اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 12-05-2014, 01:19 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(13) أَبُـــــو بَـكْـــــر بْـــنُ عَـبْـــــدِ الـــــرَّحْـــمَـــــــن


هُـــــوَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، المَخْزُوْمِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الجَلِيل، الحَبْر الفَقِيه، أَحَد فُقَهَاء المَدِينَة السَّبَعَة، وَكَانَ ضرِيْراً، يُقَالُ لَهُ: رَاهِبُ قُرَيْشٍ؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِهِ.

مَوْلِـــــدُه: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ (رَضِيَ اللهُ عَنْه). وكَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعِين فِقْهاً وعِلْماً ووَرَعاً وفَضْلاً.

أَوْلاَدُهُ: عُمَر وعَبْدُ اللَّه وعَبْدُ الرَّحْمَن وعَبْدُ الْمَلِك والْحَارِث وسُهَيْل وهِشَام وأَبُو سَلَمَة وفَاطِمَة ومَرْيَم ورُبَيْحَة.

زَوْجَاتُـــــهُ:
- سَارَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُوم.
- قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيّ.

وَفَاتُـــــه: مَاتَ سَنَةَ أَربَعٍ وتِسْعِينَ ( 94 هــ). وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ (95 هــ). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-05-2014, 02:35 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(14) طَـلْـحَـــــةُ بْـــنُ عَـبْـــــدِ اللَّهِ

هُــــوَ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، أَبُو عَبْد الله الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ المَدَنِيّ، الإِمَامُ الفَقِيهُ الشَّرِيفُ الحُجَّةُ، قَاضِي المَدِيْنَة، وهُوَ ابْن أَخِي عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف.

مَـوْلـِــــدُهُ: وُلِدَ سَنَة خَمْسٍ وعِشْرِين (25 هــ)، وَكَانَ سَخِيَّا جَوَاداً، يُقَالُ لَهُ مِن كَرَمِهِ: طَلْحَةُ النَّدَى.
فِي يَوْمٍ... أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ سَفَرٍ، فَلَقِيَهُ أَعْرَابِيٌّ عِنْدَ دُخُولِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: أَفِضْ عَلَيْنَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ.
فَقَالَ طَلْحَةُ لِغُلامٍ لَهُ: مَا بَقِيَ مَعَكَ مِنَ الْمَالِ فأَعْطِهِ إِيَّاهُ.
فَصَبَّ الغُلامُ فِي ثَوْبِ الأعْرَابِيّ شَيْئًا مِن المَالِ ثَقُلَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ الأَعْرَابِيٌّ وَبَكَى.
فَقَالَ لَهُ طَلْحَة: وَيْحَكَ، أَسْتَقْلَلَتَ؟!
قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ مِثْلَكَ.
قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قَصِيدَةٍ، لَا تَبْرَحْنَا وَمَعَنَا دِرْهَمٌ إِلَّا أَخَذْتَهُ!!
فَأَخَذَ كُلَّ مَا كَانَ مَعَ أَصْحَابِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ!!!


وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ طَلْحَةُ بِالمَدِينَة سَنَة سَبْعٍ وتِسْعِين (97 هــ)، وهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْن وسَبْعِين سَنَة (72). رَحِمَه اللهُ تَعَالَى
__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18-05-2014, 01:31 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(15) عُـــبَـــيْـــــدُ اللَّهِ بْـــنُ عَـــبْـــــدِ اللَّهِ

هُـــــوَ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ شَمْخِ بْنِ فَارِ بْنِ مَخْزُومٍ بْنِ هُذَيْلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيّ، الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وَعَالِمُهَا، وَأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وَهُوَ مُعَلِّمُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَة فِي وِلاَيَة المُخْتَار بْنِ أَبِي عُبَيْد الثَّقَفِيّ، وعَمِيَ آخِرَ عُمُرِهِ .

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، أَوْ بُعَيْدَهَا، وكَاَن مِن سَادَاتٍ التَّابِعِينَ مُقَدَّمًا فِي العِلْمِ والمَعرِفَة بِالأَحكَامِ والحَلاَلِ والحَرَامِ والأَدَبِ وأَيَّامِ النَّاسِ وكَانَ مَعَ ذَلِك شَاعِراً مَجِيداً.

كَتَبَ مَرَّةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز فَقَالَ:
بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ...........وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَأْتِي وَمَا تَذرُ...................فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ
وَاصْبِرْ عَلَى الْقَدَرِ الْمَجْلُوبِ وَارْضَ بِهِ.........وَإِنْ أَتَاكَ بِمَا لَا تَشْتَهِي الْقدَرُ
فَمَا صَفَا لِأَمْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ..................إِلَّا سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوَهُ كَدَرُ


