اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2018, 02:20 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp سعدت بك الدنيا (قصيدة)


سعدتْ بكَ الدنيا وضاءَ الفرقدُ
لِمَ لا وأنتَ الهاشميُّ محمَّدُ؟
لما طلعتَ على الحياة تنوَّرتْ
فكأنها فلقُ الهدى يَتوقدُ
ظمئتْ لك الأيامُ حتى جئتَها
فلتهنأ الأيامُ طابَ الموردُ
جئتَ البريةَ فاستعادتْ رشدَها
يا خير مَنْ يَهدي السبيلَ ويُرشِدُ
أهلًا بيومكَ باسمًا متلألئًا
تُطريه ألسنةُ الوجودِ وتحمدُ
ماذا يقول الشعرُ فيه وقد حدا
ركبَ الحياةِ فما تعرَّجَ فَدْفَدُ؟
قد كانَتِ الدنيا ظلامًا مائجًا
والظلم حرٌّ إذْ يصولُ ويُفسدُ
وشريعة الأهواء تحكمُ، والورى
كلٌّ إلى كلٍّ عدوٌّ يرصدُ
حتَّى إذا هلَّ الربيع وأشرقتْ
شمسٌ جلاها بالنقاءِ المولدُ
شعَّت هدايةُ دينِ أحمدَ وانبرتْ
تُزجي التقى للعالمينَ وتُسْعدُ
والجاهليون ارتمتْ أصنامُهم
لما علا هامَ الفضاءِ المسجدُ
وإذا الصحابةُ أسرةٌ محبوكةُ ال
أطراف والدُها الرسولُ محمَّدُ
تبني الحياةَ على السعادة والإخا
الكلُّ - أولُهم وآخرُهم - يدُ
سادَ النعيمُ صغيرَهم وكبيرَهم
إنْ غوَّروا - فهُمُ معًا - أو أنجدوا
قامتْ حضارتُهم على أسسِ الهدى
قد جدَّدوا وجهَ الدنا وتجدَّدوا
أمِنَ العدالة أنْ نُصيخَ لحاقدٍ
أعماهُ ما يَجدُ الحقودُ ويَشهدُ؟
تاهتْ شعوبُ الأرضِ في أفكارها
فحياتُهم ليلٌ وضنك أنكدُ
هجروا سبيلَكَ يا محمدُ ويلهم
مِنْ أين للدنيا كدينك يُنْجِدُ؟
♦ ♦ ♦
ولقد مررتُ على الطلولِ أبثُها
وجدي فراعتني الطلولُ الهمَّدُ
ومشيتُ في ساحاتها وعددتُ أيْ
يامًا مضتْ، والمُستهامُ يُعدِّدُ
النخلُ يبكي والرياحُ كأنّها ال
بحرُ الخِضمُّ فكمْ تموجُ وتزبدُ؟
ساءتْ بيَ الآمالُ والعبراتُ قدْ
ماجتْ، وخلتُ اليومَ ليسَ له غدُ
وسألتُها ما للطلولِ كئيبةً
والحزنُ يطغى والخرابُ يُعرْبِدُ؟
أين الليالي حالماتٍ تزدهي
أين الحبيبُ وحسنُه المتفرِّدُ؟
أين الممالكُ سائدًا فيها التقى
أين الندى، أين العلا والسؤددُ؟
أين الملاحمُ والبطولاتُ التي
باهتْ بها الدُنيا وسُرَّ مُحمّدُ؟
أين الهوى يُذكي الصدورَ بوهجه
ويُعيدها حُممًا تقومُ وتقعدُ؟
أين الحضارةُ يَستظلُّ بها الورى
أين الشموخُ وقد تبجَّحَ ملحدُ؟
أين المعاني والمغاني والأما
ني، أين عيشُ الأولينَ الأرغدُ؟
أين السعادة؟ لا غصونٌ غضةٌ
تبدو، ولا ظلٌّ ظليلٌ أبردُ
أين الهدى الفيّاض يروي غُلةً
أين المُنى، أين الفخارُ السرمدُ؟
أين الإباءُ الحرُّ يُلْقِمُ طغمةً
جيفَ الكلابِ وقد أتتْ تتوعَّدُ؟
