اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2018, 02:11 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp الفاديات (قصيدة)


إلى الحرائر الفلسطينيات الطاهرات، اللواتي أصررن على الرباط في المسجد الأقصى لحمايته من عدوان الصهاينة, وأقسمن أن يفدينه بالأرواح, فكُنَّ الإيمان والفداء، وكُنَّ النموذج الباهر والقدوة الآسرة.

هُنَّ الأجَلُّ معادناً وذكاءَ
وعزيمةً فوق السها شماءَ
المسبغات ثيابهن تعففاً
والمسبغات لدى الوضوء الماءَ
ماء الوضوء يزيدهن طهارةً
وثيابهن تزيدهن نقاءَ
هن الحسان خلائقاً ومبادئاً
وبهن جُزْن الكوكب الوضَّاءَ
وجمعن للحسن الذي أوتينه
حسن العفاف صيانة وإياءَ[1]
وجعلن للحسن الطهور مكانة
أعلى وأغلى عزةً ورُواءَ
فغدون ذروته فكل مزية
في الحسن تبدو جنبها شوهاءَ
♦ * * * * *** * * * ♦ * * *** * * * ♦
الفاديات رأيتهن سماءَ
ورأيت فيهن المنى الحسناءَ
هنّ العزيزات اللواتي رُعْننا
وأثرن فينا نخوة وضَراءَ[2]
التاليات الآي في رأد الضحى
وأصائلاً في فرحة ومساءَ
المخلِصات المخلَصات قوانتاً
العاشقات الحق والعلياء
لما اتقين الله حق تقاته
أدركن منه عنايةً ورضاء
وقبسن من عمر العظيم حميّةً
ومن الفواطم عفةً وحياء
وتَخِذْن من زرد اليقين أسنةً
ومن التوكل أسيفاً وَوِقاء
ورأين عز الشمس في ريعانها
فقبسن منها عزةً وإباء
وقبسن منها إذ رأين سطوعها
مجداً جليلاً جانب الخيلاء
ومحون بالنور الذي أدركنه
منها المخاوف مَحْوَها الظلماء
فطلعن أرجى ما تؤمله العلا
وأتين أغنى ما نود رجاء
فإذا بهن الأسد في أجماتها
بالرعب رعن البغي والأعداء
♦ ♦ ♦
وأعدن فينا خولةً وسُميةً
ونسيبةً في العزم والخنساء
وأعدن عائشة الطهور وزينباً
وأعدن أصبر أهلها أسماء
ووجدن في نيل الشهادة منحةً
جلَّت من المولى الكريم عطاء
الظافرون بفضلها موتى فإن
لبسوا كرامتها غدوا أحياء
فجعلنها الهدف الذي أُشربنه
وله سعين براءةً وولاء
هن الظباء فإن غضبن فلن ترى
منهن إلا أسيفاً حمراء
بوركن من فئةٍ أرتنا قدوةً
ميمونةً لا تعرف الإعياء
وترى المخاطر أنعماً مهما عتت
والذلَّ عاراً والونى ضَرَّاء
ولقد علون بنيةٍ أخلصنها
تستعذب الأهوال لا الأهواء
فغدون في الدنيا سماء جلالها
وغدون في عليا السماء سماء
إن الجراءة في النساء حمية
من شأنها أن تصنع الجرآء
وبها غدونا إذ قبسنا نارها
جرآء نجعل من بغوا أشلاء
أكفاء للجلَّى على أهوالها
ومن التلبُّث والونى طلقاء
♦ ♦ ♦
الفاديات أعدهن بشائراً
قد جئن من عليا الجنان وِضاء
وغداً تكون وعودهن وفي الضحى
قدراً تراه عيوننا وقضاء
يلقى به الباغي جزاء ضلاله
وبه نكون بربعنا السعداء
♦ ♦ ♦
الفاديات أعدهن كتيبةً
منصورةً وأعدهن لواء
نادى فلبَّى المسلمون نداءه
جلُّوا وجلَّ فوارساً ونداء
طوبى لهن فدين أقصانا الذي
يشكو اليهود أخسةً جبناء
لكنهم عاثوا لأن حماته
وهنوا فكانوا همةً شلاء
واليوم أيقظهم حُداء حرائر
طابوا وطبن عزيمةً وحُداء
طوبى لهن قيادةً وإهابةً
وبطولةً تذر البغاة هباء
القدس في أخلادهن أمانة
وشموخ مئذنة علت شماء
والهول مهما اشتد روض شائق
يبصرن فيه من الخنوع شفاء
♦ ♦ ♦
إنا لنفخر أن فينا نسوةً
أرجعننا بعد الونى بُسَلاء
هن السوابق لا مراء وإننا
نجد الطريق سلكنه أرزاء
لكنَّ فيه مفازنا ورجاءنا
ونحب فيه الهول واللأواء
إنا سنسلكه أباةً أقسموا
أن يرجعوا بالنصر أو شهداء
والنصر أرجى ما يجيء لنا إذا
نسقيه منا في اللقاء دماء
قسماً سنسقيه الدماء غزيرةً
والفاديات يقدننا حُمَساء
♦ ♦ ♦
إني أقبل راحهن تزلفاً
