اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2017, 11:49 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp عثمان بن عفان والخدمة المجتمعية


إنَّ الخدمة المجتمعيَّة هي ما يَمنحه الإنسانُ للإنسان؛ فهي إضافةٌ كمِّيةٌ أو نوعيَّة لمجتمعٍ معيَّن في مجالٍ واحد أو مجالات، تَهدف هذه الأنشطةُ إلى سَدِّ الثَّغرات، وترتيب الأولويَّات، وتغطية الحاجات.
كان صاحب الهِجرتين، وزَوجُ البنتين، وذو النُّورين - مِن روَّاد الخدمةِ المجتمعية، ورمزًا لنجدة الملهوف والعطيَّة، حتى أحبَّه قومُه حبًّا جمًّا، وكان النِّسوة في الجاهلية ينشدن مع صغارهنَّ بأهازيج يترنَّم معها الزمان:
أحبك - والرَّحمن - ♦♦♦ حبَّ قريشٍ عُثمان
*
لم يعِشْ عثمانُ بن عفَّان رضي الله عنه لنفسه فقط؛ فقد صنَع منه الإسلامُ إنسانًا جديدًا، ونموذجًا اجتماعيًّا فريدًا، أدعك - أيُّها الموفَّق - تتبيَّن ذلك مِن حسن أقواله، وتتأكَّد به مِن جميل أفعاله.
ألم يقل عثمانُ بن عفَّان رضي الله عنه: "حُبِّب إليَّ مِن دنياكم ثلاث: إطعامُ الجيعان، وكِسوةُ العريان، وتلاوة القُرآن"؟
*
لله درُّك يا عثمان! قد سَمَتْ بك روحُ العطاء، ومُيِّزتَ عن جموع القُرناء، أنت خير مناضل؛ إذ الدنيا عندك لا تعدِل شيئًا إلا أن تسهِم في بناء المجتمعِ الفاضِل، تجود بالإطعام، والكسوةِ والإكرام، تتلو القرآن، وتنشر الإيمان.
ومن روائع أقوالِه، ودرَرِ أمثاله رضي الله عنه: "أربعة ظاهرهنَّ فضيلة، وباطنهنَّ فريضة: مخالطةُ الصَّالحين فضيلة، والاقتداء بهم فَريضة، وتلاوةُ القرآن فَضيلة، والعمَل به فريضة، وزيارة القبور فَضيلة، والاستعدادُ لها فريضة، وعيادةُ المريض فضيلة، واتِّخاذ الوصيَّة فريضة".
*
فالصحابيُّ الحييُّ السِّتير، والخليفة الرَّاشد الكبير - يبيِّن لنا أنَّ الفرد المسلم ينفعل ويتفاعَل مع مجتمعه مِن خلال أربع محطَّات، فيها الصلات والاتصالات؛ فمخالطة الصَّالحين، وتلاوة القرآن، ثمَّ زيارة القبور، وعيادة المريض - هي ليست بالفضيلة المستحبَّة؛ بل هي قطعًا الفريضة المتأكدة.
*
والذي يتساءل عن دوافع العَطاء، وبواعث السَّماحة والإخاء، أجيبه بأثَر القرآن، في صياغة شخصيَّة عثمان بن عفان رضي الله عنه:
إنَّه كتابُ الله، ووحيُه المنزَّل على خليله ومصطفاه، الذي يرفع الله به أقوامًا ويضَع به آخرين، فارتقى به عثمان إلى جنَّة ربِّ العالمين.
إنَّه الرافد الأول، والمحرِّك المحول، الذي غيَّر حياةَ إنسان، من الفرديَّة إلى الجماعيَّة، فمِن راهبٍ بالليل في الإسرار، إلى فارس باسِل بالنَّهار، هكذا اكتملتْ شخصيَّةُ عثمان بن عفان رضي الله عنه في الجَمْع بين الشَّعائر التعبُّدية، والمشاعر الاجتماعيَّة، قام الليلَ البَهيم على رقعة، فختَم القرآنَ الكريمَ في رَكعة، قال الله تعالى واصفًا هؤلاء الطَّبقة من الناس: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].
*
وبعدها قام الصَّحابيُّ الجليل عُثمان بن عفَّان رضي الله عنه بصلاة النَّهار؛ إذ انبرى كاللَّيث في خدمات مجتمعيَّة كالغَيث المدار؛ فحفر بئرَ رومةَ، بعد أن كادت تَضيع من المسلمين الأرومة، وهو قد استجاب لنِداء نبيِّ الأمة صلَّى الله عليه وسلم: ((مَن يَحفِر بئرَ رومةَ فله الجنَّة))، فحفرها الصحابيُّ عثمان، وأكرمه اللهُ بالرِّضوان، وبشَّره النبيُّ بالجِنان.
وساهم في توسِعة المسجدِ النَّبويِّ على الأنحاء؛ وذلك بشراء الأراضي قريبةِ الأرجاء، وقد كان عثمان سفيرَ تَجهيز جيشِ العُسرة؛ فهو مَن تاجر بماله فأغنى من الفقر!
*
فبعد أن ندَب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الناسَ إلى الخروج، وبعَث إلى مكَّةَ وكذا قبائل العرب يستنفِرهم للحرب، ولاحتمال ما قد يقَع مِن قتْلٍ وجرح وضَرْب، فجاء الأمرُ النَّبوي للناس - بعد ذلك - بالصَّدَقة، وحثَّهم صلوات ربي وسلامُه عليه على جزيل العَطايا بالنَّفقة؛ فقَدِم القومُ بصدقات كثيرة، وجلبوا معهم أعطيات غزيرة، وكان لعثمان بن عفَّان الحظُّ الأوفر منها؛ فهو رجلُ المهمَّات، والمنقِذ في حال الأزمات، فجهَّز عثمان ثُلثَ الجيش بتسعمائةٍ وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏، وأنفق ألفَ دينار قد نثَرها في حِجْر خيرِ البريَّة، استحقَّ بعدها الجوائزَ النبويَّة، وما ضرَّ عثمانَ ما فعَل بعد اليوم، وليس عليه مِن حنق ولا لَوم.
*
رَحِم اللهُ الصحابيَّ الجليل، والخليفةَ الخلوق النَّبيل، وجزاه خيرًا على ما قدَّمه مِن أيادٍ بَيضاء، نشَرَتِ الكرمَ والسَّخاء، وصلِّ اللهمَّ على صاحب الشَّريعة السَّمحاء.

عبدالغني حوبة

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:52 AM.