اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2018, 07:02 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp نداء: يا رب


قد يكون اليأس شعورا مريحا جدا:

إحساسك أنه لا فائدة وأنك مهما فعلت ومهما حاولت فلن تغير شيئا ولن تحدث أي فارق يذكر سيورثك بلا شك استرخاءً وهدوءا مرحليا لا شيء عليك ولا قيمة لكل ما تنوي أن تفعله فلماذا إذاً تفعله؟..

ستسعد كلما سخرت من فكرة الأمل وممن يحاولون بثها شعور باللامبالاة سيخيم عليك كلما رددت عبارات الإحباط والندم على كونك فكرت يوما في التغيير أو تمنيت أن تكون جزءاً من الحل ستجد تسكينا مؤقتا كلما دندنت بأغاني وشعارات ترسخ لفكرة الإحباط المطلق وستحصل على خدر لذيذ كلما نشرت ثقافة العدمية و الهروب من مواجهة الواقع وقررت إقناع نفسك إن (ما فيش فايدة) و (خلاص بايظة بايظ) ومن الحماقة أن تتعب نفسك لأجل إصلاح شيئ تم تدميره للأبد..

بعد فترة من راحة اليأس وخدر الإحباط ولذة سب ولعن الظروف والأشخاص سيملأ نفسك شعور بالاستعلاء والعظمة والتفرد كلما احتقرت هذا المكان الذي لم يفهمك، وأولئك الحمقى الذين لم يقدروا مواهبك، ولم يستمتعوا بنعمة وجودك بينهم..

ثم ماذا بعد؟

ماذا تتوقع بعد ذلك كله؟!

وماذا تريد؟

ما الذي استفدته بقرارات اليأس والإحباط والندب والعويل ولعن الظروف بل ولعن الحياة برمتها؟ *وربما إنهاؤها كما فعل البعض مرة أخرى..

ثم ماذا بعد؟

ما الفائدة التي عادت على من سلك هذا الطريق حتى بلغ نهايته؟

أو حتى من أنهاه بيده!

وهل انتهى الأمر حقا؟

دعني أسألك أيها المحبط المتألم أتظن أنك وحدك من يتألم؟

أتحسب أن الإحباط حكر عليك؟

يا لك من واهم..

يا عزيزي هذه دار كبد ومحل ابتلاء وكلنا يجد ذلك أحيانا بل كثيرا جدا توجد الآلام وستوجد دوما وتتزايد وستتزايد..

تتضافر الإحباطات وتتكاثر:

يرحل الأحبة تباعا ويغدو الكوكب مكانا موحشا وتزداد وحشته يوما بعد يوم يدعوك جل ما حولك ومن حولك لليأس ويدفعك بيد غليظة للقنوط يدعوك جلد الفاجر وبأس المنافق ويدفعك عجز الثقة وأحيانا حماقته دمعات حزينة تجد طريقها أحيانا من قلب مكلوم إلى عين دامية سرعان ما تتحول إلى غصة خانقة تنمو تدريجيا لتكتم أنفاس الأمل في حلقك الجاف كلما تصاعد من حولك عبق الخسة المقزز وعصفت بك رياح الكذب المنتنة التي تفوح من أفواه الأوغاد اللزجة كلما فتحوها لينبسوا ببنات سفاح من بين شفاههم الشامتة الحاقدة وليزينوا بباطلهم السخيف نواصيهم الكاذبة الخاطئة مهما تجلد المرء فإنه يجد كل ذلك أحيانا..

بل أكرر: كثيرا..

وكثيرا جدا..

لكنه يعود ليفكر مليا..

هل يملك المرء ترف اليأس؟

هل لديه خيار الإحباط؟!

هل آن أوان الركون والاستسلام؟

وهل لذلك الأخير أوان أصلا؟

اليأس ليس مجرد خيانة كما يحلو للبعض أن يردد:

اليأس قرين الكفر لا ييأس من روح الله إلا الكافرون ولا يقنط من رحمته إلا الضالون*{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}*[سورة يوسف 87]..*{قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}*[سورة الحجر 56]

لكن لماذا؟

لماذا كان اليأس في القرآن قرين الكفر والضلال؟

لماذا لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون؟

لماذا هذا القصر و الحصر الحاسم الذي يحمله ذلك النفي والاستثناء؟

لو تدبرت هنيه لوجدت أن القوم الكافرين فعليا هم فقط من يملكون هذا الخيار الكئيب إنهم لا يعرفون ربك ولا يؤمنون به..

