اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2017, 12:59 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp صانكي يدم (قصة وعبرة)


صانكي يدم (Sanki yedim) لفظة تركية، معناها "كأني أَكَلْت"، اشتَهَرَت كثيرًا، وجاءت شُهرتُها من قصةِ رجل عصاميٍّ يُدعَى: خير الدين كججي أفندي، كان يسكن في حي الفاتح بمدينة إسطنبول التركية، وكان قد أطلق عبارته هذه في بداية حياته لتَسلية نفسه وتصبيرها أمام إغراء الشهوة؛ حيث كان يمرُّ كلَّ يوم أمام مصنعٍ للحلوى، وهو في طريقه إلى عمله، وكان كلما نظر إلى قوالب الحلوى تتقطَّع نفسُه شوقًا لطعمها اللذيذ، ولكونه لا يَملِك ثمنَ شراء قطعةٍ من الحلوى، يسدُّ بها شهوةَ نفسه التي تتوق كثيرًا للحلوى، ويسيل لها لُعابُه، ولهذا فقد لجأ إلى حيلةٍ يُسلِّي بها نفسه؛ حيث ألزَم نفسَه تَرديدَ عبارةٍ كان يُطلِقُها كلما وَقَعَت عيناه على قطع الحلوى ذات الأشكال المغرية، تلك العبارة هي: "صانكي يدم (Sanki yedim)؛ أي: "كأني أَكَلْت"، فيَهْدَأ عندها رَوعُه، وتَكُفُّ نفسُه عن التطلُّع إلى ما لا تَقدِر على نَيْله وامتلاكه، وتمرُّ الأيام وهو على مثل هذه الحال من قلَّةِ ما باليد، يلازمها القناعة والرضا بما قَسَمَ الله، حتى بَدَت له الحلوى المغرية شيئًا عاديًّا لا تُثيره جاذبيتُها المعتادة، ثمَّ يتقدَّم به العمر قليلًا، وتبدأ حالته المالية في التحسُّن، فيرتفع راتبُه، ويتبقَّى له ما يوفِّره من المال، ومع هذا يستمرُّ حاله في المرور يوميًّا أمام مصنع الحلوى، وهو في طريقه إلى عمله أو عائد منه، ومعها يستمرُّ عزوفُه عن شراء الحلوى المحبَّبة إلى نفسه، رغم إمكانية شراء الحلوى في هذه المرة؛ إذ بقي على حاله بإلزام نفسه ترديدَ الشعار الذي أطلَقه قديمًا: "صانكي يدم (Sanki yedim)؛ كأني أكلت، "ولم يكن ذلك بُخلًا منه، ولكنه وضَع له هدفًا ورؤيةً، يريد أنْ يصل إليها، تلك الرؤية هي بناء مسجد في الحيِّ الذي يَسكُنه؛ حيث كان الحيُّ بحاجةٍ ماسَّة إلى مسجدٍ يَجمعهم للصلوات المفروضة، وتُقام فيه حلقاتُ تحفيظ القرآن الكريم لأطفال الحيِّ، ولكي يُحقِّق هدفه السامي، اشترى حصَّالة ووضعها في البيت، وكان كلما عاد من عمله، وضع بالحصالة مبلغًا من المال يساوي قيمة قطعة الحلوى فيما لو قام بشرائها والتهامِها، وهو يردِّد مقولته المعتادة: "صانكي يدم"، وتمرُّ الأيام، ومعها يزداد المبلغ في الحصالة، حتى توفَّر له بعد فترة من الزمن المبلغُ المناسب لبناء المسجد الذي كان يَحلُم به، وتقديرًا لجهود هذا الرجل فقد أطلق أهالي حي الفاتح اسم: "صانكي يدم" على هذا المسجد؛ تقديرًا لصاحبه، وتخليدًا لذكراه، حتى غدا مسجد "صانكي يدم" - رغم كونه لا يتسع إلا لما يَقرُب من 200 مصلٍّ فقط - مَعْلَمًا سياحيًّا في مدينة إسطنبول بتركيا، يتعمَّد زيارتَه كلُّ مَن خارت همَّتُه عن تحقيق حُلمٍ أو مشروعٍ بسبب عائقٍ ماليٍّ، أو وقتٍ أو تثبيطٍ أو خلافها، فلم يتمكَّن بسبب ذلك العائق من الوصول إلى حُلْمِه المنشود، فلعلَّه بزيارته لمسجد "صانكي يدم" قد يَشحَن هِمَّتَه من وقود وعزم صاحب مسجد "صانكي يدم" الذي وقف بحزمٍ أمام إغراء الحلوى في سبيل تحقيق حُلم نبيلٍ راوَدَ فكرَه، فوصل للهدف الذي رَسَمَه بالتركيز والعزم والمثابرة، وعدم الاستسلام للمعوِّقات أو الإغراءات.
*
فما أحوجنا اليوم إلى أن نقول: "كأني أكلت" لكلِّ شيءٍ كماليٍّ في الحياة؛ لنضع قيمته في صندوق توفير، بهدف صرف هذا المبلغ في مشروع خيريٍّ، أو سدِّ رَمَقِ جوع أسرةٍ فقيرة، أو كسوة يتيمٍ، أو إعالة أرملة مُعدَمة، أو مساعدة عاطلٍ سُدَّت الطرقُ أمامه، بسبب تدنِّي وطنية بعض أرباب العمل ممن فضَّلت العمالة الأجنبية ومكَّنَتْها، ويمكن لهُواة التسوُّق في المولات - ممن تعوَّد شراء ملابس زائدة عن حاجته - أن يَصرف مبلغ الشراء في مشروع خيريٍّ، ويقول في نفسه: كأني اشتريتُ، ومثل ذلك نقوله لهواة شحن أرصدة هواتفهم، بصرف شيء من مبلغ الشحن في مشروع نافع، وأن يقولوا عند ذلك: كأني شحنتُ، ومثل هذا نقوله أيضًا للمهووسين بالسياحة، ماذا لو قالوا في إحدى رحلاتهم المتكرِّرة: كأني سافرتُ.
*
أَما إنْ ضعُفت النفوس، وخارت العزائمُ، ورغِبت النفس في التلذُّذ، فلا أقلَّ مِن أنْ نقول لأصحاب السنابات الذين أدْمنوا نشر "هياطهم" على الملأ: بلاش تقطيع قلوب أطفال ونساء الغلابى من المُعوزين، أو تُثيروا مشكلات زوجية في بيوت المسلمين، ممن لم تَسمح لهم ميزانيَّاتهم بالسياحة الخارجية مثلكم، وقل لنفسك: كلما هَمَمتُ بإرسال سناب هياط على حسابك: كأني أرسلتُ!
*
وختامًا نقول: يا مَن أنعم الله عليه بالخير الوفير، إن لم تُلملم جراحَ المعوزين، فلا أقل مِن ألا تَجرح مشاعرَهم، فاللهم اجعَلنا هُداةً مُهتدين، غير ضالين ولا مُضلِّين!

د. علي أحمد الشيخي

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-01-2018, 11:25 PM
مستر عمر اليماني مستر عمر اليماني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2018
المشاركات: 143
معدل تقييم المستوى: 0
مستر عمر اليماني is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:51 AM.