اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-07-2017, 04:38 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp دولة القرآن


مقدمة:
الدولة حُلم كل عامل للإسلام، مهما اختلفت الوسائل وتنوَّعت السبل، لها يعملون ويجتهدون، ومن أجل قيامها يَنصَبون ويَتعبون!
في ذلك الحلم الأمل بنعيم الحياة في ظل الكتاب والسُّنة، مع قيمهما العليا - الحق والعدل والخير - وفيه الأمل بحلول الأمن والسلام للعالم، وراحة الفؤاد مِن نصبِ الفِخاخ وتدبير المؤامرات والمكايد، وإثارة الضغائن والأحقاد، وإيقاد نار الحروب والبغضاء؛ حيث الشرع المنزل من عند الله؛ ليَحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، وفيه الأمل برغَدِ العيش؛ حيث بركةُ الله التي لا منتهى لها، فيأكل الناس من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولا نجد جائعًا ولا محرومًا، ولا عاريًا ولا حافيًا.
*
في هذه المعاني جال خاطري مُسلِّمًا، نَعِمَ بالعيش معها وقتًا طويلًا، وهو يقرأ ويدرس ويؤلِّف في التفسير والسيرة والحديث والتاريخ واللغة والتراجم، فعايَش لحظات تأسيس دولة الإسلام الأولى مع النبي صلى الله عليه وسلم، وامتدادها المبارك في عهد الراشدين من بعده، وشاهد دول الإسلام المتتابعة بعدها وهي تؤسِّس الأمجاد، وعايَن أحوالها وراقَب أمزجةَ أهلها.
*
مهَّدت كلُّ هذه المعاني طرقًا وشقَّت أنهارًا، وغرَست بساتينَ في قلبي، حتى غلَبت عليَّ في عموم أحوالي، فما عدتُ أرى غيرها، وصعُب عليَّ أن تُفارق خيالي، حتى حسِبتها الحقيقة من حولي، وكان يَشُقُّ عليَّ أن أَنتبه إلى هذا الواقع المُرِّ الذي يحُيط بي، فأُفيق من حُلمي، وأَخرج من لذَّتي إلى كدرٍ لا يعلم شِدَّة حَسرته إلا الله تعالى.
*
وقد خطَر لي غير مرَّة أن أُسجِّل هذه المعاني الجليلة الجميلة في أحرف سهلة يسيرة، تكون دعوة لشاردٍ عنها أن يُلِمَّ بشيء من جمالها، فيَهيم بها مثلي، أو تكون مُنبهًا لغافلٍ عن طريقها، فيُدرك قيمتها وقدرها، فيَجتهد في العمل لها، أو تكون جوابًا لمتشككٍ مُتهوِّكٍ، يُلقي سمعه لكل متحدث، فتَقَرُّ في قلبه عنها المعاني الخاطئة والمفاهيم المغلوطة، فيتبصَّر ويعود، ويكون من جندها المدافعين عنها!
فكانت هذه الصفحات، أسأل الله أن يفتح لها قلوب عباده، وأن يجعل بها أثرًا في الواقع، فتجد أُذنًا مصغية، وقلوبًا واعية، وجوارحَ حامية.
أحمد الجوهري عبدالجواد
في العاشر من رمضان لعام 1438 هـ
♦ ♦ ♦
*
في قلبي دولة مهدية
1- دولة القرآن:
أَحلُم بدُولٍ تتخذ القرآن دستورًا، تُجِلُّه وتُعظمه، وتُبادله الحبَّ، فالقرآن يحب الدولة المؤمنة، ويحب الشعب المؤمن، ويحب الرئيس المؤمن، ويؤيِّده في رُؤاه، ويعاونه في عمله، ويرافقه في الطريق إلى العزة والنصرة، ويَعِده بالخير، ويُبشِّره بالجنة.
*
والقرآن إنما يفعل ذلك كله؛ لأنه يرى منهم الحرص على صحبته ومرافقته - تلاوة وعلمًا وعملًا - فهم يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، ويُقبلون على معرفة أحكامه، ويُنفذون أوامره، ويجتنبون نواهيه، ويُحكمونه في شؤونهم جميعها، صغيرها وكبيرها.
*
وقد رأيت في رحلتي - عبر تاريخ الإسلام العظيم - ذلك القرآن وهو على ألسنة الناس - حُكامًا ومحكومين، علماء وعوامَّ - يُرتلونه ويحفظونه، ويتعلمونه ويُعلمونه، ويعملون به، ويتحاكمون إليه في جميع قضاياهم، فرأيتُ لذلك في حياتهم أثرًا عجيبًا.
*
لقد شاهدتُ كيف أن حُكامًا كرامًا ملَكوا أُمَمًا، وصنَعوا دولًا، وبنوا حضارات، كانوا يَحرِصون على حفظ القرآن الكريم، والعناية بأداء حروفه، وربما حفِظ بعضُ الحكام القرآن الكريم بعدما تقدَّمت بهم السنُّ، وكثُرت أشغالهم، وثقَلت مهامُّهم، كالسلطان أورنك زيب حاكم الهند في الدولة المغولية العظيمة، فقد حفِظ هذا السلطان القرآنَ الكريمَ كلَّه بعد ما أصبح سلطانًا[2]، ولم يكن من الفارغين أو القاعدين، بل كان مجاهدًا في سبيل الله تعالى، خرج في سبيل الله أربعين سنة، ودخل إبانَ عهده ملايينُ الهنود في الإسلام، كما وقف حائلًا ضد المد الصفوي الرافضي على بلاده، وأصلَح فيها إصلاحات عظيمة تُذكَر إلى يومنا هذا[3].
*
في تاريخنا الإسلامي حكَّامٌ كُثُر - لا نَدْرةٌ - من هذا النوع، حُفَّاظ للقرآن، وعلماءُ به، وعالمون، بدايةً بأبي بكر الصديق الذي جمع القرآن بين دفتين...