لا يعرفون ربا قريبا سميعا مجيبا..

لا يعبدون ربا قديرا مقتدرا يقول للشيء كن فيكون..

لا يؤمنون برب فتاح نصير ولي عزيز..

ولا يصدقون بحياة أخرى تُرد فيها مظالم ويقتص فيها من كل ظالم ويعوض فيها الكثير من النقص والحرمان الدنيوي..

إنهم يعتبرون كل ما سبق مجرد ترهات أو مخدرات فكرية أو كما يحلو لبعضهم تسميتها "أفيون الشعوب"..

لذلك هم يُوكلون لأسبابهم القاصرة وأنفسهم الضعيفة وحياتهم العاجلة فيهلكون في غيابات الجُبِّ جُبِّ اليأس المظلم هؤلاء فقط هم من يملكون هذا الخيار الكئيب الكافرون من لا يعرفون ولا يؤمنون وأنت لست منهم وما ينبغي لك..

يفترض أنك تؤمن بما لا يؤمنون..

وتعرف ما لا يعرفون ومن لا يعرفون..

تعرف ذلك الرب الديان و تؤمن بطلاقة قدرته وكمال علمه وحكمته وتعرف أن بينك وبينه ميعادا لن تُخلَفه وتعرف أنه رب قدير مقتدر يقول للشيء كن فيكون..

وتؤمن أنه رب قريب سميع مجيب رب فتاح نصير ولي عزيز يكشف السوء ويجيب المضطر ويحيي الأرض بعد موتها..

إن يكلك إلى نفسك هلكت ومن ثم يأست..

وإن يتول أمرك نجوت بإذنه وهو يتولى الصالحين لكن تأمل الشرط الصالحين الصلاح شرط لاستحقاق الولاية إن حققته أو على الأقل بذلت وسعك لنيله فعندئذ يشرق القلب بحسن الظن وتنسكب على ثنايا الفؤاد عطور الفأل الحسن المفعمة بعبير الأمل ممزوجا برحيق العمل..

حينها تزول الغصة تدريجيا وتتلاشى الغشاوة ويستطيع المرء أن ينفض عنه غبار الإحباط المتراكم ويضع عن روحه آصار القنوط وأغلال اليأس ويكمل طريقه أو حتى يبدأه من جديد بينما يحدوه في ذلك الطريق نداءٌ واحدٌ لواحدٍ

نداء: يا رب..



محمد علي يوسف


__________________

آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 20-02-2018 الساعة 07:04 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-02-2018, 07:14 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp بل أنت عند الله غالٍ ..

لحظات تمر بنا نشعر عندها كأن الحياة توقفت ، وأن أنفاسنا قد ضاقت ، وأن الطرق جمعها قد انسدت ، وان شيئا من حولنا لم يعد له صوت أو اثر ..فقط ضوضاء لا معالم لها

ضعفاء نحن في لحظات الانكسار والصدمات والألم ، ضعفاء لدرجة التفتت والذوبان ، لاقوة لنا أمام المادة ، ولا حتى أمام الضرر ، نعجز فنمد ايدينا ، ونفتقر فنمدد ايدينا ، ونمرض فنمد أيدينا ، والله خير من امتدت له يد ..

ليس سوى الله سبحانه قادر على جبر الانكسار ، وشفاء المرض وإزالة الهموم ، فقد خاب وخسر من التفت عن رجاء ربه ودعائه واللجوء اليه وقت المعاناة ..

إن معنى الافتقار إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة إلى حول الله وقوته ، لهو المعنى الذي ينطلق منه القلب الصالح في لجوئه إلى ربه واستنصاره واستعانته به .

هذا المعنى يحتاج إلى إيقاظه كل مؤمن في نفسه ، ويحتاج إلى التذكير به والوعظ به ودعم النفس به ، وتثبيتها وتقوية عزمها به ، فتهدا وتتوكل وتصبر وتستمر في سبيلها وتحقيق آمالها الصالحات .