- قَالَ عَنْهَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز: وَدِدْتُ أَنَّ لِي مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا بِكَذَا وَبِكَذَا، وَلَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ.
- وقَالَ أَيضَاً: مَا رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ.
- وقَالَ أَيضَاً: لِأَنْ يَكُونَ لِي مَجْلِسٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا.
وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بَحْراً مِنْ بُحُوْرِ العِلْمِ.
- وَسُئِلَ عِرَاكُ بْنُ مَالِك: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَغْزَرُهُمْ فِي الْحَدِيثِ عُرْوَةُ، وَلا تَشَاءُ أَنْ تَفْجُرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلا فَجَّرْتَهُ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ عُبَيْدُ اللهِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ (98 هـــ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 18-05-2014 الساعة 01:34 PM
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22-05-2014, 10:03 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(16) خَـارِجَـــــــةُ بْـــنُ زَيْـــــــدٍ الأَنْـصَـــــــارِيُّ

هُـــــوَ: خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ ابْنُ الإِمَامِ، وَأَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ الأَعْلاَمِ، الَّذِيْنَ يُسْأَلُوْنَ بِالمَدِيْنَةِ، وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ، وكَانَ مِن عُقَلاَءِ التَّابِعِينَ وعُبَّادِهِم.

مَـوْلِــدُهُ: وُلِدَ خَارِجَة فِي سَنَة تِسْعٍ وعِشْرِين (29 هــ).

أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وزَيْد وعَمْرو وعَبْدُ اللَّهِوسُلَيْمَانَ وحَبِيبَةَ وحُمَيْدَةَ وأُمَّ يَحْيَى.

وَفَـاتُـــــهُ: قَالَ خَارِجَةُ: رأيتُ فِي المَنَام كَأنّي بَنَيْتُ سَبعِينَ دَرَجَةِ، وَهَذِهِ السَّنَةُ لِي سَبعِينَ سَنَة قَد أَكْمَلتُهَا. فَمَاتَ فِيهَا، وَهِيَ سَنَةَ تِسْعٍ وتِسْعِينَ (99 هـ)، وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمَهَا: ثُلْمَةٌ، وَاللَّهِ، فِي الإِسْلام. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
__________________
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 30-05-2014, 09:39 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(17) سَـــــالِـــــــــمُ بْـــنُ عَـــبْـــــــدِ اللَّهِ

هُـــــــوَ: سَالِمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِي بْنِ كَعْب بْنِ لُؤَي العَدَوِيُّ، أَبُو عُمَر المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ الحُجَّةُ، الفَقِيهُ الوَرِعُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، التَّقِيُّ السَّخِيُّ، الشَّرِيفُ الحَسِيبُ النَّسِيبُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وأَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَم، مِن سَادَاتِ التَّابِعِينَ وعُلَمَائِهِم وصَالِحِيهِم.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بنِ عَفَّان. وَكَانَ جَمِيلاً، وحَسَنَ الخُلُقِ، مِن أَشْبَهِ النَّاسِ بِجَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الخَلْقِ والزُّهْدِ والعِبَادَةِ.

أَوْلاَدُهُ: أَبُو بَكْر وعُمَر وعَبْدُ الله وعَاصِم وجَعْفَر وعَبْدُ العَزيِز، وفَاطِمَة وحَفْصَة وعَبْدَة.

أخَذَ العِلْمَ عَنْ: أَبِيْهِ، وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

مَحَبَّةُ أَبِيـِهِ لَـــهُ:
- كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْن عُمَرَ يُحِبُّ سَالِماً حُبًّا جَمُّا، حَتَى لاَمَهُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَكَانَ يَقُـــول:
يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ.....وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ

- وكان أَبُوهُ (رَضْيَ اللهُ عَنْهُ) يُقَبِّلُه (وسَالِم كَبِير فِي السِّن) ويَقُول: شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخَاً.

زُهْـــدُه وتَـــوَاضُـعُـــهُ:
- كَانَ سَالِمُ مِن أَزْهَدِ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ، فَكَانَ كَثِيراً مَا يَأْكُل الخُبْزَ وَالزَّيْتَ، ويَلْبَسُ الخَشَن مِن الثِّيَاب، ويَخْرُج إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي حَوَائِجَ نَفْسِهِ بِنَفِسِهِ دُونَ أَنْ يُرسِل أَحَداً مِن خُدَّامِهِ!! وهُوَ مَنْ هُوَ؟!! هُـوَ مِن أَبْنَاء المُلُوكِ: فَجَدُّهُ لِأَبِيهِ عُمَرَ أَحَدُ مُلُوكِ الدُّنْيَا. وجَدُّهُ لِأُمِّهِ هُوَ أَحَدُ مُلُوكِ الفُرسِ!!

- كَانَ سَالِمُ يَرْكَبُ حِمَاراً عَتِيْقاً زَرِيّاً، فَعَمَدَ أَوْلاَدُهُ، فَقَطَعُوا ذَيْلَهُ حَتَّى لاَ يَعُوْدَ يَرْكَبُهُ سَالِمٌ، فَرَكِبَهُ وَهُوَ أَقْطَشُ الذَّيْل، فَعَمَدُوا، فَقَطَعُوا أُذُنَهُ، فَرَكِبَهُ، ولَمْ يُغَيِّرْهُ ذَلِكَ، ثُمَّ جَدَعُوا أُذُنَهُ الأُخْرَى، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْكَبُهُ تَوَاضُعاً واطِّرَاحاً لِلتَّكَلُّفِ.

