتن والصد عن ذكر الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَحَبُّ البِلاَدِ إلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ البِلاَدِ إلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا))؛ رواه مسلم .
ولا يكن هذا الشهر وغيره سواء. واحذري أن تلحقك الذنوب في هذا الشهر العظيم بسبب رغبة شراء فستان أو حذاء، فاتقي الله في نفسكِ وفي شباب المسلمين، وما يضيرك لو تركت الذهاب إلى الأسواق في هذا الشهر الكريم، وتقربت إلى الله - عز وجل - بهذا الترك؟!




المشروع السابع عشر


كفالة اليتيم:

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى. [رواه البخاري].
وقال
صلى الله عليه وسلم : «من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة»[أبو يعلى وصححه الألباني].





  #18  
قديم 05-07-2015, 12:13 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




إن الحمد لله: نحمده، ونستعينه، ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فضائل الحجاب
أولاً - الحجاب طاعة لله عز وجل، وطاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
أوجب الله تعالى طاعته، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -: فقال: "وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" (الأحزاب: 36). وقال عز وجل: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" (النساء: 65). وقد أمر الله سبحانه وتعالى النساء بالحجاب: فقال عز وجل: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" (الأحزاب: 33). وقال تبارك وتعالى: "وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" (الأحزاب: 53). وقال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن" (الأحزاب: 59). وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان" "صحيح الجامع الصغير" (رقم: 6690) للألباني.
ثانياً - الحجاب إيمان: والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات: فقد قال سبحانه: "وقل للمؤمنات" (النور: 31). وقال عز وجل: "ونساء المؤمنين" (الأحزاب: 59).
ثالثاً - الحجاب طهارة: بين سبحانه: الحكمة من تشريع الحجاب، وأجملها في قوله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" (الأحزاب: 53). فنص سبحانه على: أن الحجاب طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات. وبيان ذلك: أنه إذا لم فالقلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة - حينئذٍ - أظهر؛ لأن الرؤية سبب: التعلق، والفتنة. فكان الحجاب: أطهر للقلب، وأنفى للريبة، وأبعد للتهمة، وأقوى في: الحماية، والعصمة.


رابعاً - الحجاب عفة: قال سبحانه وتعالى: "والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم" (النور: 60). فحرض القواعد العجائز على الاستعفاف، وأوضح أنه خير لهن - وإن لم يتبرجن -. فظهر - بذلك -: فضل التحجب، والتستر بالثياب - ولو من العجائز -.
خامساً - الحجاب ستر: عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: ...، ونساء: كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليُوجد من مسيرة كذا وكذا" "صحيح الجامع الصغير" (رقم: 3799). وعن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما)، قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون في آخر أمتي: نساء: كاسيات عاريات، تر العين؛ لم يشته القلب، أما على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن؛ فإنهن ملعونات" "حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة" (ص: 56) للألباني.
سادساً - الحجاب حياء: عن ابن عمر (رضي الله عنهما): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رُفع أحدهما؛ رُفع الآخر" "صحيح الجامع الصغير" (رقم: 3200).
سابعاً - الحجاب يناسب الغيرة: عن المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه)، قال: قال سعد بن عبادة: (لو رأيت رجلاً مع امرأتي؛ لضربته بالسيف غير مُصفِح)!. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "تعجبون من غيرة سعد؟!. والله، لأنا أغير منه، والله أغير مني. ومن أجل غيرة الله: حرم الفواحش: ما ظهر منها، وما بطن" البخاري، ومسلم. ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): (ألا تستحيون؟، ألا تغارون؟: يترك أحدكم امرأته بين الرجال: تنظر إليهم، وينظرون إليها) "الزواجر" (2/46) للهيثمي. إذا رأت العين: فقد يشتهي القلب، وقد لا يشتهي.



المشروع الثامن عشر


كفاية الأرملة والمسكين:
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار, ويقوم الليل» [البخاري].


  #19  
قديم 05-07-2015, 11:40 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمّت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرّم الله عليهن إبداءها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة، ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد.

فاتقوا الله أيها المسلمون وخذوا على أيدي سفهائكم، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن، وألزموهن التحجب والتستر، واحذروا غضب الله سبحانه، وعظيم عقوبته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه }.
وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريملُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ )[المائدة:78-79].
وفي المسند وغيره عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ثم قال: { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم } وصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان }.
وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت، وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانةً لهن عن الفساد وتحذيراً لهن من أسباب الفتنة.
فقال سبحانه وتعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )[الأحزاب:33،32].
نهى سبحانه في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين ـ وهن من خير النساء وأطهرهن ـ عن الخضوع بالقول للرجال وهو تليين القول وترقيقه، لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا، ويظن أنهن يوافقنه على ذلك، وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن، فغيرهن أولى، وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية: (وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)[الأحزاب:33] فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن.
وقال عز وجل: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )[الأحزاب:53] فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة.

فيا معشر المسلمين، تأدبوا بتأديب الله، وامتثلوا أمر الله. وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة.
وقال سبحانه وتعلى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً)[الأحزاب:59]. والجلابيب: جمع جلباب وهو ما تضعه المرأة على رأسها وبدنها فوق الثياب للتحجب والتستر به، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يُعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ( أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عيناً واحدة )، وقال محمد بن سيرين: ( سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل:(يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ )فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى ). ثم أخبر الله سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل النهي والتحذير منه سبحانه.
وقال عز وجل: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )[النور:60].
هل التبرج مبطل للصوم ؟.
الحمد لله
أولاً :
شرع الله تعالى الصيام لحكم عظيمة ، ومن أهم هذه الحكم والمصالح المترتبة على الصيام تحقيق تقوى الله تعالى ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183 .
والتقوى هي امتثال ما أمر الله به ، واجتناب ما نهى عنه .
فالصائم مأمور بفعل الطاعات ، منهي عن فعل المحرمات نهيا مؤكدا ، فإن المعاصي قبيحة من كل أحد وهي من الصائم أشد قبحا ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) رواه البخاري (6057) . راجع السؤال رقم (37989) ، (37658)
وروى ابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ) . وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1082) .
قال عُمَر بْن الْخَطَّابِ وعَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما : لَيْسَ الصِّيَامُ مِنْ الشَّرَابِ وَالطَّعَامِ وَحْدَهُ ; وَلَكِنَّهُ مِنْ الْكَذِبِ , وَالْبَاطِلِ وَاللَّغْوِ .
وقَالَ جَابِرٌ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ : إذَا صُمْت فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ , وَبَصَرُكَ , وَلِسَانُكَ عَنْ الْكَذِبِ وَالْمَأْثَمِ , وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ , وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صَوْمِكَ سَوَاءً .
وعَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : إذَا صُمْت فَتَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْت . فَكَانَ طَلِيقٌ إذَا كَانَ يَوْمُ صِيَامِهِ دَخَلَ (يعني بيته) فَلَمْ يَخْرُجْ إلا إلَى صَلاةٍ .
وكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَصْحَابُهُ رضي الله عنهم إذَا صَامُوا جَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالُوا : نُطَهِّرُ صِيَامَنَا .
انظر : "المحلى" (4/305)
وقال بعض العلماء :
يَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ أَنْ يَصُومَ بِعَيْنَيْهِ فَلا يَنْظُرُ إلَى مَا لا يَحِلُّ ، وَبِسَمْعِهِ فَلا يَسْمَعُ مَا لَا يَحِلُّ ، وَبِلِسَانِهِ فَلا يَنْطِقُ بِفُحْشٍ وَلا يَشْتُمُ وَلا يَكْذِبُ وَلا يَغْتَبْ اهـ .
فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذا الشهر الكريم الذي تسلسل فيه الشياطين ، وتفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، فينتهز المؤمن هذا الشهر ليكون أقرب إلى الله ، فيتوب توبة نصوحا من كل ذنوبه ومعاصيه ، ويعاهد الله تعالى على الاستقامة على دينه وشرعه .