المؤمن القوي لاشك خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , ولا شك انه ينبغي على المؤمن أن يكون قويا على المستوى النفسي* , ثابتا على المستوى الانفعالي* , هادئا حكيما* , صابرا محتسبا .

*لكننا نحتاج دائما إلى لحظات دعم , ومواقف تثبيت , وكلمات تشجيع , ودعوات تحفيز، تعيد الينا النشاط وترد الينا الطموح وتذكرنا بالأمل ..

المنهج الإسلامي اهتم كثيرا بالدعم النفسي الإيماني في لحظات الضعف ، ولحظات الآلام , وراعى كثيرا احوال الناس في تلك الظروف العصيبة .

*فالقرآن الكريم يعيد الأمل لمن أسرف على نفسه بالذنوب , ويذكره برحمة الله الواسعة , وبأنه ليه ألا يقنط من رحمة الله ولا ييأس , بل عليه أن يخطو خطوة ولو بسيطة نحو التوبة والإنابة ..

" قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "

ويداوي الجراح النفسية للمجروحين في غزوة أحد وحمراء الأسد , ويثبت قلوبهم ، ويعيد الثقة إليهم , " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم اخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء .."

ويثبت قلب النبي صلى الله ليه وسلم بذكر استجابة الله سبحانه لأنبيائه بينما هم في الصعاب والشدائد عبر سورة كاملة هي سورة الأنبياء .

وجاء النبي إلى رجل وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره، فقال: أرسلني، مَن هذا؟ فالتفت إليه، فلمَّا عرف أنه النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - جعل يلزق ظهره بصدره، فقال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن يشتري هذا العبد؟))، فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدًا، قال: ((لكنك عند الله لستَ بكاسد))، أو قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((بل أنت عند الله غالٍ)) اخرجه ابن حبان وصححه الألباني

وقريبٌ في معناه ما رواه أبو يعلى في "مسنده" من حديث ثابت عن أنس أيضًا قال: كان رجلٌ من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يُقال له: جُلَيبِيب، في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - التزويج، فقال: إذًا تجدني كاسدًا، فقال: ((غير أنك عند الله لست بكاسد)) اخرجه ابو يعلى

ويوم عاد جيش مؤته , ونعتهم البعض بالفرار , كونهم استطاعوا الانسحاب بالجيش , فقال النبي صلى الله ليه وسلم " بل هم الكرار إن شاء الله "

وغير ذلك كثير من مواطن الدعم النفسي بالقول والفعل في منهج الإسلام

وأفضل ما يجب أن نهتم به فيما يخص الدعم النفسي هو التذكير بالله سبحانه وبالعقيدة يه , فالعودة إلى الله سبحانه ي أوقات الشدائد هي المنجا والملجأ الصحيح , وهي أول ما ينبغي أن يبتدىء به المؤمن ، قال سبحانه : " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "

والتذكير بدورة الحياة شىء حسن مهم , فالمرء الذي تمر به الشدة يرى الطريق مظلما منغلقا ، فنذكره بأن " مع العسر يسرا " وبأن الايام دول , وبأن أوقات الآلام تزول وتنقضي وهكذا ..

*وكلمات التحفيز مهمة للغاية في اللحظات المتوترة , وانظر لقول النبي صلى الله ليه وسلم في غزوة بدر " والله لايقاتلهم اليوم رجل مقبل غير مدبر في*** إلا ويدخل الجنة "

وانظر إلى ثبيته لحسان بن ثابت في مواجهة المنافقين وهو يقول له : " اهجم وهاجم ينافح عنك روح القدس " اخرجه البخاري

*والحديث بالإيجابيات والصفات الحسنة المتميزة مؤثر إيجابي ايضا في لحظات الألم النفسي ، وانظر إلى كلمات النبوة لسعد بينما كان مريضا مرضا ينتظر فيه الموت , يقول له صلى الله عليه وسلم " لعلك تخلف فينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون " اخرجه مسلم ..

وبالفعل شاء الله له أن يمد له في العمر فينفع أقواما بالخير والهدى , ويضر آخرون من أعدائه من الفرس وغيرهم ويفتح الله على يديه القادسية وغيرها


د. خالد رُوشه
__________________

آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 20-02-2018 الساعة 07:20 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-02-2018, 02:36 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

بارك الله فيك
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:42 AM.