- وقَدِمَ جَمَاعَةٌ مِنَ المِصْرِيِّيْنَ المَدِيْنَةَ، فَأَتَوْا بَابَ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَمِعُوا رُغَاءَ بِعِيْرٍ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، خَرَجَ عَلَيْهِم رَجُلٌ شَدِيْدُ الأُدْمَةِ، مُتَّزِرٌ بِكِسَاءِ صُوْفٍ، فَقَالُوا لَهُ: مَوْلاَكَ هُنَا؟! (حَسَبُوه أَحَدَ خُدَّامِهِ)
قَالَ: مَنْ تُرِيْدُوْنَ؟
قَالُوا: سَالِمٌ.
قَالَ: هَا أَنَا ذَا، فَمَا جَاءَ بِكُم؟
قَالُوا: أَرَدْنَا أَنْ نُسَائِلَكَ.
قَالَ: سَلُوا عَمَّا شِئْتم.
وَجَلَسَ، وَيَدُهُ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ وَالقَيْحِ الَّذِي أَصَابَهُ مِنَ البَعِيْرِ، فَسَأَلُوْهُ.

- وقَالَ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِهِ، فَمَا وَجَدْتُهُ يَسْوَى مائَةَ دِرْهَم!! وَدَخَلتُ عَلَى سَالِمٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِ أَبِيْهِ.

عِـــزَّةُ نَـفِـسِـــهِ:
دَخَلَ هِشَام بْنُ عَبْدِ المَلِك (الخَلِيفَة) الكَعْبَةَ يَوْماً، فَإِذَا هُوَ بِسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: سَلْنِي حَاجَةً.
فَقَالَ سَالِم: إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِهِ غَيْرَهُ.
فَلَمَّا خَرَجَا، قَالَ لَهُ هِشَام: الآنَ فَسَلْنِي حَاجَةً.
فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، أَمْ مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ؟
قَالَ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا.
فَقَالَ: وَاللهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا، فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لاَ يَمْلِكُهَا؟!

مَكَانَتَــهُ عِندَ المُلُـــوكِ:

كَانَ سَالِمُ مَعَظَّماً عِنْد دَوْلَـةِ بَنِي أُمَيَّة، لَهُ مَكَانَةٌ عَنْدَ مُلُوكِهَا، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ كَانَ يَأْمُرُهُم بِالْمَعرُوفِ ويَنْهَاهُم عَنْ المُنْكَرِ، لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم...
دَخَلَ يَوْماً عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ (الخَلِيفَة)، وعَلَى سَالِمٍ ثِيَابٌ غَلِيْظَةٌ رَثَّةٌ، فَلَمْ يَزَلْ سُلَيْمَانُ يُرَحِّبُ بِهِ، ويَرْفَعُهُ حَتَّى أَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيْرِهِ، وعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي المَجْلِسِ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أُخْرَيَاتِ النَّاسِ (وعَلَيْهِ ثِيَابٌ سَرِيَّةٌ، لَهَا قِيْمَةٌ): مَا اسْتَطَاعَ خَالُكَ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَاباً فَاخِرَةً أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ، يَدْخُلُ فِيْهَا عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ؟!
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا رَأَيْتُ هَذِهِ الثِّيَابَ الَّتِي عَلَى خَالِي وَضَعَتْهُ فِي مَكَانِكَ، ولاَ رَأَيْتُ ثِيَابَكَ هَذِهِ رَفَعَتْكَ إِلَى مَكَانِ خَالِي ذَاكَ!!

مِـن أَقـوَالِـــــهِ:
- قَالَ سَالِمٌ: لاَ تَسْأَلْ أَحَداً غَيْرَ اللهِ تَعَالَى.
- ورَأَى سَائلِاً يَسألُ النَّاسَ يَوم عَرَفَةَ، فقال له سَالِمٌ: يَا عَاجِزُ! فِي هَذَا اليَوْم يُسألُ غَيرُ الله عزّوجلّ ؟!
- وكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْز: اِعْلَم يَا عُمَر أَنَّ عَوْنَ اللهِ لِلعَبْدِ بِقَدرِ نِيَّتِهِ، فَمْنِ خَلُصَت نِيَّتُهُ، تَمَّ عَوْنُ اللهِ لَهُ، ومَنْ نَقَصَت نِيَّتُهُ، نَقَصَ عَنْهُ مِن عَوْنِ اللهِ بِقَدرِ ذَلِكَ.
- وكَتَبَ إِلَيْهِ أَيْضاً: أَنْ يَا عُمَرُ اذْكُرِ الْمُلُوكَ الَّذِينَ تَفَقَّأَتْ أَعْيُنُهُمُ، الَّذِينَ كَانَتْ لَا تَنْقَضِي لَذَّتُهُم، وَانْفَقَأَتْ بُطُونُهُمُ، الَّتِي كَانُوا لَا يَشْبَعُونَ بِهَا، وَصَارُوا جِيَفاً فِي الْأَرْضِ وَتَحْتَ أَكْنَافِهَا، أَنْ لَوْ كَانَتْ إِلَى جَنْبِ مِسْكِينٍ لَتَأَذَّى بِرِيحِهِم.