ثانيا :
والمعاصي ( ومنها تبرج المرأة وإظهارها زينتها ومفاتنها للرجال الأجانب عنها ) تنقص ثواب الصيام فكلما كثرت معاصيه وعظمت نقص ثواب صيامه ، وقد يزول ثوابه بالكلية ، فيكون قد منع نفسه من الطعام والشراب وسائر المفطرات وقد أضاع ثواب ذلك بمعصيته لله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ ) رواه ابن ماجه (1690) . وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
قال السبكي في فتاويه (1/221-226) :
هَلْ يَنْقُصُ الصَّوْمُ بِمَا قَدْ يَحْصُلُ فِيهِ مِنْ الْمَعَاصِي أَوْ لا ؟ وَاَلَّذِي نَخْتَارُهُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ يَنْقُصُ وَمَا أَظُنُّ فِي ذَلِكَ خِلافًا . . .
وَاعْلَمْ أَنَّ رُتْبَةَ الْكَمَالِ فِي الصَّوْمِ قَدْ تَكُونُ بِاقْتِرَانِ طَاعَاتٍ بِهِ مِنْ قِرَاءَةِ قُرْآنٍ وَاعْتِكَافٍ وَصَلاةٍ وَصَدَقَةٍ وَغَيْرِهَا وَقَدْ تَكُونُ بِاجْتِنَابِ مَنْهِيَّاتٍ . فَكُلُّ ذَلِكَ يَزِيدُهُ كَمَالا وَمَطْلُوبٌ فِيهِ اهـ . باختصار .

ثالثا :
وأما إفساد الصيام بالمعاصي (ومنها تبرج المرأة) فإن الصيام لا يفسد بذلك بل يكون صحيحا مسقطا للفرض عن الصائم ، ولا يؤمر بقضائه ، ولكن ينقص ثواب الصيام بفعل المعصية ، وقد يذهب ثوابه بالكلية كما سبق .
قال النووي في "المجموع" (6/398) :
( يَنْبَغِي لِلصَّائِمِ أَنْ يُنَزِّهَ صَوْمَهُ عَنْ الْغِيبَةِ وَالشَّتْمِ ) مَعْنَاهُ يَتَأَكَّدُ التَّنَزُّهُ عَنْ ذَلِكَ فِي حَقِّ الصَّائِمِ أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِ لِلْحَدِيثِ , وَإِلا فَغَيْرُ الصَّائِمِ يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ أَيْضًا وَيُؤْمَرُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ , وَالتَّنَزُّهُ التَّبَاعُدُ , فَلَوْ اغْتَابَ فِي صَوْمِهِ عَصَى وَلَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ عِنْدَنَا , وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَالْعُلَمَاءُ كَافَّةً إلا الأَوْزَاعِيَّ فَقَالَ : يَبْطُلُ الصَّوْمُ بِالْغِيبَةِ وَيَجِبُ قَضَاؤُهُ اهـ .

وسئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام (ص358) : هل تحدث المرء بكلام حرام في نهار رمضان يفسد صومه ؟
فأجاب :
"إذا قرأنا قول الله عز وجل: ( يا أَ يُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) عرفنا ما هي الحكمة من إيجاب الصوم وهي التقوى ، والتقوى هي ترك المحرمات، وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور ، والعمل به ، والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) . وعلى هذا يتأكد على الصائم اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال ، فلا يغتاب الناس ، ولا يكذب ، ولا ينم بينهم ، ولا يبيع بيعاً محرماً ، ويجتنب جميع المحرمات . وإذا اجتنب الإنسان ذلك في شهر كامل فإن نفسه سوف تستقيم بقية العام ، ولكن المؤسف أن كثيراً من الصائمين لا يفرقون بين يوم صومهم وفطرهم ، فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش وغيره ، ولا تشعر أن عليه وقار الصوم ، وهذه الأفعال لا تبطل الصيام ، ولكن تنقص من أجره ، وربما عند المعادلة تضيع أجر الصوم" اهـ .
الإسلام سؤال وجواب





المشروع التاسع عشر


تعليم الناس ما يستغنون به عن المسألة:

وهذا أفضل من إعطائه صدقة ثم تركه يتكفف الناس، فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال صلى الله عيه وسلم : «الإيمان بالله، والجهاد في سبيله»، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم : «أنفسها عند أهلها, وأكثرها ثمنا»، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال صلى الله عليه وسلم : «تعين صانعا، أو تصنع لأخرق»، قال: قلت: أرأيت ضعفت عن بعض العمل؟ قال صلى الله عليه وسلم : «تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك» [مسلم].


  #20  
قديم 06-07-2015, 11:33 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي



هل يسن للمرأة الاعتكاف ؟؟؟


اخواتي مبارك عليكن دخول العشر
التي لا شك ان المسلمين ينتظرونها بفارغ الصبر لعلهم
يدركون فيها ليلة القدر فيفوزوا بعظيم الاجر
فالعبادة فيها تعدل عبادة الف شهر ليس فيها ليلة القدر.


ومن وظائف العشر:
ï؟½ï؟½الاعتكافï؟½ï؟½
فبه يتمكن الإنسان من التشمير عن ساعد الجد في طاعة الله،ولذا
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان
عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ).
فيسن للمرأة الاعتكاف حالها حال الرجل
اذا أذن لها زوجها
وقد ثبت ان زوجات النبي عليه الصلاة والسلام كن يستأذن منه، وقد اعتكفن في حياته وبعد موته وكن يعتكفن في المسجد
ويسن للمرأة ان تعتكف في اي مسجد تأمن على نفسها فيه
والافضل ان تقام فيه الجماعة لتنال اجر الصلاة جماعة
وليس واجبا لانه ليس على المرأة صلاة جماعة


وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله عن المرأة
فأجاب :
بأنه يجوز لها الاعتكاف بأي مسجد
حتى لو لم تقام فيه صلاة الجماعة لانها ليست واجبة عليها.
واقل مدة للاعتكاف لحظة او ساعة
والذي نشاهده في العشر الاواخر ان المرأة
تخرج للتراويح ثم تعود الى بيتها واحيانا يكون الوقت بين
التروايح والقيام لايتجاوز ساعتين او ثلاث بل ربما اقل
...


ولهذا نقول لاخواتنا اللاتي يصلين في المساجد:
اذا خرجتي لصلاة العشاء فانوي الاعتكاف
وامكثي بالمسجد الى صلاة القيام
وهذا افضل لك من عدة وجوه :
1- المحافظة على وقتك الذي قد يضيع منك في الذهاب
والعودة ثم الذهاب للمسجد مرة اخرى
2- التفرغ اطول وقت ممكن للعبادة وهذا لن يحصل اذا عدت
الى البيت بعد التروايح

بل ربما احيانا قد تنشغل المسلمة بإمور لاخير فيها وكان
الافضل لها البقاء بالمسجد
3 -
الستر والابتعاد قدر الامكان عن كثرة الخروج
والاختلاط الذي يتضاعف حال عودتك ثم الخروج مرة
اخرى للقيام
4-
ان تنالين اجر الاعتكاف والمكوث في مصلاك تنتظرين الصلاة
5-
ان تحيي هذه السنة التي يقل العمل بها من النساء.