لله أرجو من لدنه رِضاء
وعساي أدرك بعض ما أدركنه
فأفوز فوزاً جاوز الأمداء
في جنةٍ أظلالها ممتدة
سعداً وجوداً بالغاً وبقاء
تفنى الدهور وليس تفنى إنها
هبة حباها ربها من شاء
ألقى النبيَّ وصحبه في ظلها
والآل والخلفاء والحنفاء
والفاديات النائلات كرامةً
طابت فكانت نعمةً غَرَّاء
إن يبد بعض النور منها فجأةً
يخفي النجوم طوالعاً وذُكاء
نلن الخلود بواهراً وشفعن لي
فحبانيَ الرحمن منه رِعاء
فبهن نلت مفازتي وسعادتي
شكراً لهن أيادياً بيضاء
طوقن جيدي بالجميل فليتني
كنت الذي أمضى الحياة فداء
وجعلتهن منارة في ناظري
أرنو إليها جهرةً وخفاء
وإذا خلوت وإن لقيت أحبتي
فيزيد إيماني هدىً ومضاء
♦ ♦ ♦
ولقد رأيت المفتدين محاسناً
تربو وتبقى ثرةً معطاء
لكن صنع الفاديات رأيته
فاق المحاسن نصرة وسخاء
إذ بعنه لله وهو من اشترى
لما رآه كالضياء نقاء
فحباه من شرف القبول أجلَّه
سعداً يروع ورفعةً وحِباء[3]
أنا لست أجحد غيره لكنه
كان الأعز بطولةً وغَناء
وممحضاً لله جلَّ جلاله
لا كبر فيه يشين أو خيلاء
فعَلا ونال من الإله كرامةً
تزداد ما مرَّ الزمان علاء
مجد وطهر بردتاه فهل ترى
إلا الريادة غايةً حسناء
تزكو وترمقها الخلائق غبطةً
محمودةً أو نقمةً نكراء
والفوز يستدعي ثناء أولي النهى
ومن اللئام الحقدَ والبغضاء
♦ ♦ ♦
وأنا رأيت وليس فيَّ حسادة
في الفاديات كتيبةً خضراء[4]
والقول فعلاً والعهود رعاية
والحسم يحرسه الهدى قد جاءا
البائعات الشاريات وعن رضاً
البالغات النجم والجوزاء
يا ليت قومي يعلمون مكانةً
أدركنها ميمونةً زهراء
طيّبنها فغدت نضارة منزل
لبس الجلال مجادةً وبهاء
الحسن فيه يجل عن وصف له
والسعد فيه كواكب تتراءى
وتسابق النعماء فيه نفسها
والمجد يسبق أخته العلياء
والطيب مسك نفحه مر الصبا
إن فاح يملأ ربعنا أشذاء
قد راعني فأتيت أطلب جوده
ثراً فكان عطاؤه آلاء
فشكرته شكر المقر بفضله
وحبوته نبض الفؤاد ثناء
لكنني أدركت أن عطاءه
أنقى وأبقى أنعماً وجزاء
شتان بين عطائه لما غدا
فوق الأنام غمامةً سحَّاء
وعطاء مثلي وهو سؤر سحابة
لم يرو زرعاً أو يبلَّ ظِماء
تتفاوت الأفضال في إحسانها
ويظل من جادوا بها فضلاء
عفوا فعاشوا لست تبصر بينهم
حسداً يشين وبغضةً وعداء
الصدق طهرهم فكانوا كالضحى
في رأده والإخوة السُّمَحاء
وتفاوت الفضلاء حكمة خالق
لم تجعل الأرضى لديه سواء
لكنهم باقون في سلطانه
ورِعائه الأخيار والصُّلحاء
♦ ♦ ♦
صنع أعزته البسالة والتقى
فغدا لهن الجنة الغناء
أكبرتهن لِما صنعن وحينما
عاينته ألفيته لألاء
فحبوته قبل القريض مودتي
وجرى السرور بمقلتيَّ بكاء
وإذا السرور طغى فجاز حدوده
فانظره دمعاً وارتقبه غِناء
لكنه في حالتيه بسمة
لبست من الحلل الحسان رداء
والنفس بين هنائها وبلائها
كالريح تأتي شدةً ورخاء
ولربما الأفراح صارت حسرةً
ولربما صار البكاء هناء
♦ ♦ ♦
شعري أجدْ في الفاديات قصيدةً
تُهدى لهن يتيمةً عصماء
واجعل مراميها وفاءً خالصاً
ومدادها الأطياب والحِنَّاء
لتكون بين الأوفياء مرادهم
وتكون أكرم ما نود وفاء
والشعر يعظم إن ترفَّع عن جداً
وأراد محض الحق لا الإطراء
وعسى قصيدتيَ التي حبرتها
في الفاديات ستبهر الشعراء
فتكون أنفس ما نظمت ودرةً
فاقت ضرائرها سناً وسناء
واحمل لهن هديةً من مقلتي
ومن الفؤاد محبةً ودعاء
وقلادةً من صنع أمة أحمدٍ
من أكرمين أراجلاً ونساء

[1] إياء الشمس: أشعتها وحسنها.
[2] ضراء: شدة.
[3] حباء: عطاء وإكرام.
[4] بالغة القوة.

د. حيدر الغدير

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:20 PM.