فهل نذكر الفاروق الذي كان وقَّافًا عند كتاب الله؟ أم نذكر ذا النورين الذي لم يكن يفارق المصحف حِجره يتلوه، فإن سُئل في ذلك، قال: لو طهَرت قلوبُنا، ما شبِعت من كلام ربنا؟ أم نذكر من كانوا بعد ذلك، فنذكر معاوية بن يزيد الذي يروي ابن كثير عنه أنه بعد أن صلَّى على أبيه يزيد بن معاوية ودفنه، وأقبل عليه الناس وبايَعوه بالخلافة، نادى في الناس: الصلاة جامعةً، وخطَب فيهم، فكان مما قال: "أيها الناس، إني قد وُلِّيتْ أمركم وأنا ضعيف عنه، فإن أحببتُم تركتها لرجل قوي كما تركها الصديقُ لعمر، وإن شئتم تركتها شورى في ستة كما تركها عمر بن الخطاب، وليس فيكم مَن هو صالح لذلك، وقد تركتُ أمرَكم، فولُّوا عليكم مَن يصلح لكم"[4].
*
ثم نزل ودخل منزله، فلم يخرج حتى مات رحمه الله تعالى.
أراد معاوية بن يزيد أن يقول لهم: إنه لم يجد مثل عمر، ولا مثل أهل الشورى، فترك لهم أمرهم يُوَلُّون مَن يشاؤون، وقد جاء ذلك صريحًا في رواية أخرى للخطبة عند ابن الأثير، قال فيها: "أما بعد، فإني ضَعُفتُ عن أمركم، فابتغيتُ لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلَفه أبو بكر، فلم أجِده، فابتغيتُ ستةً مثل ستة الشورى، فلم أجدهم، فأنتم أَولى بأمركم، فاختاروا له مَن أحببتُم، ثم دخل منزله وتغيَّبَ حتى مات"[5].
*
واعتُبِرَ هذا الموقفُ منه دليلًا على عدم رضاه عن تحويل الخلافة من الشورى إلى الوراثة، فقد رفض أن يَعهَد لأحد من أهل بيته، حينما قالوا له: اعهَد إلى أحد من أهل بيتك، فقال: "والله ما ذُقْتُ حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلَّد وِزرها، وتتعجلون أنتم حلاوتها، وأتعجل مرارتها؟! اللهم إني بريء منها متخلٍّ عنها"[6].
هذا حاكم قدَّر القرآن علمًا وعملًا، فطبَّقه على نفسه في صالح أُمته ولأجل سعادتها وصلاح مسيرتها، مقاومًا رغائبه ومطامعه.
*
القرآن في الدولة التي أحلُم بها - وتبدو كلَّ حينٍ لخاطري - مصدر السعادة للأفراد، فهم يعيشون مع آياته في المسجد مع إمامه، ويعيشون معه في المدرسة مع معلِّمها، ويعيشون معه في البيت مع أبنائهم وأزواجهم وأقربائهم وجيرانهم.
قال العجلي: "باع الحسن بن صالح جاريةً، فلما صارت عند الذي اشتراها، قامت في جوف الليل، فقالت: يا أيتها الدار، الصلاةَ، الصلاة، قالوا: طلَع الفجر؟ قالت: وليس تُصلون إلا المكتوبة؟ قالوا: نعم، ليس نصلي إلا المكتوبة، فرجعتْ إلى الحسن، فقالت: بِعتني من قوم سوء، ليس يصلون بالليل، فرُدَّني، فرَدَّها"[7].
*
والحاكم في دولة القرآن يعمل بالعدل، وينصر الحق، ويَحث على الخير، ويضرب على يد الشر، ويُنصف من نفسه، وإن أول عهده مع رعيَّته لهو الإقرار بأنه أجيرٌ عندهم، لا يزيد عليهم في فضل ولا يَفضُلهم في حق، وهو مع القرآن سائر ، ونظامه: "إني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنتُ فأعينوني، وإن أسأتُ فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أُريح عليه حقَّه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخُذ الحق منه إن شاء الله، لا يدَع قومٌ الجهادَ في سبيل الله إلا ضرَبهم الله بالذل، ولا تَشيع الفاحشة في قوم قطُّ إلا عمَّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعتُ الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعةَ لي عليكم"[8]؛ كما قال الصديق والراشدون من بعده ومن اقتفى آثارهم.
*
الحاكم القرآني - أيها الأحباب - قلبه معلَّق بالقرآن الكريم، فهو يحبه ويتلوه، فتسمعه منه غضًّا طريًّا، لا لأن صوته نديٌّ، لكن لأن كلمات القرآن تخرج من أعماق قلبه.
والحاكم القرآني - أيها الأحباب - يقرِّب أهل القرآن الذين يعلمون تأويله، ويعملون به، ويُبعد المفارقين القرآنَ، المقارفين ما نَهى عنه.
*
والحاكم القرآني - أيها الأحباب - يَحرِص على تعاليم القرآن، ولا يوجد في دستوره وأحكامه حُكم يخالف القرآن، فهو بالقرآن يأتَمر وبالقرآن ينتهي، وبالقرآن يُسَيِّر شؤون رعيته، وبه يَحكم فيها.
والحاكم القرآني - أيها الأحباب - حريصٌ على أن تكون رعيته على الجادة التي شرحها القرآن؛ يُوصيهم بها، ويَحضُّهم عليها، وينتهز كل فرصة لتعزيزها وتأكيدها، ويَستبشر خيرًا كلما اقتربوا منها وتأكَّدت صِلتهم بها؛ إذ يعلم أنها الصراط المستقيم الذي َمن سلَكه في الدنيا، كان أهلًا لنصر الله وتأييده ومعيته في الدنيا، وأهلًا لجنته ورضاه ومزيده في الآخرة، وكلُّ ذلك يُوضَع في ميزان حسناته تمامًا كما يوضع في موازين حسنات شعبه ورعيَّته.
*
والرعية في دولة القرآن يعيشون في أمان، لا يَخشون شيئًا على أنفسهم، ما دام حكم القرآن هو الذي يُنفَّذ فيهم، فإن أصابوا فإن القرآن يبارك المصيبين، ويحفظهم ويُؤيدهم، وإن أخطؤوا فإن عقوبة القرآن لا تتجاوز حجم خطئهم، فتَجدهم بها سعداءَ وعنها راضين، وهكذا رعيَّة دولة القرآن في أمان معها على كل حالٍ.