- قَالَ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّب: أَشْبَهُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ: سَالِمٌ.

- وقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: الغُرُّ السَّادَةُ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَر بْنِ الْخَطَّابِ، فَاقُوا أَهْلَ المَدِيْنَةِ عِلْماً وتُقَىً وعِبَادَةً ووَرَعاً.

- وقَالَ عَبْدُ الله بْن المُبَارَك: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ الَّذِيْنَ كَانُوا يَصْدُرُوْنَ عَنْ رَأْيِهِم سَبْعَـــةٌ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ وسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ وسَالِمٌ والقَاسِمُ وعُرْوَةُ وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ وخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، فَكَانُوا إِذَا جَاءتْهُم مَسْأَلَةٌ، دَخَلُوا فِيْهَا جَمِيْعاً، فَنَظَرُوا فِيْهَا، وَلاَ يَقْضِي القَاضِي حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْهِم، فَيَنْظُرُوْنَ فِيْهَا، فَيَصْدُرُوْنَ.

- وقَالَ الإِمَامُ مَالِك: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمٍ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِيْنَ، فِي الزُّهْدِ، وَالفَضْلِ، وَالعَيْشِ مِنْهُ؛ كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَفَضْلِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
- وقَالَ مَالِكٌ أَيْضاً: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى القَاسِم بْنِ مُحَمَّد. فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَم أَمْ سَالِم؟ قال: هَذَا سَالِم فَسَلْهُ، وَلَنْ يُخْبِرُكَ إِلاَّ بِمَا قَد أَحَاطَ بِهِ عِلْمَاً.

- وقال أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ.

وَفَــاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ سَالِمٌ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ فِي سَنَةِ سِتٍّ ومِائَةٍ (106 هــ)، وَصَلَّى عَلَيْهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَدُفِنَ بِالبَقِيعِ، وحَضَرَ جَنَازَتَهُ أَهْلُ المَدِينَةِ كُلُّهُم، وحَسَدَهُ هِشَامٌ حِينَ رَأَى ذَلِكَ!!! رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 30-05-2014 الساعة 09:43 AM
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 30-05-2014, 05:15 PM
Only Forward Only Forward غير متواجد حالياً
Student
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 3,290
معدل تقييم المستوى: 14
Only Forward is a jewel in the rough
افتراضي

رائع والله

بل اكثر من رائع

مشكورررررررررررررررررررررر
__________________
Im faded
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 31-05-2014, 12:28 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


دايماً منوَّراني في مواضيعي يا آية

مشكورة جداً على تقييمِك للموضوع

ومجاملتِك الرقيقة

__________________
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-06-2014, 06:17 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(18) طَــــــــــــــــاوُوْسُ

هُـــــــوَ: طَاوُوْسُ بنُ كَيْسَانَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الفَارِسِيُّ الأَصْل، ثُمَّ اليَمَنِيُّ المَوْلِد والمَنْشَأ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، عَالِمُ اليَمَنِ. أَدْرَكَ خَمْسِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكَانَ مِن أَكَابِر التَّابِعِينَ تَفَقُّهًا فِي الدِّينِ ورِوَايَة لِلْحِدِيثِ، وتَقَشُّفًا فِي العَيْشِ، وجُرأَةً عَلَى وَعْظِ الخُلَفَاءِ والمُلُوكِ.

مَـولِـــدُهُ: وُلِدَ طَاوُوْسٌ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وثَلاَثِين (33 هــ). وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ اليَمَنِ، وَمِنْ سَادَاتِ التَّابِعِيْنَ، مُسْتجَابَ الدَّعْوَةِ، حَجَّ أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً، وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُجِلُّه جِداً.

أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ وزَيْدِ بنِ أَرقَمَ وجَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ وابْنِ عَبَّاسٍ وابْنِ عُمَرَ وابْنِ عَمْرٍو. ولاَزَمَ ابْنَ عَبَّاسٍ مُدَّةً، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ مِن كُبَرَاءِ تَلاَمِذَتِهِ.

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاس: إِنِّي لأَظُنُّ طَاوُوْسَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.
- وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ: لَوْ رَأَيْتَ طَاوُوْساً، عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَكْذِبُ.

مِـن أَقَــوَالِـــهِ:
- قَالَ: خَفِ اللهَ مَخَافَةً لاَ يَكُوْنُ شَيْءٌ عِنْدَكَ أَخَوْفَ مِنْهُ، وَارْجُهُ رَجَاءً هُوَ أَشَدُّ مِنْ خَوْفِكِ إِيَّاهُ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ.
- وقَالَ: مَنْ قَالَ.. وَاتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ واتَّقَى اللهَ؟
- وقَالَ: تَعَلَّمْ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الأَمَانَةُ.
- وقَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ ابْنُ آدَمَ إِلاَّ أُحْصِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى أَنِيْنُهُ فِي مَرَضِهِ.
- وقَالَ: لاَ يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ.
- وقَالَ: عَجِبْتُ لإِخْوَتِنَا مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، يُسَمُّوْنَ الحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ مُؤْمِناً.
- وكَانَ مِنْ دُعَائِـهِ: اللَّهُمَّ احْرِمْنِي كَثْرَةَ المَالِ والوَلَدِ، وارْزُقْنِي الإِيْمَانَ والعَمَلَ.

