اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2015, 11:23 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي اليهود ونابليون

اليهود ونابليون


د. محمد بن إبراهيم أباالخيل









إن التذكير باتصال اليهود بنابليون ذو أهمية بالغة في السنوات الأخيرة ، إذ أننا ـ منذ فترة ـ نرى كتابات ممن يُسمون بالمستنيرين تُبعث من جديد ، ويروج لها بين المسلمين ، وكما هو معلوم أنها تحوي ـ فيما تحويه ـ تمجيداً لحملة نابليون على مصر بصفتها ـ كما يزعمون ـ السبب الأكبر في انبعاث نهضتنا الحديثة . فنابليون عند هؤلاء ـ تصريحاً أو تلميحاً ـ هو الذي انهض الشرق بعد طول رقاد . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإننا نعيش في زمن أفصح فيه النصارى ـ ممثلين بكنيسة روما ـ واليهود في فلسطين المحتلة عن تعاونهم بشكل مكشوف بتوقيع اتفاقية رسمية نشرت أمام أنظار العالم قبل سنوات ، و عدها وزير الخارجية اليهودي حينها أكبر إنجاز لدولة إسرائيل منذ قيامها. ونحن نعلم أن الولاية بين اليهود و النصارى و التـناصر فيما بينهم و تعاونهم ضد الأمة المسلمة سنة ربانية لا تتغير بمرور السنين ، ولا تتبدل بتوالي الأيام ، وإن كانت تخبو في فترات ، وتتجلى كالشمس في فترات أخرى . قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ....الآية)(1)
فالتعاون بين المغضوب عليهم والضالين ـ سواء المعلن عنه أو المستتر ـ لضرب الإسلام وأهله له شواهده السافرة عبر تاريخنا الإسلامي الطويل .، منها ما حصل أيام الحملة الفرنسية على مصر .
لقد تعود اليهود ـ على مدى تاريخهم ـ على استغلال الأحداث ، و عطفها لصالحهم ، و ليس كما يقال إنهم ـ دوماً ـ هم الذين يصنعون الأحداث ، و يخططون لها ، فهم ـ مثلاً ـ استفادوا من الثورة الفرنسية ، ووظفوها لرفع كاهل الاستعباد عنهم الذي طالما أرهقهم عسراً . فشعار الحرية والمساواة والإخاء الذي رفعه المتظاهرون الفرنسيون خدم اليهود بالذات ، فأصبح لهذا الشعار مفهوم خاص عندهم جدوا في تعميمه . فالحرية استغلوها في كسر التقاليد ، ونبذ الأخلاق ، و الخروج عن المعهود من الحشمة و الحياء . أما المساواة والإخاء فنظروا إليها على أنها وسيلة لهم للتسرب إلى أجهزة الدولة ومرافقها المختلفة ، ثم التساوي مع غيرهم في العلم بها ، ومن ثم تخلصهم من سبة الاحتقار و موجة الازدراء التي كانت تلاحقهم أينما حلوا في هذه المعمورة .(2)
ولقد كان مفكرو اليهود أيام الثورة الفرنسية و بُعَيْدها يتناقلون الأحاديث فيما بينهم عن مستقبل بني جلدتهم ، ويتداولون الأراء و المشروعات حول عودتهم إلى الأرض التي اعتقدوا أن أنبياءهم بشروهم بالعودة إليها ، مثال ذلك ما عرضه بهذا الشأن البرنس دي لينيه في سنة 1212هـ (1797م ) على إمبراطور النمسا .(3)
ثم إنه لما نزل نابليون سواحل مصر في محرم 1213هـ ( يوليو 1798) واتجه صوب بلاد الشام لاحتلالها في شهر رمضان من السنة نفسها ( فبراير 1799) (4) أطل اليهود برؤوسهم وسعوا لاستثمار هذا التحرك الفرنسي لصالحهم . ففي ( 17 فبراير 1799) عرض توماس كوربت الضابط في الجيش الفرنسي على عضو حكومة نابليون المسيو بول باراراس Paul Bararas مشروعاً يقترح فيه الاستفادة من اليهود في تحركات نابليون في بلاد الشام ، فدعاه ـ في ذلك المشروع ـ إلى أن يتصل بكبار اليهود ، ويثير في نفوسهم تحقيق تلك الأمنية التي ما برحوا يأملون تحقيقها ألا وهي اجتماع شتاتهم في فلسطين ، ومن ثم يطلب منهم جمع الأموال لا بتياع الأراضي هناك من فرنسا ، فضلاً عن تجهيز المراكب البحرية ، و التدريب العسكري للشباب اليهود للاشتراك في حروب نابليون الشامية ، ثم يعود كوربت مرة أخرى في خطابهِ الذي يحمل تفاصيل المشروع إلى باراراس ـ ليؤكد أهمية الاستعانة باليهود في مخططات نابليون في الشرق ، إذ يرى أن مصالح فرنسا تتفق تماماً مع مصالح اليهود في المنطقة ، فأموال اليهود ـ حسب قوله ـ ستنشط التجارة بين أوربا وآسيا ، كما أن اليهود أنفسهم سيوفرون لفرنسا عنصراً بشرياً موالياً يرسخ استعمارها لمصر وبلاد الشام ، لأنه ليس من المعقول أن يهاجر الفرنسيون إلى تلك البلاد البعيدة و يُخلون وطنهم الأصلي ( فرنسا ) ، بل أنه أشار إلى أن اليهود سيقدمون أهم الضمانات لبث الفوضى وإشعال الفتن في إمبراطورية العثمانيين .(5)
بادر باراراس بإيصال مشروع كوربت إلى نابليون الذي استصوب الفكرة ، واستعان بعلماء يهود مثل فنتور أستاذ اللغات الشرقية بجامعة باريس و المتبحر باللغة العبرية الذي صاغ نداءً إلى اليهود استوحاه من مقترحات كوربت ، فأشار فيه إلى أن فرنسا رغم الصعوبات التي تواجهها فهي بحكم رسالتها لدفع الظلم عن الشعوب فإنها مصممة على تقديم مهد إسرائيل لليهود . ومما جاء في هذا النداء : " .. يا ورثة فلسطين الشرعيين إن فرنسا تناديكم الآن للعمل على إعادة إحتلال وطنكم ، و استرجاع ما فقد منكم ... أسرعوا فإن هذه اللحظة لن تعوض قبل آلاف السنين للمطالبة باسترجاع حقوقكم المدنية بين شعوب العالم ... "(6)
وقد أُعلن هذا النداء في الجريدة الرسمية الفرنسية يوم 20 أبريل سنة 1799م(7) .و يصادف ذلك محاصرة نابليون لمدينة عكا التي كان قد بدأ بحصارها في 16 مارس(8). وفي هذا إثبات بأن حكومة نابليون آنذاك قد اقتنعت بما عُرض عليها في شأن اليهود، وشرعت ـ فعلاً ـ في التعامل معهم على أساس منحهم الأرض التي ما فتئوا يتطلعون إليها لإقامة دولة لهم عليها في فلسطين ،خصوصاً وأن ذلك يتضمن تطابقاً في مصالح الطرفين ، واتفاقاً في وجهات النظر إزاء المسلمين بتمزيق دولتهم الامبراطورية العثمانية ، وبث بذور الشقاق في أرجائها، بل والعمل على تحطيم الولاء و البراء في وسط المسلمين .(9)
وصفوة القول إن ما تم من خطوات تعاونية بين نابليون واليهود فهو تجسيد لتلك السنة الخالدة في ولاء اليهود والنصارى لبعضهم بعضاً . ومهما قيل عن نابليون بأنه لا يعتقد بدين ، أو إنه عدو للأديان بما فيها الدين النصراني ، فالسنة الربانية تنطبق عليه ، لأنه ليس هو الوحيد حينذاك الذي يدبر شئون فرنسا ، أليس الشعب الفرنسي جله من النصارى ؟ ناهيك عن كون الكفار عامة من يهود و نصارى و ملحدين من عادتهم الاجتماع على حرب المسلمين (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ....الآية )(10) ، (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ..الآية )(11) .