[1] المقصود بالدولة المهدية دولة الإسلام التي كان أولَ حُكامها الخلفاء الراشدون المهديون من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وآخرها المهدي من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
[2] نزهة الخواطر (6/ 738).
[3] انظر سيرته في كتابِي: علماء أغنياء آثروا العلم على الملذات، ص (260)، دار المازري.
[4] انظر الشورى فريضة إسلامية، (ص174)؛ د. علي محمد الصلابي.
[5] انظر الشورى فريضة إسلامية، (ص174)؛ د. علي محمد الصلابي.
[6] انظر مورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة (1/71)؛ ابن تغري بردي، دار الكتب المصرية.
[7] ثقات العجلي (280 - ترتيب الهيثمي).
[8] انظر: كتاب آثار ابن باديس؛ إعداد الدكتور عمار الطالبي، الناشر: الشركة الجزائرية، الطبعة الثالثة 1417هـ، (2/ 401)، وفيه شرح بديع على هذه الأصول القيِّمة في خطبة الصديق رضي الله عنه.

أحمد الجوهري عبد الجواد

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2017, 11:54 AM
جلال العبدللمنعم جلال العبدللمنعم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 173
معدل تقييم المستوى: 0
جلال العبدللمنعم is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2017, 11:55 AM
جلال العبدللمنعم جلال العبدللمنعم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 173
معدل تقييم المستوى: 0
جلال العبدللمنعم is on a distinguished road
افتراضي

عرض رائع وجميل
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:06 PM.