نَصِيحَتُـهُ لِلْمُلُوُك:
لَمَّا حَجَّ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ (الخَلِيفَة)، أَمَرَ حَاجِبَهُ أَن يَخْرُج لِيَأْتِيهِ بْأَحَدِ الفُقَهَاءِ لِيَسْأَله عَنْ الحَجِّ، فَخَرَجَ حَاجِبُهُ، فَقَالَ لِلْنَّاسِ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: ابْغُوا إِلَيَّ فَقِيْهاً أَسْأَلْهُ عَنْ بَعْضِ المَنَاسِكِ.
قَالَ: فَمَرَّ طَاوُوْسٌ، فَقَالُوا: هَذَا طَاوُوْسٌ اليَمَانِيُّ.
فَأَخَذَهُ الحَاجِبُ، فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.
قَالَ: أَعْفِنِي. فَأَبَى، ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ.
قَالَ طَاوُوْسٌ: فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَمَجْلِسٌ يَسْأَلُنِي اللهُ عَنْهُ.
فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، إِنَّ صَخْرَةً كَانَتْ عَلَى شَفِيْرِ جُبٍّ فِي جَهَنَّمَ، هَوَتْ فِيْهَا سَبْعِيْنَ خَرِيْفاً، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ قَرَارَهَا، أَتَدْرِي لِمَنْ أَعَدَّهَا اللهُ؟
قَالَ: لاَ، وَيْلَكَ لِمَنْ أَعَدَّهَا؟
قَالَ: لِمَنْ أَشْرَكَهُ اللهُ فِي حُكْمِهِ، فَجَارَ.
قَالَ: فَكَبَا بِهَا.

عِـــزَّةُ نَـفْـسِـهِ:
كَانَ طَاوُوس رَحِمَهُ اللهُ، عَزِيزَ النَّفْسِ جِداً، لاَ يَقْبَلُ مِن أَحَدٍ شَيْئاً... فَفِي يَوْمٍ... بَعَثَ إِلَيْهِ أَيُّوْبُ بْنُ يَحْيَى بِسَبْعِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وقَالَ لِلرَّسُوْلِ: إِنْ أَخَذَهَا الشَّيْخُ مِنْكَ، فَإِنَّ الأَمِيْرَ سَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيَكْسُوْكَ.
فَقَدِمَ بِهَا عَلَى طَاوُوْسٍ الجَنَد (مَدِينَة باليَمَن)، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا، فَأَبَى، فَغَفِلَ طَاوُوْسٌ، فَرَمَى بِهَا الرَّجُلُ فِي كُوَّةِ (المَنْوَر) البَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، وَقَالَ لَهُم: قَدْ أَخَذَهَا.
ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْ طَاوُوْسٍ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا.
فَجَاءهُ الرَّسُوْلُ، فَقَالَ: المَالَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الأَمِيْرُ إِلَيْكَ.
قَالَ: مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئاً.
فَرَجَعَ الرَّسُوْلُ، وعَرَفَ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الرَّجُلَ الأَوَّلَ، فَقَالَ: المَالَ
لَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئاً؟
قَالَ: لاَ.
ثُمَّ نَظَرَ حَيْثُ وَضَعَهُ، فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا بِالصُرَّةِ قَدْ بَنَى العَنْكَبُوْتُ عَلَيْهَا، فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ.

- وقَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ لِطَاوُوْسٍ: ارفَعْ حَاجَتَكَ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ سُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ.
قَالَ: مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ. فَعَجِبَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ.

- وفِي يَوْمٍ... جَاءَ ابْنٌ لِسُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ طَاوُوْسٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقِيْلَ لَهُ: جَلَسَ إِلَيْكَ ابْنُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَلَمْ تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ..؟!!
قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ للهِ عُبَّاداً يَزْهَدُوْنَ فِيْمَا فِي يَدَيْهِ.

وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ طَاوُوْسٌ بِمَكَّةَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ ومِائَةٍ (106 هــ) وصَلَّى عَلَيْهِ الخَلِيْفَةُ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ. رَحِمَهُ اللهُ
__________________
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 03-06-2014, 07:08 AM
زنيب عادل زنيب عادل غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 18
معدل تقييم المستوى: 0
زنيب عادل is on a distinguished road
افتراضي

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
بارك الله فيك ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 04-06-2014, 12:00 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


مشكورة جداً على مرورِك الجميل

وكلاماتك الرائعة

ومجاملتِك الرقيقة

__________________
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 04-06-2014, 12:03 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(19) الـقَـاسِــــــمُ بْـــنُ مُـحَـمَّـــدِ بْـــنِ أَبِـــي بَـكْــــــــر

هُـــــــوَ: القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، الحُجَّةُ، عَالِمُ وَقْتِهِ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ. وكَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعين ومِن أَفْضَلِ أَهْل زَمَانِه عِلْماً وَأَدَباً وَعَقْلاً وَفِقْهاً، وَكَانَ صَمُوتًا لَا يتَكَلَّم كَثِيراً، مُلاَزِماً لِلوَرَع والعِبَادَة، وذَهَبَ بَصَرُهُ فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِهِ.

مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ القَاسِمُ فِي خِلاَفَةِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرُبِّيَ القَاسِمُ فِي حَجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَتَفَقَّهَ مِنْهَا، وَأَكْثَرَ عَنْهَا، وَكَانَ هُوَ وزَيْن العَابِدِين وسَالِم بْن عَبْد الله أَبنَاء خَاَلَة.

أَولاَدُهُ: عَبْد الرَّحْمَن وعَبْدَة وأُمّ فَرْوَةَ وأُمّ حَكِيم.

- قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْن الزُّبَيْر: مَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَدَ وَلَداً أَشبَهَ بِهِ مِن القَاسِم.
- وقَالَ أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِن القَاسِم.
- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَعْقَلَ وَلَا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّد.
- وقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَحَدًا نُفَضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِم.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ الأُمَّة.
- وقَالَ سُفْيَانُ بن عُيَيْنَة: كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
- وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: تَرْجَمَةٌ مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَب.

مِن أَقوَالِـــهِ:
- قَالَ الْقَاسِمُ: لَأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ مَا لَا يَعْلَمُ.
- وقَالَ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ المَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لاَ يَقُوْلَ إِلاَّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
- وقَالَ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي الصَّدِيقِ البَارِّ المُقْبِلِ عِوَضاً مِنْ ذِي الرَّحِمِ العَاقِّ المُدْبِرِ.
- وقَالَ: إِنَّ مِن أَعْظَمِ الذَّنْبِ، أَن يَسْتَخِّف المَرْءُ بِذَنْبِهِ.
- وسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ مَا أَجْرَأ فُلاَناً عَلَى اللهِ! فَقَالَ القَاسِمُ: ابْنُ آدَمَ أَهْوَنُ وأَضْعَفُ مِن أَنْ يَكُونَ جَرِيئاً عَلَى اللهِ، ولَكِن قُلْ: مَا أَقَلَّ مَعْرِفَته بِالله.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الْقَاسِمُ بِقُدَيْدٍ (مَوْضِع بَيْن مَكَّة والمَدِينَة) سَنَةَ سَبْعٍ ومِائَة (107 هـ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 04-06-2014 الساعة 12:05 AM
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 10-06-2014, 06:37 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(20) سُـــلَـــيْـــمَـــــــــــانُ بْـــــنُ يَـــــسَـــــــــــــــــــــار

هُـــــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَبُو أَيُّوْبَ المَدَنِيُّ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ، زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ، ومِن الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ.

مَـوْلِـدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَانٍ. وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، كَبِيرَ القَدرِ، مَأْمُوْناً، فَاضِلاً، عَابِداً، حُجَّةً.

وَرَعُـــهُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً؛ فَفِي يَوْمٍ... دَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ بِالأَبْوَاءِ (مَكَان بَيْنَ مَكَّة والمَدِينَة) كَأَنَّهَا فَلْقَةُ قَمَرٍ، فَسَأَلَتْهُ نَفْسَهُ فَامْتَنَعَ، فَدَنَتْ مِنْهُ فَخَرَجَ هَارِبًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَتَرَكَهَا فِيهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، وَكُنْتُ بِمَكَّةَ وَطُفْتُ وَسَعَيْتُ وَأَتَيْتُ الْحَجَرَ، فَنَعَسْتُ فَإِذَا رَجُلٌ وَسِيمٌ شَرْحَبٌ جَمِيلٌ، لَهُ شَارَةٌ حَسَنَةٌ وَرَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟
فَقَالَ أَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ.
قَلْتُ: الصِّدِّيقُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: إِنَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ عَجَبٌ.
قَالَ: شَأْنُكَ وَشَأَنُ صَاحِبَةِ الْأَبْوَاءِ أَعْجَبُ، أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ, وَأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهُمَّ!!!

أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَةَ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَأُمِّسَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَمَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ.

- قَالَ عَنْهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ عِنْدَنَا أَفْهَمُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.
- وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ.
- وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ وَعُلَمَائِهِم، مِمَّنْ يُرْضَى وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِم: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ أَجِلَّةٍ سِوَاهُم مِنْ نُظَرَائِهِم، أَهْلُ فَقْهٍ، وَصَلاَحٍ، وَفَضْلٍ.
- وقَالَ قَتَادَةَ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا بِالطَّلاَقِ، فَقِيْلَ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ.
- وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ بَعْدَ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سُلَيْمَانٌ سَنَةَ سَبْعٍ ومَائَةٍ (107 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 11-06-2014, 12:13 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(21) الحَـــــــــسَـــــــــــــــنُ الـــــبَـــــــــــصْـــــــــــــــــــــرِيُّ

هُـــــــوَ: الحَسَنُ بنُ يَسَارٍ، أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلَمُ، الكَبِيرُ، سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالْبَصْرَةِ عِلْماً وعَمَلاً؛ أَدرَكَ الكَثِيرَ مِن صَحَابَةِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ عَنْهُم العِلْمَ؛ ورَأَى أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ، وحَضَرَ مَعَهُ الجُمُعَةَ، وَسَمِعَهُ يَخْطُبُ.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ الحَسَنُ سَنَةَ إِحدَى وعِشْرِينَ (21 هــ). وَكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، حُجَّةً، مَأْمُوْناً، عَابِداً، كَثِيْرَ العِلْمِ، فَصِيْحاً، جَمِيْلاً، وَسِيْماً؛ ومِنَ الشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْنَ بِالْشَجَاعَةِ والإِقْدَامِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الجِهَادِ.