فإذا يسر الله لك الاعتكاف لو ساعة واذن لك زوجك فيه ان
كنت ذات زوج

فاحرصي على الاكثار من قراءة القران
والاكثار من أورادالذكر ..
وابتعدي عن تضييع وقتك في المكالمات او الانشغال
بالرسائل او الحديث مع المعتكفات والمصليات
واحذري الرياء واسالي الله الاخلاص
واستغلي كل دقيقة من وقتك.
أسال الله أن يبلغنا بفضله ليلة القدر وأن نكون ممن وفق
لقيامها
فنال حظه منها وقبل عمله فيها.


المشروع العشرون


تعزيز العلاقة مع الجيران:

قد تكون العلاقة بين الجيران سيئة أو فاترة، فيكون رمضان فرصة لعودة الدفء إلى هذه العلاقة، فحق الجار عظيم، قال صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره» [البخاري].
وقال
صلى الله عليه وسلم : «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» [صحيح الترمذي].

وقال
صلى الله وعليه وسلم لأبي ذر: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك» [مسلم].
  #21  
قديم 08-07-2015, 12:50 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي




ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ï´¾ [الكهف: 1 - 3].

وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

لشهر رمضان الكريم شهر الصيام والقيام خصوصيةً بالقرآن؛ فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم هدًى للناس؛ يقول الله - تعالى -: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [البقرة: 185].

فأخبر - سبحانه - بخصوصية شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهنَّ لإنزال القرآن العظيم فيه، بل لقد ورد في الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تتنزّل فيه على الأنبياء، ففي المسند للإمام أحمد، والمعجم الكبير للطبراني من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أُنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لستٍ مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزّبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان))؛ إسناده لا بأس به، وله شاهد يتقوّى به.


فهذا الحديث - يدل على أن شهر رمضان هو الشهر الذي كانت تنزل فيه الكتب الإلهية على الرُّسل - عليهم الصلاة والسلام - إلا أنها كانت تنزل على النبي الذي أنزلت عليه تنزل عليه جملة واحدة، وأما القرآن الكريم، فلمزيد شرفه وعظيم فضله وجلالة مكانته، فإنما نزل جملةً واحدة إلى بيت العزّة من السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك؛ قال الله - تعالى -: ï´؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ï´¾ [الدخان: 3]، وقال - تعالى -: ï´؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ï´¾ [القدر: 1]، وقال - تعالى -: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ï´¾ [البقرة: 185]، فدلَّت هذه الآيات الثلاث على أن القرآن الكريم أُنزل في ليلة واحدة، توصف بأنها ليلة مباركة وهي ليلة القدر، وهي من ليالي شهر رمضان المبارك، ثم بعد ذلك نزل مفرَّقًا على مواقع النجوم يتلو بعضه بعضًا بحسب الوقائع والأحداث، هكذا روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - من غير وجه، فروى الحاكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "أُنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعضه في إثر بعض".

وروى أيضًا عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "أُنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: ï´؟ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ï´¾ [الفرقان: 33]، ï´؟ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ï´¾ [الإسراء: 106].

وروى ابن أبى حاتم عن بن عباس - رضي الله عنهما - أنه سأله عطية بن الأسود، فقال: أوقع في قلبي الشك قول الله - تعالى -: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ï´¾ [البقرة: 185]، وقوله - تعالى -: ï´؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ï´¾ [الدخان: 3]، وقوله: ï´؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ï´¾ [القدر: 1]، وقد أنزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة، وفي المحرم وصفر وشهر ربيع، فقال بن عباس - رضي الله عنهما -: "إنه نزل في رمضان في ليلة القدر، وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أُنزل على مواقع النجوم ترتيلاً في الشهور والأيام.


اختاه
إن الحكمة في هذا النزول هي تعظيم القرآن الكريم، وتعظيم أمر من نزل عليه، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعظيم الشهر الذي نزل فيه، وهو شهر رمضان المبارك الذي نعيش أيامه الفاضلة ولياليه الكريمة، وفي ذلك أيضًا تفضيل لليلة التي نزل فيها، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ يقول الله - تعالى -: ï´؟ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ï´¾ [القدر: 1 - 5].


اختاه

ثم إنّ ما تقدَّم ليدل أعظم دَلالة على عِظم شأن شهر الصيام، شهر رمضان المبارك، وأنّ له خصوصية بالقرآن؛ إذ فيه حصل للأمة من الله - جلّ وعلا - هذا الفضلُ العظيم نزول وحيه الكريم، وكلامه العظيم المشتمل على الهداية والنور، والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة؛ ï´؟ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [البقرة: 185]، والهداية لمصالح الدين والدنيا، وفيه تبيين الحق بأوضح بيان، وفيه الفرقان بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والظلمات والنور.



اختاه
فحقيق بشهر هذا فضله، وهذا إحسان الله على عباده فيه أن يعظمه العباد، وأن يكون موسمًا لهم للعبادة وزادًا عظيمًا ليوم المعاد، ويدلُّ أيضًا على استحباب دراسة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، والاجتهاد في ذلك، والعناية بهذا الأمر أتمَّ العناية، والإكثار من تلاوة القرآن فيه، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له، والزيادة في مدارسته؛ روى البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يطيل القراءة في قيام رمضان في الليل أكثر من غيره، وهذا أمر يشرع لكل من أراد أن يزيد في القراءة ويطيل، وكان يصلي لنفسه فيطيل ما شاء، وكذلك مَن صلى بجماعة يرضون بإطالته، وأما سوى ذلك فالمشروع التخفيف؛ قال الإمام أحمد لبعض أصحابه وكان يصلى بهم في رمضان، قال: هؤلاء قوم ضعفاء اقرأ خمسًا، ستًّا، سبعًا، قال: فقرأت فختمتُ ليلة سبع وعشرين، فأرشده - رحمه الله - إلى أن يراعي حال المأمومين، فلا يشق عليهم.

وكان السلف - رحمهم الله - يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، وتزيد عنايتهم به في هذا الشهر العظيم، فكان الأسود - رحمه الله - يقرأ القرآن في كل ليلة من رمضان.

وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر يختمه في كل ثلاث.

وكان قتادة يختم في كل سبعٍ دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كلَّ ليلة.

وكان الزُّهري - رحمه الله - إذا دخل رمضان، قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.

وكان مالك - رحمه الله - إذا دخل رمضان يفرُّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان.

وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان، ترك النوافل، وأقبل على قراءة القرآن، والآثار عنهم في هذا المعني كثيرة.

رزقنا الله حسن اتباعهم والسير على آثارهم، ونسأله - تبارك وتعالى - بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا

المشروع الحادي والعشرون


الكلمة الطيبة:


قال تعالى:}وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا{ [البقرة: 83]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة» [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم : «إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها» قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» [صحيح الترمذي].

  #22  
قديم 09-07-2015, 12:12 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي






تدبري- أختي المسلمة- الآيات والأحاديث الآتية واعلمي أن الله ساوى بينك وبين الرجل في أغلب التكاليف وساوى بينك وبين الرجل في جزاء الأعمال في الآخرة:
قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)) .
وقال تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ))
وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات جميعا

فقال تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )) .