هي زمرةٌ لعبَ الشمولُ بعقلها
فمضتْ أراجيفَ الكذابِ تُردِّدُ
كلٌّ رأى ما يَشتهي مِنْ دهرهِ
والمسلمون على الأماني هُجَّدُ
وضعٌ يذوبُ له الفؤادُ تحسُّرًا
ويَحارُ في أحوالهِ المتفقِّدُ
لا للحياةِ كئيبة القسماتِ، لا
للقلبِ يخبو الحبُّ فيه ويَجمدُ
لا للحياةِ وقد تهاوى صرحُنا
لا للدُنا وشعاعُنا متربِّدُ
لا للمآسي تطحنُ البسماتِ، لا
للنّاسِ تركعُ للفسوقِ وتسجدُ
ضاعتْ موازينُ الفضيلةِ هلْ لها
قلبٌ يُؤيِّدها وثغرٌ ينشدُ؟
♦ ♦ ♦
ما للطلول حزينةً؟ هل شاقها
أهلٌ سرَوْا في المُوبقات وأبعدوا؟
ما لي أسائلُها فلا ألقى جوا
بًا يُسْعِفُ القلبَ الحزينَ ويبردُ؟
لكأنها وقفَ الكلامُ بصدرِها
أسَفًا على مُتحررين اسْتُعبِدوا
ونأتْ بهم طرُقُ الغواية فالرَّدى
مُترَصِّدٌ، يا حبَّذا المُترَصِّدُ
لما غدا الإيمانُ مِنْ أعماقِهم
هجروا أوامرَ ربِّهم وتمرَّدوا
جُرِفوا بسيل الغربِ ليت نفوسَهم
تصحو، وليت عقولَهم تتفقدُ
أمسَوا له بعد السيادة أعبدًا
أوَ لم يروا ما يبتغيه السيِّدُ؟
قومي ودينُ الله أنصعُ حجةً
وأدلُّ تبيانًا لمَنْ يَسترشدُ
عودوا بنا يَخضرَّ دوحُ فخارِنا
العَودُ للإسلام عَودٌ أحمدُ
كنّا الأساتذة العظامَ الفاتحي
نَ، ومَنْ سوانا خاضعون وأعبُدُ
وإذا بنا فرَقٌ يُحطّمها الهوى
في كلِّ وادٍ، والعدو مُوحَّدُ
كنّا نُهدِّد مَنْ نشاءُ ونُخْتشى
ما بالُنا: لا نُختشى، ونُهدَّدُ؟
فيضُ المكارمِ والعدالةِ والحجا
ينبوعُه في ديننا لا ينفدُ
فعلامَ نبحثُ عنْ حلولِ مشاكلٍ
مِنْ كلِّ شعبٍ تائهٍ نستوردُ؟
♦************* ♦************* ♦
ربّاه يا غوثَ الصريخ شكايةً
قد ذابَ مِنْ هولِ المُصابِ الجلمدُ
رحماك مِنْ آلام دهرٍ مظلمِ
الكربُ يبرقُ، والنوائبُ ترعدُ
ما إنْ سواكَ لأمةٍ محزونةٍ
ضاقَ الزمانُ بها وعزَّ المُنجدُ
قصدتْ رحابَك تشتكي ألمَ النوى
وإذا رددتَ فأي رحبٍ تقصدُ؟
ابسطْ لها كفَّ الأمانِ وداوِها
قد ملَّ منها داؤُها والعودُ
واطرحْ على أخطائها سترَ الرضا
فطريفُها يشكو، ويبكي المتلدُ
هي أمةٌ أضنى البعادُ فؤادَها
أعداؤُها سخروا بها والحُسَّدُ
إنْ لم تمدَّ لها حبالَ معونةٍ
سقطتْ، ولا أحدٌ هناكَ يؤيِّدُ
بعظيمِ فضلك - يا إلهي - كُنْ لها
سندًا، وإنْ تمنعْ فمَنْ ذا يُسندُ
هذي عريضتُها، وهذا حالُها
وجهٌ حليفُ أسىً وقلبٌ مُكْمدُ
رفعتْ إليك أكفَّها تشكو الونى
ولرُبَّ شكوى في قريضٍ يُنْشَدُ

[1] قيلت هذه القصيدة سنة 1984م.

د. عبدالحكيم الأنيس

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:49 AM.