قَـــالُــــــواْ عَـنـْــــهُ:

- قَالَ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ، لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ: الْزَمُوا الحَسَنَ البَصْرِيَّ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ مِنْهُ.
- وقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ، لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ: سَلُوا الحَسَنَ، فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِيْنَا.
- وقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: ذَاكَ إِمَامٌ ضَخْمٌ، يُقْتَدَى بِهِ.
- وقَالَ بَكْرٌ المُزَنِيِّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحَسَنِ.
- وقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ، لَقُلْتَ: إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيْهاً قَطُّ.
- وقَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الحَسَنِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، إِلاَّ وَجَدْتُ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِ، وَمَا جَالَسْتُ فَقِيْهاً قَطُّ، إِلاَّ رَأَيْتُ فَضْلَ الحَسَنِ، وكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ.

مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:

- قَالَ الحَسَنُ: يَا ابْنَ آدَمَ، وَاللهِ إِنْ قَرَأْتَ القُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ، لَيَطُوْلَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ، وَلَيَشْتَدَّنَّ فِي الدُّنْيَا خَوْفُكَ، وَلَيَكْثُرَنَّ فِي الدُّنْيَا بُكَاؤُكَ.
- وقَالَ: ابْنَ آدَمَ، تَرْكُ الخَطِيْئَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ، مَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَكُوْنَ أَصَبْتَ كَبِيْرَةً أُغْلِقَ دُوْنَهَا بَابُ التَّوْبَةِ، فَأَنْتَ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ.
- وقَالَ: المُؤْمِنُ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا قَالَ اللهُ كَمَا قَالَ، وَالمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلاً، وَأَشَدُّ النَّاسِ وَجَلاً، فَلَو أَنْفَقَ جَبَلاً مِنْ مَالٍ، مَا أَمِنَ دُوْنَ أَنْ يُعَايِنَ، لاَ يَزْدَادُ صَلاَحاً وَبِرّاً إِلاَّ ازْدَادَ فَرَقاً، وَالمُنَافِقُ يَقُوْلُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيْرٌ، وَسَيُغْفَرُ لِي، وَلاَ بَأْسَ عَلَيَّ، فَيُسِيْءُ العَمَلَ، وَيَتَمَنَّى عَلَى اللهِ.
- وقَالَ: أَهِيْنُوا الدُّنْيَا، فَوَاللهِ لأَهْنَأُ مَا تَكُوْنُ إِذَا أَهَنْتَهَا.
- وقَالَ: ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ.
- وقَالَ: مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلاَّ أَذَلَّهُ اللهُ.
- وقَالَ: بِئْسَ الرَّفِيْقَانِ: الدِّيْنَارُ وَالدِّرْهَمُ، لاَ يَنْفَعَانِكَ حَتَّى يُفَارِقَاكَ.
- وقَالَ: فَضَحَ المَوْتُ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَتْرُكْ فِيْهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحاً.
- وقَالَ: ضَحِكُ المُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِه.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الحَسَنُ بِالْبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عَشْرٍ ومِائَةٍ (110 هــ)، وقَد عَاشَ تِسْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (89). وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، صَلَّوْا عَلَيْهِ عَقِبَ صَلاَةِ الجُمُعَةِ بِالبَصْرَةِ، فَشَيَّعَهُ الخَلْقُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 11-06-2014 الساعة 12:15 AM
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 11-06-2014, 06:53 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(22) مُـــحَـــمَّـــــــدُ بْـــنُ سِـــيْـــــرِيْــــــــــن

هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ، وإِمَامُ وَقْتِـهِ فِي عُلُومِ الدِّينِ بِالْبَصْرَةِ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرَيِّ. أَدْرَكَ ثَلاَثِيْنَ صَحَابِيّاً وأَخَذَ عَنْهُم العِلْمَ؛ وكَانَ يَأْتِي بِالحَدِيْثِ عَلَى حُرُوْفِهِ؛ لاَ يُحَدِّثُ بِالْمَعنَى؛ وكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً.

مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ ابْنُ سِيْرِيْنَ بْالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ (33 هــ). وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، وَرِعاً، أَدِيْباً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، شَهِدَ لَهُ أَهْلُ العِلْمِ وَالفَضْلِ بِذَلِكَ، وَهُوَ حُجَّةٌ.