ومن مساواة المرأة والرجل في جزاء الآخرة :

قوله تعالى: (( ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن مما كانوا يعملون )).
وقوله تعالى:(( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )).
ومن المجمع عليه والمعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن على النساء ما على الرجال من أركان الإسلام، إلا أن الصلاة تسقط عن المرأة في زمن الحيض والنفاس مطلقا وليس عليها إعادة لحديث عائشة- رضي الله عنها- قالت: "كان يصيبنا ذلك- يعني الحيض- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة".
فعليك- أيتها المرأة المسلمة- أن تقومي بتكاليف الإسلام كما أمر الله عز وجل من المحافظة على الصلاة في أوقاتها وأداء الصيام كاملا وإخراج الزكاة في وقتها والحج لبيت الله الحرام إن استطعت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بقدر طاقتك وفي حدود وسعك وقد قال الله تعالى: (( ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).



الزَمي الذِّكر وتلاوة القرآن:
حافظي وأكثِري مِن الأذكار، لاسيما في أوقاتٍ وأحوالٍ يتأكّدُ فيها ذلك؛ كأذكارِ ما بعدَ الصّلوات، وأذكارِ الأذانِ ومتابعةِ المؤذِّن، وأذكار النّوم والاستيقاظ منه، وأذكار الإفطار والأكل، وأذكارِ الدّخول والخروج، وأذكار الصّباحِ والمساءِ -عموما-،... ولا يَفْتُر لسانُكِ عن الذِّكْر في جميعِ أحوالِك حتّى وأنتِ تُؤدّين أعمالَك المنزلية، متأسِّيةً في ذلك بنبيِّكِ -عليه الصّلاة والسّلام- فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: ((كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ))[رواه مسلم في صحيحه، من حديثِ عائشة -رضي اللّه عنها-]. وتذكّري أنَّ في ذكْرِ الله حياةٌ لقلبِكِ؛ قال عليه الصّلاة والسّلام: ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ))[رواه البخاري في صحيحه، من حديثِ أبي موسى -رضي اللّه عنه]. (21) اقتني كتيِّبا خاصّا يَحوي مُختلَفَ الأدعيةِ والأذْكار -إذا كنتِ لا تحفظينها- ككتابَيْ (حِصن المسلم) و(الكَلِم الطيِّب)، وغيرهِما مِن الكُتب.
أقْبِلي على قراءة القرآن الكريم؛ فإنّ ذلك مِن مظاهر الاجتهاد في العبادة الّتي ينبغي الإكثار منها آناءَ اللّيلِ وأطراف النَّهارِ في هذا الشّهرِ المبارَك، فإنّه لا يخفى عنكِ ما للقرآنِ مِن فضلٍ عظيم على الكثيرِ مِن الأعمال -تلاوةً وحفظاً وتدبّراً وعملاً به- ويكفيكِ في ذلك قولُه تعالى: ï´؟إِنّ الّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لنْ تَبُورَ * لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِن فَضْلِهِ، إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌï´¾[سورة فاطر: الآيتان 29 -30]،وفي حديث عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلّم- قال: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))[رواه التّرمذي في جامعه، من حديثِ عبد الله بن مسعود -رضي اللّه عنه-]، وعن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- أنّه عليه الصّلاة والسّلام قال: ((خيرُكُم مَن تعلّم القرآن وعلَّمَه))[رواه البخاري في صحيحه، من حديثِ عثمان بن عفّان -رضي اللّه عنه-]. رمضان فرصة لكِ أختي الكريمة لِتُقبلِي على القرآن أكثر فأكثر، ولا تنسَي أنّ رمضان شهر القرآن.
لا تُسْرِعي في قراءة القرآن إسراعاً بدون ترتيل ولا تدبُّرٍ لمعانيه وأحكامه، فلا يكنْ مقصدُكِ مِنَ القراءة هو الوصول إلى خَتْمه في أقرب وقتٍ مع مخالفة قولِه تعالى: ï´؟وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاًï´¾[سورة المزمّل: الآية 4]، ومخالفة قوله عزّ وجلّ: ï´؟كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألْبَابِï´¾[سورة ص: الآية 29]، بل ينبغي عليكِ الجمع بين الخيْرين؛ بكثرةِ قراءةِ القرآنِ ومحاولة ختمِه أكثر مِن مرّة، مع ترتيلِه وتَدبُّرِ معانيه والعملِ بأحكامه.
لا تكتفي فقط بقراءةِ القرآنِ في نهار رمضان، ثمّ تغفلين عن ذلك في لياليه! فلا يوجدُ دليلٌ يَنصُّ على تخصيصِ قراءتِه في نهارِ رمضان بفضل معيّن دون لياليه، بل احْرصي على قراءتِه قبل النّوم قدْر استطاعتِكِ ولو جزءًا يسيرا.
اجلسي في مُصلاَّكِ بعد أدائكِ فريضة الصّبح حتّى الشّروق إنْ استطعتِ؛ تقرئين القرآنَ وتذكُرينَ اللهَ وتُسبِّحينَه وتُهلِّلينَه وتَحمدينَه وتُكبّرينَه، ثم صلّي ركعتين -مِن صلاةِ الضُّحى- على الأقلّ.




  #23  
قديم 10-07-2015, 12:30 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي






استخدم أعداؤنا طرقا متعددة وأساليب مختلفة لإفساد المرأة المسلمة في جميع مراحل حياتها.
ومن طرقهم:
(1) الإعلام (المقروء والمسموع والمرئي): مجلات نسائية، مواضيع وتحقيقات صحفية، أفلام ومسلسلات مغرضة .....الخ.
* ظاهرها: العناية بشئون المرأة وطرح المواضيع التي تهمها والدفاع عن حقوقها.
* باطنها: صور الفتيات العاريات من كل شيء على الغلاف (من الثياب، من الحياء، من الأخلاق...الخ).




منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة المسلمة :
يتبع العلمانيون منهجاً واحداً لم يتغير عبر مائة عام من أجل إفساد المرأة وأطروحاتهم التحررية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا سوى تغير طفيف لمراعات البيئات ومستجدات العصر لكن المطالب الأساسية لديهم مكررة معادة نقرأها في كتب القدامى ونسمعها من أفواه المعاصرين ، فهم في حقيقة الأمر أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم ، فتمر عبرهم الأفكار اليهودية لتخرج لنا أفكاراً يهودية بلهجة محلية عربية ويمكن تلخيص ملامح هذا المنهج الإفسادي في النقاط التالية:
أولاً : التطبيع :

أي جعل الفساد أمراً طبيعياً حيث يتم طرح مجموعة من الأفكار والمقالات الصحفية ونشر بعض الكتب والقصص والروايات والتي تتحدث جميعها عن موضوعات لها ارتباط بقضية إفساد المرأة حتى يبدأ عامة الناس بقبول تلك الأفكار ويبدأ تأثيرها يتسرب شيئاً فشيئاً إلى تفاصيل حياتهم اليومية ومن القضايا التي تناولها العلمانيون ما يلي:
أ ) : الاختلاط:
يقول برتراند رسل : (( يجب أن يعالج ال*** من البداية كشيء طبيعي مبهج ومحتشم ، وإذا أردنا أن نغفل خلاف ذلك فإننا نكون قد سممنا العلاقات فيما بين الرجل والمرأة وبين الآباء والأولاد ) ويقول غيره : ( إن الفضيلة التي تستند إلى الجهل لا قيمة لها وإن الفتيات لهن نفس الحق في المعرفة ال***ية كالفتيان ) وينطوي تحت ذلك الدعوة للتعليم المختلط منذ الصغر بحجة التعرف على نفسية ال*** الآخر وإزالة الشكوك بينهما بسبب الاعتياد على مشاهدة بعضهم لبعض فيشعر الولد ـ بزعمهم ـ كأنه يعيش مع أخته والفتاة مع أخيها.
ومن التطبيقات العملية التي ينفذها القوم في واقعنا المعاش الاحتفالات المختلطة التي نشاهدها بين آونة وأخرى وإذا وقف المصلحون أمام دعوتهم هذه أجلبوا عليهم بكل ما يجدون من وسائل السب والإقصاء وادعوا بأنهم يريدون الرجوع بنا عن مجالات التقدم ، وأنكم تنظرون بمنظار الريبة والشك وإلا فالاختلاط أمر طبيعي فانظروا مثلاُ الحرم المكي والطواف.....