(1)- سورة المائدة ، آية 51
(2) ـ انظر : سفر الحوالي : العلمانية ، ط ، الأولى 1402/1982، ص175
(3) ـ عبدالله التل : الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام ، ص.الثانية ، ص 17
(4) ـ عبدالرحمن الجبرتي ، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار ، ط. دار الجيل ، 2/180 ، 251
(5) ـ انظر نص الخطاب في : عبدالله التل. الأفعى اليهودية ، ص : 18، 22
(6) ـ المرجع نفسه ، ص : 22 ، 23
(7) ـ عبدالله عزام : حماس ، ط. الأولى 1409هـ /1989 ، ص: 14
(8) ـ الياس الحويك ، تاريخ نابليون الأول ، ط. دار ومكتبة الهلال 1/131
(9) ـ التل : الأفعى اليهودية ، ص 20 ، 21 ،22
(10) ـ سورة الأنفال ، آية 73
(11) ـ سورة البقرة ، آية 105




  #2  
قديم 16-06-2015, 05:20 PM
الصورة الرمزية عبدالرازق العربى
عبدالرازق العربى عبدالرازق العربى غير متواجد حالياً
مشرف عام ادارى للمرحلة الابتدائية
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 4,454
معدل تقييم المستوى: 18
عبدالرازق العربى is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:11 AM.