أَخَـــذ العِـلْـمَ عَـــنْ: الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وأَنَسَ بنَ مَالِكٍ وأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ وعِمْرَانَ بنَ حُصَيْنٍ وعَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ وأَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيِّ ومُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ وجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ ورَافِعِ بْنِ خَدِيْجِ الأَنْصَارِيِّ وسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ وكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيِّ وسَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، وأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وأُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّة.

وَرَعُـــــــهُ:

- كَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ يَشْتَغِلُ بِالتِّجَارَةِ، فَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي شَيْءٍ في البَيْعِ والشِّرَاءِ، تَرَكَـهُ، مَخَافَةَ الوُقُوعِ فِي الحَرَامِ.

- وكَانَ لَا يَاَكُلُ عِنْدَ أَحَدٍ؛ فَكَانَ إِذَا دُعِيَ إِلَى وَلِيمَةٍ، أَجَابَ وَلَمْ يَطْعَم مِنهَا شَيْئاً!!

- قَالَ عَنْهُ الشَّعْبِيُّ لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنْ التَّابِعِينَ: عَلَيْكُم بِابْنَ سِيْرِيْن.
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَوْن: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.
- وقَالَ عُثْمَانَ البَتِّيِّ: لَمْ يَكُنْ بِالبَصْرَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالقَضَاءِ مِنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ.
- وقَالَ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعِ مَنْ أَدْرَكْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْن.
- وقَالَ مُوَرِّقٌ العِجْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ، وَلاَ أَوْرَعَ فِي فَقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.
- وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَمْ يَكُنْ كُوْفِيٌّ وَلاَ بَصْرِيٌّ لَهُ مِثْلُ وَرَعِ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.

مِـن أَقْوَالِــــهِ:

- قَالَ مُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن: إِنَّ هَذَا العِلْمَ دَيْنٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُوْنَ دَيْنَكُم.
- وقَالَ ذَهَب العِلْمُ وَبَقِيَتْ مِنْهُ شَذَرَاتٌ فِي أَوْعِيَةٍ شَتَّى.
- وقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ.
- وقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ؛ وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ.
- وكَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ فِي التِّجَارَةِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاطْلُبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنَ الْحَلَالِ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَطْلُبْهُ مِنْ ذَلِكَ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ.

- يُنْسَبُ إِلَيْهِ كِتَابٌ فِي تَفْسِيرِ الأَحْلاَمِ يُسَمَّى بِــــ (مُنْتَخَبُ الكَلاَمِ فِي تَفْسِيرِ الأَحْلاَمِ)؛ ولاَ تَصِحُّ نِسْبَتُـهُ لَـهُ؛ كَذَا أَكَّدَهُ العُلَمَاءِ.

وَصِــيَّـــتُـــــهُ:

قَالَ فِي وَصِيَّتِـهِ: "ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْن بَنِيهِ وَأَهْلَهُ: أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ، وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِم، وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ؛ وَأَوْصَاهُم بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: «يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»". (البَقَرَة: 132).

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ سِيْرِيْن بِالْبَصْرَةِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ ومِائَـة (110 هــ)، وَقَبْرُهُ بِإِزَاءِ قَبْرِ الْحَسَنِ الْبَصْرَيِّ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 11-06-2014 الساعة 06:57 AM
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 11-06-2014, 11:16 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 49,818
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(23) مَـــكْـــحُـــــــــــولٌ الـــشَّـــــامِـــــــــــــيُّ

هُـــــــوَ: مَكْحُوْلُ بْنُ شَهْرَابَ بْنِ شَاذِلَ بْنِ سَنَدَ بْنِ شُرْوَانَ بْنِ يَزْدَكَ بْنِ يَغُوْثَ بْنِ كِسْرَى، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الأَعجَمِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ؛ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ؛ وكَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حَرِيصاً عَلَى الاِشْتِغَالِ بِهِ صَغِيراً وكَبِيراً، رَحَلَ فِيـهِ إِلَى أَكْثَرِ الأَقْطَارِ العَرَبِيَّةِ؛ كَالمَدِيْنَةِ ومِصْرَ والعِرَاقَ، وغَيْرِهَا. وكَانَ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ ظَاهِرَةٌ، يُبَدِّلُ بَعضَ الحُروُفِ بِغَيْرِهِ؛ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُوُل: "قُلْ". قالها: "كُلْ".

أَخَـذَ الـعِـلْمَ عَــنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ووَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وأَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.
ومِـنَ الـتَّـابِـعِـيـــنَ: سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيْزٍ وجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وطَاوُوْسٍ وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وقَبِيْصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ؛ وغَيْرِهِم.

قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

- قَالَ الزُّهْرِيِّ: العُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بِالمَدِيْنَةِ، وَالشَّعْبِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَالحَسَنُ بِالبَصْرَةِ، وَمَكْحُوْلٌ بِالشَّامِ.
- وقَالَ سَعِيْدُ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ مَكْحُوْلٍ أَبْصَرَ بِالفُتْيَا مِنْهُ، مَكْحُوْلٌ أَفْقَهُ أَهْلِ الشَّامِ.
- وقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ: مَكْحُوْلٌ إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِالشَّامِ أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْ مَكْحُوْلٍ.

وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مَكْحُوْلٌ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (112 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:43 PM.