ب): إظهار الألبسة العارية على أنها رقي وتقدم :
المتابع لذلك يجد أن هذه الألبسة العارية ابتدأت في الصحف والمجلات العربية عام 1925م أي بعد سقوط الخلافة بعام واحد فقط ظهرت بصورة كثيفة في تلك الحقبة وكا ن ظهورها جرئياً في خلاعته في وقت كانت المرأة المسلمة متمسكة بحجابها الكامل ، لكن الضغط الإعلامي وتزيين ذلك والدعوة إلى الموضة وإتباعها أجبر النساء على التخلي عن الحشمة ثم الانجراف قليلاً قليلاً صوب السفور والجري خلف الموضات ولا يزال هذا السيل الجرار من هذا العري يزداد يوماً بعد يوم ولعل محلات الأزياء والمجلات النسائية العربية ومسابقات ملكات الجمال التي يتم عرضها في القنوات الفضائية هي أصدق تعبير على ذلك ، ومن طرق الضغط ما يتم ممارسته بإتخام الأسواق وملئها بأصناف الألبسة الغربية المنافية للدين والحشمة والعفاف لإجبار النساء على ارتدائها لعدم أو صعوبة توافر البديل الساتر العفيف .



ج : ) إبراز أهل الفن من ممثلين وممثلات ومغنين ومغنيات ولاعبي الكرة على أنهم قدوات فتبرز تفاصيل حياتهم واهتماماتهم وتجرى معهم المقابلات ....
د ) : تعظيم الغرب وأهله وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى والملاحظ أن هؤلاء العلمانيين لا يعظمون المظاهر الحسنة التي امتاز بها الغرب من الاختراعات والعلوم الطبية والتقنية وغيرها إنما يركزون أحاديثهم وجميع انتاجهم على ما يريدون من الفساد فهم يقدمون ( ثقافة الذباب ) التي لا تقع على الزهور والورود بل على أقبح ما لدى الغرب .
هـ ) : استمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال ال***ي في وسائل الإعلام بصور تبدو كأنه عفوية بحجة الرشاقة وتمارين تخفيف الوزن ، أو باسم التمارين الرياضية ، ومن الأساليب الخادعة لنشر التفسخ والفاحشة في المجتمع أن يخصص العلمانيون الصفحات الكاملة للحديث عن مشاكل المرأة ال***ية في المخدع الزوجي بالتفصيل المثير للغرائز أو الحديث المطول عن الفضائح ال***ية والجرائم المتعلقة بال****** وهم بهذه الطريقة أن ينيروا عقول الناس بزعمهم لمحاكاة تلك القصص ( المسلسلات التركية مثالاً ) ولإقناع الناس بتدهور المجتمع وأن هذه الجرائم من الأمور المستشرية التي لا يخلو منها بيت .
و : ) تحسين العلاقات المحرمة حتى يصلوا إلى تسويغها في النفوس فراحوا يبعدون الشباب عن الزواج وينادون بإلحاح على تأخير الزواج للفتاة بالذات ويبررون ذلك بأن في زواجها ظلماً للأولاد الصغار ( وقفة )

ثانياً : استغلال الدين :
لعلم هؤلاء المفسدين أن للدين أثراً على الناس فقد حرصوا على أن يركبوا موجته ويقولوا حقاً ليصلوا به إلى باطل فتراهم ينهجون منهج العرض الديني في أطروحاتهم لإفساد المرأة وهذا المنهج منهج قديم كشفه الله سبحانه في قوله تعالى : { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد } فيستعمل هؤلاء المصطلحات الدينية للاحتيال والتلبيس ومن أمثلة ذلك:
أ ) : الاستدلال بالأقوال الشاذة.
ب) : ادعاؤهم فهم الدين : فغالباً ما يزعم هؤلاء أنهم هم الذين يفهمون عمق الإسلام وروحه وسماحته ويهاجمون التفسيرات الصحيحة لأحكام الإسلام ويتهمون غيرهم بالجمود والنصية والتشدد في فهم الدين.

ج) : التمسح بالدين : لا يفوت القوم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير المرأة بالتأكيد على أن دعواتهم هذه يتم طرحها وفق الثوابت الدينية ودون المساس بها فنجد في عباراتهم ( في ما لا يخالف الدين ) ( في ظل عقيدتنا السمحة ) ( حسب ضوابط الدين الحنيف ) ( وفقاً للضوابط الشرعية ) وهكذا وهذا كله لا يجاوز حناجرهم بينما فكرهم وسلوكهم يعارض ذلك تماماً .

د ) : التأكيد على الخلاف الفقهي : فالقضايا التي يعبرون من خلالها إلى الإفساد يسعون فيها إلى إثارة الخلاف ( الحجاب الاختلاط ، الغناء ... وهم يتميزون في هذا الشأن بأنهم : أولاً لا يفقهون الخلاف الفقهي في غير هذه القضايا التي يثيرونها ويطنطنون حولها فبينما تراهم محيطين بالأقوال الشاذة حول ذلك وإثارتها والبحث عن أقوال أهل العلم في ذلك بكما يخدمهم تجدهم في المقابل لا يعرفون في غيرها من أمور الدين شيئاً وثانياً : عندما يتحدثون عن الخلاف الفقهي لا يبحثون عن الراجح والأقرب للأدلة والإجماع بل يبحثون عن الأقرب لهواهم ولإفسادهم حتى ولو كان دليله ضعيفاً أو لا دليل عليه أو شاذاً غريباً .
ثالثاً : احتواء الأقلام والمواهب النسائية وأسيرات الشهرة والظهور الإعلامي عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء كالمال أو الشهرة أو المقايضة بتسهيل أمورهن وفي المقابل إقصاء ومحاربة الأقلام النسائية الشريفة التي لا يستطيعون احتوائها .
رابعاً : ادعاء نصرة المرأة : يدعي هؤلاء أنهم إنما يريدون نصرة المرأة ويسمون المعارضين لهم بأنهم نصبوا أنفسهم أوصياء على المرأة ولكن أطروحاتهم تبتعد عن الحقوق الحقيقة المهضومة فيها المرأة فهم لا يطرحون ذلك إلا لتوظيفها فيما يخدم أهدافهم ومن أسلوبهم في هذه الدعوى :
أ ) : استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية وهذه بعض الأمثلة:
يوجد في مجتمعنا تعامل ظالم من بعض الأزواج أو الآباء وهذا لا يقره الإسلام ولا العقل لكن مثل هذه الأمور يسارع العلمانيون لنشرها وأنها هي الغالبة ليتوصلوا بها إلى إلغاء القوامة...
مهاجمة تعدد الزوجات مستغلين سوء تعامل بعض الأزواج وظلمهم الواضح البين ...
ب ) إقحام الحديث عن الأم والأخت : فعند الحديث مع القوم والنقاش حول الاختلاط يقفز هؤلاء إلى نقطة أخرى لا علاقة لها بالموضوع إلى القول نحن نتحدث عن أمهاتنا وأخواتنا ثم يتضاعف التلبيس في الحوار حتى يقع المحاور معهم في تيه وتفكك .
خامساً : التشكيك في الحجاب : الحجاب عند العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة وهو مصدر الرعب لقلوبهم ، فهم عندما يكيسرون هذا المفصل يسهل عليهم النجاح في تحقيق إفسادهم لذلك اعتمدوا على منهج التشكيك في شرعيته أولاً ثم في مناسبته لهذا العصر ثانياً فيرتدون لباس الطهر في هذا الجانب ويتباكون على تضييع حقيقة الدين ويكذبون على أحكام الدين ليوهموا المسلمين بأمور :
أن الحجاب ليس من الدين أصلاً وإنما لباس اجتماعي موروث عن الأجداد .
• لا يوجد دليل من الدين يوجب الحجاب على المرأة .
العفاف عفاف القلب وليس بالحجاب فهناك فاسقات يلبسن الحجاب وهناك عفيفات طاهرات لا يلبسن الحجاب وكثيراً ما يرددون مقولة ( كم من متحجبة وهي سيئة ، وكم من متكشفة وهي بطهر التابعيات ) ثم يستمرون بالغمز واللمز للمحجبات بمثل هذه الدعوى لتنفيرهن من حجابهن.




دور وسائل الإعلام في إفساد المرأة:

كانت وسائل الإعلام هي الأبواق التي ينفث فيها هؤلاء من قديم حتى زمننا هذا، و للأسف الشديد أن الإعلام في العالم الإسلامي اليوم ـ في غالبه ـ لا يخدم قضايا الأمة، ولا يسعى في إيجاد الحلول لمشاكلها، بل لا يمثل فكر الأمة ولا دينها إطلاقاً. فهو سلاح بأيدي الأعداء وبوق من أبواقهم ، وكان له الدور الأعظم في قيادة الأمة إلى الارتماء في أحضان عدوها ، ومما يعنينا في هذا المجال الدور الإفسادي الذي قامت به ـ ولا تزال ـ وسائل الإعلام في إفساد المرأة المسلمة في بلاد الإسلام قاطبة بجميع أنواعها من صحافة وتلفزيون وقنوات فضائية وسينما وغيرها ولنقف مع شيء من هذا الدور الإفسادي.
أولاً : الصحافة والمجلات : كانت الصحافة العربية من بداية إنشائها واقعة تحت تأثير الآراء الغربية فقد كشف هاملتون جب عن خطة الصحافة العربية بقوله : ( إن معظم الصحف العربية اليومية واقعة تحت تأثير الآراء والوسائل الغربية ، فالصحافة العربية لا دينية في اتجاهها … ) والصحافة والمجلات تقوم بهذا الدور الإفسادي من خلال :
فتاة الغلاف : حيث أصبحت فتاة الغلاف أمراً لازماً لا تفرط فيها أي من تلك المجلات.
إظهار الصور الماجنة الخليعة بحجة الجمال والرشاقة أو بحجة تخفيف الوزن أو بحجة ملكات الجمال مع ما فيها من مواضيع الحب والغرام وهذا يهدف إلى تهوين أمر الفواحش وقلب المفاهيم الراسخة ، وإحلال مفاهيم جديدة بعيدة عن هوية الأمة ودينها.
صفحات المشاكل : تقوم الصحف والمجلات بفتح الباب لمن لديه مشكلة عاطفية أو اجتماعية أو ***ية بإرسالها للمجلة لتعرض على مختصين ـ بزعمهم ـ ويكون الحل دائماً بعيداً عن الحل الإسلامي ، دائماً حل يدعو المرأة إلى الاستمرار في البعد عن الله ويُسهل عليها كثيراً تجاوز الحدود الشرعية .
الاستطلاعات : لاشك أن باب الاستطلاعات في بعض المجلات يعتبر من أخطر الأبواب لحرصه على إظهار المرأة المتبرجة في البلدان التي يستطلعها ويثني عليها وعلى تحررها وعلى جهودها ، ويتهجم على المرأة المحجبة ويستهزئ بها ويقلل من شأنها .
الثناء على المرأة المتحررة والاستهزاء بالمرأة المتحجبة : هذه الوسيلة من أخبث الوسائل وأقواها أثراً خاصة على المرأة فتحرص بعض الصحف والمجلات على عمل مقارنة بين صورتين لتمدح المتحررة وتنتقص المتحجبة.
وفي الآونة الأخيرة أخذت الصحافة المحلية تحت اسم حرية الرأي تطرح بشكل واضح وسافر معارضات صريحة لمسلّمات في الدين لا تقبل النزاع ، فباسم حرية الرأي تدعو صراحة إلى نبذ الحجاب وإلى العمل جنباً إلى جنب مع الرجل.
إبراز المتبرجات والسافرات والمنحلات كقدوات للجيل ، تجرى معهن المقابلات وتبرز سيرهن وأعمالهن وخدماتهن الجليلة للمرأة ـ زعموا ـ.



ثانياً : التلفزيون : يُعتبر من أخطر الوسائل الإعلامية لما له من تأثير على المشاهد وذلك لقدرته على جذب الانتباه وتركيزه على دقائق الصور والحركة واللقطات الحية . وفي تقرير لليونسكو يقول : ( إن الإنسان يحصل على 90% من معلوماته عن طريق النظر ) والتلفزيون يحرص على إظهار المرأة بالصورة العاطفية ويظهر ذلك من خلال الأغاني واللقاءات المحرمة ومشاهدة الإثارة ال***ية.
ثالثاً : السينما والفيديو : هي من الوسائل التي لا تقل خطورة عن التلفزيون إن لم تكن أكثر ، وتكمن الخطورة في هاتين الوسيلتين في:
1- تعدد مصادر نقل الأفلام مما يجعلها تستورد أنماطاً من السلوك والأخلاقيات لكافة شعوب العالم .
2- سهولة الحصول على أجهزة عرض منها ، وخاصة الفيديو والذي أصبح من السهل أن يحصل عليه من يشاء .
3- سهولة تداول الأفلام بين الشباب والفتيات ويسهل كذلك استنساخه .
4- يغلب على أفلامهما الأفلام الخليعة ال***ية .
5- سهولة المشاهدة بدون رقيب .



رابعاً : القنوات الفضائية : وهذه جمعت شرور وسائل الإعلام جميعاً ، ونقلت جميع القنوات الفضائية العالمية إلى العالم الإسلامي بما فيها القنوات ال*****ة وهي تعمل على مدار الساعة وأثرت تأثيراً كبيراً على المسلمين رجالاً ونساءً وإن كان التأثير على النساء أعظم وأشد خاصة أن بعض القنوات متخصصة.
خامساً : شبكة المعلومات العنكبوتية : مما زاد المشكلة ونشر الرذيلة المواقع ال*****ة التي تستغل المرأة وسيلة لنشر سمومها واستغلال جسدها وبلغ حداً أنه لا يمكن أن يكون له ضوابط ، كما استغلت الشبكة في تبني الأفكار المخالفة لدين الأمة في قضايا المرأة وهذه الوسائل جميعاً تكوّن ثقافة في المجتمع مخالفة تماماً عن ثقافة المجتمع الإسلامي ، يتقبلها المجتمع بسبب كثرة طرحها وتعدد وسائل الطرح وتنوعها وعدم ظهور الإنكار عليها أو ضعفه . فتصبح من المسلّمات التي لا يناقش فيها ، بل يصبح من ينكرها شاذاً في نظر المجتمع }} أهـ. وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين



  #24  
قديم 11-07-2015, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أختي المسلمة .. هل تعرفين حقوق الجار فالجوار في الإسلام له حقوق وأحكام، ومن كثرتها أفردها بعض العلماء بأبواب ومصنفات، تجمع نصوصها الكثيرة، وتفصل أحكامها الغزيرة، وَالْجَارُ هُوَ النَّزِيلُ بِقُرْبِ مَنْزِلِكِ، وَيُطْلَقُ عَلَى النَّزِيلِ بَيْنَ الْقَبِيلَةِ فِي جِوَارِهَا.
ومعرفة الحق سبب لأدائه، كما أن الجهل به سبب لانتهاكه، وكثير من الحقوق لا يمنع الناس من أدائها إلا جهلهم بها؛ ولذا كان من الكياسة والفطنة، وإبراء الذمة؛ معرفة الحقوق وتعلمها، من أجل أدائها لأهلها.
ومعرفة من هو الجار الذي له الحق يعين على أداء حقه له، ولا يصح في حدِّ الجار حديث، ولكن جاء فيه آثار عن السلف أنه أربعين بيتا، فقيل أربعين بيتا من كل جهة، وقيل عشرة بيوت من كل جهة. وقيل: الجار الملاصق، وقيل: كل من جمعهم مسجد واحد فهم جيران كثروا أم قلوا، أو من سمعوا النداء. وهذا التباين في حد الجار يدل على أن تحديده مسألة اجتهادية؛ لعدم ورد نص صحيح صريح فيها.


والظاهر أنه لا شيء مؤقت في ذلك، ومرده إلى العرف، والعرف يختلف باختلاف الزمان والمكان، فما تعارف عليه الناس أنه جار فهو جار، والعبرة بأكثرهم. وذلك لأن أحوال الناس تتغير؛ فقديما كانت الحارات صغيرة، والبيوت مجتمعة، ويرى الجيران بعضهم بعضا في اليوم أكثر من مرة، ويجمعهم مسجد واحد، وفي القرى والبلدان الصغيرة يجمعهم سوق واحد، وقد أُطلق الجوار في القرآن على أهل البلدة الواحدة، ومحمل ذلك على الصغيرة منها، قال الله تعالى ï´؟ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ï´¾[الأحزاب: 60].
والظاهر من النصوص أنه كلما قرب الجار منك تأكد حقه، والبعيدة داره عنك أقل حقا ممن داره قريبة. وعند العرب يُطلق على الزوجة جارة لقربها من زوجها؛ فهي تساكنه، قال القرطبي رحمه الله تعالى: والجيرة مراتب بعضها ألصق من بعض، أدناها الزوجة. اهـ وعليه فكلما كان الجار أقرب بابًا كان آكد حقًّا.
وحجة ذلك حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا» رواه البخاري. والحكمة في ذلك: أن الأقرب بابًا يرى ما يدخل بيت جاره من هدية وغيرها، فيتشوف إليها، بخلاف الأبعد، وقد لا يستطيع أن يهدي لجميع جيرانه.
ولهذا التقرير فائدة مهمة: وهي أن من يسكنون في دار واحدة أو غرفة واحدة كالطلاب والعمال ونحوهم فهم جيران، وكل واحد منهم لا بد أن يراعي حق من يساكنه؛ لأنه أقرب الناس مجاورة له، فهو أولى بحقوق الجار، ويكون التجاور بالغرف ونحوها كما يكون بالبيوت، وهذا معنى يغيب عن كثير من الناس، فلا يلتفت إلى حقوق من يساكنه في البيت أو في الغرفة.
سُئِلَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَمَّنْ يَطْبُخُ قَدْرًا وَهُوَ فِي دَارِ السَّبِيلِ، وَمَعَهُ فِي الدَّارِ نَحْوُ ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ نَفْسًا: يَعْنِي أَنَّهُمْ سُكَّانٌ مَعَهُ فِي الدَّارِ، فَقَالَ: يَبْدَأُ بِنَفْسِهِ، وَبِمَنْ يَعُولُ، فَإِنْ فَضَلَ فَضْلٌ، أُعْطِيَ الْأَقْرَبُ إِلَيْهِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ كُلَّهُمْ؟ قِيلَ لَهُ: لَعَلَّ الَّذِي هُوَ جَارُهُ يَتَهَاوَنُ بِذَلِكَ الْقَدْرِ لَيْسَ لَهُ عِنْدَهُ مَوْقِعٌ؟ فَرَأَى أَنَّهُ لَا يُبْعَثُ إِلَيْهِ.


ومن الناس من يحصر حقوق الجيران في جوار الدار، والظاهر أن مفهوم الجوار أعم من ذلك؛ إذ تتناول حقوق الجار المتجاورين في كل مكان يجمعهم كالباعة في السوق، وأهل المزارع والبساتين، والاستراحات، والوظائف والمدارس ونحوها.
وكذلك تسري حقوق الجار على من كان جوارهم مؤقتا وليس دائما كالمتجاورين في مقاعد الطائرة أو الحافلة أو القطار أو الباخرة في سفر طويل أو قصير.
وهذا العموم هو المفهوم من النصوص ومن كلام العرب في الجار، وإن كان جار الدار هو الأصل، وهو الأولى بالحقوق؛ لطول الجوار في الغالب.
وفائدة العلم بهذا التفصيل: أن يحتسب العبد في أداء حقوق الجار لكل من جاوره، فينال فضل إكرام الجار والإحسان إليه، ويحذر من أذيته خوفا من الوعيد الشديد المرتب على ذلك، ولو عمل الناس بذلك واحتسبوا لحازوا أجرا كبيرا، ولحسنت أخلاقهم ومعاملتهم في كل مكان حلوا فيه.


وحقوق الجار تبذل له ويستحقها بوصف الجوار فقط، أي: بكونه جارا، لا بوصف آخر يلزم معه كما هو ظاهر النصوص، حتى قال ابن حجر رحمه الله تعالى: وَاسْمُ الْجَارِ يَشْمَلُ الْمُسْلِمَ وَالْكَافِرَ، وَالْعَابِدَ وَالْفَاسِقَ، وَالصَّدِيقَ وَالْعَدُوَّ، وَالْغَرِيبَ وَالْبَلَدِيَّ، وَالنَّافِعَ وَالضَّارَّ، وَالْقَرِيبَ وَالْأَجْنَبِيَّ، وَالْأَقْرَبَ دَارًا وَالْأَبْعَدَ، وَلَهُ مَرَاتِبٌ بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْضٍ، فَأَعْلَاهَا مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصِّفَاتُ الْأُوَلُ كُلُّهَا -يريد الصفات الحسنة- ثُمَّ أَكْثَرُهَا وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْوَاحِدِ. وَعَكْسُهُ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصِّفَاتُ الْأُخْرَى كَذَلِكَ -أي الصفات السيئة- فَيُعْطَى كُلٌّ حَقَّهُ بِحَسَبِ حَالِهِ، وَقَدْ تَتَعَارَضُ صِفَتَانِ فَأَكْثَرُ فَيُرَجِّحُ أَوْ يُسَاوِي. اهـ.


أختي المسلمة ..
وهذا كلام متين يرتب حقوق الجيران بحسب ما فيهم من الصفات المذكورة، فمن اجتمعت فيه كل الصفات القبيحة يبقى له حق الجوار لا يُبخس لقبح صفاته، وإن كان الجار ذو الصفات الحسنة أولى بالحقوق منه.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما لنا وما علينا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وأن يجعلنا ممن يؤدي الحقوق إلى أهلها، إنه سميع مجيب
  #25  
قديم 11-07-2015, 11:09 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 13
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي





الجنَّة فتحتْ أبوابها لامرأة بغيٍّ سقتْ كلبًا فغَفَر الله لها، فدَخَلَتِ الجنة، وفتحت النار أبوابها في هرة لامرأة أخرى حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها تأكل من خشاش الأرض، امرأة دخلتِ النار في هِرَّة، فما بالنا بالذين يغيبون مَن غيبوهم؟! وفي الذين ي***ون مَن ***وهم؟ وفي الذين يجوعون مَن جوعوهم؟ كيف عقابهم؟ وكيف حسابهم؟ ï´؟ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ï´¾ [إبراهيم: 42].

ماذا يستفيد العالمُ مِن هرة حبستْ أو جُوِّعَتْ، أو حتى قُتِلَتْ؟! إنَّها رحمةُ الله، إنها أخلاق يورثها الإسلام في أتْباعه وغير أتْبَاعِه، إنها روح القرآن في شهر القرآن، نعْمَة مِنَ الله - عز وجل - أن تكونَ رحيمًا بأولادك، رحيمًا بجيرانك، رحيمًا بنفسك، فلا توردها موْرِد الهلاك.
الإسلامُ الذي حوَّلَ قلب عمر مِن قلبٍ قاسٍ يَئِد بنته في الجاهلية، إلى قلبٍ رحيم يقول وهو في المدينة: لوْ أن بغلةً عثرتْ على شط العراق، لَسَأَلَنِي اللهُ عنها: لماذا لَم تمهدْ لها الطريق يا عمر؟!

رحمة العامة:

جاء رمضان ليُعَلِّمنا كيف نتراحَم، ليس رحمة الإنسان بأخيه، كلاَّ، إنما رحمة العامة، الذين لا تعرفهم ولا يعرفونك، الذين ليس بينك وبينهم مصْلحة، أما رحمة الله بالعبد فهي بلا حدود؛ يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، وهو يُشير إلى امرأة من السبي، وقد ألصقت طفلاً رضيعًا لها في صدْرِها: ((أتَرَوْن هذه طارحة ولدها في النار))، قالوا: لا، يا رسول الله وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال: ((الله أرحم بعبْده من هذه بولَدِها)).


مزايا الأمة
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقتْ أبواب النيران، وصفدتْ مرَدة الشياطين، ونادى منادٍ مِن قِبَل الله - عز وجل -: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر))، الجنَّة أبوابُها مفتوحة، لِمَنْ يريد أن يدخل، يدخل بصيامه، بقيامه، بإنفاقه، يدخل بإيمانه، بقرآنه، بخَيْره
يا باغي الخير أقبل، الجنة أبوابها مفتوحة، والنيران أبوابها مغلقة، والشياطين مقَيَّدة، فيا صاحب الخير أقبل، ويا مَن تُريد الخير أقبل، يا مَن تحملون هُمُوم الفقراء وهموم الضعفاء، وهموم الأيتام أقبلوا، يا مَن تحملون هموم الأمة وهموم الدعوة أقبلوا، يا مَن ترثون الإيمان صحيحًا، وتوَرِّثونه كما هو غير منقوص أقبلوا.

بين أمة وأمة
إنَّ الأمَّة ليستْ أمة طعام وشراب فحسْب، ليستْ أمة مأكل أو مشرب فقط، كلاَّ، إنما وجدتْ لتلبِّي نداء الإيمان؛ ï´؟ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ï´¾ [آل عمران: 193]، قولُهم طاعة لربِّهم؛ ï´؟ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [النور: 51]، الإنسان ليس إنسانًا بالغلاف الخارجي، فهذه طينة الأرض، إنما هو إنسان بالنفْخة الرُّوحية، والجوهرة الإلهية، ï´؟ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ï´¾ [الحجر: 29]
هذه الجوهرة التي إذا سلبتْ من الإنسان عاد الطين إلى الطين، ورجع التراب إلى التراب، فإذا هو جثَّة هامِدة لا حراك فيها، ولا نشاط فيها، ولا نفَس فيها، اللسان الذي كان ينطق سكَت، والقلب الذي كان ينبض وقف، والوجه الذي كان يشرق ذبل، والإرادة التي كانتْ ملْء السمع والبصر تلاشتْ، ما هذا؟ سؤال حار فيه الأطباء، وسكتَ عنه العلماء، ووقف أمامه الأنبياء، وردَّ عليه رب الأرض والسماء، ï´؟ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلا ï´¾ [الإسراء: 85].



بهذه النَّفخة الرُّوحية، واللمسة الإلهية، كان الإنسانُ إنسانًا، أمَّا أمَّة المأكل والمشرب فقال الله: ï´؟ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ï´¾ [محمد: 12]، ليس لهم هَم إلا المأكل والمشرب فقط، مِن أجله يعملون، وله يتعبون، وفي سبيله ربما يسرقون وي***ون ويفسدون في الأرض.
يَا خَادِمَ الجِسْمِ كَمْ تَشْقَى لِخِدْمَتِهِ
أَتَطْلُبُ الرِّبْحَ مِمَّا فِيهِ خُسْرَانُ؟
أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا
فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لاَ بِالْجِسْمِ إِنْسَان
إنَّه شهر الأرواح، إنَّه شهر الإيمان، إنه شهر القرآن؛ ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [البقرة: 185]، ((مَن أراد الدُّنيا فعَلَيْه بالقرآن، ومَن أراد الآخرة فعَلَيْه بالقرآن، ومَن أرادهما معًا فعَلَيْه بالقرآن))، فكيف إذا كان القرآن نعمةً مِنْ نِعَم رمضان التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، تعرَّضوا لهذه النِّعَم، وأحْسِنُوا استقبالها، وأكْرِموا نزلها وتقبَّلوها مِن ربكم، يأتي رمضان ملازمًا لافتتاح المدارس، والفقراء لا يجدون لهذا أو ذاك، فأيْن الذين في أموالهم حق للسائل والمحروم؟ أين الذين رُزِقوا أموالاً طائلة؟!


أسْعَدَنِي كما أسْعَد الكثيرين ما سَمِعْناه وقرأناه مِن أن هناك مِن أهل الخير وأصحاب المروءة مَن ذهب بنفسه، أو أرسل مندوبًا عنه إلى المدارس؛ ليدفعَ رُسُوم الطلَبة الفقراء، وليسلمهم الزي المدْرسي وما يحتاجون، جزاهم الله خيرًا وبارك الله فيهم؛ ((الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة))، الأمة أبدًا لا تعدم أهل الخيْر وأصحاب النخْوة الذين يلبُّون نداء ربِّهم، ويؤدُّون حُقُوق أموالهم، ويستظلون بسُنَّة نبيِّهم، يعلمون أنه فرْضُ الله فيحفظون، وحقُّ الله فيؤَدُّون، وثمن لجنة الله فيسارعون ويشترون؛ ï´؟ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [آل عمران: 133]
اجعل يدك ممرًّا لعطاء الله، وكُن بما هو في يدِ الله أوْثق مما هو في يديك؛ ï´؟ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [النحل: 96]، تسامحوا وتصافحوا، تعاوَنوا على البرِّ والتقوى، لا على الإثْم والعدْوان، صِلوا الأرْحام، وارْحموا الأيتام، تخلَّقوا بأخلاق الإسلام، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدُّنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا.
وصلِّ اللهم على محمد وعلى أهله وصحبه وسلم، والحمدُ لله رب العالمين

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:00 PM.